وعد الله بزوال علو بني إسرائيل في التاريخ والمستقبل

الأربعاء/فبراير/2025
📖 ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧) ﴾ سورة الإسراء (4-7):.
📌 تفسير الآيات
🔹 يخبر الله أنه قضى على بني إسرائيل أنهم سيفسدون مرتين، ويصلون إلى علو كبير، وعند تحقق الإفساد الأول، أرسل عليهم عبادًا له من أهل القوة فاجتاحوا بلادهم ودمروها.
🔹 بعد ذلك، أعاد الله لهم القوة والملك، لكنهم عادوا إلى الفساد والعلو مرة أخرى، حتى يأتي “وعد الآخرة“، حيث سيُعاقبون مجددًا، وسيتم القضاء على علوهم تمامًا، وسيعود المسجد الأقصى للمؤمنين.
📌 العلو الأول وفساد بني إسرائيل قبل الإسلام
🔹 مظاهر العلو الأول
✅ انتشر اليهود في جزيرة العرب، وخاصة خيبر والمدينة المنورة، وكان لهم نفوذ اقتصادي وسياسي قوي.
✅ احتكروا التجارة، ومارسوا الربا لاستعباد الناس ماليًا.
✅ كانوا يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، ويتعاملون مع العرب بازدراء.
✅ قتلوا الأنبياء، وحرفوا التوراة، واعتدوا على الضعفاء.
✅ في المدينة المنورة، كانوا مقسمين إلى:
- بنو قينقاع: تجار وصاغة.
- بنو النضير: ملاك أراضٍ وزراع.
- بنو قريظة: فرسان وحلفاء سياسيون.
📌 كيف سلّط الله عليهم النبي ﷺ والصحابة؟
✅ عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، تحالف مع اليهود، لكنهم نقضوا العهود وخانوا المسلمين، فأنزل الله بهم العقوبة على مراحل.
🔹 مراحل القضاء على يهود المدينة على يد النبي ﷺ والصحابة
1️⃣ بنو قينقاع (2 هـ):
- بعد غزوة بدر، أظهروا العداء للمسلمين، واعتدى أحدهم على امرأة مسلمة في السوق، فقتل أحد الصحابة يهوديًا دفاعًا عنها، فرد اليهود بقتل المسلم.
- حاصرهم النبي ﷺ 15 يومًا حتى استسلموا.
- أُجْلوا عن المدينة إلى الشام.
2️⃣ بنو النضير (4 هـ):
- خططوا لاغتيال النبي ﷺ بإلقاء صخرة عليه.
- كشف الله خطتهم، فحاصرهم النبي ﷺ، وأجلاهم إلى خيبر والشام.
- تركوا وراءهم أراضيهم، فتم توزيعها على المسلمين.
3️⃣ بنو قريظة (5 هـ – بعد غزوة الأحزاب):
- خانوا المسلمين في غزوة الأحزاب، وتحالفوا مع قريش ضد النبي ﷺ.
- بعد هزيمة الأحزاب، حاصرهم النبي ﷺ 25 يومًا حتى استسلموا.
- حكم عليهم سعد بن معاذ بحكم التوراة: قتل الرجال المقاتلين، وسبي النساء والأطفال.
📌 النتيجة: زوال العلو الأول بالكامل
✅ لم يعد لليهود أي نفوذ في المدينة، وتم القضاء على سلطتهم تمامًا.
✅ في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم إخراج جميع اليهود من الجزيرة العربية تنفيذًا لوصية النبي ﷺ:
“لا يجتمع في جزيرة العرب دينان“.
🔥 وهكذا تحققت العقوبة الأولى، وزال العلو الأول على يد النبي ﷺ وصحابته، الذين كانوا “عبادًا لنا أولي بأس شديد“.
📌 العلو الثاني في زماننا: لم يتحقق وعد الآخرة بعد
🔹 مظاهر العلو الثاني في عصرنا
✅ عاد بني إسرائيل إلى السيطرة العالمية، وأصبحوا قوة اقتصادية وسياسية كبيرة.
✅ احتلوا المسجد الأقصى عام 1948، ثم 1967.
✅ يتحكمون في الإعلام، والاقتصاد، والسياسة العالمية.
✅ يمارسون الظلم والفساد، مما يشير إلى أنهم بلغوا “علوًا كبيرًا“ جديدًا.
🔹 لماذا لم يتحقق وعد الآخرة بعد؟
🚨 حتى الآن، لم تقع العقوبة الثانية، مما يعني أن “وعد الآخرة” لم يأتِ بعد، لكنه حتمي الوقوع.
🔹 قال تعالى:
“فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” (الإسراء: 7).
✅ هذه الآية تؤكد أن هناك عقوبة ثانية قادمة لا محالة، وستكون نتيجتها القضاء على علو بني إسرائيل بالكامل.
✅ وكما حدث في العلو الأول، سيُسلط الله عليهم أمة قوية، وسينتهي احتلالهم للمسجد الأقصى.
🔹 من سيكون “عبادًا لنا” في العقوبة الثانية؟
🔥 قد تكون هذه الأمة المسلمون في المستقبل، كما حدث في زمن النبي ﷺ، أو قوة أخرى يسخرها الله لهذا الغرض.
🔥 لكن وعد الله لا يتخلف، وما حصل في العلو الأول سيتكرر في العلو الثاني.
📌 الخلاصة: سنن الله تتكرر والتاريخ يعيد نفسه
✅ العلو الأول كان قبل الإسلام، وتم القضاء عليه على يد النبي ﷺ والصحابة.
✅ “عبادًا لنا“ في العقوبة الأولى هم النبي محمد ﷺ والصحابة الكرام.
✅ العلو الثاني هو في زمننا، حيث عاد اليهود للسيطرة على المسجد الأقصى والعالم.
✅ العقوبة الثانية (وعد الآخرة) لم تقع بعد، لكنها آتية لا محالة.
🚨 نحن الآن في انتظار وعد الله، الذي اقترب، وسيراه العالم كما رأوا الوعد الأول!