الاستفهام الرتوري: فن الإقناع في القرآن الكريم
السبت/أكتوبر/2023
هل سبق لك أن تساءلت عن الأسئلة التي تطرحها الآيات القرآنية والغرض منها؟ القرآن الكريم، كتاب الله العزيز، يستخدم أساليب لغوية متعددة للتواصل مع القلوب والعقول، ومن بين هذه الأساليب الاستفهام الرتوري.
الاستفهام الرتوري هو نوع من الأسئلة التي لا تتطلب إجابة محددة، بل تُستخدم لإثارة التفكير، أو للتأكيد على نقطة، أو لإحداث تأثير نفسي أو عقلي على الجمهور. يُعتبر هذا الأسلوب واحدًا من أبرز الأساليب القرآنية التي تُظهر عظمة اللغة والمعنى في القرآن.
### خمسة أمثلة على الاستفهام الرتوري في القرآن الكريم:
1. **“أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى”** (سورة الضحى: 6)
– **الغرض**: التأكيد على نعم الله وكرمه، وإشعار الناس بأن الله هو الذي يُعطي ويُكرم.
2. **“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ”** (سورة محمد: 24)
– **الغرض**: دعوة للتأمل والتفكير في القرآن، وتحفيز الناس على البحث عن الحقائق.
3. **“أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”** (سورة الفيل: 1)
– **الغرض**: التذكير بقدرة الله وعظمته، وأنه لا يُعجزه شيء.
4. **“أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ”** (سورة التين: 8 )
– **الغرض**: التأكيد على حكمة الله وعدله، وأن لا حكم يُضاهي حكمه.
5. **”أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ”** (سورة البقرة: 258)
– **الغرض**: إبراز قوة الإيمان والحجة في مواجهة الشك والإلحاد، وأن الإيمان بالله يُعطي الإنسان قوة في الحجة والمنطق.
في الختام، يُعتبر الاستفهام الرتوري في القرآن الكريم وسيلة فعّالة للتواصل مع القلوب والعقول، وهو يُظهر الحكمة والإبداع في كلمات الله.