نشرت صحيفة (تلغراف البريطانية ) خبراً بعنوان: علماء يكتشفون الامواج العميقة

 
الخميس/يناير/2020
   

نشرت صحيفة (تلغراف البريطانية ) خبراً بعنوان: علماء يكتشفون الامواج العميقة

صورة بالاقمار الصناعية للامواج الداخلية العميقة تحت المحيط الاطلسي

إكتشف علماء بريطانيون امواجاً عميقة تتحرك في عمق المحيط الهادي و ذلك عن طريق روبوتات خاصة، والتي كشفت عن وجود امواج تتحرك شرقا وعلى عمق ميل من السطح. العلماء يشرحون منشأ الامواج الغريبة: الامواج المعروفة بأمواج كلفن هي أعرض وأطول و أبطئ من تلك الأمواج الموجودة على الشاطئ، و يتسبب بنشوئها مجموعة من التغيرات في حالة الطقس في المحيط الهادي الاستوائي. وهي معروفة بوجودها قرب سطح المحيط. إلا أن العلماء تفاجؤوا حينما اكتشفوها في أعماق المحيط. البروفسور كارن هايوود، وهو عالم محيطات في جامعة إيست إنجليا في المملكة المتحدة وأحد معدي البحث يقول: “لقد غمرتنا حالة من البهجة و السرور في نفس الوقت” و يكمل قائلا “كنا نتوقع اكتشاف شيء من هذا على عمق 50 متراً؛ لأن صور الأقمار الصناعية تبين ذلك،  لكن كنا متحمسين جداً حين وصلتنا البيانات من عمق 1500 متر  تدل على وجود تلك الامواج، و هذا يفتح أمامنا آفاق للبحث في أعماق أكبر لاحتمال وجودها هناك”.

ويقول الدكتور أدريان ماثيو، وهو عالم أحوال جوية في معهد علوم البيئة في المملكة المتحدة وقائد مجموعة البحث: “كنا جميعنا نعتقد بعدم وجود أي منها على عمق أكبر من 200 متر”، و يكمل قائلا: “كثير من البهجة والسرور، كيف لا و قد وجدنا تلك الأمواج على أعماق سحيقة بلغت 1500 متر، فقد  كانت أمواج عادية من حيث درجة الحرارة و درجة الملوحة، تتحرك شرقا كل شهرين عبر المحيط الهادي الاستوائي”. قد يكون الاكتشاف مهم جدا في توقع التغيرات في حالة المناخ و توقعات حالة الطقس في المناطق الاستوائية. يعتقد العلماء أن سبب تلك الامواج المحيطية يرجع الى تغير المناخ المعروف بـ ‘تذبذب مادن جوليان ‘ Madden Julian Oscillation – MJO والتي قد تتحول لتكون نقطة انطلاق لظاهرة النينيو في نظام الغلاف الجوي في منطقة المحيط الهادي الاستوائي مما يؤثر على حالة الجو في العالم كله. تذبذب مادن جوليان يعد واحداً من المصادر الرئيسية لتغيرات حالة الجو والمناخ في المنطقة الاستوائية على حد قول الدكتور ماثيو، فهو يقول: “هي تعمل اختلاف كبير في حياة الشعوب في اماكن مثل الهند و اندونيسيا، ففي اسبوع يكون هناك هطول شديد للامطار، و بعد بضعة اسابيع يكون هناك جفاف غير طبيعي، ثم العودة الى الامطار الغزيرة من جديد، وهكذا”. استعمل فريق البحث روبوتات  عائمة حرة تعرف ب ARGO FLOATS وهي تعمل على عمق 1000 متر وتصعد للسطح مرة كل 10 أيام، وهي تعمل على قياس درجة الحرارة  وملوحة المياه. وعند صعودها الى السطح فهي تقوم بإرسال كل البيانات عبر القمر الصناعي، و من ثم ترجع الى عملها في الاعماق.

البرفسور هايوود يقول: ” خلال العامين الاخيرين حصلت ثورة في طريقة استكشافنا للمحيط، فقد عمل علماء المحيطات عبر العالم  على تجنيد جيش من الروتوتات العائمة قاربت 3000 و كنتيجة لذلك فقد أصبحنا اكثر قدرة على ملاحظة التغيرات في مناخ المحيط، و أكثر قدرة على الحصول على القياسات و البيانات أكثر من أي وقت آخر، علما أن علم المحيطات قد ظهر قبل حوالي 100 سنة “.

الاعجاز العلمي :

وصف القرآن الكريم هذه الأسرار والحقائق البحرية فقال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40].

فقد أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجي)؛ ليعلم قارئ القرآن أن هذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي -أي عميق- ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.

وقد بين أهل اللغة والتفسير معنى لفظ (لجي)، فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين: لجي هو العميق. وقال الزمخشري: اللجي العميق الكثير الماء. وقال الطبري: ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق كثير الماء. وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره، واللجة معظم الماء، والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.

وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق الإشارة إليها. قال تعالى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾. قال الزمخشري: (بظلمات متراكمة من لج البحروالأمواج والسحاب). وقال الخازن:(كظلمات في بحر لجي أي عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء) وقال المراغي:(فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).

وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.

قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ… ﴾ .

وأكدت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول؛ قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ… ﴾ وهذه صفة للبحر وهي: وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.

المراجع :

Deep ocean waves discovered by scientists

http://www.telegraph.co.uk/earth/earthnews/3318477/Deep-ocean-waves-discovered-by-scientists.html

The Largest Waves in the Sea Aren’t at the Beach

http://deepseanews.com/2012/08/the-largest-waves-in-the-sea-arent-at-the-beach/

بحث للشيخ عبدالمجيد الزنداني

https://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=822


الوسوم:

مقالات ذات صلة