مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى


الخميس/ديسمبر/2019
   

بدأت وقبل عشرات السنين عمليات غزو الفضاء لفك رموزه وسبر أغواره, إذ حاول العلماء جاهدين إيجاد إي نوع من الحياة على سطح القمر أو بعض كواكب المجموعة الشمسية (الكواكب السيارة), ورغم كل ما حققه العلم من نجاح في مجال دراسة الفضاء إلا أنهم فشلوا في مهمتهم الأساسية التي هي محاولة البحث عن الحياة في كواكب غير الأرض, والبحث عن مخلوقات فضائية كما يزعمون أنها تزور الأرض باستمرار ثم تختفي لما تملكه من تقنيات وحضارة متقدمة.

 يزودنا القرآن الكريم بمعلومات دقيقة ومتكاملة عن مراحل الخلق. لقد خلق الله الأرض وما فيها, وخلق أسباب الحياة كاملةً قبل أن يخلق الأنسان كما تشير الآية الكريمة:

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( البقرة -29). خلق الله تعالى سيدنا أدم عليه السلام من تراب والتراب أحد مكونات الأرض:إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (أل عمران: 59), وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (الروم :20), إذ أن سيدنا آدم هو أول إنسان خلقه الله تعالى بعد أن حاور الله سبحانه وتعالى ملائكته وأخبرهم بشأن خلق الإنسان الذي سيكون خليفةً في الأرض, وليس في مكان أو كوكب أخر, وكما صرحت بذلك الآية الكريمة الآتية:وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( البقرة-30).

على ضوء أهداف مشاريع علماء الغرب وطموحاتهم وما يسعون إليه جاهدين للبحث عن حياة جديدة على كوكب جديد. أحاول من خلال هذا البحث أن أوضح الخطوط العريضة بمفهوم الدين الإسلامي لأسئلة كثيرة منها: هل هنالك حياة على كواكب أخرى, هل توجد حضارة متقدمة لسكان أسموهم بسكان الفضاء أو المخلوقات الفضائية التي تحدث عنها عنها شهود عيان, وتحدثت عنها بعض كتبهم ومجلاتهم, وترزخ أفلامهم عبر القنوات الفضائية للترويج لمثل هذه الأفكار المستوحاة من خيالهم العلمي. ثم هل يمكن نقل الحضارة من أمنا الأرض (التي منها خلقنا وفيها نموت ومنها نبعث أحياءً مرة أخرى) إلى كواكب مجاورة بحثاً عن مصادر الطاقة والتقدم والرقي. من أجل هذا كله, ولغرض فهم جميع جوانب الوضوع ذات العلاقة سوف أستعرض أهم خصائص القمر والكواكب وطبيعتها وظروفها مستلاً معظم المعلومات من تقارير علماء الغرب ونشرياتهم ووكالاتهم الفضائية, ومقارناً إياها بما ورد قي قرأننا الكريم قبل أكثر من 1400 سنة, لأوفر عليهم عناء ومشقة المغالاة في التفكير. مع التأكيد عدم شمول الملائكة والجن والشياطين بهذا البحث.

الخصائص الطبيعية وظروف القمر وكواكب المجموعة الشمسية

1-القمر  The Moon

        يبلغ قطر القمر 3484 كم, وتبلغ كتلته 1/18 من كتلة الأرض, إذ تبلغ قوة جذبه 1/6 قوة جذب الأرض. أي أن الشخص الذي وزنه 60 كغم على سطح الأرض يصبح وزنه 10 كغم على سطح القمر. من هنا يتبين عدم كفاءة حقل جادبية القمر في تكوين غلاف غازي حوله. يدور القمر أهليليجياً حول الأرض ويكمل دورة واحدة حول نفسه خلال شهر قمري واحد يستغرق 29.53يوماً. وهذا يعني أن اليوم القمري يساوي 29.53يوماً من أيامنا, أي أن معدل طول فترة النهار تساوي 14.7يوم وكذلك الليل. أثبت رواد الفضاء انعدام الماء على سطح القمر وانعدام الغلاف الغازي, يبلغ معدل درجة حرارة النهار على سطح القمر107 درجة مئوية, فيما يبلغ معدل درجة

 حرارة الليل -153 درجة مئوية. في ظروف إختزال الجاذبية إلى سدس جاذبية الأرض مع انعدام الأوكسجين والغلاف الغازي, وانعدام الماء, وتطرف درجات الحرارة بين الليل والنهار ما بين الغليان وتحت الإنجماد بكثير, فضلاً عن التضاريس غير المعهودة على سطح الأرض, إذ أن سطحة عرضة لضربات نيزكية شديدة. يرجح استحالة الحياة على سطح القمر.

2-عطارد Mercury

        هو أقرب الكواكب إلى الشمس, وأصغرها حجماً, يكمل دورانه في مداره حول الشمس أسرع من جميع الكواكب الأخرى, إذ يستغرق 88 يوماً فقط وهذا يعني إن سنته تساوي 88 يوماً , ويحتاج إلى 59 يوماً ليكمل دورته حول نفسه. من هنا يتبين إن يوماً واحداً على سطح عطارد يعادل 59 يوماً من أيامنا المعروفة. بسبب قلة جاذبيته فهو لا يمتلك غلاف غازي, تغير ويتغير سطحه بسبب القصف النيزكي الشديد والمستمر, سطحه مرصع بالفوهات البركانية الكبيرة والحفر النيزكية العملاقة المخيفة. تبلغ درجة حرارة سطحه في جانب النهار 467 درجة مئوية, فيما تنخفض في جانب الليل لتصل إلى -183 درجة مئوية.من هنا يتضح استحالة الحيلة على سطح هذا الكوكب.

