وفي أنفسكم أفلا تبصرون: الأسنان.
الخميس/ديسمبر/2019
الدكتور منصور أبو شريعة العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
لقد تميز الدين الإسلامي على غيره من الأديان السماوية بحث أتباعه على أن لا يكون إيمانهم بالله إيمانا تقليديا أو شكليا، حيث ينشأ الأبناء على دين أبائهم، ويقومون بعمل شعائره إما تعصبا أو تحت تأثير المجتمعات التي يعيشون فيها، فيصدق بذلك قول الله فيهم {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)} الزخرف.
ولهذا نجد أن القرآن الكريم يذخر بالآيات القرآنية التي تحث المسلمين وغيرهم من البشر على التيقن من وجود الله عز وجل من خلال النظر والتفكر في ما خلق الله سبحانه وتعالى من أشياء فقال عز من قائل: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)} الأعراف.
وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أمر البشر في التفكر في كل شيء تقع عليه أعينهم في هذا الكون إلا أنه سبحانه قد خص عدد كبير من الأشياء بالاسم لتكون مجالا للنظر والتفكر؛ ومن هذه الأشياء ما جاء في قوله سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)} الذاريات.
إن في تركيب جسم الإنسان وغيره من أجسام الكائنات الحية من التعقيد وحسن التصميم ما ينفي نفيا قاطعا ما يدعيه الملحدون من أن هذه الأجسام قد صنعت بالصدفة، بل على العكس من ذلك فإن تصنيعها يحتاج لصانع لا حدود لعلمه وقدرته. لقد أكد الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة من سورة الذاريات على أنه يوجد في جسم الإنسان وبالطبع في بقية أجسام الكائنات الحية آيات -أي معجزات باهرة- يمكن أن يستدل عليها أي إنسان عاقل مهما بلغت درجة علمه.
إن كل ما يحتاجه الإنسان لكي يكتشف هذه المعجزات في تركيب جسمه هو النظر إلى أعضاء جسمه ومكوناتها إذا كانت ظاهرة، والقراءة عنها إذا كانت باطنة، ومن ثم التفكير في مواصفاتها والوظيفة التي تقوم بها، والطريقة التي تعمل من خلالها، والتساؤل فيما إذا كان بالإمكان أن تكون على غير الصورة التي هي عليها، أو أن تكون أفضل مما هي عليه.
ومع التأكيد مرة أخرى على أن الإنسان مهما بلغت درجة تعليمه قادر على اكتشاف المعجزات الموجودة في بعض أجزاء جسمه خاصة الظاهرة منها، إلا أنه كلما ازداد علم المرء بتركيب جسمه كل ما تكشفت له معجزات كثيرة لا يمكن الاهتداء إليها لغير المتعلم؛ مصداقا لقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)} الزمر. وفي سلسلة المقالات هذه سأعمل إن شاء الله على بيان بعض أوجه الإعجاز في تركيب مختلف مكونات أعضاء جسم الإنسان، مبتدئين بالظاهر منها، راجيا أن تكون بابا يدخل منه القارئ إلى عالم التفكر في مكونات أجسامهم؛ ليستيقن أنها خلقت من قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته، وهذا هو الهدف الذي أمر الله من أجله البشر في التفكر في أنفسهم في قوله سبحانه: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)} الذاريات.
لا يكاد يمر يوم على الإنسان البالغ إلا ويقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة أو بالمسواك، وغالبا ما ينظر إليها ويتفقدها من خلال المرآة؛ ليتأكد من نظافتها، ولكن من المؤسف أن أكثر الناس لا يتفكرون في هذه الأسنان، وما في خلقها من عجائب. إن في تركيب وترتيب الأسنان في الإنسان وفي غيره من الكائنات الحية من أوجه الإعجاز ما يقنع أي إنسان عاقل مهما بلغ مستوى تعليمه؛ بأنه لا يمكن أن تكون قد صنعت إلا من قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته.
إن الوظيفة الرئيسية للأسنان في جميع الكائنات الحية هي أنها أحد أعضاء الجهاز الهضمي؛ حيث تقوم بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة، ومن ثم طحنها ومضغها بشكل جيد ليسهل إدخالها من خلال المريء إلى المعدة، ومن ثم إلى بقية أعضاء الجهاز الهضمي. ولكي نبرز أوجه الإعجاز في تصميم الأسنان عند الإنسان سنثير في عقل القارئ بعض التساؤلات التي ستقوده إذا ما حاول الإجابة عليها إلى التيقن من أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون قد صنعت بالصدفة كما يدعي الملحدون.
