من إعجاز وصف القرآن الكريم لتوازن النبات

 
الجمعة/مارس/2022
   

قال تعالى:{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) }(الحجر)

*قال إبن كثير في تفسيره:(قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك ومجاهد والحكم بن عيينة والحسن بن محمد وأبو صالح وقتادة ومنهم من قول مقدر بقدر وقال ابن زيد من كل شيء يوزن ويقدر بقدر وقال ابن زيد ما يزنه أهل الأسواق.)
*وقال الرازي في تفسيره الكبير ،ضمن عدة آراء:
(أن أهل العرف يقولون: فلان موزون الحركات أي حركات متناسبة حسنة مطابقة للحكمة، وهذا الكلام كلام موزون إذا كان متناسباً حسناً بعيداً عن اللغو والسخف فكان المراد منه أنه موزون بميزان الحكمة والعقل، وبالجملة فقد جعلوا لفظ الموزون كناية عن الحسن والتناسب، فقوله: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ شَىْء مَّوْزُونٍ } أي متناسب محكوم عليه عند العقول السليمة بالحسن واللطافة ومطابقة المصلحة.
*التوازن معجزة في كل ما خلق ربنا تعالى ،{ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) } (الرحمن) ،،لكنا هنا جل اهتمامنا بمجال النبات ،، وهو في عدة مجالات في هذا الباب،،
١_ توازن النبات مع محيطه :
وهو ما يعرف بالتوازن البيئي ،أي توازنه مع التربة والماء والهواء والكائنات ،ولو تدخل الإنسان يحدث الخلل ،كما يحدث حين يقتلع أشجار الغابات فتشتد الريح وبالتالي تنجرف التربة ،، عدا تقليل نسبة الأوكسوجين التي كانت تنبعث من الغطاء النباتي ،،
٢_ التوازن الحراري:
يمتص النبات الحرارة من الشمس لكنه يعكس جزءً كبيرًا منها ويوزع الآخر لألا يهلك ، فهو يحتاج إلى ١٪؜ إلى ٢٪؜ فقط مما يأتيه من أشعة الشمس لإتمام عملية التمثيل الضوئي ،، ثم تعكس بقية الأشعة للحفاظ على التوازن الحراري للنبات ،، يتم هذا التكيف بعدة طرق ، كيف الله النبات بعدم إمتصاص الأشعة القصيرة بعكسها مباشرة ، وكذلك بإطلاق الأشعة ذات الموجات الطويلة للمحيط ،، كذلك تكيف سطح الأوراق لامتصاص او عكس الحرارة ، من ذلك أيضا تخفيف الحرارة بتبخير الماء ، وكذلك الشمع والشعيرات على سطحها ،،
نقرأ ذلك في كتاب “إيكولوجية النبات” ، فصل :
Thermal Balance of Plants and Plant Communities (التوازن الحراري في النبات والمجتمعات النباتية)،،

كتاب “إيكولوجية النبات”

٣_ التوازن المائي:
ويكون بين ما يمتص وما يفقد من ماء ،، يقول الدكتور علاء هاشم الطائي أستاذ النبات بجامعة الموصل بالعراق في دراسته: التوازن المائي في النبات:
(من المعتقد أن النباتات البدائية قد نتجت فى البحار حيث لا يوجد نتح ولا ذبول ولا جفاف وحدثت الملائمات التى تيسر التوازن بين الفقد وامتصاص
الماء فى اتجاهين :
أ ـ تكوين الأغطية غير المنفذة حيث يعيق السوبرين والكيوتين فقد الماء من سطح الورقة كما يمنع تبادل الغازات ولكن أمكن التغلب على هذه الصعوبة عن طريق الثغور والعديسات.
ب ـ توفر الجذور ذات القدرة الفائقة على سحب الماء ).
٤- توازن النمو الرأسي:
النباتات هي العنصر الغذائي لسائر الكائنات الحية كالحشرات والحيوان ، فكيف تدافع عن نفسها للاستمرار في النمو ،، نقرأ في هذا مقالا رائعًا في مجلة نيتشر العلمية الشهيرة بعنوان: (النباتات تتواصل تلغرافياً) :[تتغلب النباتات على عدم القدرة على الحركة عن طريق تسخير قدراتها في الكيمياء العضوية الاصطناعية، فإذا ما نظرنا إلى الروائح الزهرية، على سبيل المثال، لوجدنا أنها تحتوي على مركبات تجذب حيوانات التلقيح، وتطرد تلك الآكلة للزهرة. ويتكون ذلك الرحيق من مزيج من المواد الغذائية والسموم التي تسهم في تحسين سلوك الملقحات. وتم تلخيص معظم المراجع العلمية المتعلقة بهذا الموضوع في ثلاثة كتب من قِبَل كبار الباحثين في هذا المجال، هي: كتاب «دفاع ورقة الشجر» Leaf Defence لإدوارد فارمر، وكتاب «سلوك وذكاء النبات» Plant Behavior and Intelligence لأنتوني تريوافاس]

كتاب «دفاع ورقة الشجر» Leaf Defence

 

كتاب «سلوك وذكاء النبات»

Plant Behavior and Intelligence

* نضيف لذلك كيف يبني النبات نفسه عن طريق التمثيل الضوئي باستخدام ثغور شديدة الدقة ، نراها في الصورة أدناه،،
*فمن جعل في هذه المخلوقات التي نسميها غير عاقلة هذا التوازن المعجز المذكور بدقة في كتاب الله ؟ وأنى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعلم هذا ؟ إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ،،


الوسوم:

مقالات ذات صلة