3-الزهرة Venus

          تمتلك كتلة أكبر من الارض بقليل, يحيط بها غلاف غازي كثيف عالي الأنعكاسية, لذلك فهو يعكس ضوء الشمس الساقط عليه بنسبة عالية, إذ لا يمكن مشاهدة سطحها بشكل مباشر بسبب كثافة الغلاف الغازي الغيمي المحيط بها. هي أقرب جيران الأرض وتشبه الأرض إلى حد ما من حيث الحجم والكتلة والكثافة. تدور عكس دوران الارض بسرعة بطيئة جداً, فهي تكمل دورانها حول نفسها في 243 يوم من أيامنا, لذلك فأن يوم الزهرة يساوي 243 يوم

من أيامنا, فيما تكمل دورانها في مدارها حول الشمس في 223 يوم من أيامنا, أي أن سنة الزهرة تساوي 223. وهذا يبين أن يوم الزهرة أطول من سنتها, وهذا لا يتفق مع ناموس الحياة. يتكون سطحها من تضاريس غاية في الوعورة, إذ يتشكل من السلاسل الجبلية الشاهقة والوديان العميقة الخانقة والفوهاة البركانية والحفر النيزكية. يتكون غلافها الغازي من ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 97% ومن النتروجين

والهليوم بنسبة 1-2%, والباقي يمثل الهليوم والهيدروجين والأركون وقليل جداً من بخار الماء والأوكسجين وبخار حامض الكبريتيك. يبلغ الضغط الجوي على سطح الزهرة بقدر90 مرة من الضغط الجوي على سطح الأرض.تبلغ حرارة سطح الكوكب 457 درجة مئوية. إن استحالة الحياة واضحة هنا.

4-الأرض The earth

        الأرض هو كوكب الحياة الأوحد, تكمل دورتها حول نفسها خلال 23 ساعة و56 دقيقة, وتكمل دورانها في مدارها حول الشمس في 365.26يوم. أي أن يومها يساي 24 ساعة تقريباً وسنتها تساوي 366 يوماً تقريباً.  في الوقت الذي تدور فيه الأرض حول الشمس في مدار بيضوي فأنها تدور حول نفسها حول محور مائل بدرجة 23 درجة و27 دقيقة, وهذا ما أكسبها تنوع مناخي لطيف. لها مجال جذبي معتدل فهو يمسك بغلاف غازي فيه كل أسباب الحياه وحمايتها, حيث يتولد المجال المغناطيسي بفعل دوران لب الأرض الداخلي الصلب المكون أساساً من الحديد الذي يدور ضمن لب الأرض الخارجي السائل . تشكل المياه 3/4 من مساحة سطح الأرض تقريباً والباقي يمثل اليابسة. يبلغ معدل درجة الحرارة على سطح الأرض 25 درجة مئوية, إذ أن هذه الدرجة منعشة للحياة مع وجود التنوع الحراري في أرجاء الأرض المختلفة والتنوع الفصلي والتنوع بين الليل والنهار, والتنوع البيئي, وكلها من أسباب الحياة وليس من أسباب فنائها. من أبرز مقومات الحياة وديمومتها هو الألفة والتنناغم الطبيعي بين الحيوان والنبات والجماد وفق قوانين الهداية: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى  (طه:50). هذا التناغم يمكن إبرازه على سبيل المثال لا الحصر بدورة الأوكسجين, وثاني أوكسيد الكربون, والماء في الطبيعة.

وهي على العكس من بقية الكواكب. بما أن الجمال من العناصر المهمة في الحياة, إذ ذكره الله تعالى في الآية الكريمة: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ  (النحل:6), ونحن نعيش على سطح الأرض كم بوسعنا أن ندرك جمال المخلوقات من حولنا, إذ نستشعره ونحس به ونراه على سطح الأرض في الإنسان والحيوان والنبات والجماد, وفي كل عناصر البيئة الطبيعية, فضلاً عن ما بنته الحضارة الإنسانية وعمرت بها الأرض. أما من الفضاء فإن الأرض تبدو بلون أزرق موشح بالبياض بسبب مياه المحيطات وغيوم بخار الماء. لا يوجد مثل هذا الجمال على سطح أي من الكواكب التي وطأها الإنسان, لكن الكواكب في غاية الجمال حين تنظر اليها من الأرض لا حين تطأ سطحها, لأنها زينة السماء الدنيا إذ أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة:

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك:5). من هنا يتبين أن الأرض هي المقر المفضل والوحيد للحياة الدنيا وأن كل ما في الكون مسخر بمشيئة الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان وفائدته, وليودي رسالته التي خلقه الله من أجلها.

5-المريخ Mars

          يمتلك كتلة أكبر من كتلة الأرض بقليل, لكن كثافته أقل من كثافة الأرض, مغطى بالجليد عند منطقة القطب, إذ رصدت أحد التلسكوبات هذه المناطق البيضاء التي تنمو وتكبر وتذوب وتتكسر بحسب الظروف المناخية الفصلية. للمريخ غلاف غازي غير سميك تبلغ كثافته 1/100 من من كثافة الغلاف الغازي المحيط بالأرض, يتكون من  غاز ثاني أوكسيد الكربون بالدرجة الأساس فضلاً عن وجود الأركون الذي يشكل نسبة 20%, ونسبة قليلة جداً من النتروجين وبخار الماء. يسمح غلافه الغازي بنفاذ الإشعاعات الكونية المختلفة ومنها فوق البنفسجية التي تصل إلى سطحه. يكمل دورانه حول نفسه في 24 ساعة, أي أن يومه يساوي يومنا على الأرض. يكمل دورانه

 في مداره حول الشمس في 688 يوم من أيامنا, إي أن سنة المريخ تعادل 688 يوم من أيامنا. يحلم العلماء بوجود الحياة على سطح المريخ ويأملون ذلك. إذ فسروا الصور التي أظهرت تغيرات لونية مع الفصول على أنها نباتات. وفسروا المناطق البيضاء على أنها ثلوج, وفسروا المناطق البرتقالية على أنها صحاري. ولكن بالحقيقة هذا لا يكفي للحياة حتى

وان كان تفسيرهم دقيقاً وصحيحاً, لأن معوقات الحياة أكثر من مسبباتها على سطح الكوكب, فمثلاً درجة الحرارة على سطح المريخ -50 درجة مئوية. إي أن كل شيء على سطحة متجمد. ويزعم العلماء أن الثورات البركانية تسبب ذوبان الثلوج ورفع درجة الحرارة نسبياً. لكن الحقيقة نحتاج إلى ثورات بركانية في معظم أرجاء المريخ لتعديل حررة السطح, وهذا بدوره يؤدي إلى تلوث الكوكب بالغازات والأبخرة السامة المنبعثة مع الحمم البركانية, ومن ثم قتل الحياة إن وجدت. أشارت بعض الدراسات إلى وجود حياة بدائية, ووجود مستحاثات ضمن سطح المريخ إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA)نفت صحة مثل هذه النتائج في عام 1996.

