الكشوف الأثرية تؤكد ما ذكره القرآن عن أنهار فرعون
الأربعاء/مايو/2020 السلسله : فرعون موسى
{ وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}(الزخرف )
بعض المفسرين ذهب إلى التأويل المجازي بأن المقصود بالأنهار الأموال أو القواد..لكن الغالبية ذهبت إلى أنها تشير لفروع قديمة للنيل ومنها ما فصل صناعيا عنه، قال الرازي في تفسيرها:يعني الأنهار التي فصلوها من النيل ، ومعظمها أربعة : نهر الملك ونهر طولون ونهر دمياط ونهر تنيس ، قيل : كانت تجري تحت قصره ، وحاصل الأمر أنه احتج بكثرة أمواله وقوة جاهه على فضيلة نفسه … * والحق أنه حتى فتح عمرو بن العاص لمصر كان هناك إثنا عشر فرعا للنيل.. فهل بنى فرعون إثنا عشر قصرا أو أكثر على كل فرع ووقف عند كل فرع وقال لمجموعة من أتباعه هذا الكلام؟ * السياق يشير إلى موقف لحظي في آن ومكان واحد.. لوجود إسم الإشارة هذه(يشير لهم إلى مشهد يرونه ) ثم تذييل الآية بقوله: أفلا تبصرون..ولم يقل مثلا: أفلا يعلمون..أو..أفلا يعقلون.. إنه يشير إلى موقف ومشهد لحظي يرونه بأعينهم ويحتج به. * فهل حملهم على منطاد مثلا ليريهم جميع قصوره وفروع النيل أو ترعه الكبيرة تجري تحتها؟!! * بالطبع لا..الجواب يأتينا بمعجزة أثرية تاريخية.. فقد اكتشفت بعثات أثرية(بدأت بالفرنسية عام ١٩٤٠ وحتى أواخر القرن الماضي وآخرهم بعثة نمسوية ) عاصمة ملك رمسيس الثاني(الذي يرى الغالبية العظمى من الباحثين أنه فرعون موسى ) في تنيس بمحافظة الشرقية..وكان إسمها: Pi_ Rameses وكان من خواص هذه المدينة أنها كانت مبنية على الفرع البيلوزي القديم للنيل، وهو آخر فروعه من جهة الشرق وكان يصب في سيناء.
Pelusiac branch * وأنها بلغت من الأبهة والعظمة أنها كانت فينيسيا عصرها! حيث وجود العديد من الأنهار الصناعية بها لدرجة أن التنقل كان فيها بالقوارب
!! Architectural Salvage, Reclamation Yards, UK, USA and more | SalvoWEB https://www.salvoweb.com/…/17934-worlds-biggest-architectur…
An Austrian team of archaeologists headed by Manfred Bietak found evidence of many canals and lakes and described the city as the Venice of Egypt. *
وكان بها من السكان ما يصل إلى ثلاثمائة ألف..ومرابض خيل يصل عددها إلى حوالي الخمسة آلاف. وآلاف التماثيل التي قد يصل وزن بعضها إلى ألف طن!! والفيديو المعروض من البعثة يظهر كثير من هذه التماثيل يجري تحتها نهر من تلك الأنهار الصناعية المبهرة.. وحتى عصرنا هذا أجمل مدن العالم هي التي يكثر بها تلك القنوات، كفينيسيا (أنظر الصورة ) وأمستردام وبروج وكوبنهاجن وكمبريدج وستوكهولم وهامبورج. * وكان للفرعون قصر مهيب وبجواره معبد ضخم يطل على تلك القنوات وبحيرة ملكية كبيرة، كما يطل على قصور كبار موظفيه الأصغر حجما بالطبع. *** فكأنما المشهد كالتالي: استدعى فرعون حاشيته إلى شرفة في قصره تطل على كل أبهة تلك المدينة وقال لهم وهو يشير إلى مفاتنها: (لماذا ينكر علي موسى أن أكون إلها؟ هل رأيتم ملكا من الملوك في مثل قوتي وامتلاكي لناصية كل شئ؟ أليس لي ملك أكبر بلاد الدنيا؛ مصر التي معناها في لغتنا الأرض فلا أرض سواها؟ مصر خزائن الأرض وكنوزها.. ثم هل رأيتم ملكا عاصمة ملكه بهذه العظمة بما فيها من هذه القنوات المائية الرائعة تجري من تحت قصري وتماثيلي في عاصمة ملكي هذه؟). ** يؤكد ما ذهبناإليه أن الحديث الشريف تكلم عن القنوات المائية الصناعية بمصطلح “أنهار ” كقوله صلى الله عليه وسلم: ( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من علم علما, أو أجرى نهرا , أو حفر بئرا , أو غرس نخلا , أو بنى مسجدا , أو ورث مصحفا , أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته » [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596]. وفي رواية أخرى “أو كرى نهرا “.. *** هذا والله تعالى أعلى وأعلم..فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وكتاب الله منه براء. * شاهد فيديو إعادة بناء تلك المدينة على الكمبيوتر Watch The Reconstruction of Pi-Ramesse https://vimeo.com/artefacts/pi-ramesse