الجمل: إبداع الخالق في التكيف مع الصحراء
الأربعاء/نوفمبر/2023
تتميز الجمال بقدرتها الفائقة على التأقلم مع الظروف القاسية للصحراء، ومن بين هذه القدرات العجيبة هي مقاومتها للمياه المالحة. الجمال لديها القدرة على شرب الماء المالح، حتى من البحر الميت، وهو معروف بملوحته الشديدة. على عكس الكثير من الكائنات، لا يؤدي شرب الماء المالح إلى رفع ضغط دم الجمل؛ والسبب في ذلك يعود إلى كفاءة أعضائها الداخلية المصممة بإتقان.
تعمل كليتا الجمل بطريقة مبتكرة تمكنها من تصفية الماء من الأملاح بفعالية، مما يسمح لها بالاحتفاظ بالماء العذب وإفراز الملح الزائد. هذه القدرة تجعل الجمل قادراً على البقاء لأيام، بل وأسابيع دون الحاجة إلى ماء عذب، مما يعطيه القدرة على السفر لمسافات طويلة في الصحراء.
هذا التكيف البيولوجي لا يُعد فقط دليلاً على الصمود الاستثنائي للجمل، بل إنه يُعتبر أيضاً شاهداً على عظمة التصميم الذي أودعه الله في هذه المخلوقات لتتناغم مع بيئتها القاحلة. يُظهر هذا الخلق المعجز كيف أن كل جزء في الجمل قد صُمم بعناية ليؤدي وظيفته في أصعب الظروف، مما يعكس إبداع الخالق وحكمته.
قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر} (الغاشية: 17: 22)