الموقف الحواري الأول بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون
الخميس/ديسمبر/2019
الأستاذ الدكتور:
نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس، و مدير مركز ابن النفيس للخدمات العلمية في البحرين
في قصة نبي الله موسى عليه السلام وفرعون من المواعظ والمواقف التربوية التعليمية ما يفيد الدعاة إلى الله، والتربويين، والسياسيين والإعلاميين، والعوام، والآباء والأمهات في حياتهم، وفي وأداء رسالتهم على الوجه الأكمل. ففرعون ادعى الألوهية وطغى وتكبر. ويرسل الله إليه رجلاً تربى في بيته قويًا أمينًا لا يطيق أن يرى المنكر ولا ينهى عنه، أو يرى المعروف ولا يقوم به، فأمره ربه أن يتلطف مع فرعون، وأن يلين له القول ويبين له البراهين والأدلة على صدق سيدنا موسى عليه السلام.
فرعون صاحب حضارة مادية فائقة التقدم، وللأسلوب العلمي مجال واسع في الحضارة الفرعونية، لذلك استخدم سيدنا موسى الحوار العلمي والتجريب العملي وسيلة لدعوة فرعون، وهذا ما سنتعرَّفه في المواقف التربوية الخاصة بنبي الله موسى عليه السلام وفرعون.
قائدا الموقف:
في المواقف التربوية مع الأنبياء والرسل كان القائد نبي الله ورسوله، كما في موقف هود وصالح ، ولوط وشعيب عليهم السلام.
أما هنا فقائدا الموقف نبي الله موسى وهارون عليهما السلام، موسى القائد وهارون المساعد.
موضوع المواقف:
1- دعوة فرعون لعبادة رب العالمين.
2- تحرير بني إسرائيل من سطوة فرعون.
المواقف قيد الدراسة:
تعددت المواقف التربوية التعليمية بين نبي الله موسى وفرعون منها:
1- الموقف الحواري الأول.
2- الموقف العملي الأول لعرض معجزات سيدنا موسى عليه السلام.
3- الموقف العملي الثاني الموسعَ بين نبي الله موسى وسحرة فرعون.
4- الموقف العملي الأخير الذي غرق فيه فرعون وجنوده.
1- الموقف الحواري الأول:
– في الموقف الحواري الأول يكلف الله سبحانه وتعالى نبي الله موسى عليه السلام أن يذهب إلى فرعون الذي ادعى الألوهية، ويطلب سيدنا موسى عليه السلام من ربه أن يشد أزره بأخيه هارون عليه السلام فيقول الله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه: 43].
– ويدعم الله سبحانه وتعالى نبي الله بالعديد من الأدلة والبراهين العملية الدالة على صدق سيدنا موسى عليه السلام، وكانت معظمها أدلة علمية عملية تتناسب مع الحضارة العلمية المادية لفرعون.
– علم الله سبحانه وتعالى موسى كيف يتحاور مع فرعون {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].
– يُعلَّم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام كيف يستخدم المعجزات قال تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{30} وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ{31} اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [القصص: 30-32].
– وهذا موقف تعلُّمي معجز يعلم الله سبحانه وتعالى فيه سيدنا موسى عليه السلام، ويعرض عليه المعجزات ليتدرب كيف يستعملها، ولينزع الله تعالى من قبله الخوف، وحتى لا يفجأ أمام فرعون ويخاف ويولي هاربًا ويهتز، وهذا درس للتدريب قبل العمل، وإتقان العمل قبل إجرائه، وإتقانه قبل ممارسته.
– يدخل نبي الله موسى عليه السلام وأخوه هارون على فرعون ويقول موسى عليه السلام: {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الأعراف 105].
– يقول فرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} [ طه 49].
– يقول سيدنا موسى عليه السلام: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه 50].
– يخبر نبي الله موسى عليه السلام فرعون أن الله في السماء، فيطلب فرعون من هامان أن يبني له صرحًا يصعد عليه ليرى الله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} [غافر 36].
– ولنبدأ الآن بالدرس النظري الأول:
– عندما قال النمرود لنبي الله إبراهيم عليه السلام إنه يحي ويميت، علم نبي الله أن النمرود ضحل التفكير، واستمرار النقاش معه لا يجدي فقـال له: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة 258].
– أما عندما حاور سيدنا موسى عليه السلام فرعون علم أن فرعون يحاور بعلمية وعنده خلفية تقنية مادية حضارية فقال له: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه 50].
– وهذه الآية شملت الإعجاز والإحكام في جميع المخلوقات من النبات، والحيوان، والكائنات الحية الدقيقة والإنسان، والجمادات جميعها. ( وقد فصلنا ذلك في كتابنا: آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات ) “.
– ومن هنا نتعلم أن مستوى الحوار يجب أن يكون على مستوى المحاور ” بكسر الواو” والمحاور ” بفتح الواو”.