إن أوجه الإعجاز هذه ستكون جلية واضحة فيما لو كلفنا لجنة من ألمع أطباء الأسنان في العالم أن يعملوا على إيجاد تصميم جديد للأسنان؛ بحيث يتفوق على التصميم الحالي في أداء وظيفته. إن أول ما ستناقشه اللجنة بالطبع هو عدد الأسنان اللازمة في كل فك، فهل العدد الحالي مناسبا أم يلزم زيادته مع تصغير أحجامها بالطبع لكون طول الفكين ثابتا؟ أو يلزم تقليص العدد إذا ما وجد أن بعضها زائدا عن الحاجة؟
أما القضية الثانية التي سيناقشونها بعد أن تم تحديد العدد فهي تحديد أشكال هذه الأسنان فهل يمكن أن تكون على شكل واحد وبنفس الحجم أم يلزم اختيار أشكال مختلفة حسب موقع السن على الفك؟
أما القضية الثالثة فهي الطريقة التي سيتم من خلالها تحديد أحجام هذه الأسنان وضمان تركيبها في أماكنها دون مشاكل.
أما القضية الرابعة فهي طريقة تصنيع القوالب التي ستستخدم لصب هذه الأسنان، على افتراض أنهم وجدوا أشكالا جديدة غير الأشكال التي هي عليها.
وستناقش اللجنة قضايا أخرى كثيرة كالمواد التي ستستخدم في تصنيع هذه الأسنان وطرق تثبيتها في الفك وتحديد لونها. وقبل بيان أوجه الإعجاز في الأسنان سنعطي نبذة سريعة عن أعدادها وأنواعها وترتيبها عند الإنسان البالغ.
أسنان الإنسان:
يبلغ عدد الأسنان في الإنسان البالغ اثنين وثلاثين سنا، نصفها مثبت على عظام الفك السفلي والنصف الثاني على الفك العلوي. ونظرا للتماثل بين أسنان الجزء الأيمن والجزء الأيسر من كل فك فإنه يوجد ستة عشر شكلا مميزا للأسنان، وإذا ما افترضنا وجود بعض التماثل بين أسنان الفك السفلي وما يقابلها في الفك العلوي فإن عدد الأشكال سيتقلص إلى ثمانية أشكال مميزة، تم تقسيمها حسب الوظيفة التي تقوم بها إلى أربعة أنواع وهي: القواطع (شكلين)، والأنياب (شكل واحد)، والنواجذ (شكلين)، والأضراس (ثلاثة أشكال).
وإذا ما ضربنا كل من هذه الأنواع بأربع فإنه سيوجد في فم الإنسان ثمانية قواطع وأربعة أنياب وثمانية نواجذ واثنا عشر ضرسا، كما هو مبين في الشكل المرفق.
ويوجد للقواطع والأنياب جذر واحد، بينما يوجد جذر أو جذرين للنواجذ، وما بين جذرين وأربعة جذور للأضراس تختلف من إنسان إلى إنسان تبعا للجينات التي يحملها.
وتستخدم القواطع (الثنايا) لقطع أو قضم جزء صغير من قطعة طعام كبيرة كما نفعل عند أكل بعض أنواع الفواكه والخضروات في غياب السكاكين، بينما تستخدم الأنياب لتمزيق بعض أنواع الطعام كاللحوم. وأما النواجذ (الضواحك) فتستخدم لتكسير أو تهشيم قطع الطعام الصلبة، بينما تستخدم الأضراس (الطواحن) لتفتيت وطحن لقم الطعام لتصبح على شكل معجون طري يسهل بلعه.
إن أول أوجه الإعجاز في خلق الأسنان هو في طريقة ترتيبها، فهذا الترتيب البديع ينفي نفيا قاطعا أن يكون ذلك قد تم بالصدفة، فبعملية حسابية تسمى التباديل يمكن أن نحسب عدد المحاولات التي تلزم الصدفة لكي تهتدي للترتيب الصحيح. وينص قانون التبادل على أن عدد الترتيبات التي يمكن أن ترتب فيها مجموعة من الأشياء المختلفة وليكن عددها (س) هو ما يسمى بمضروب العدد (س) ومضروب العدد هو الرقم الناتج عن ضرب العدد المعني في العدد الذي دونه، ثم الذي دونه، وهكذا حتى نصل للرقم واحد، فمضروب العدد أربعة مثلا يساوي 24 وهو حاصل ضرب أربعة في ثلاثة في اثنين في واحد. ويبلغ عدد الترتيبات المحتملة للأسنان عند الإنسان (2.63 ×1035) وهو مضروب العدد اثنين وثلاثين وهو عدد الأسنان. ولو افترضنا جدلا أن كل محاولة لترتيب الأسنان تتم في عام واحد فقط، وهذا أقل بكثير مما يلزم فعليا فإن عدد المحاولات التي يمكن إنجازها على مدى عمر الكون هو (13× 109) فقط وهو عدد لا يذكر مع عدد المحاولات المطلوبة. وإذا ما علمنا أن هناك عشرات الآلاف من أنواع الكائنات ذات الأسنان فإن منتهى الجحود وقلة العقل أن يدعي مدعي أن ترتيب أسنانها على الوجه المطلوب قد تم بمحض الصدفة.
