القرآن من الله تعالى وليس من البشر
الخميس/ديسمبر/2019
إعداد عبد العزيز البوحجله
أما بعد يا إخواني فقد كثر الحديث والقول بان القران الكريم ليس بكلام الله عز وجل
فالبعض يقول انه كلام محمد صلى الله عليه وسلم، والبعض الآخر يقول أنه من عند الشيطان ( أوحاه لمحمد )، والبعض يقول أنه من عند الجان، وآخرون يقولون أنه من تأليف كتبة القرآن نفسهم من جمع القران.
أما أنا كمسلم فأقول أن القران الكريم من عند الله عز وجل، وسأثبت هذا إن شاء الله في هذه المقالة.
1-القرآن من محمد : وهذا من أكثر الأقوال جدلا عند غير المسلمين ولذلك سيكون الشرح فيه أطول من غيره من الأقاويل.
أ- لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألف القران الكريم لما وضع كلمة ( قل ) في الآيات الموجهة إليه مباشرة مثل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105 فلو كنت مكانه لقلت ( اعملوا فسيرى الله عملكم ) وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن الله هو من يلقن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له في تفسير الآية ( يا محمد قل للناس أن يعملوا ما شاؤا فاني سأحاسبهم بأعمالهم ).
ب- لماذا لم يتم دمج الأحاديث النبوية مع القران الكريم في كتاب واحد مادام النبي هو من ألف القران الكريم فلو اطلعنا على الإنجيل لرأينا انه سيرة متكاملة عن أقوال وأفعال النبي عيسى ( الذي تعتبرونه إلاههم ) مع أن قراننا منعزل تماما عن أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وحتى لو كان فيه آيات تتحدث عن النبي فهي تتحدث إما عن حديث الله للرسول وعن قومه وإعطائه العقائد والتشريعات للدين الإسلامي أو تتحدث عن أمور قد حدثت مع النبي وقومه لإعطاء العبر لما يليهم من أقوام.
ج- لا يوجد أي شخص يكتب كتابا ويعاتب نفسه في ذلك الكتاب مثل ما هو موجود في القران في سورة عبس {عَبَسَ وَتَوَلَّى }عبس1، وحتى لو سلمنا جدلا انه ( النبي ) هو من وضع هذه الآية فلماذا يأتي بصيغة المجهول، يعني لو كنت مكانه لقلت ( عبست وتوليت ).
د- يقول البعض انه كان لمحمد صلى الله عليه وسلم مدّة 23 عام ليؤلف القران الكريم مع انه وفي بعض الأوقات كانت تنزل آيات على موقف مباشر مثلا عندما يأتي اليهود ليسألوا سيدنا محمد عن أمور تاريخية، أو عند بعض الغزوات، أو عند أمور الأفراد مثل {عَبَسَ وَتَوَلَّى }عبس1 أو {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219، أو {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }الكهف83.
ه- لو كنت مكان النبي لكرّمت بعض أصحابي وذكرتهم في القران مثل ( أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ) رضوان الله عليهم ولكن لم يأتي ذكر أي من هؤلاء في القران مع أنهم أقوى أصحاب النبي وهم من ساندوه في رسالته الشريفة.
2- القران من الشيطان : وهذا من أكثر الأقاويل المضحكة ويدل على جهل صاحبه.
أ- لو كان الشيطان هو من ألف القران فلماذا اذا يسبّ ويشتم نفسه فيه.
ب- ولماذا أيضا يمجّد الله عزّ وجلّ.
ج- لو كنت مكان الشيطان لما ذكرت الحادثة عندما طلب مني الرب أن أسجد لأدم ورفضت من ثم طردني {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ }الأعراف11
3- القران من الجان :
أ- ما هي مصلحة الجان ليكتب كتابا يوجه به الناس.
ب- ولو فرضنا أن له مصلحة فلماذا تزامن هذا الكتاب مع محمد بالذات.
ج- ما علاقة الجان بالتشريعات داخل القران الكريم مثل الصلاة والصوم والزكاة وتفصيل الزنا وتفصيل الطلاق وأمور كثيرة.
4- القران من الكتبة نفسهم :
أ- لو كان الذين جمعوا القران هم أصلا من كتبه فمن المفروض أن يكون مثل الإنجيل ( يجمعوا كل قول وفعل للرسول الكريم ) مع أنهم فصلوا القران ( بعض الكلام ) عن السنة.
ب- ولو أنهم هم من ألفوه ونسبوه للإسلام وللنبي فلماذا لم يذكروا أي شيء لهم، فلو كنت مكانهم لوضعت أحدى السّور بأسمي أو أدخلت أسمي داخل الآيات أو على الأقل ذكرت أوصافي فيه حتى يتذكرني الجيل التالي.
ج- لو كنت مكان الذين جمعوا القران لما كتبت سورة عبس بصيغة المفرد ( عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} ) عبس. فمن الطبيعي والبديهي أن أكتب بصيغة الجمع لأني لا أتحدث إلى شخص واحد وإنما أتحدث إلى أمة كاملة, ولذلك سوف أكتبها ( وما يدريكم لعله يزّكى ).
ومن هنا يا أخوان يتضح لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤلف القران بنفسه وإنما أوحي له به وأيضا لا الشيطان ولا الجان ولا حتى من جمع القران هم من كتبوه وإنما هو الله الذي لا اله إلا هو.
لمراسلة المؤلف: