التفسير العلمي للآيات القرآنية الكونية بين المؤيدين والمعارضي
السبت/ديسمبر/2019
بقلم الدكتور: كارم السيد غنيم
ـ حوى القرآن الكريم في سبق معجز العديد من الآيات والإشارات العلمية الكونية بأسلوب وحيد وفريد يدلل على أن خالق هذا الكون هو منزل هذا القرآن فللآن لم تتصادم حقيقة علمية مع حقيقة تفسيرية وقد حوى القرآن ( 458 ) عن الأرض، (3100) آية عن السماء، (27) لآية عن القمر. وذكر النبات في أكثر من (24) آية كما وردت آيات عن المطر والسحاب، والرعد، والبرق، والبرد، والجاذبية، والتربة، والجبال، والمعادن، والحيوان، والكائنات الحية الدقيقة، والجاذبية وهكذا.
ـ وورود هذه الآيات يدلل على العناية الإلهية بالنواميس الكونية، والبيئة الأرضية ومقومات الحياة عليها.
ـ ورغم وروود هذه الآيات البينات عن الكون ينكر البعض في عصر العلمي الكوني، التطرق لتفسير هذه الآيات والدعوة إلى الإعراض عن تفسيرها وكأنها لم ترد، وقد سبق هؤلاء بعض المفسرين المشهورين أمثال الإمام الشاطبي، ومحمد رشيد رضا، وأمين الخولي، وعائشة عبد الرحمن رحمهم الله.
فالإمام الشاطبي (صاحب كتابي الاعتصام والموافقات) يقول: إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم، كانوا أعرف الناس بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحدهم في شيء من هذا المدَّعى ( أي: التفسير العلمي ) سوى ما ثبت فيه من أحكام التكاليف وأحكام أخرى، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض ونظر لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكن، فدل على أنه غير موجود عندهم وذلك دليل أن القرآن لم يقصد به تقرير لشيء مما زعموا (أ. هـ.) كما أورد الدكتور كارم غنيم في كتابه الإشارات العلمية في القرآن الكريم ومن المؤيدين للتفسير العلمي، أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ حيث يذكر ـ رحمه الله ـ في كتابه ( جواهر القرآن ) أن علوم الطب والنجوم، وهيئة العالم وهيئة بدن الحيوان، وتشريح أعضائه، وعلم السحر، وعلم الطلسمات وغير ذلك يشير إليها القرآن بقوله تعالى: ) وإذا مرضت فهو يشفين (. وقوله سبحانه: ) والشمس والقمر بحسبان ( ونحوه ما يشير إلى علم الهيئة ( الفلك ).
ـ ويؤيد الفخر الرازي في تفسيره مفاتح الغيب التفسير العلمي للقرآن الكريم وللرازي كتاب (نهاية الإيجاز في دراسة الإعجاز ).
ولقد أفرد الأستاذ مصطفى صادق الرافعي للإعجاز العلمي صفحات في كتابه القيم إعجاز القرآن.
ومن المؤيدين كما أورد الدكتور كارم غنيم محمد فريد وجدي، ومحمد الطاهر بن عاشور حيث قال في تفسيره: ( التحرير والتنوير ) عن التفسير ( وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم، فينبلج للناس شيئاً فشيئاً انبلاج أضوء الفجر على حسب مبالغ المفهوم وتطورات العلوم ).
ومن المؤيدين لأهمية التفسير العلمي وبيان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
ـ سعيد النورسي، محمد متولي الشعراوي، محمد عبده، مصطفى محمود، سيد دسوقي، عبد الرزاق نوفل، عبد المجيد الزنداني، كام غنيم، نظمي أبو العطا، زغلول النجار، عبد الجواد الصاوي، صالح الكريم، قطب فرغلي، وجيه السعداوي، وغيرهم كثير.
أهمية التفسير العلمي للآيات الكونية:
ـ التفسير العلمي يبين أن القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تشبع منه العلماء.
ـ بيان إعجاز القرآن العلمي وأن خالق المخلوقات هو منزل القرآن.
ـ تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم تفسيراً علمياً صحيحاً بعيداً عن التفسيرات غير العلمية للنطفة والعلقة وإخراج الحي من الميت وتصنيف الكائنات وغير ذلك من آلاف الآيات الكونية والإشارات العلمية والإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
ـ الدعوة إلى الله بأساليب عصرية يحويها الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.
بعض الضوابط للتفسير والإعجاز العلميين في القرآن الكريم:
1ـ أن يلتزم المفسر بالإسلام عقيدة وشريعة وأن يكون عالماً بعقيدة أهل السنة والجماعة في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات.
2ـ التزام المفسر العلمي بأداء الصلاة والصيام وأن لا ينكر شيئاً معلوماً من الإسلام بالضرورة.
3ـ أن يكون المفسر على دراية تامة بالتفسير اللغوي للآيات التي يتصدى لتفسيرها.
4ـ أن تُفسّر الحقائق التفسيرية بالحقائق العلمية مع البعد عن النظريات.
5ـ أن لا يعارض تفسيره تفسير آية أخرى لأن القرآن ليس فيه اختلاف أو تعارض، والقرآن يفسر بعضه بعضاً.
6ـ أن يفسر كل في مجال تخصصه الدقيق فقط.
7ـ يحتاج الإعجاز العلمي إلى ضوابط علمية وشرعية دقيقة ويجب عدم الخوض فيه بدرجة التفسير العلمي.