أما وجه الإعجاز الثاني فهو تصميم الأشكال المناسبة للأسنان لكي تقوم بالوظائف التي صممت من أجلها على الوجه الأكمل. ومرة أخرى نقول أن منتهى الجهل أن يدعي الملحدون أن الصدفة قد عرفت أنواع الطعام الذي سيأكله كل نوع من أنواع الكائنات ذات الأسنان ومن ثم قامت بتصميم أطقم أسنانها بما يتناسب مع أنواع الطعام هذه. وبما أن الإنسان هو الوحيد بين الكائنات الحية الذي يتميز بتعدد أنواع طعامه فإن أسنانه تتطلب تصميما خاصا فيحتاج أشكالا مختلفة من الأسنان بعضها للقطع، وأخرى للتمزيق والتكسير والطحن.
ولنفترض جدلا أن الصدفة قد اهتدت لتحديد الوظائف التي ستقوم بها الأسنان، فأنى لها أن تهتدي للشكل المناسب للسن لكي يقوم بالوظيفة التي سيقوم بها فكم من المحاولات تحتاج حتى ينتج بالصدفة هذا الشكل المناسب! فأسنان القواطع يجب أن تكون مستطيلة وحادة الأطراف لكي تتمكن من تقطيع الطعام أما الأنياب فيجب أن تكون أطرافها مدببة وبارزة عن ما يجاورها من أسنان لكي تتمكن من تمزيق الطعام الذي يصعب قطعه أما النواجذ والأضراس فيجب أن تكون أطرافها مستعرضه ومقعرة بعض الشيء لكي تتمكن من تكسير وطحن الطعام. ومن عجائب تصميم أشكال الأسنان أن القواطع الأمامية العلوية أعرض من السفلية مما أدى إلى حدوث إزاحة بين كل سن على الفك العلوي عن السن الذي يناظره في الفلك السفلي وهذا ضروري لكي تستقر الرؤوس البارزة للأنياب فيما بين الأسنان وإلا لما انطبقت أسنان الفكين على بعضها.
أما وجه الإعجاز الثالث فهو اختيار المادة التي تصنع منها الأسنان بحيث لا تتآكل أو تتكسر لفترة تمتد على مدى عمر الكائن، وخاصة أنها تستخدم في كل يوم. فالإنسان على سبيل المثال يستخدم أسنانه لقطع وتمزيق وطحن الطعام لمدة ساعة كل يوم، تتعرض الأسنان خلالها إلى مختلف أشكال الإجهادات الميكانيكية، وإلى جانب ذلك تتعرض لمختلف أنواع المواد الكيميائية التي يحتويها الطعام وما يفرزه الفم من مواد هاضمة بسيطة، ناهيك عن التفاوت في درجة حرارة الطعام والشراب، الذي يعمل على تمدد وتقلص مادة الأسنان. بل إن الأخطر من كل ذلك على الأسنان هو تكاثر البكتيريا على أسطح هذه الأسنان خاصة بوجود بقايا الطعام، حيث تقوم البكتيريا بإفراز مختلف المواد السامة والأحماض التي تعمل على تخريب الأسنان.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن هذه الأسنان تستمر في أداء وظيفتها لما يقرب من مائة عام؛ إذا ما اتخذت بعض الإجراءات البسيطة للحفاظ عليها بعد كل استعمال لها.
أجزاء السن:
تتكون السن من ثلاث طبقات وهي: طبقة اللب الداخلية، تليها طبقة العاج، ومن ثم طبقة المينا الخارجية، ويتم تغذية السن من خلال أوعية دموية تتخلل اللب، إلى جانب وجود الأعصاب التي تربط الأسنان بمراكز الحس في الدماغ؛ لكي تحس بمقدار الضغط الواقع عليها، وبدرجة حرارة الطعام والشراب. وتعتبر طبقة المينا الخارجية أشد الطبقات صلابة وهي أشد مكونات الجسم قساوة، بل هي من بين أشد المواد قساوة في الطبيعة، وهي مادة بلورية تتكون من الكالسيوم والفسفور وآثار من بعض المعادن. وللتدليل على صلابة المينا وخصائصها الأخرى نذكر أن المواد الصناعية التي تستخدم كبديل عنها في حالة خرابها كالبورسلان والفضة والذهب وخليط الزئبق مع بعض المعادن (الملغم) لا تضاهيها من حيث الصلابة، وكذلك مقاومتها لتأثير مكونات الطعام والشراب واللعاب. أما طبقة العاج فهي مادة عظمية وبصلابة بقية عظام الجسم، ولكنها أقل صلابة من المينا، حيث تعمل على امتصاص الإجهاد العالي الواقع على المينا مما يحول دون انكسارها.