6-المشتري Jupiter

        هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية, إذ تفوق كتلتة كتلة الأرض بمقدار 318 مرة, لكن كثافته أقل من كثافة الأرض. يكمل دورته حول نفسه في 9.6ساعة بسبب سرعة دورانه الشديدة, وهذا هو طول اليوم على المشتري, وهو

 أقصر من يومنا المعروف. يكمل المشتري دورانه في مداره حول الشمس في 11.86سنة, وهذه هي سنة المريخ. من هنا نستنتج إن عدد أيام سنة المشتري هو 10852 يوم من أيام المشتري, وأن سنته تساوي 4341 يوماً من أيامنا.

 التركيب الداخلي للمشتري غير معروف, توجد العديد من الطفوح البركانية على سطحه شاهقة الارتفاع تصل إلى 250 كم علواً. رصد أكثر من 100 بركان نشط على سطحه. معظم سطحة مغطى بغازات غيمية الهيئة, كثيفة القوام, ملونة. تبلغ درجة الحرارة على سطحه -130 درجة مئوية. معظم غلافه الغازي هو هيدروكربون ( إيثان وأستلين).

7-زحل Saturn

        أن كثافة هذا الكوكب أقل من كثافة الماء, إذ تبلغ (0.7) غم/سم3, وكتلته تفوق كتلة الأرض 95 مرة. معظم الكوكب يتكون من غاز الهيدروجين, الذي يحاط بغلاف غازي غني بالهيدروجين, ويحتوي على كتل ضخمة من الغيوم التي تدور بسرعة مكونة عواصف على سطح الكوكب.

يحزم الكوكب حلقة من جزيئات ثلجية ضخمة الحجم. المناطق المحيطة بخط إستواءه متكونة من الأمونيا المنجمدة. يكمل دورته في مداره حول الشمس في 30 سنة , وهذا يعني أن سنة زحل تساوي 30 سنة من سنواتنا المعروفة.سريع البرم, إذ يكمل دورتة حول نفسه خلال 9.6ساعة وهذا هو مقدار يومه. من هنا نستنتج أن عدد أيام سنة زحل تساوي 26956 يوم. سطحة قارص البرد, إذ تبلغ درجة حرارة سطحه -185 درجة مئوية.إن هذه الظروف تؤكد إستحالة الحياة على سطح زحل.

8-أورانوس  Uranus

          تفوق كتلته 15 مرة كتلة الأرض. يدور بإتجاه معاكس لدوران الكواكب الأخرى, إذ ينفرد مع كوكب الزهرة في هذه الصفة وذلك لأن محور دورانه يميل بزاوية 98 درجة عن الخط الشاقولي. سريع البرم, إذ يكمل دورانه حول نفسه خلال 11 ساعة, لذا فأن طول يومه هو 11 ساعة. يكمل دورانه في مداره حول الشمس خلال 84 سنة, وهذا يعني أن سنته تساوي 84 سنة من سنواتنا المعروفة. من هنا نستنتج أن عدد أيام سنة أورانوس تساوي 73786 يوم. يتالف غلافه الغازي بصورة رئيسة من الميثان, إذ أن الغيوم الكثيفة على سطحه ما هي إلا عبارة عن ثلوج متراكمه من الميثان. تهب عواصف عملاقة وسريعة جداً على سطح الكوكب  تحيط بالكوكب حلقة نحيفة , وضيقة , معتمة اللون. سطح الكوكب بارد ومتجمد, حيث تبلغ درجة الحرارة على سطحه -200 درجة مئوية. قلو وجد الأوكسجين على هذا الكوكب لاحترق الكوكب من أول اصطدام نيزكي لأن غلافه الغازي عبارة عن غاز الميثان. إن هذه معلومات الكوكب وحرارة سطحه البالغة -200 درجو مئوية تتحدث عن نفسها مشيرةً إلى استحالة الحياة.

9-نبتون  Neptune 

        أكبر من الأرض, إذ تفوق كتلتة 17 مرة كتلة الأرض. تبلغ كثافتة 1.6من كثافة الماء. سريع البرم, يكمل دورانه حول نفسه خلال 14.4ساعة أي أن يومه 14.4  ساعة. أما دورته حول الشمس فيكملها في 165 سنة, لذا فإن عدد أيام سنة نبتون يساوي 100650. له غلاف غازي يتكون معظمه من الميثان, سطحه شديد البرودة إذ تبلغ حرارته -215 درجة مئوية. إن مصير أمل العثور على الحياة على سطح هذا الكوكب على ضوء هذه المعلومات أمرا مستحيلاً.

10-بلوتو Pluto

          هو أصغر الكواكب السيارة, إذ يبلغ حجمه 2/3 من حجم القمر. يتوقع العلماء أن له غلاف غازي قليل

 الكثافة يتكون معظمه من الميثان. سطحه يتكون من المثان المتجمد, تبلغ درجة حرارة سطح الكوكب -230 درجة مئوية. بلوتو الكوكب الوحيد الذي يدور في أكبر مدار أهليليجي لا يقع في المستوي الذي يضم مدارات كواكب المجموعة الشمسية, حيث ينحرف17 درجة. إن أمل اكتشاف الحياة على هذا الكوكب مطابق لأمل الحياة في أخوانه الكواكب الأخرى.