– فإذا حاورنا عالمًا يجب أن تكون أدلتنا على مستوى تفكير العالم، وإذا حاورنا أديبًا يجب أن نلتزم بالمستوى الأدبي في الحوار، وإذا كانت محاورتنا مع العامة فيجب أن يكون حوارنا على مستوى العامة، وكذلك محاورة الطفل والغلام والشاب والرجل والمرأة والبنت.
– وإذا حاورنا مسلمًا نحدثه بالأدلة القرآنية، أما إذا حاورنا غير مسلم فعلينا بيان الإعجاز المادي العلمي في آيات الله الكونية والقرآنية، فنحن كثيرًا ما نخلط بين الدعوة بين المسلمين ودعوة غير المسلمين، وهذا ما راعاه نبي الله موسى عليه السلام في الحوار النظري مع فرعون وملئه.
2- الموقف العملي الموسَّع بين نبي الله موسى عليه السلام وسحرة فرعون:
عندما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام إلى فرعون أمره أن يتلطف معه، وأيده بمعجزات حِسَّية ليقف بها أمام فرعون وغروره بالعلم الذي عنده، ودار الحوار النظري العقائدي بين نبي الله موسى وفرعون في حضور خاصته ووزرائه، وفي هذا الحوار تفوق نبي الله موسى تفوقًا بارعًا على فرعون، وطلب منه فرعون البراهين المادية على صدق رسالته فأراه آية العصى، وآية يده، وآيات أخرى وهنا: {قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ {109} يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ {110} قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ {111} يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } [الأعراف 109-112].
قال فرعون: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَاناً سُوًى} [طه: 58].
وهنا بدأ الترتيب للموقف العملي الموسع بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون.
قادة الموقف:
في هذا الموقف قاد الطرف الأول نبي الله موسى عليه السلام، وقاد الطرف الثاني سحرة فرعون.
المستهدفون:
يستهدف من هذا الموقف:
o فرعون وملئه.
o سحرة فرعون.
o الشعب المصري.
o بني إسرائيل.
التجهيز للموقف:
1- يرسل فرعون في المدائن حاشرين لجمع السحرة.
2- فرعون يجمع كيده من سحره وخيله وجنده وشعبه.
3- يأتي سيدنا موسى عليه السلام وأخوه هارون وبنو إسرائيل، ومعهم عصى موسى يتحدى بها هذا الجمع من الكهنة، والسحرة، والوزراء، والجند والأتباع والناس.
4- يطلب سيدنا موسى عليه السلام أن يكون التجمع يوم تفرغ، فطلب أن يتم الاجتماع يوم الزينة فيجتمع أكبر عدد من الناس.
5- طلب سيدنا موسى أن يعقد الموقف ضحى؛ حتى تكون الرؤية واضحة والإضاءة كافية.
تنفيذ الموقف:
1- يجتمع الناس يوم الزينة في مكان فسيح يتسع لأعدادهم وهم يقولون: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40] ويعلو فحيحهم وضجيجهم.
2- يجتمع السحرة مع فرعون: {فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 41].
3- يؤكد فرعون للسحرة أنه سيقربهم وينشئ لهم ديوانًا للسحر في بلاط الفرعون: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الشعراء: 42].
4- يخيم الصمت على المكان بعد الضجيج.
5- السحرة يقفون في صف فرعون وجنده والناس.
6- يقف سيدنا موسى عليه السلام مع هارون وقلة من بني إسرائيل.
7- يرتفع صوت يقول: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64].
8- يقول السحرة: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [طه: 65].
9- {قَالَ بَلْ أَلْقُوا} [طه: 66].
10- {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44].
11- {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى} [طه: 67].
12- يأتيه مدد الله: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى} [طه: 68].
13- يقول الله تعالى لموسى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69].
14- {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [الشعراء: 45].
15- يخيم الصمت على الجميع ويأخذهم الذهول.
16- {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} [الشعراء: 46].
17- يرتفع صوت السحرة: { قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 47].
18- يظن فرعون أنهم يقصدونه برب العالمين.
19- يقطع السحرة الشك بالقين قائلين: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الشعراء: 48].
20- يفقد فرعون عقله وعلمه وصوابه ووقاره: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ..} [طه: 71].
21- يتهم فرعون السحرة: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الشعراء: 49].
22- الناس تنظر ماذا سيفعل فرعون:
23- قال فرعون للسحرة: {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الشعراء: 49] {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى} [طه: 71].
24- يقول السحرة: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72].
25- يغتاظ فرعون:
26- يقول السحرة: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 73].
27- ينفض الموقف، وفرعون يتوعد.
28- يأمر الله نبيه موسى أن يسري بالمؤمنين؛ لأن فرعون سيتبعهم.
29- تعمل الدعاية المضادة والإعلام الكاذب عملها: {إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ{54} وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ{55} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء: 54-56].
