التشبيه القرآني: دراسة في بلاغة “كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ

 
الأربعاء/أكتوبر/2023
   

قال تعالى” فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ” سورة المدثر (الآية 50).
يشبه الله سبحانه وتعالى حالة الكفار عندما يُدعَون إلى الإيمان كما يفعل الحمير الوحشية عند الفرار من الأسود أو أي خطر آخر، حيث يظهر التشبيه حالة الفزع من الحق.
عناصر التشبيه

المشبه: المشركون الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن.
المشبه به: الحمر المستنفرة التي فرت من الأسد.
وجه الشبه: النفور والخوف.
الغرض من التشبيه

الغرض من التشبيه في هذه الآية هو بيان حال المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، وكيف أنهم أعرضوا عنه خوفاً من أن يغير من حياتهم وعاداتهم، كما يهرب الحيوان من عدوه.

بعض المعاني والتأملات

الخوف من الحق: إن المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، كانوا يخافون من الحق الذي جاء به القرآن، لأنه كان يخالف عاداتهم وتقاليدهم.
التعلق بالدنيا: كان المشركون متعلقين بالدنيا وملذاتها، وكانوا يخشون أن يفقدوها إذا آمنوا بالقرآن.
العناد والتكبر: كان المشركون عنيدين ومتكبرين، ولم يكونوا يريدون أن يغيروا معتقداتهم مهما قيل لهم.

بعض الجوانب البلاغية في الآية القرآنية

التشبيه: وهو أسلوب بلاغي يقارن بين شيئين أو أكثر، لبيان وجه الشبه بينهما. وقد استخدم الله تعالى التشبيه في هذه الآية لبيان حال المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، وكيف أنهم أعرضوا عنه خوفاً من أن يغير من حياتهم وعاداتهم، كما يهرب الحيوان من عدوه.
الإيجاز: وهو أسلوب بلاغي يعتمد على التعبير عن المعنى الكثير في لفظ قليل. وقد استخدم الله تعالى الإيجاز في هذه الآية، حيث عبر عن حال المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، بتشبيه واحد، وهو تشبيههم بالحمر المستنفرة التي فرت من الأسد.
التصوير: وهو أسلوب بلاغي ينقل الصورة إلى الذهن، ويجعل القارئ أو السامع يشعر وكأنه يشاهدها أو يسمعها. وقد استخدم الله تعالى التصوير في هذه الآية، حيث صور حال المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، بحال الحمر المستنفرة التي فرت من الأسد.
بعض الأمثلة الأخرى للبلاغة في الآية

بالإضافة إلى الجوانب البلاغية المذكورة أعلاه، يمكن أن نلاحظ بعض الأمثلة الأخرى للبلاغة في الآية، منها:

**استخدام الفعل “كأنهم”: وهو أسلوب بلاغي يفيد التشبيه. وقد استخدم الله تعالى هذا الفعل في الآية لبيان أن حال المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، شبيه بحال الحمر المستنفرة التي فرت من الأسد.
**استخدام الفعل “فرت”: وهو تعبير عن الحركة السريعة. وقد استخدم الله تعالى هذا الفعل لبيان أن المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، نفروا عنه بسرعة كبيرة.
**استخدام الصفة “مستنفرة”: وهي صفة تدل على شدة الخوف. وقد استخدم الله تعالى هذه الصفة لبيان أن المشركين الذين أعرضوا عن الإيمان بالقرآن، كانوا خائفين جداً من الحق.


الوسوم:

مقالات ذات صلة