التين والزيتون هل هما علاج للعقم


الخميس/يناير/2020
   

التين والزيتون هل هما علاج للعقم

ثمار التين مقطعة البذور التي داخل الثمار شبيه بالحيوانات المنوية للانسان

بسم الله الرحمن الرحيم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}

أ.د. مظفر احمد الموصلي
 جامعة الموصل- العراق

لقد أقسم الله تعالى بفاكهة التين، والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بعظيم، وقسم الله تعالى لهو دليل حقيقي على أهمية هذه الفاكهة، وإشارة هامة إلى أن لها فوائد ومنافع جمة.
في القران الكريم (114) سورة، سور عدة حملت اسماء حيوانات مثل (البقرة والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت والفيل)، إلا انه سورة واحدة حملت اسم نبات، هي سورة (التين).
التين:
ورد اسم التين مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة التين، وهو من طعام أهل الجنة.
وفي السنة ورد عن أبي ذر(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((كلوا التين، فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت: هي التين. فطعام الجنة بلا عجم)). ذكره السيوطي في الجامع براوية ابن السني وأبي نعيم(1). وذكر التين في الكتاب المقدس 57 مرة:
ففي التوراة: (فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر) سفر التكوين– الإصحاح 3 – أية 7.
وفي الإنجيل: (من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً) إنجيل متى – الإصحاح 7 – أية 16.
وفي الزبور: (ضَرَبَ كُرُومَهُمْ وَتِينَهُمْ، وَهَشَّمَ كُلَّ أَشْجَارِهِمْ) الْمَزْمُورُ 105 – أية 33(2).
وهناك نشيد بابلي يعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد يتغنى بالتين، وقد زرع التين في حدائق الجنائن المعلقة، وذكره سقراط وهوميروس وكان أفلاطون يكثر من تناوله لذا سمي صديق الفلاسفة.
للتين أسماء عربية شائعة أخرى، طبار، أنجير، بلس. اسمه باللغة الانكليزية Fig وبالفرنسية FIGUIER، واسمه العلمي Ficus carica، وهو من العائلة التوتية (Moraceae3).

مكوناته الفعالة:
عناصر معدنية، كالسيوم، وفسفور، وحديد، وصوديوم، وبوتاسيوم، ومغيسيوم، وزنك، وكبريت، وفيتامينات، منها A و B1 و B2 وC، وماء 23%، وبروتين 4%، ودهون 1.3%، وكاربوهيدرات 69%، وسكريات، وألياف، وأحماض، وأنزيمات(3).

فوائد التين:
لعلاج الإمساك، وكلبخة لعلاج الجروح، ومادة مطهرة، ويزيد مدة القذف، ولعلاج الثاليل، والبواسير، وحالات الصرع، وتقرحات الفم، والتهاب الفم واللوزتين، وعلاج البهاق، والنقرس. وخلّ التين أحسن مطهر ومعالج للكدمات والجروح(3).

ثمار الزيتون بأصناف وألوان متعددة معروضة للبيع في أحد الأسواق

الزيتون:
ورد لفظ (الزيتون ، زيتونة ، زيتوناً) في القران الكريم (6) مرات، في سور (الأنعام/99 و141 والنحل/11 والنور/35 وعبس/29 والتين/1) ومرة سابعة ضمنياً في سورة المؤمنون: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ 20).
وفي السنة النبوية الشريفة،‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: (‏ائتدموا بالزيت، وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة). سنن ابن ماجه-3310(4).
وذكر الزيتون في التوراة: (فأتت إليه الحمامة عند المساء، وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلّت عن الأرض) سفر التكوين-الإصحاح8- اية11.
وفي الإنجيل: (وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون. وتبعه أيضا تلاميذ) إنجيل لوقا – الإصحاح 22 – أية 39.
وفي الزبور: (أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ وَثِقْتُ بِرَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ) الْمَزْمُورُ 52 – أية 8 (2).

أسماء الزيتون:
للزيتون أسماء عربية شائعة أخرى، الشجرة المباركة، أزمور. اسمه باللغة الانكليزية Olive وبالفرنسية OLIVIER، واسمه العلمي Olea europaea، وهو من العائلة الزيتونية(3) Oleaceae

مكوناته الفعالة:
بروتينات 1.5%، زيت 13.5%، مواد سكرية 4%، إضافة إلى عناصر البوتاسيوم، والكالسيوم والمغنيسيوم، والفسفور، والحديد، والنحاس، وألياف، وكاروتين. وبتحليل الزيت وجد أنه يحتوي الأحماض الدهنية التالية: الأولييك، والبالمتيك، والينولييك، والاستياريك، والميرستيك.

