كروية الأرض: حقيقة علمية وإعجاز قرآني

هل فكرت يومًا في الحكمة من وراء تناوب الليل والنهار؟
هل تساءلت عن القوة التي تحكم هذا النظام المعقد والمتناسق؟
في هذا المقال، سنستعرض تفسيرًا عميقًا لآية قرآنية تلمس هذا الجانب العظيم من خلق الله، ونربطه بالنظرة العلمية الحديثة لكروية الأرض.
قال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ (الزمر:5).
هذه الآية الكريمة تصور تكوير الليل على النهار والعكس، يستقيم حمل الليل والنهار على موضعه من الأرض, فالليل يحل محل النهار والنهار يحل محل الليل باستمرار, ولا يكون هذا إلا للشكل الروي الذي يدور حول نفسه باستمرار أمام مصدر الضوء؛ خاصة مع استخدام القرآن الكريم الفعل المضارع الدال على التجدد والاستمرار: (يُكَوِّرُ), و يتفق هذا الوصف مع الحقائق الفلكية الحديثة ويؤكد على تجدد واستمرار هذه الظاهرة.
علماء كبار مثل ابن حزم وسيد قطب والشعراوي قد أوضحوا هذه الحقيقة من خلال تفسيرهم للآية. يشير ابن حزم إلى أن البراهين القرآنية والسنة تؤكد على تكوير الأرض، بينما يركز سيد قطب على التعبير العجيب الذي يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض. ويتناول الشعراوي التصادم بين القرآن والعلم، مؤكدًا على أن القرآن يحمل آية صدقه في ذاته ولا يحتاج إلى موافقة العلم.
خاتما: إن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو دليل على الحقائق العلمية التي تم اكتشافها بعد قرون من نزوله. يعكس تفسير الآية الكريمة (الزمر:5) هذا الجانب من الإعجاز القرآني، ويؤكد على وحدة الخالق وعظمة خلقه. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (سبأ:28).
مختصر لمقال قديم للدكتور محمد دودح رحمه الله تعالى
**المصادر العلمية:**
1. تفسير ابن حزم للقرآن الكريم.
2. كتابات سيد قطب في تفسير القرآن.
3. خطب ومحاضرات الشيخ الشعراوي.


الوسوم:

مقالات ذات صلة