نظام العناصر الدورية وحتمية الخالق
السبت/ديسمبر/2019
ديمتري ماندليف مكتشف النظام الدوري للعناصر الكيميائية في الطبيعة |
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الذاريات].
كم هي كثيرة الآيات والبراهين العلمية الدالة على وجود خالق حكيم بديع للسماوات والأرض، واليوم سنتناول أحد تلك البراهين العلمية وهي نظام العناصر الدورية الذي أكتشفه العالم الروسي ديمتري ماندليف (Dmitri Mendeleev).
إن أول شيء يشاهده الطالب في معمل الكيمياء هو نظام العناصر ودوريتها، وقد وضع العالم الروسي (ماندليف) خريطة للعناصر الكيماوية بمقاديرها الجوهرية وسميت ب(الخريطة الدورية) Periodic Chart، وفى ذلك الوقت لم تكن كل العناصر قد تم كشفها حتى تملأ كل الخانات الموجودة في الخريطة، فتركها (ماندليف) خالية؛ إلى أن ملأها العلماء فيما بعد، كما تخيلها العالم الروسي من قبل كشفها بسنين طويلة، وهذه الخريطة تحوى جميع العناصر الجوهرية بأرقام وقوائم مختلفة. ومعنى الأرقام الجوهرية هو العدد الخاص الذي يوجد في مركز الذرة، من الشحنات الكهربية الإيجابية (البروتون) وهذا العدد هو الفارق بين ذرة عنصر وذرة عنصر آخر؛ فالهيدروجين الذي نعتبره أبسط عنصر يوجد في مركز ذرته شحنة واحدة من الكهربية الإيجابية، وكذلك توجد في العنصر المسمى (هيليم) شحنتان، وفى (ليثيم) ثلاث شحنات. وما كان لنا أن نتمكن من وضع خرائط العناصر المختلفة إلا بناء على قوانينها الرياضية العجيبة. وهل هناك مثال للضبط أفضل من أننا عثرنا على العنصر رقم (101) بمجرد معرفة شحناته الكهربية الخمسة عشر؟ ! !
ليس من الممكن أن يطلق العلماء على هذا النظام الرائع في الطبيعة عبارة: (الصدفة الدورية) Periodic Chance وإنما هو (القانون الدوري) Periodic Law. وليس من الممكن أن نتنكر لما تطلبه هذه الضوابط والنظم من وجود إله مبدع للكون. فإن عدم إيمان العلم الحديث بالإله إنكار في الواقع لكشوفه كنتيجة حتمية!
بقول عالم الطبيعة الأمريكي (جورج إيرل ديفيس):
(لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه فإن معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الحال سنضطر أن نؤمن بأن الكون هو الإله. وهكذا ننتهي إلى التسليم بوجود (الإله) ؛ ولكن إلهنا هذا سوف يكون عجيبا: إلها غيبياً ومادياً في آن واحد! ! إننى أفضل أن أؤمن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي، وهو ليس بجزء من هذا الكون، بل هو حاكمه ومدبره ومديره، بدلا من أن أتبنى مثل هذه الخزعبلات)(The Evidence of God ,p .71).
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {الطور/35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {الطور/36} أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ {الطور/37} أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {الطور/38} أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ {الطور/39} أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ {الطور/40} أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ {الطور/41} أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ {الطور/42} أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {الطور/43}.
إعداد فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المراجع :
كتاب الإسلام يتحدى تأليف وحيد الدين خان
الموسوعة الحرة