وينتهي الموقف الأول ليبدأ الموقف العملي الثاني:
الدروس المستفادة من الموقف:
1- أرسل الله أنبياءه لأقوامهم، وأرسل نبيه موسى عليه لفرعون؛ لأن فرعون رئيس دولة، والأمر في يديه والشعب تابع له، ولقد رأى الناس هزيمة السحرة وفرعون، ومع ذلك خرجوا مع فرعون لمطاردة موسى ومن معه.
2- وهذا دليل أن صلاح الرؤساء صلاح للرعية، وفسادهم فساد للرعية.
3- الإيمان يصنع المعجزات، بدليل إيمان السحرة وطلبهم المغفرة من ربهم، ووقوفهم بكل شجاعة أمام طغيان فرعون.
4- العلم يكشف الزيف والسحر.
5- أهل العلم الحقيقي أقرب الناس إلى الإيمان.
6- القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء.
7- الأعمال بالخواتيم.
3- الموقف العملي الأخير بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون وجنوده:
ويصل بنا الحديث عن الموقف العملي الأخير بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون وقومه، فبعد انهزام فرعون في اللقاءآت السابقة مع نبي الله موسى تحول فرعون عن المواقف العلمية والعقلية والثقافية مع نبي الله إلى مـواقف العنف، وهنا أمر الله سبحانه نبي الله موسى أن يترك ساحة العنف غير المتكافئ، ويخرج بقومه ليلاً، فأتبعهم فرعون بجنوده.
قادة الموقف:
– في هذا الموقف قاد الطرف الأول نبي الله موسى عليه السلام.
– وفي الطرف الثاني فرعون.
المستهدفون:
هذا الموقف يستهدف كلاً من:
– بني إسرائيل.
– فرعون وجنوده.
– المؤمنين في كل زمان ومكان.
– مَنْ خلف فرعون.
التجهيز للموقف:
– ينهزم فرعون بإيمان السحرة برب العالمين رب موسى وهارون.
– فرعون يتوعد المؤمنين.
– يترقب بنو إسرائيل ونبيهم ما سيحدث.
– يثق نبي الله في نصر الله.
تنفيذ الموقف:
1- يأتي الأمر من الله لنبي الله موسى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} [الشعراء: 52].
2- يخرج نبي الله ببني إسرائيل ويتجه نحو الشرق.
3- يعلم فرعون بخروجهم ليلاً.
لوحة جدارية لفرعون مصر (رمسيس الثاني) وهو يركب عربته الذهبية |
4- يتبعهم فرعون بجنوده للقضاء عليهم.
5- يلحق فرعون بني إسرائيل قرب البحر.
6- ينظر بنو إسرائيل فيرون البحر أمامهم وفرعون خلفهم.
7- يقررون أنهم مدركون من فرعون وجنوده {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61].
8- يطمئن نبي الله موسى لنصر الله له وهدايته: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62].
9- يأمر الله سبحانه وتعالى نبي الله موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء: 63].
10- ينفلق البحر: {فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] ويتخذ نبي الله اليابسة في قاع البحر في العبور إلى الضفة الشرقية.
11- يتبعهم فرعون في اليم.
12- يخرج نبي الله وبنو إسرائيل من طريق البحر إلى الضفة الشرقية قبل خروج فرعون وجنوده: {وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ} [الشعراء: 65].
13- يأمر الله الماء فيعود إلى وضعه الأول.
14- يغرق فرعون وجنوده.
15- يعلم فرعون أن الله مع موسى، يصرخ فرعون مناديًا: أنقذني يا موسى.
16- لا يلتفت إليه نبي الله موسى.
17- يقول فرعون: آمنت برب موسى وهارون الذي آمنت به بنو إسرائيل.
يقول الله لفرعون: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].
18- ينجي الله بني إسرائيل مع نبيهم.
صورة لمومياء فرعون مصر رمسيس الثاني الذي يعتقد انه هو فرعون موسى |
19- ويلفظ البحر جسد الفرعون: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس: 92].
20- يحنط المصريون جسد فرعون ليكون لمن خلفه آية.
21- قُضي الأمر، وانتهى الموقف وتظل العبرة والعظة والتعلم.
الدروس المستفادة من الموقف:
1- إذا توقف العلم والحوار بدأ العنف والتطرف.
2- مواقف نهايات الظلم حاسمة وقاطعة.
3- الاستكبار يؤدي إلى الهلاك.
4- الإيمان وقت خروج الروح لا يفيد.
5- إن الله مع المؤمنين. أ.هــ
يمكن التواصل على الإيميل التالي:
أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى
المصدر:
كتاب: مواقف تربوية من القرآن الكريم والسنة النبوية، نظمي خليل أبو العطا موسى. (حقوق الطبع محفوظة للمؤلف). رقم الناشر الدولي (في مملكة البحرين ) ISBN 978-99901-624-6-2
رقم الإيداع بإدارة المكتبات العامة (في مملكة البحرين) د.ع.2007/6784م