تمساح يمسك بخرطوم فيل صغير فيهب قطيع الفيلة لنجدته سبحان الله

 
الثلاثاء/ديسمبر/2019
   

 

تمساح يمسك بخرطوم فيل صغير فيهب قطيع الفيلة لنجدته سبحان الله

تمساح يقوم بإمساك خرطوم فيل صغير فيهب قطيع الفيلة لإنقاذه فسبحان الله (المصدر الديلي ميل)

بقلم فراس نور الحق

 مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

قال الله تعالى :(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون)7.

أقوال المفسرين والعلماء في معنى الآية :

 قال الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرءان “إلا أمم أمثالكم “أي هم جماعات مثلكم في أن الله خلقهم وتكفل بأرزاقهم وعدل عليهم فلا ينبغي أن تظلموهم ولا تجاوزوا فيهم ما أمر تم به ” وقال الزجاج “إلا أمم أمثالكم ” قال في الخلق والرزق والموت والبعث والاقتصاص وقال مجاهد أصناف لهن أسماء تعرف بها كما تعرفون.

 “وقال الإمام جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور في التفسير بالمأثور “أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله عز وجل “إلا أمم أمثالكم “قال خلق مثلكم “.

وقال في تفسير الجلالين للإمام السيوطي “إلا أمم أمثالكم “ـ في تدبير خلقها ورزقها وأحوالهم”أه

وقال الإمام الطبري في هذه الآية في تفسيره جامع البيان عن تأويل القرءان “جعلها أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة تعرف كما تعرفون وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب “.

وقال الإمام ابن القيم “وقال الخطابي ما أحسن ما تأول سفيان ـ يعني ابن عيينة ـ هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره وجب المصير إلى باطنه وقد أخبر الله عن وجود المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة وذلك ممتنع من جهة الخلقة والصورة وعدم من جهة النطق والمعرفة فوجب أن يكون منصرفا إلى المماثلة في الطباع والأخلاق. ثم علق ابن القيم قائلا والله سبحان قد جعل بعض الدواب كسوبا محتالا وبعضها متوكلا غير محتال وبعض الحشرات يدخر لنفسه قوت سنته وبعضها يتكل على الثقة بأن له في كل يوم قدر كفايته رزقا مضمونا وأمر مقطوعا وبعضها لا يعرف ولده البتة وبعض الإناث تكفل ولدها لا تعدوه وبعضها تضيع ولدها وتكفل ولد غيرها وبعضها لا تعرف ولدها إذا استغنى عنها وبعضها يدخر وبعضها لا تكسب له وبعض الذكور يعول ولده وبعضها لا تزال تعرفه وتعطف علبه.وجعل بعض الحيوانات يتمها من قبل أمهاتها وبعضها يتمها من قبل آبائها وبعضها لا يلتمس الولد وبعضها يستفرغ الهم في طلبه وبعضها يعرف الإحسان ويشكره وبعضها ليس ذلك عنده شيئا وبعضها يؤثر على نفسه وبعضها إذا ظفر بما يكفي أمة من جنسه لم يدع أحدا يدنوا منه وبعضها يألف بني آدم ويأنس بهم وبعضها يستوحش منهم وينفر غاية النفار منه وبعضها لا يأكل إلا الطيب وبعضها لا يأكل ألا الخبائث وبعضها يجمع بين الأمرين وبعضها لا يؤذي إلا من بالغ في أذاها وبعضها يؤذي من لا يؤذيها وبعضهم حقود لا ينس الإساءة وبعضها لا يذكرها البتة وبعضها لا يغضب وبعضها يشتد غضبه فلا يزال يسترضى حتى يرضى وبعضها عنده علم ومعرفة بأمور دقيقة لا يهتدي إليها أكثر الناس وبعضها لا معرفة له بشيء من ذلك البتة وبعضها يستقبح القبيح وينفر منه وبعضها الحسن والقبيح سواء عنده وبعضها يقبل التعليم بسرعة وبعضها مع الطول وبعضها لا يقبل ذلك بحال “أه كلام ابن القيم(شفاء العليل لابن القيم ص77).

