الجبال بين العلم والقرآن: رحلة تكوينها عبر الإلقاء والنصب
فراس وليد
الأربعاء/أكتوبر/2024
الأربعاء/أكتوبر/2024
تُعتبر الجبال من أبرز الظواهر الطبيعية التي تطرق لها القرآن الكريم، حيث أشار إليها في مواضع متعددة تتعلق بتكوينها. هذا التناول يعكس إعجازًا علميًا يتوافق مع الحقائق الجيولوجية الحديثة. في هذا المقال، سنستعرض الطرق العلمية لتكوين الجبال وكيفية انسجامها مع النصوص القرآنية.
أنواع الجبال في القرآن والعلم الحديث
1. الإلقاء: تكوين الجبال البركانية
قال الله تعالى: ﴿وَأَلْقَىٰ فِي ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ (النحل: 15). تشير الآية إلى أن الله ألقى الجبال على الأرض لتكون رواسي، أي لتثبيتها ومنع اضطرابها. كلمة “الإلقاء” هنا تتوافق مع العملية الجيولوجية لتكوين الجبال البركانية.
الجبال البركانية تتشكل نتيجة النشاط البركاني، حيث تنفجر الحمم والصخور المنصهرة من باطن الأرض بسبب الضغط، وتُقذف إلى السطح. تتراكم هذه المواد مع مرور الزمن، وتبرد لتشكّل جبالًا مرتفعة مثل جبل فوجي في اليابان وجبل كليمنجارو في تنزانيا وجبال هاواي البركانية. هذا النوع من الجبال يمثل مفهوم “الإلقاء”، حيث يُلقي البركان المواد المنصهرة لتكوين جبال بارزة ومستقرة على سطح الأرض، مما يساهم في تثبيت الأرض ومنعها من الميل أو الانزلاق، وهو ما يتوافق مع النص القرآني.
2. النصب: تكوين الجبال الناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية
قال الله تعالى: ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ (الغاشية: 19). تشير الآية إلى كيفية نصب الجبال، مما يعكس عملية تشكّلها وارتفاعها فوق سطح الأرض نتيجة تصادم الصفائح التكتونية.
الجبال الناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية تتشكل عندما تصطدم صفائح القشرة الأرضية ببعضها البعض. هذا التصادم يؤدي إلى اندفاع أجزاء من القشرة نحو الأعلى، مما يسبب انثناء الصخور وتشكيل جبال شاهقة. على سبيل المثال، تصادم الصفيحة الهندية بالصفيحة الأوراسية أدى إلى تكوين جبال الهيمالايا، وتصادم الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوراسية أدى إلى تكوين جبال الألب. هذه الجبال تمثل عملية “النصب”، حيث يؤدي الضغط الناتج عن التصادم إلى رفع الجبال بشكل بارز ومستقر، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من قشرة الأرض.
التوافق بين الإعجاز القرآني والحقائق الجيولوجية
عند النظر إلى التفسير العلمي، نجد أن القرآن الكريم أشار بدقة إلى العمليتين الرئيسيتين لتكوين الجبال: الإلقاء (الجبال البركانية) والنصب (جبال تصادم الصفائح). هذا التوافق يعزز الفهم العلمي للآيات القرآنية ويؤكد أن القرآن الكريم قدم إشارات دقيقة إلى حقائق علمية مهمة قبل أكثر من 1400 سنة من اكتشافها في العصر الحديث وهذا دليل واضح على ان هذا الكتاب هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس من تأليف بشر.
المراجع العلمية :
مقال بعنوان تكوين الجبال : https://geo.libretexts.org/Courses/Lumen_Learning/Book%3A_Earth_Science_(Lumen)/10%3A_Mountain_Building/10.02%3A_Mountain_Formation
مقال بعنوان بناء الجبال : https://geologyscience.com/geology/mountain-building-orogenesis/