 ملخص الخصائص والظروف الطبيعية لكواكب المجموعة الشمسية

        يمكن وصف الظروف الطبيعية على سطح القمر والكواكب السيارة بكونها ظروفاً غير مألوفة وقاسية بل أنها مميته وقاتلة, حيث أن بعض هذه الكواكب يتمتع بحقل جذبي ضعيف ينتج عنه انعدام للغلاف الغازي الذي يسمح للأشعاعات الكونية بالوصول إلى السطح مثل الأشعة فوق البنفسجية, كما يلعب دور كبير في  تنظيم مقدار الضغط الجوي بالتناغم مع مقدار الجاذبية, وبعضها تمتاز بحقل جذبي شديد وغلاف غازي كثيف ذا طبيعة غيمية تعيق الرؤيا والحركة. كما يتميز الغلاف الغازي في بعض الكواكب السيارة بتكونه من غازات خانقة أو سامة كالأمونيا والميثان والأستيلين والهيدروجين والنتروجين وبخار حامض الكبريتيك وثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكبريت, ومن بين كل هذه المكونات لم نجد ذكراً واضحاً لوجود الأوكسجين والماء على الكواكب الأخرى, علماً انهما عنصرا الحياة الأساسيين: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30).

 كما أن اختلاف نسب وجود هذه المكونات يعد معوقاً للحياة حتى في حالة افتراض وجود الأوكسجين والماء, هذا فضلاً عن العواصف شديدة السرعة الكثيفة القوام التي تهب على سطح بعض الكواكب السيارة, إذ تعد ظاهرة مدمرة بحد ذاتها. أن التضاريس غير المألوفة كالسلاسل الجبلية الشاهقة الشديدة الوعورة, والوديان العميقة, والحفر النيزكية العميقة الممتدة مئات الكيلومترات, والمخاريط والفوهات البركانية المنتشرة, والثورات البركانية المستمرة في بعض الكواكب السيارة هي طبيعة تتنافى مع منطق المعيشة. تتميز الكواكب السيارة القريبة من الشمس مثل عطارد والزهرة بارتفاع حرارة السطح إلى ما يفوق الغليان, بينما تتميز الكواكب البعيدة عن الشمس مثل المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو بانخفاض شديد في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بعشرات ومئات الدرجات, هذا فضلاً عن الفارق الكبير في درجات الحرارة بين ليل ونهار الكوكب. إذا ما نظرنا إلى طبيعة اليوم في كل كوكب من ناحية طول نهاره وليله فإننا نجد في بعض الكواكب أياماً لا تتجاوز 10 ساعات كما في المشتري وزحل, بينما نجد أيامنا على سطح كواكب أخرى طويلة جداً كما في عطارد الذي يبلغ طول يومة 59 يوم من أيامنا, وفي الزهرة التي يبلغ طول يومها 243 يوم من أيامنا, هذا فضلاً عن الطبيعة غير المألوفة على سطح الكوكب إذ يكون اليوم أطول من السنة كما في كوكب الزهرة كما أسلفت. إذ أن طول يومها يساوي 243 يوم, أما سنتها فتعادل 223 يوم من أيامنا المعروفة على الأرض, حيث يعني هذا حدوث جميع التقلبات الفصلية في يوم واحد, وهذا يخرق القوانين المنطقية للحياة التي أوجدها الله لنا. بعض الكواكب محاطة بغازات سريعة الاحتراق مثل الهيدروجين والميثان والأستيلين.

معنى الأرض التي ذكرت في القرآن الكريم

وردت كلمة الأرض في القرآن الكريم 281 مرة, موزعة ما بين الأرض وأرض وأرضاً, وكلها تشير إلى أن المقصود بها هي الكرة الأرضية التي نحيا عليها الآن, وليس أرض إي كوكب أخر أو جرم سماوي أخر. فقد صرح القرآن الكريم بخمسة أسماء فلكية عدا السموات, وهي الأرض والقمر والشمس والنجوم والكواكب وكذلك ذكر الشهب (شهاباً). فقد أطلق الله تعالى في كتابه المجيد  تسمية الأرض على الكرة الأرضية بدليل آيات كثيرة منها:

وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( هود:44), أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (النمل-61).

 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( الشورى:5)

        وردت كلمة الشمس في القرآن الكريم 20 مرة, وكلها تشير إلى أن المقصود بها هو شمسنا المعروفة وليس شموس أخرى في مجرات أخرى.

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ( الزمر:5)

َلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (الأنعام:78),  فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى  (طه:130)

وردت كلمة القمر في القرآن الكريم 5 مرات وكلها أشارات واضحة إلى تابع الكرة الأرضية وهو قمرنا المعروف, ومن هذه الآيات الكريمات الأتي:

هوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس:5),  وَخَسَفَ الْقَمَرُ  (القيامة:8), فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(الأنعام:77).

وردت كلمة الكواكب في القرأن الكريم خمس مرات ما بين كوكب وكوكباً والكواكب, نورد منها ما ورد في الآيتين الكريمتين:   وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (الانفطار:2), إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ  (الصافات:6), قد يحتمل الأمر أن تشمل الأرض بهذا المعنى لأن الأرض هي كوكب في هذا الكون. وردت كلمة النحوم 6 مرات نورد منها الآيتين الكريمتين الأتيتين:فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (الواقعة:75), هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  (الأنعام:97),  ووردت كلمة النجم مرتين: النَّجْمُ الثَّاقِبُ  (الطارق:3), وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (النجم:1), والمرة الثالثة وردت كلمة النجم ولكن بمعنى مختلف عن موضوع البحث كما في الآية الكريمة: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (الرحمن :6).  بعد التمعن الدقيق بمعان الآيات الكريمات اللاتي احتوين على كلمة الأرض التي وردت في القرآن الكريم, تبين أن الكرة الأرضية هي المقصودة أو ما يتعلق بسطحها, أي بمعنى أن كلمة الأرض لم تطلق على كوكب أخر غير الكرة الأرضية, وهذا يفهم من سياق الكلام كما في يا أرض إبلعي ماءك. كما تبين أن لفظة الشمس التي أشار إليها القرآن الكريم في مواقع متعددة تشير إلى شمسنا المعروفة وليس إلى شمس أخرى في مجرة أخرى والمعنى في الآية  فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى  (طه:130) يشرح هذا بيسر. كما دلت لفظة القمر في القرآن الكريم على قمر الأرض وهو قمرنا المعروف ( قمر الأرض) وليس أي قمر أو جرم سماوي أخر.

