الكعبة وجبال مكة في المخطوطات المكتشفة حديثا
الخميس/مارس/2022
· من آيات الله لهذا المكان كذلك أنه مذكور في كتب أهل الكتاب بوضوح. وقد تحدي القرآن بذلك في قوله تعالي: {..وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم..} (البقرة:١٤٤ )، وقد توسطت هذه الآية فقرة طويلة عن تحويل القبلة، من أول قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها..}(١٤٢). إذن الحق الذي يعلمه أهل الكتاب (في الآية ١٤٤ من سورة البقرة)هو تحويل القبلة إلي الكعبة. وقد أدرك العديد من العلماء أن هناك بالفعل في إنجيل يوحنا إشارة إلي ذلك وهي قول المسيح عيسي للمرأة السامرية أن مكان السجود لن يكون في القدس (أورشليم) أو جبل جرزيم (يوحنا 4:91 ـ 32).وقد وجد في مخطوطات البحر الميت المكتشفة في منتصف القرن العشرين كلامًا يكاد يكون مباشرًا عن الكعبة. ففي إحدي مخطوطاتها (كتاب آدم وحواء) نقرأ الآتي:
The book of Adam and eve |
يقول آدم لابنه شيث: إن الله سوف يدل الناس الأمناء علي المكان الذي يبنون فيه بيته (بيت الله). (كتاب آدم وحواء ـ 29: 5 ـ 7) وقد علق العلامة (تشارلز) ـ صاحب الكتاب الذي حوي الترجمة الإنجليزية لهذا الكتاب علق علي هذه الفقرة قائلا [1]: عدم ذكر معبد أورشليم في الفصل 29 (المذكور فيه بيت الله) يدل علي أن هذا الكتاب كتب في مدينة غربية. واكتفاء الكتاب بقوله: المكان الذي اعتاد الصلاة فيه هو الذي تعلم المسلمون أن يبنوا عليه احترامهم للكعبة.
أي أن هذا العلامة رأي فعلاً هذا التشابه بين الكعبة في القرآن والفقرة المذكورة في كتاب آدم وحواء فادعي أن المسلمين (لابد أنه يقصد النبي عليه الصلاة والسلام) اقتبسوها.
* والحق أن هذا التشابه قائم بوضوح. يتبين ذلك في قوله تعالي: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت …} [الحج:26]. أي أن الله عز وجل بين لإبراهيم المكان الذي يبني فيه الكعبة. وهذا يكاد يتطابق مع الفقرة المذكورة في كتاب (آدم وحواء).
وتفسيرنا لكلمة {بوأنا} بأنها بيّنا أو دللنا هو ما ذهب إليه ابن كثير (أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له في بنائه) وتبعه في ذلك أكثر المفسرين، كما يقول ابن منظور في لسان العرب: (تبوّأ فلان منزلاً إذا نظر إلي أسهل ما يري وأشده استواءً وأمكنه لمبيته فاتخذه).
* توجد إشارة أخري قوية في كتاب من كتب (السوديبيجرافا) أيضًا كتاب (اليوبيلات) “The Book Of The Jubilees“علي لسان إبراهيم الخليل (لقد بنيت هذا البيت لنفسي لأضع اسمي علي الأرض وسوف يسمي (بيت إبراهيم) (22: 24).
* آخر القرائن التي وجدناها في هذا الباب. حوار دار بين إبراهيم والنمرود. قدم فيه إبراهيم نفسه علي أنه سادن بيت الله
“The Steward Of God’s House”: The Legends Of The Jews.
The Steward Of God’s House |
* ولم نذهب بعيدًا إن التوراة نفسها تذكر (مكة) لكن باللفظ
الذي ذكر في القرآن (بكة) ولعل القرآن اختار هذا اللفظ دون الأول حتي يتذكره أهـل الكتاب… إذ تتكلم التوراة (مزامير 84: 5، 6) عن فرحة حاج يؤدي مناسك حجه (هو في تفسيرهم داود) إلي بيت الله. وكيف أن هناك عيون ماء لسقيا الحجيج (يذكرنا ذلك ببئر زمزم في المسجد الحرام).