أما معجزة المعجزات فهي أن الأسنان لا تحتاج إلى قوالب لتصنيعها كما يفعل البشر، بل إن كل سن من هذه الأسنان يبدأ تصنيعها من خلية واحدة فقط، كما هو الحال مع كامل جسم الإنسان الذي يبدأ تصنيعه أيضا من خلية واحدة. وعلى العكس من بقية أعضاء جسم الإنسان والتي يكتمل تصنيعها والإنسان في بطن أمه، فإن الأسنان يتم تصنيعها بعد ميلاده، حيث يبدأ تصنيع الأسنان اللبنية في نهاية عامه الأول، والأسنان الدائمة بعد عامه السادس، ويكتمل تصنيعها مع سن البلوغ. ويمكن للمرء أن يشاهد هذه المعجزة الربانية من خلال مراقبة أسنان إخوانه أو أبنائه وهي تنبت في اللثة فتشقها كما تشق النبتة تراب الأرض، ثم تنمو شيئا فشيئا إلى أن يكتمل تصنيعها، ثم تتوقف تماما عن النمو. لقد تم توزيع الخلايا التي يبدأ منها تصنيع الأسنان على محيط الفكين بشكل بالغ الدقة، بحيث يأخذ كل سن مكانه الصحيح، دون أن تتصادم مع بقية الأسنان.
ولقد حدد الله سبحانه وتعالى على الشريط الوراثي الذي في داخل هذه الخلايا البرامج التي تنتج عند تنفيذها الأسنان بأشكالها المطلوبة ابتداء من خلية واحدة. فبعض الخلايا تصنع القواطع، وبعضها الأنياب، وبعضها النواجذ والأضراس، وقلما تخطأ هذه الخلايا فتنبت الأنياب أو القواطع في أماكن الأضراس، ولو أن عملية تصنيع الأسنان هذه قد وكلت للبشر لتكررت مثل هذه الأخطاء بشكل كبير. بل إن الأعجب من ذلك أن كل إنسان له أشكال أسنان تختلف عن الآخر ولكن برامج التصنيع لجميع أسنانه قد تم إحكامها بحيث تنتج أسنانا متناسقة مع بعضها البعض. ويمكن لمن عنده خلفية في تصميم القطع الميكانيكية باستخدام الحاسوب أن يدرك مدى التعقيد الموجود في برامج تصنيع الأسنان المكتوبة على الشريط الوراثي، فهذه البرامج يجب أن تحتوي على كامل أبعاد السن ليس الخارجية فحسب بل أبعاد كل طبقة من طبقاتها، إلى جانب مواصفات المواد المستخدمة لبناء هذه الطبقات.
إن رأس الإنسان يكاد يتصدع عندما يفكر مليا في عملية تصنيع السن ابتداء من خلية واحدة، فهذه الخلية تنقسم ملايين المرات بحيث توضع كل خلية في مكانها الصحيح في جسم السن، وبحيث يكون نوع الخلية مناسبا للمكان التي هي فيه. ومما يثير الدهشة أن الأسنان المصنعة بهذه الطريقة الربانية تأخذ شكلها النهائي المطلوب ولكن بحجم صغير، ومع نموها يزداد حجمها بنفس النسبة مع احتفاظها بشكلها الأصلي، وهذا أيضا يتطلب درجة عالية من التنسيق بين الخلايا عند انقسامها في المواقع المختلفة، بحيث ينقسم كل منها بقدر محدد يتناسب مع نسبة النمو في ذلك الموقع.
إن أكثر ما حير العلماء في هذه الطريقة الربانية هو في تصنيع طبقة المينا، حيث أنها مصنوعة من مادة غاية في الصلابة، فكيف يتسنى لها أن تنمو بشكل بطيء ومن ثم تأخذ شكلها النهائي بمنتهى الإتقان. ويتبين لنا مدى صعوبة تصنيع هذه الأسنان عندما نشاهد الجهد الذي يبذله طبيب الأسنان ومختبرات تصنيع الأسنان عند تركيب سن صناعي مكان السن الطبيعي، وصدق الله العظيم القائل في محكم تنزيله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)} لقمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- مواقع متفرقة على الإنترنت.
للتواصل مع الكاتب:
لمزيد من المقالات للكاتب: