نعمة البكتيريا: عالَم صغير بآثار عظيمة

الأحد/سبتمبر/2025
في جسد الإنسان وحده تعيش تريليونات من البكتيريا النافعة، يُقدَّر عددها بما يفوق عدد خلاياه بعشرة أضعاف تقريباً. هذه المخلوقات الدقيقة، التي لا تُرى بالعين المجردة، هي جنود صامتة تعمل بلا كلل:
الهضم والتغذية: تساعد البكتيريا المعوية (Gut Microbiota) على تكسير الألياف المعقدة، وصناعة بعض الفيتامينات مثل فيتامين K وفيتامين B12، اللذين لا غنى للجسم عنهما.
المناعة: تشكّل جداراً دفاعياً يحمي الإنسان من البكتيريا الضارة والجراثيم الممرضة، فهي أول خط دفاعي للجسم.
التوازن الداخلي: تسهم في ضبط المزاج والنفس عبر ما يُعرف بمحور الأمعاء–الدماغ (Gut–Brain Axis)، إذ تنتج مواد كيميائية عصبية مثل السيروتونين.
ولم يقف نفعها عند الإنسان فقط، بل للبكتيريا دور أعظم في:
خصوبة الأرض: عبر تثبيت النيتروجين في التربة، لتمنح النبات غذاءً متجدّداً.
تنقية البيئة: فهي تشارك في إعادة تدوير المواد العضوية وتحليل النفايات.
الصناعة والدواء: فقد استُخدمت في إنتاج المضادات الحيوية (Antibiotics) مثل البنسلين، وفي تصنيع الأغذية كاللبن والجبن.
تأملات:
حين نتأمل هذا العالَم الخفي ندرك أن الله تعالى لم يخلق شيئاً عبثاً، حتى ما نظنه تافهًا أو ضارّاً، ففي خلقه حكمة ونفع.