(طوبي لأناس أنت قوتهم. المتلهفون لاتباع طرقك المفضية إلي بيتك المقدس وإذ يعبرون في (وادي البكاء) الجاف، يجعلونه ينابيع ماء، ويغمرهم المطر الخريفي بالبركات) (مزامير 84:5، 6)
لفظ (وادي البكاء) هنا ترجمة لاسم مكان، والأسماء لا تترجم فإن العالم الشهير (أينشتاين) لا نترجمه إلي العربية فيصبح (الصخرة الواحدة) بل ندعه كما هو. لذلك الترجمات الإنجليزية لهذه الفقرة تقول The Valley Of Bacaأي (وادي بكة) وهذا أقرب إلي الأمانة العلمية في الترجمة .. لكن يبدو أن الترجمات العربية خشيت من هذا التشابه بل التطابق بين تلك الكلمة ومدينة الإسلام المقدسة. الغريب أننا لا نعرف حتي الآن في القدس (وهي المدينة التي يحج إليها أهل الكتاب) واديًا يسمي وادي البكاء أو وادي بكة. هذا ما نقرأه في المرجع التالي
P.67Young’s Concordance).
(Baca : weeping valley near Jerusalem , and the valley of Rephaim whose exact locality is uncertain).
☆ وحتى وصف الوادي بالبكاء يتفق مع الكعبة، فهناك تسكب العبرات…..
و هناك حديث بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الحجر الأسود المروي عن إبن عمر (وإن كان مضعفا عند الألباني ) وقوله لعمر: ههنا تسكب العبرات.
= كذلك نجد تلميحًا واضحًا عن الكعبة في كتاب مهم من كتب النصاري وهو كتاب (الراعي هرمس)
The pastor (shepherd ) of Hermas |
الذي [لاقي نجاحًا كبيرًا ورواجًا منقطع النظير بحيث أن إيريناوس وإقليمندس الإسكندري و (أوريجينوس) كانوا يضعونه في مستوي الكتب المقدسة. وفي أوائل القرن الرابع ذكر أوسابيوس أن (الراعي) يتلي في بعض الكنائس ويستخدم في تعليم الموعوظين أو طالبي العماد] [2].حيث يصف هرماس كيف أخذه الملاك فوق جبل وأراه سهلاً حوله اثنا عشر جبلاً. وفي وسط السهل [صخرة كبيرة بيضاء كانت تقوم مرتفعة، وكانت أعلي من الجبال ومربعة، ومن الوسع بحيث يمكنها أن تحوي العالم بأسره. كانت هذه الصخرة قديمة وبها باب محفور، ويبدو أن الباب كان حديث الحفر، وكانت تسطع أكثر من الشمس وكنت أعجب لضيائها. وكانت تقف حول الباب اثنتا عشرة عذراء … كن يرتدين أقمصة من كتان بزنار ظريف، ويظهرن أكتافهن اليمني كما لو كن يتأهبن لرفع حمل ثقيل] [3].البناء المربع وسط الجبال له باب حوله الطوافين الذين يكشفون كتفًا واحدًا. ألا يذكرنا ذلك بالكعبة المشرفة؟.
☆ الكلام عن البيت الحرام يستدعي الكلام عن البيت المعمور وهو في عرف الإسلام في السماء السابعة يقابل الكعبة في الأرض. ففي حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن المعراج.
(… ثم عرج بنا إلي السماء السابعة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا? قال: جبريل. قيل ومن معك? قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه? قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم مسندًا ظهره إلي البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه).(رواه أحمد ومسلم عن أنس).
وقد كنت أقرأ في سفر الرؤيا 21 (العهد الجديد) وصفًا لأورشليم الجديدة ولو أنه يتكلم عن مدينة لا بيت عبادة فأقول في نفسي: هذا الكلام كان في أصله عن البيت المعمور.
* فقول رؤيا يوحنا إن هذه المدينة الجديدة متساوية الطول والعرض والارتفاع (21: 16)?! يدعونا للدهشة فهذا لا ينطبق إلا علي بناء مكعب لا مدينة.
* وقد وجدت في كتاب من كتب السوديبيجرافا، وهو كتاب أخنوخ وصفًا لبيت عبادة سماوي يكاد يتطابق مع الوصف الإسلامي وفي نفس الوقت له قرائن مع أورشليم الجديدة في سفر الرؤيا.
يصف هذا الكتاب معراجًا للنبي أخنوخ (لعله إدريس) وحين يصل إلي سماء السماوات (السماء السابعة) يجد بناءً من البللور.
هذا البيت له أربعة أركان يدخله الملائكة ويطوفون حوله (LxxT 71:5 – 9).
ـ هذه الفقرة تختلف مع تلك في رؤيا يوحنا في وصفها بيتًا (بناءً) بينما تقول رؤيا يوحنا لا يوجد هيكل في أورشليم (القدس) الجديدة (21: 22) وهذا الذي اتفقت فيه مع الرؤية الإسلامية إلي جانب ذكر المكان الذي ـ يوجد فيه البيت (السماء السابعة) وأن الملائكة هم الذين يدخلون هذا البيت ويطوفون حوله ..
عبادة الطواف لا توجد إلا عند المسلمين.