الأرض موطن الإنسان

بعد أن تبين أن المقصود بكلمة الأرض التي وردت في القرآن الكريم هي الكرة الأرضية أو ما يتعلق بسطحها. فإن القرآن الكريم يشير وبوضوح إلى أن الكرة الأرضية التي نحيا عليها الآن هي موطن الحياةومستقر الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها:

إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (مريم:40). سوف أسرد بعض الآيات القرآنية التي تبين العلاقة الصميمية بين الأرض ووجود الإنسان وحياته عليها:

 وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا  ( نوح-17),   قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( الملك-24),  قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (الأعراف-24),  قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( العنكبوت-20),  قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ  (الأنعام-11),هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك-15),اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (غافر -64),  يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(ص-26),  قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف-55),  وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (هود-61),  وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104),  وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ  (الأعراف-74),  لَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (يونس-99),  وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ  (الأعراف-10),  هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا  ( فاطر-39).

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون  (الأنعام-38),  وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ  (الأنعام-165), ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (يونس-14),  أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ  (النمل-62), ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (يونس-14), وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود-6), وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم-25), يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (ق-44). وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ  ( المعارج:43).

        تبين الآيات الكريمات في أعلاه كيف أنبت الله ألإنسان من الأرض, وكيف ذرأه فيها, وكيف مكن الله الإنسان من العيش على الأرض,  وأمره أن يسكن عليها, ويسير فيها ويأكل من رزقها, وكيف جعل الناس والأمم خلائف فيها, وكيف وعدهم بأن يعيدهم فيها بعد موتهم, وكيف يخرجهم منها مرةً أخرى ساعة الحشر بعد أن تشقق الأرض عنهم, ثم يرث الله الأرض ومن عليها.

جمال الكواكب دليل على انعدام الحياة فيها 

تبدو الكواكب جميلة, فهي تمتلك جمالاً ساحراً عند النظر إليها من بعيد بالعين المجردة أثناء الليل, ومن خلال المراصد الفلكية العملاقة أيضاً, فقد تغنى الكثير من الشعراء بجمال الكواكب, وسمى الرومان عطارد بالإله الرسول الذي يسافر إلى السماوات في سرعة عظيمة على حد تعبيرهم لأنه يظهر كأنه مرافق للشمس, أفضل وقت لرؤيته في الشرق هو قبل شروق الشمس, وفي الغرب بعد غروب الشمس. سمى الرومان كوكب الزهرة بآلهة الحب والجمال بسبب شدة لمعانها, إذ تفوق شدة لمعانها المع النجوم ب50 مرة. أما بالنسبة للمريخ فلا متعة تضاهي متعة النظر إلى المريخ حسب رأي علماء الفلك, حيث يمتلك قمرين يدوران حوله. أما المشتري فتحيط به مجموعة حلقات خافتة وله 16 قمراً, وبسبب كتلته العظيمة فهو يسحب النيازك نحوه ويحمي الأرض. زحل من أجمل الكواكب ويسمى الكوكب الحلقي, إذ يحيط به طوق مائل عن الأفق بشكل حلقة تحزم الكوكب ويدور حوله23 قمر. أما أورانوس فله 15 قمر, يبدو غلافه الغازي بلون أخضر مائل الى الزرقة, أما نبتون فيمتلك 8 أقمار وبلوتو يمتلك قمراً واحداً. وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا الموضوع وكما تبينه الآيتين الكريمتين: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (الصافات:6),  وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك:5). من خلال هاتين الآيتين الكريمتين يتبين أن الكواكب والنجوم التي سماها القرآن الكريم بالمصابيح هي زينة السماء الدنيا, والسماء هو كل ما علاك, إذاً كل ما يسفلنا هو أرض, وبما أننا نعيش على الأرض (الكرة الأرضية), إذاً  السماء هي سماء للأرض إذاً فهي تعلوها, وبما أن الأرض كروية الشكل وتسبح في الفضاء, إذاً فالسماء الدنيا تغلف الأرض وتحيط بها من كل الجهات بدليل الآيات الكريمات: أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ  (ق:6), وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (الحجر:16),  الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة:22),قل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (الإسراء:95).  وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ  (يس:28) , إن عدد السماوات هي سبعة كما ورد في القرآن الكريم, تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (الإسراء:44).   وهذا يعني أن السماء الدنيا هي السماء الأقرب إلى الأرض وهي التي يمكن رؤية الكواكب والنجوم فيها, وهي سماء للكرة الأرضية, والزينة لا بد أن تكون لناظر,إذاً الكواكب هي زينة لسكان الأرض الذين ينظرون إليها كل ليل. هذا الكوكب الجميل عندما يطأه الإنسان يفقد جماله وزينته, حيث ذكر رواد فضاء كثيرون أن الكواكب مخيفة حين تقترب منها وحين تصل إلى سطجها, على خلاف الأرض التي يشعرون بالطمانينة عند الاقتراب وتزداد طمأنينتهم كلما إقتربو منها حتى تسيطر عليهم السكينة  بعد الهبوط عليها, إذ تتميز بجمال طبيعة سطحها. من هذا كله نستنتج أن هذه الكواكب تمتلك جمالاً ساحراً عند النظر إليها في الليل من الأرض أو أثناء النظر إليها من خلال المراصد الفلكية, بما أن جمالها لا يتحقق إلا أذا تم النظر اليها من مسافات بعيدة, وان القرآن أنزل لكل الناس, فهذه إشارة إلى أن الناس موجودون على سطح الكرة الأرضية حصراً.

فضلاً عن كون الكواكب زينة السماء الدنيا فهي تمثل دروع واقية لحماية الأرض من القصف النيزكي العنيف, ومساهمتها الكبيرة في حفظ التوازن الجذبي, وفضلاً عن كونها رجوماً للشياطين, فقد وصفها القرآن الكريم على إنها حفظاً كما في الآية الكريمة:

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ  (فصلت:12). فهذا يعني أن الكواكب تتحمل الضربات النيزكية جراء اصطدام الأجرام السماوية المتنوعة بها, وتتحمل الإشعاعات الكونية المختلفة لتحمي الأرض وتقيها, وهذه إشارة إلى انعدام الحياة فيها. كل هذا يشير إلى وجود الحياة على سطح الكرة الأرضية ويؤكد انعدامها على غيرها. 

