سورة الروم .. الاعجاز التاريخي والطوبوغرافي


الأحد/يناير/2022
   

إعداد المهندس خالد حسن الكردي

القسم الأول: الإعجاز التأريخي
الاعجاز في نبوءة سورة الروم

قبل الدخول في تفاصيل الموضوع لابد أن نعرف حقيقة التوزيع الجغرافي لنفوذ كل من الامبراطوريتين البيزنطية والفارسية ومعرفة الخارطة السياسية للشرق الأوسط في القرن السابع الميلادي، حيث توزعت المنطقة تحت سيطرة الأمبراطوريتين بالشكل الاتي:
كانت الفرس تسيطر على مناطق واسعة تحوي ايران والعراق والمناطق المجاورة لهما، اما البيزنطيين الرومان كانت تسيطر على جنوب شرق اوربا وبعض من مناطق اسيا مثل: سوريا وفلسطين والأردن الحالية ومصر في شمال أفريقيا.

خريطة نفوذ الامبراطورية الفارسية والامبراطورية البزنطية سنة 600م

في عام (613)م حدث خلاف بين القوتين العظيمتين قامت على أثرها الامبراطورية الفارسية بهجمة قوية على الامبراطورية الرومانية نحو فلسطين من جهة الاردن وسوريا لأهمية القدس من الناحية الدينية عند المسيحيين انذاك.. أحرزوا فيها انتصارا عظيما من جراء معركة دامت أكثر من ثلاثة أشهر حتى تمكنوا من دخول القدس.. وانتشر الخبر حتى وصل الى قريش.. مما ادخل البهجة في نفوس المشركين، وهم يحسبونها نصرا لهم لكون الفرس مشركين مثلهم. مما أدى إلى التجرؤ امام رسول الله والمسلمين وقالوا: سننتصر عليكم كما انتصر الفرس على الروم اصحاب العقيدة والرسالة السماوية. كأنهم يستبشرون بها، اغاظةً للمسلمين مستغلينها ظنا منهم انهم سيتمكنون من استدراج الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى معركة نفسية يستطيعون من خلالها الايقاع به و إحراجه.
فكان رسول(صلى الله عليه وسلم) لا ينطق عن الهوى بل كان ينتظر وحي يوحى اليه من الله تبارك وتعالى حيث أُنْزِلَ عليه بداية سورة الروم في قوله تعالى:

تفسير ابن كثير نصه:
(أنه لما نزلت الآيات خرج أبو بكر بها إلى المشركين فقال: أسركم أن غَلبت الروم؟ فإن نبينا أخبرنا عن الله تعالى أنهم سيغلبون في بضع سنين. فقال له أبي بن خلف وأمية أخوه – وقيل أبو سفين بن حرب – : يا أبا فصيل – يعرضون بكنيته يا أبا بكر – فلنتناحب – أي نتراهن في ذلك فراهنهم أبو بكر. قال قتادة: وذلك قبل أن يحرم القمار، وجعلوا الرهان خمس قلائص والأجل ثلاث سنين. وقيل: جعلوا الرهان ثلاث قلائص. ثم أتى النبي hفأخبره فقال: (فهلا احتطت، فإن البضع ما بين الثلاث والتسع والعشر ولكن ارجع فزدهم في الرهان واستزدهم في الأجل) ففعل أبو بكر، فجعلوا القلائص مائة والأجل تسعة أعوام؛ فغلبت الروم في أثناء الأجل) إنتهى

أين و متى وقعت المعركة؟
قصة المعركة قد جاءت سردها في كتاب(قصة الحضارة):

يمكن تحميل الكتاب بالضغط على الصورة

وهو كتاب موسوعي تأريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت, يتكون من أحد عشر جزءا يتحدث فيه عن قصة جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر ويتسم بالموضوعية، وبالمنهج العلمي. فهي موسوعة في فلسفة التاريخ، قضى مؤلفها عشرات السنين في إعدادها.

واصفا فيها تلك الاحداث إن في عام (614م) دخل الفرس الى القدس من الناحية الشرقية بعد خيانة اليهود للروم، ويقول: (وانضم (26000)من جنودهم للجيش الفارسي ونهبت جيوشه المتحدة في 614م اورشليم، وقتلت 90000من المسحييين).

وبلغ كسرى أبرويز ( الظافر ) درجة من السلطان لم يبلغها ملك أي من ملوك الفرس منذ أيام خشیارشاي، ومهد السبيل لسقوط دولته ؛ ذلك أنه لما قتل فوفاس موريس وجلس مكانة على العرش أعلن أبرويز الحرب على المغتصب (603م ) انتقاما لصديقه ؛ ولكن الواقع أن الحرب لم تكن إلا تجديدا للنزاع القديم . وكانت الدولة البيزنطية قد مزقها الشقاق والتحزب ، فلم تجد جيوش الفرس صعوبة في الاستيلاء على دارا ، وأميدا ، والرها ، وهبر اپوليس ، وحلب ، وأياميا ، ودمشق ( ٦٠٥ – ٦١٣ م) . وزاد هذا النصر من حماسة أبرويز فأعلن الحرب الدينية على المسيحيين، وانضم 26000من اليهود إلى جيشه ، ونهبت جيوشه المتحدة في عام م614 وقتلت ۹۰٫۰۰۰ من المسيحييين وأحرقت كثيراً من كنائسها بينها كنيسة الضريح المقدس وأخذ الصليب الحق وهو أعز أثر على المسيحيين، إلى بلاد الفرس . وأرسل أبرويز إلى هرقل Heraclius الإمبراطور الجديد رسالة دينية قال فيها : ( من كسرى أعظم الآلهة وسيد الأرض كلها إلى هرقل عبده الغبي الذليل: إنك تقول انك تعتمد على إلهك ، فلم إذن لم ينقذ أوشليم من يدى ؟» .
واستولى جيش فارس على الإسكندرية في عام 616م ، ولم يحل عام 619م حتى دخلت مصر كلها حوزة ملك الملوك، وهو ما لم يحدث لها منذ أيام دارا الثاني .
وفى هذه الأثناء كان جيش فارسی آخر يجتاح آسية الصغرى ويستولى على خلقيدون ٦١٧ م ولبثت تلك المدينة في أيدي الفرس عشر سنين وهي التي لم يكن يفصلها القسطنطينية إلا مضيق البسفور .
وكان أبرويز هذه السنين العشر يدمر الكنائس ، وينقل ما فيها من الآثار الفنية والكنوز إلى بلاد الفرس ويفرض
على آسية الغربية من الضرائب الفادحة ما نضب منه معينها وما أعجزها عن مقاومة غزو العرب الذي لم يكن بينها وبينه وقتئذ إلا نحو جيل من الزمان.