فوائد الزيتون:
ثمار الزيتون تخفض السكر، والكولسترول الضار في الدم (LDL)، ويقاوم الشيخوخة، ويقي من تصلب الشرايين، ويخفض من سرطان الثدي، والرحم، والمعدة، والقولون، ويقي المفاصل من التصلب، ويقي قمل الرأس، ويزيد في الانتصاب، وتستعمل أوراق شجرة الزيتون في معالجة أمراض الأسنان واللثة عند مضغها خضراء(3).
وزيت الزيتون على عكس الدهون الأخرى يحمي الجسم من أمراض تصلب شرايين القلب، ويؤدي تناول زيت الزيتون إلى هدوء الأعصاب، والى انخفاض ضغط الدم المرتفع، وتحسين حالة مريض السكر المرضية، حيث يحافظ على مستوى سكر الدم، والجليسريدات الثلاثية، وملطف للبشرة، ودهان ممتاز للشعر، ومانع لقشرة الرأس(3).

الفرق بين التين والزيتون:
هما من أشجار الفاكهة، لكن هناك فروق عدة بينهما:
البذور: صغيرة وعديدة في التين، وواحدة وكبيرة في الزيتون.
الأوراق: كبيرة ورقيقة ومتساقطة في التين، وصغيرة وسميكة ودائمية في الزيتون.
الثمار: كبيرة وكأنها لقمة في التين، وفي الزيتون صغيرة.
الأخشاب: رخوة محبة للماء وجذعها كبير، صلبة وتحتاج إلى الماء أقل وجذعها أرفع في الزيتون.
العمر: لا تعمّر شجرة التين أكثر من 100-300 عام، والزيتون يعمر 1000-3000 عام.
المواد الفعالة: سكريات عالية، وزيوت أقل في التين، والزيتون سكريات قليلة وزيوت عالية.
العائلة: التين من العائلة التوتية، والزيتون من العائلة الزيتونية..
وهكذا نجد الفروق الميثالونيدز أو (الميثالويثونيدز)(5).
اطلعنا من خلال الانترنيت على ALMITHALONIDZ الميثالونيدز، الذي هو مادة يفرزها مخ الإنسان والحيوان بكميات قليلة، وهي مادة بروتينية بها كبريت في صورة كبريتات SO4-2، لذا تتحد بسهولة مع الخارصين Zn+2 والحديد Fe+2 وهي مهمة لجسم الإنسان لأنها:

1. تتحكم بالكلسترول في الدم.
2. التمثيل الغذائي.
3. القلب.
4. التنفس.
5. لها علاقة بالشيخوخة.

والخارصين للإنسان مهم لعمل الأنزيمات، وعملية النضوج الجنسي، وفي التئام الجروح، ولحاسة التذوق. والحديد للإنسان مهم لعمل الأنزيمات، والدم والقلب.
يزداد إفراز هذه المادة من مخ الإنسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة. ويقل إفرازها عند 60 سنة من العمر، وفي الحيوان موجودة هذه المادة بكمية قليلة جداً، اتجهت أنظار العلماء اليابانيين نحو النباتات للبحث عنها، فلم يعثروا عليها إلا في نوعين من النباتات، هما التين والزيتون. لكن وجدوا أن استخلاصها من التين لوحده أو من الزيتون لوحده لم يعط الفائدة المنتظرة لصحة الإنسان، فجربوا الخلط بين المادتين، وأخذوا الاحتمالات فلم تنجح أي نسبة خلط إلا عندما أشار إليهم باحث سعودي إلى أن أفضل نسبة خلط هي1 تين و7 زيتون؛ لان (اسم التين ورد مرة واحدة في القران الكريم والزيتون 7 مرات). والإعراب للـ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)، الواو الأولى للقسم والواو الثانية للمعطوف، وهي وردت هكذا (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)) ولم ترد (والتين(1) والزيتون(2)) في الحالة الثانية تعني من ناحية الإعراب، الواو الأولى للقسم والثانية للقسم أيضا، بل الله سبحانه وتعالى جمع بين التين والزيتون معاً. مع العلم أن الميثالونيدز أو (الميثالويثونيدز) لم نجد لها مرادف في الكتب العلمية الطبية، لذا اقتضى التنويه.

ماذا قال المفسرين عن (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)؟
اختلف المفسرون على أقوال كثيرة، فعن ابن كثير، التين: مسجد نوح عليه السلام الذي بني على الجودي، والزيتون: مسجد بيت المقدس. وقال القرطبي: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت، أو جبلين بالشام ينبتان المأكولين. وفي الجلالين: التين: مسجد دمشق، والزيتون: مسجد بيت المقدس. أو هو التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس. الطبري يقول التين: المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى…
لكن نقول إن التين ذكر قبل الزيتون كحدث تاريخي، قال تعالى في القران الكريم: (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) طه (121). وجاء في التوراة: (فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر) سفر التكوين – الإصحاح 3 – أية 7، إذاً التين ذكر أولاً، وذكر الزيتون في قصة النبي نوح عليه السلام: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هود-(44). وجاء في التوراة: (فأتت إليه الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلّت عن الأرض) سفر التكوين-الإصحاح8- اية11. ثم جاء ذكر الزيتون، وهكذا ولد ادم عليه السلام أولا ثم أمنا حواء(6).