المناقشة والاستنتاجات

        من دراسة ملخص الخصائص الطبيعية للقمر ولكواكب المجموعة الشمسية المستقاة من الأبحاث العلمية التي المتخصصين والمعنيين بالفضاء ووكالات الفضاء العالمية مثل ناسا, ومن خلال التمعن في نتائج هذه الدراسات وربطها مع بعضها ومقارنتها مع الظروف الطبيعية الإعتيادية الملائمة لحياة الإنسان, وهي بلا شك ظروف الكرة الأرضية من حيث توفر عنصري الحياة وهما الماء والأوكسجين بالدرجة الإساس:

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30), تبين أن عناصر الحياة متوفرة على الكرة الأرضية ولم تتوفر على غيرها من الكواكب قيد الدراسة.  وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (الحجر:22),  حيث أن الرياح في الأية الكريمة تدل على كل مكونات الغلاف الغازي المحيط بالأرض بنسبها المعروفة حيث أن الأوكسجين أحد مكوناته.

         إن من أشكال الحياة وضرورة ديمومتها هو التنقل والحركة هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك:15) والذلول كما ورد في مختار الصحاح بمعنى الدابة وكذلك تأتي بمعنى الجاهزية وهذا مأخوذ من معنى الأية الكريمة: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا  (الإنسان:14), أي سويت عناقيدها ودليت. والأرض الذلول هي بمثابة الدابة الجاهزة والنافعة التي يركبها الإنسان وهذا المعني يبين إن الأرض متحركة وليس ساكنة, لأن ركوب الدابة (الذلول) الساكنة أو الواقفة بلا حركة لا ينفع, ولا يمكن أن يفعله أحد, لكن غاية الركوب هي الحركة, من هذا يتبين أن القرآن هو أول من أخبر بحركة الأرض, كما أخبر عن دورانها حول نفسها من خلال تعاقب الليل والنهار في أيات كثيرة قبل أكثر من 1400 سنة. كما أخبر بأن الأرض هي أفضل الكواكب في جاهزيتها للعيش والحياة.

   رغم كون الأرض كروية إلا أنها تبدو لساكنيا وكأنها منبسطة تسهل الحركة والانتقال لكل المخلوقات المائية والبرية والطائرة, إذ يمكن الحركة والانتقال براً وبحراً وجواً. وأن الله تعالى قد ذلل الأرض لنا حيث بسطها ومدها ومهدها, إذ قال الله تعالى:  وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (نوح-19). وقال سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الرعد-3).وقال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الزخرف-10). ومعنى المهاد هو الفراش كما جاء في مختار الصحاح, ومهد بمعنى بسط, وتمهيد الأمور تعني تسويتها وإصلاحها. لذا فأن هذه الأية الكريمة تشير إشارة صريحة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد بسط الأرض وسواها وأصلحها لتكون المكان المناسب الذي أختاره الله للحياة. أن درجات الحرارة والرياح والضغط الجوي وتوزيع اليابسة والماء واختلاف المناخ خلال الفصول الأربعة ووجود النبات والحيوان بتناغم حياتي رائع, ونوعية الغلاف الغازي وطبقاته وكثافته, وتنوع البيئات المائية (البحرية والنهرية- المالحة والعذبة- العميقة والضحلة) وتنوع البيئات على اليابسة ( السهول والوديان والجبال والهضاب وكذلك الغابات والصحاري), وهبوب الرياح ونزول المطر كلها آيات تؤدي دورها من أجل ديمومة الحياة وتذليل مصاعبها.إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.(البقرة-164). كل هذه المتغيرات ما هي إلا أعضاء متعاونة تعمل بانسجام دقيق من شأنها أن توفر نسيجاً متكاملاً لتؤدي رسالتها التي أوجدها الله من أجلها:

 قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى  (طه:50). إن مثل هذا الانسجام والتناغم الحاصل بين عناصر الحياة المتنوعة غير موجود على كواكب أخرى.

يبلغ طول اليوم الواحد على سطح الأرض 24 ساعة بمعدل 12 ساعة لكل من الليل والنهار وهذا هو أفضل توقيت للعمل في النهار والاستراحة في الليل. إن اعتدال ساعات النهار بما يتلائم مع قابلية الإنسان على العمل وما يساويها تقريباً من ساعات الليل لتكون كافية لراحة الإنسان وإزالة التعب لما لحق به من عناء في النهار, جسدها القرأن في الآية الكريمة: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ( النبأ:10-11). حيث أن مثل هذه الظروف لم تتوفر في كواكب أخرى. فهل من المعقول أن يعمل الإنسان متواصلاً لمدة 121 يوماً وهو ما يعادل نهار الزهرة , ثم بعدها يأتيه الليل لينام 121 يومأً وهو ما يعادل ليل الزهرة. أو هل من المعقول أن ينام الإنسان 5 ساعات (التي هي تمثل ليل المشتري وزحل وأورانوس وبلوتو) بعد كل 5 ساعات عمل (التي هي تمثل نهار المشتري وزحل وأورانوس وبلوتو). أن طبيعة خلق الإنسان مصممة من قبل الخلاق العظيم لتنسجم وتتوافق مع طبيعة الأرض وظروفها. إن إمكانية تطبيق شريعة الله في الأرض واستحالة إمكانية تطبيقها في كواكب الأخرى تدعو وبكل يقين إلى أن الأرض هي المكان الأوحد الذي يمكن أن تؤدى عليه فرائض الله. فرض الله عبادات على البشر كالصلاة والصوم والحج ولكل منها مواقيت معلومة. فرض الله خمس صلوات في اليوم هي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وكل من هذه الصلوات لها وقت معلوم. فكيف نستطيع أن نتصور أن يصلي أنساناً على سطح أحد الكواكب الذي يطول يومه الواحد إلى 243 يوم من أيامنا ( تخيل كم يوم بين صلاة وصلاة بل كم شهر), ثم كيف له أن يعرف مواقيت الصلاة, وكيف يتجه إلى القبلة التي هي موقعها المعروف على سطح الأرض, ثم هل يستطيع أن يبقى الإنسان يقظاً لمدة 243 يوم ثم يأتيه الليل لينام مدة 243 يوم. وكذا الحال إذما قصر الوقت في كواكب أخرى. أما بالنسبة إلى فريضة الصوم (صوم رمضان) التي هي شهر واحد, فإذا كان طول اليوم الواحد على أحد الكواكب التي فتش العلماء عن الحياة فيها يساوي 243 يوم من أيامنا, إذاً الشهر على ذلك الكوكب يساوي  243 X30 = 7290 يوم أي ما يعادل  20سنة تقريباً من سنيننا المعروفة, فهل يستطيع الإنسان أن يصوم لمدة 20 سنة متتالية, علماً أن طول سنة هذا الكوكب أقصر من يومه إذ تساوي 223 يوماً, ( معادلة غير معقولة), ثم كم هو عمره ليشهد رمضان القادم الذي سوف يحل عليه بعد 20 x11=  220 عاماً تقريباً, أم يكون صومه بحسب طول سنة الكوكب التي هي أقل من طول يومه وبالتالي فلا قيمة لليوم هناك ولا لتعاقب الليل مع النهار, ثم كيف يعرف ميقات الأشهر على الكواكب الأخرى, علماً إن هذه المواقيت معلومة لدينا على سطح الأرض بدقة متناهية وهي محكومة بالأوضاع المختلفة للأرض والقمر نسبةً إلى الشمس وقد أخبرنا القرآن الكريم بهذه الحقائق:هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( يونس:5).  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(البقرة:189).