خلاصة كلام المفسرين:

 الطيور والدواب مثل بني آدم من حيث أن الله رزاقهم ومحييهم ومميتهم وأكتساب الرزق ومن حيث الطباع والسلوك والأخلاق، فمن الحيوانات من خلقه السرقة ومنهم من طبعه الغدر ومنهم الوفي ومنهم المسالم ومنهم الشرس ومنهم الاستغلالي ومنهم الوفي لزوجته ومنهم الخائن.

 كذلك رزقهم الله الرحمة بصغارهم فمنهم من يبذل حياته دفعاً عن صغيره ومنهم من يدافع عن أي فرد من القطيع لو تعرض لاعتداء من أحد  الاعداء كما يفعل بنو آدم تماماً.

تمساح يمسك بخرطوم فيل صغير فيهب قطيع الفيلة لإغاثته:

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أمس: إن المصور الهاوي جوهان أوبرمان، 38 عاماً، سجل هذه اللحظة النادرة، أثناء التقاط بعض الصور لعائلة من الأفيال، خلال رحلة ليوم واحد قضاه في حديقة “كروجر الوطنية” في جنوب إفريقيا، حيث يعيش المصور الذي قال: “إن الأفيال كانت ترعى في المكان، تأكل العشب وتشرب الماء وتستريح قليلاً، تماماً كما تفعل الأفيال دائماً”.

وفي تلك الأثناء توجه الفيل الصغير إلى بركة الماء القريبة، وأنزل خرطومه ليشرب، وتحت الماء كان يقبع هذا التمساح، الذي لم يتوان عن الانقضاض بفكيه على خرطوم الفيل في محاولة لقتل الصغير، في أحد المواقف التي اعتبرها الخبراء نادرة الحدوث في سلوك التماسيح، فراح الصغير يصرخ مرعوباً ويحاول سحب خرطومه بلا جدوى، وما إن سمع القطيع صرخات الصغير، حتى أسرع إليه الجميع يهدرون بأصواتهم ويدقون بأقدامهم، فما كان من التمساح إلا أن أفلت خرطوم الفيل، وهرب تحت الماء.

الفيلة تستنفر لإنقاذ الصغير (المصدر الديلي ميل)

وقال أوبرمان: “إن إثنين من خبراء سلوك الحيوانات، حللا الواقعة، فأكدا أن التمساح نادراً ما يحاول صيد فيل صغير، وعندما حدثت الواقعة أصيب قطيع الفيلة بالجنون، ومعروف أن الفيلة شديدة الرعاية لصغارها، فأسرع الجميع لإنقاذ الصغير، ثم اطمأنوا أنه بخير، ورجح الخبراء أن إناث الفيلة هي التي حاولت إنقاذ الصغير، خاصة الأم الحاكمة للقطيع”.

الغريب أن المصور الهاوي من بريتوريا بجنوب إفريقيا، لم يدرك أنه التقط أهم صورة في الواقعة، لحظة جذب التمساح لخرطوم الصغير، حتى اكتشفها أثناء تحميل صور الكاميرا الرقمية على جهاز الكمبيوتر.

الفيلة تطمئن على الصغير بعد الواقعة (المصدر الديلي ميل)

هكذا تحمى الفيلة صغارها فتضعهم في المنتصف (المصدر الديلي ميل)

 

كلمة أخيرة إخوتي الكرام .. ليتنا نتعلم من الفيلة كيف ندافع عن إخواننا الضعفاء في غزة

 

المراجع:

جريدة الديلي ميل:

http://www.dailymail.co.uk/news/article-1324525/Baby-elephant-trunk-yanked-crocodile.html

مقالة بعنوان : في حديقة “كروجر الوطنية” في جنوب إفريقيا لحظة نادرة : تمساح يقبض بفكيه على خرطوم فيل صغير

http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=4&id=1422

 


الوسوم:

مقالات ذات صلة