شكل الفاكهة والخضراوات لها علاقة بفائدتها:

هذه جزرة مقطوعة بشكل عرضي تشبه عدسة العين، وأثبتت الأبحاث أن الجزر مفيد جدا للنظر. والجوز يشبه شكل الدماغ حتى التلافيف الموجودة بداخله وتؤكد الأبحاث أن تناول الجوز يساعد في أداء المهام الدماغية.

لكن ماذا يشبه التين؟

وأجمعت المصادر الخاصة بفوائد النباتات الطبية القديمة منها والحديثة على أن (التين من الثمار التي لها دور مهم في علاج الضعف الجنسي عند الرجل)(7).

وماذا يشبه الزيتون؟
فيه بذرة واحدة دلالة على (البويضة الأنثوية).

وخلاصة القول، إن التين دلالة على الرجل، والزيتون دلالة على المرأة، والعلم عند الله سبحانه وتعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) [آل عمران 7]. و
لكن؟ هل يكون التين علاج لعقم الرجال والزيتون علاج لعقم النساء؟؟
محمد بن سيرين خير من فسر الرؤية:
يقول عن رؤية شجرة التين في المنام: رجل غني وسخي ومعطاء. وأكل التين: يدل على كثرة الذرية والنسل والأولاد.
ورؤية الزيتون في المنام، تعني، مال ومتاع ورزق، وامرأة شريفة كريمة فاضلة، ومن أصابه أو أكله فهو خير(8).

أوراق الزيتون تزيد الإخصاب الأنثوي(9):
وجدت الباحثة منتهى القطان عند تغذية الدواجن بورق الزيتون زيادة مضطردة بعدد البيض مقارنة مع كل المعاملات المستخدمة، أما قدرة ورق الزيتون في رفع % كثافة وضع البيض. وفسرت ذلك إلى احتواء ورق الزيتون على مركبات تشابه الأنسولين في تخفيض مستوى السكر بالدم، وثبات حالة التأكسد والاختزال في الخلايا الجسمية، وتقليل الإجهاد، وبالتالي ينعكس على الهورمونات المحفزة للهورمونات الجنسية(F.S.H و L.H) المفرزة من الفص الأمامي للغدة النخامية.

وأدت أوراق الزيتون إلى رفع وزن المبيض ووزن قناة البيض. وتعليل ذلك: إن هذه المعاملات عملت على تثبيط إفراز هورمون الإجهاد الكورتيكوستيرون من قشرة الغدة الكظرية، مما يزيد من إفراز الهورمونات المحفزة للهرمونات الجنسية (F.S.H وL.H)

حليب أُم الذكور وحليب أُم الإناث(10):
وجدت الباحثة ضحى الصوفي أن حليب أُم الذكور يحتوي (1.5) (1.6) (2)، وحليب أُم الإناث يحتوي (1.6) و (1.8) و (2) ملغرام مل. سكر اللاكتوز في مراحل الحليب (اللبأ) و (الانتقالي) و(الناضج)، فسبحان الله.
لأن الذكور يؤثر عليهم السكر، ويقلل من نشاطهم الجنسي، والله أعلم.
حليب أم الإناث حليب أم الذكور:

المصادر:
(1) الجوزيه، ابن القيم (1985م). الطب النبوي. دار العلم الحديثة. العراق.
(2) الموصلي، مظفر أحمد (2007م). نباتات طبية ذكرتها الكتب السماوية. دار بن الأثير. جامعة الموصل. العراق.
(3) الموصلي، مظفر أحمد (2008م). نباتات طبية من القران الكريم والسنة النبوية. دار السلام. القاهرة. مصر.
(4) الموقع www.islamweb.net
(5) الموقع www.rayyanclub.com
(6) الجريسي، فخري أحمد. (2002م). ألفاظ الحيوان والنبات في القران الكريم دراسة دلالية. أطروحة دكتوراه. جامعة الموصل. العراق.
(7) الموصلي، مظفر أحمد ( 2003م). صحتك الجنسية في النباتات الطبية. دار النفائس. لبنان.
(8) سيرين، محمد بن. (2005م). تفسير الأحلام الكبير. الدار العصرية. لبنان.
(9) القطان، منتهى محمود داؤد (2006م). تأثير استخدام بعض مضادات الأكسدة في الأداء الإنتاجي وبعض الصفات الفسلجية للدجاج البياض. شهادة دكتوراه. جامعة الموصل. العراق
(10) الصوفي، ضحى جاسم. (1997م). دور بعض مكونات حليب الأم في مقاومة الأطفال للإصابات الجرثومية. شهادة الماجستير. جامعة الموصل العراق.


الوسوم:

مقالات ذات صلة