أما الحج فلا يمكن تأديته في أي كوكب أخر لأن البيت الحرام والكعبة المشرفة  في مكة المكرمة التي هي على سطح الأرض. فلو كانت الحياة ممكنة على أي من الكواكب غير الأرض ولو توفرت عناصرها وأسبابها لفرضت عبادات على أهل الأرض قابلة للتطبيق في تلك الكواكب لأن خالق الكون ومالكه هو الله الذي لا إله إلا هو وهو بكل شيء خبير.  أخبرنا القرأن أن النجوم بصورة عامة هي العلامات الإرشادية الثابتة للإتجاهات والمواقع والتي يمكن مشاهدتها من قبل كل الناس وفي كل أرجاء الأرض,  :هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأنعام-97).

 الشمس هي مصدر الطاقة والضوء في عالمنا, والقمر يستمد نوره منها ويعكسه إلينا

وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (نوح:16) لنراه, لأن رؤية القمر من ضرورات الحياة, فهو يولد هلالاً ثم يكبر تدريجياً ويتغير شكله ليصبح بدراً بعد 13.66يوم, ثم يعود ليصغر ويصبح هلالاً بعد 27.32من ولادته, ومن ثم يختفي فيصبح محاقاً. إن هذه الدقه المتناهية ما هي إلا ناتج عمليات عظيمة لحركة كتل ضخمة كالشمس والأرض والقمر في مدارات خطط لها بعناية فائقة. حيث أشار القرأن الكريم إلى هذه الحقيقة من خلال الآية الكريمة: لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس:40). وما أشكال القمر المختلفة على مدار الشهر إلا انعكاس لمقدار الضوء الساقط مباشرة من الشمس على القمر حيث تؤدي الأرض دورها في إظهار شكل القمر الذي ينبغي أن يكون علية في كل لحظة من خلال اعتراضها لمسار ضوء الشمس, من هنا يتبين إن الشمس مصدر الطاقة والإضاءة, وأن القمر جندي من جنود الله شانه شأن المخلوقات الأخرى, يؤدي رسالته في هذه الحياة وكما قال الله تعالى في محكم كتابه:  

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. ( يونس:5). أي ليعلم الناس مواقيتهم من خلال رؤيتهم لمنازل القمر إي أشكاله المتنوعة خلال الشهر القمري الواحد, وتبين الأية ضمناً أن لولا ضياء الشمس لما كان للقمر منازل وهذه حقيقة علمية فلكية راسخة. وبما أن القمر المشارإليه في الأية الكريمة هو تابع الأرض إي قمرنا المعروف, لذا فأن الخطاب موجه لسكان الكرة الأرضية في قوله لتعلموا عدد السنين والحساب.إذاً القرآن يخاطب أهل الأرض. ربط القرأن الكريم بين الأهلة وبين الحج في خطاب موجه للناس من خلال الأية الكريمة:

َيسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.(البقرة:189),علماً ان الحج أحد العبادات المرتبطة بزمان ومكان فأما الزمان فيرتبط بقمر الأرض, وأما المكان فيرتبط بالأرض وتحديداً مكة المكرمة والكعبة المشرفة وما حولها. بما أن القرآن أخبرنا بكل هذه الحقائق وهو خاتم الكتب السماوية ونزل هدايةً للبشرية جمعاء, فأن إمكانية تطبيق تعليماته تشير إلى أن الكرة الأرضية هي المكان الأوحد المناسب لحياة الناس, لذا يمكن أن نستبعد حياة أخرى في كواكب أخرى لأن كل ما في الكون مسخر لخدمة الإنسان, فما فائدة حياة بدائية مثلاً لأحادية الخلية في المريخ على سبيل المثال.

أما إذا ما ناقشنا طبيعة التضاريس وظروف المناخ على غير الأرض فهي في غاية القسوة, وإنها لا تلائم العيش إطلاقاً فكيف يعيش إنساناًً في درجات حرارية تفوق درجة غليان الماء بكثير وأن خلايا جسمة تتكون بنسبة 80% من الماء, وكيف يعيش إنساناً في درجات حرارية منخفضة جداً تتصلب فيها حتى الغازات. إن بعض الكواكب يتكون غلافها الغازي من غازلت سريعة الاشتعال مثل الميثان والأستيلين والهيدروجين,إذ يمكن لأي نيزك يضرب هذا الكوكب أن يحرقه بأكمله, إلا أن هذا لم يحدث بسبب غياب الأوكسجين ( عنصر الحياة). فإذا غاب عنصر الحياة غابت الحياة ذاتها.

