تكيفات نقار الخشب: كيف يحمي الله هذا الطائر من الإصابة؟

عندما تتجول في غاباتنا المورقة، قد تصادفه بمظهره الجميل وطيرانه البارع.

إنه نقار الخشب، الطائر الغامض الذي ألهم قصصًا وحكايات عديدة عبر العصور.

يُعتبر نقار الخشب تحفة فنية تحمل بين جناحيها سرًا لا يكشفه إلا المتطلعون. فقد وهبه الله تكيفات تجعله يقرع على الأشجار بقوة وثبات دون أن يُصاب بالأذى أو الارتجاج. في هذه المقالة، سنستكشف سحر تلك التكيفات ونغوص في عالم نقار الخشب، حيث تتحد الإبداع والعجائب البيولوجية في رحلة ستأخذنا إلى عالمٍ ساحر لا حدود له. انطلق معنا في هذه المغامرة الرائعة لاكتشاف سر نقار الخشب وتكيفاته الفريدة.

بإبداعه اللافت، وهب الله سبحانه وتعالى لنقار الخشب تكيفاتٍ مذهلة تمكنه من القرع بقوة وتكرار على جذوع الأشجار، دون أن يتعرض للأذى أو يصاب بالارتجاج. هذه التكيفات الاستثنائية تشمل:
 **تكيفات هيكلية في الجمجمة والمخ:** نقار الخشب لديه مجموعة من الألواح العظمية في جمجمته تتحرك بشكل غير متزامن عند الاصطدام. هذا يخفف من القوة الناتجة عن الصدمة التي تصل إلى الدماغ. العظام في جمجمة نقار الخشب أيضًا أكثر سماكة مقارنة بالطيور الأخرى.
 **ريش ضيق:** يتمتع نقار الخشب بريش ضيق وصلب يستخدمه لتثبيت نفسه في الشجرة أثناء القرع.
 **لسان طويل ومرن:** لسان نقار الخشب طويل ويمتد خارج الفكين، ويمر عبر قناة في الجمجمة ويحيط بالدماغ، مما يعمل كنوع من واقي الصدمات.
**العضلات والرقبة:** نقار الخشب لديه رقبة قوية تحتوي على عضلات تمتص جزءًا كبيرًا من القوة الناتجة عن الصدمة عند القرع.
 **تقنية القرع:** نقار الخشب لا يقرع رأسه مباشرة في الشجرة بزاوية 90 درجة. بدلاً من ذلك، يقرع بزاوية مائلة، مما يساعد على توزيع القوة على مساحة أكبر ويقلل من الصدمة المباشرة على الدماغ.

**منقار متخصص:** منقار نقار الخشب يتألف من طبقتين – واحدة خارجية صلبة وأخرى داخلية مرنة. الطبقة الخارجية تعمل كقشرة صلبة، بينما تمتص الطبقة الداخلية اللينة قوة الصدمة. بالإضافة إلى ذلك، الجزء العلوي من المنقار أطول قليلاً من الجزء السفلي. يوجه هذا الطفح القوات حول محيط الرأس بدلاً من الصدمة المباشرة بين العينين
**العظم الإسفنجي:** إذا تجاوزت الاهتزازات المنقار، فإنها تواجه عظماً إسفنجياً بين عيون الطائر يبدو كما تتوقع – إسفنج! تساعد الجيوب الهوائية في هذا العظم على تشتت القوة وتخفيف تأثير النقر.
**المساحة المليئة بالسائل بين الجمجمة والدماغ:** الاهتزازات التي تجاوزت العظم الإسفنجي تواجه مساحة مليئة بالسائل بين جمجمة الطائر ودماغه. نظرًا لأن الاهتزازات لا تسافر بشكل جيد في السوائل، فإن السائل يخفف الصدمة. ومقارنة بالطيور الأخرى، فإن نقار الخشب يحتوي على سائل أقل في هذا المكان. هذا يخلق التوازن المثالي من السائل للحصول على فوائد التخفيف من الاهتزازات، ولكن يضمن أن الدماغ لا ينزلق وينزلق كثيراً.
قال تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام : ( ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50)
قال مجاهد: أعطى كلّ شيء صورته ثم هدى كلّ شيء إلى معيشته.