 من الشواهد على استحالة الحياة في الكواكب الأخرى غير الأرض هو متطلبات رحلة السفينة الفضائية, فهي تصنع بدقة من مواد خاصة كما أن ملابس روادها تصنع من مواد خاصة ويتزودون بمقومات الحياة التي يأخذونها من الأرض كزاد لهم يمدهم بالحياة لفترة قصيرة بمشيئة الله, وإن كل رحلة فضائية لها تكاليفها الباهضة. إن ضعف الحقل الحذبي وشدة الحقل الجذبي نسبة لحقل الأرض الجذبي عاملان يشيران باتجاه قلة احتمالية وجود حياة على كواكب غير الأرض بل يشيران إلى انعدامها. ينتج عن ضعف الحقل الجذبي غلاف غازي قليل الكثافة أو معدوم وهذا يعرض سطح ذلك الكوكب للقصف الإشعاعي القادم من كل صوب فلنتأمل ثقب طبقة الأوزون في منطقة ضيقة فوق القطب الجنوبي وما عرض الكرة الأرضية للأخطار الناجمة من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية, ومدى التثقيف والدورات والمؤتمرات التي عقدت في هذا المجال لإيجاد الحلول المناسبة والمحافظة على طبقة الأوزون. أما شدة الحقل الجذبي في بعض الكواكب فقد يتسبب في إنشاء غلاف غازي كثيف وضغط عالي, ويكون سطح ذلك الكوكب مرتع للقصف النيزكي بكل أشكاله,  ومن ثم فهو مدمر للحياة حتى وإن توفرت أسبابها. تشير الصور الواردة من مختلف هذه الكواكب إلى أن سطوحها عرضة للقصف النيزكي فهي مليئة بالحفر النيزكية الضخمة التي تصل إلى مئات الكيلومترات, في حين نجد أن القرأن الكريم قد أشار إلى هذه الحقيقة من خلال آيات كريمات وردت في متن هذا البحث وأوضحت أن هذه الكواكب هي مصابيح وحفظاً.

خاتمــة

        بعد استعراض الحقائق العلمية التي توصل إليها علماء الغرب من أجل العثور على الحياة خارج كوكب الأرض والتي كلها باءت بالفشل, واستعراض بعض آيات القران الكريم. تبين أن الكرة الأرضية هي كوكب الحياة الأوحد الذي تتوفر فيه عناصر الحياة  وسبل العيش على أفضل وجه. وأن النجوم والكواكب غير صالحة للحياة, ولا يمكن تطبيق أهم العبادات عليها, بل هي زينة السماء الدنيا, التي هي أقرب سماء إلى الكرة الأرضية, حيث قال بعض رواد الفضاء في وصفهم لسطح الكواكب بأنه مخيف, وهذا دليل على أن الكواكب تبدي زينتها من بعيد في إنارتها للأرض وعكسها لضوء الشمس, وتفقد هذه الزينة عند النزول على سطحها, وكما أخبر القرأن بذلك. وأن كل ما نراه من كواكب ونجوم على مد بصرنا يقع ضمن نطاق السماء الدنيا, وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ  ( الذريات:47), وهذا يشير إلى سعة الكون. أن الكواكب هي دروع واقية وحافظة للحياة على الأرض وأنها تؤدي مهمتها في التوقيت والاهتداء وكما أخبر القرآن الكريم. وما هذا كله إلا بعض نعم الله علينا. فلنتأمل كل شيء حولنا, فهو مسخر لنا كما تنص الآية الكريمة: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ  (لقمان:20).

         إن هذا البحث لا يعترض على دراسة الفضاء لأن قرأننا الكريم هو أول من صور قوانين الفلك وسعة الكون ونشوءه, وأول من دعا إلى النفاذ إلى الفضاء بحسب الآية الكريمة:

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ  (الرحمن:33). إنما هو محاولة لإبراز حقائق علمية واضحة في القرآن الكريم, فلنقولها نحن المسلمون قبل أن يتفوه بها غير المسلمون لسببين هما :عل تأثيرها يكون أقوى, ولأننا نحن المسلمون لدينا كتاب الله (القرآن الكريم) فيه تبيان لكل شيء:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: 89). إذ لا يخفى علينا جميعاً كم من الحقائق العلمية في الطب والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك والنبات والوراثة والأجنة وغيرها, بل النظريات والقوانين التي تدرس الآن في جامعات عالمية رصينة والتي دلائلها واضحة في قرأننا العظيم, والتي لم يصرح بها المسلمون إلا تباعاً بعد أن يكتشفها غير المسلمون ثم يكون دورنا تعليقاً لاحقاً بعد اكتشافهم لا سابقاً لاكتشافهم. 

        يؤكد هذا البحث وبقوة على استحالة نقل الحضارة من الأرض وهجرها إلى أي من الكواكب الأخرى, كما يشير إلى عدم وجود مخلوقات فضائية تغزونا من خارج الأرض لأن القرآن لم يصرح بذلك.  أن غزو الفضاء لغرض استزادة العلم النافع هو مشروع واقعي وفي غاية الأهمية, ولكنه لا يجدي نفعاً إذا كان باتجاه هجر الأرض والبحث عن كوكب أخر لعمرانه والعيش عليه, فهذا هدر للجهد والمال وإضاعة للوقت, لأن الله تعالى قال:(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)  (طه:55). أي أننا خلقنا من الأرض وفيها نعاد إي نموت وندفن ومنها نخرج مرةً أخرى بعد أن ينفخ في الصور في يوم الوعيد (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُون)(يس:51).

والله الذي يملك مفاتح الغيب إعلم: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام:59).  والْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

يمكن التواصل مع المؤلف على البريد التالي: [email protected]


المصادر:

1-القرأن الكريم

2-مختار الصحاح لمحمد بن إبي بكر بن عبد القادر الرازي

3-Donald, J.C., Donald, J.T. and Lawrence,L.M.,1997: Earth Science-An   Integrated prespective, 432p.

4-Edgar, W. S.,2003: Earth Science – Understanding Environmental Systems. Boston,518p.

وبعض المعلومات من تقارير متخصصة في مجال الفضاء.

مصدر الصور الموسوعة الحرة  http://ar.wikipedia.org/wiki/


الوسوم:

مقالات ذات صلة