ثم ترك كسرى تصريف الحرب لقواده ، وعاد ليتقلب في اللهو والترف.

وذُكر في احدى المواقع نت الخاصة بتأريخ اليهود عن تلك الأحداث نورد مختصرا منها:

http://www.jewish-history.com/palestine/period1.html

Heraclius reigned in 4373 (613). He was engaged in war with the Persian King, Chosroes II. (Kusarai). The Jews in Tiberias, Nazara, and the inhabitants of the mountains of Galilee, were for the Persians. Chosroes penetrated as far as Jerusalem, which he besieged a long time, and took it at length in the month of Sivan, 4374 (June, 614), by assault. He caused a terrible destruction in the same, destroyed all the churches and monasteries, and carried the Christian Patriarch away with him as prisoner of war. About 20,000 Christians lost their lives in this catastrophe; those that remained were likewise carried away into captivity by Chosroes. He next conquered all Palestine, Syria, and Egypt, and carried off in every place a large number of Christians as slaves.

الترجمة:

حكم هرقل عام 4373ع (613م). كان يخوض حربا مع الملك الفارسي كسرى الثاني. (كوسراي). كان يهود طبريا والنصارة وسكان جبال الجليل من الفرس. لما اقتحم كسرى القدس التي حاصرها لفترة طويلة ، وأخذها مطولا في شهر سيفان ، 4374ع (يونيو ، 614م) . تسبب في دمار رهيب فيها ، ودمر جميع الكنائس والأديرة ، ونقل البطريرك المسيحي معه كأسير حرب. وحوالي 20000 مسيحي فقدوا حياتهم في هذه الكارثة. أولئك الذين بقوا أخذوا بالمثل إلى السبي من قبل كسرى. غزا بعد ذلك كل فلسطين وسوريا ومصر ، وحمل في كل مكان عددًا كبيرًا من المسيحيين كعبيد.

تقدم هرقل وابنه قسطنطين بجيش كبير وهاجموا خسرويس بشراسة. توغلوا حتى غزة ، عندما هرب الفرس. أخيرًا ، تم إبرام السلام. حصل هرقل مرة أخرى على القدس ، حيث لم يسمح لأي يهودي واحد أن يتخذ مكان إقامته ، وسعى ، علاوة على ذلك ، إلى اضطهادهم وتدميرهم في كل مكان ؛ لقد تنبأ له منجم البلاط * حاد النظر ، من خلال فحص النجوم ، أن إمبراطوريته ستقع قريبًا في قبضة أمة مختونة ، والتي فسرها على أنها اليهود ، لكنه لم يكن يعلم أن العرب ( Mahomedans) تم ختانهم بالمثل. لذلك ظلت القدس مرتبطة بالإمبراطورية اليونانية حتى عام 4396ع (637م ).

نأتي الآن للمواقع التاريخية الفرنسية:

http://www.peeters-leuven.be/boekoverz.asp?nr=989

http://remacle.org/bloodwolf/eglise/sophronius/jerusalem.htm

يقول: La prise de Jérusalem par les Perses de Chosroès II, le 2G mai 614

بمعنى: استيلاء الفرس على القدس من قبل كسرى الثاني في مايو 614
وجاء في كتاب: استيلاء الفرس على القددس عام 614 تفاصيل هذا الموضوع.

La Prise de Jerusalem Par Les Perses En 614
استيلاء الفرس على القدس عام 614

http://www.amazon.co.uk/Prise-Jerusalem-Par-Perses-Christianorum/dp/9042902434
وفي هذا الموقع الـتأريخي:
http://www.newadvent.org/cathen/08355a.htm

يتحدث عن معركة الفرس مع الروم:

In 614 they stormed Jerusalem. Chosroes’s son-in-law Shaharbarz besieged the city; in his camp were 26,000 Jews eager to destroy Christian sovereignty in their holy city. It is said that no less than 90,000 Christians perished when Jerusalem fell.

جاء في التفسير القرآني للقرآن (11/ 480) عبدالكريم الخطيب:
والثابت في هذا التاريخ، أنه في سنة 614 من الميلاد كانت تدور معركة بين الفرس والروم، وقد بدأت طلائع الهزيمة تنزل بالروم، فاستولى الفرس على أنطاكية، وهى من كبريات المدن الشرقية للدولة الرومانية، ثم استولوا بعد ذلك على دمشق، ثم على بيت المقدس ذاتها، وأشعلوا فيها النيران، وأحرقوا كنيسة القيامة..

لوحة قديمة لمعركة نينوى (627) بين جيش هرقل والفرس تحت حكم خسرو الثاني

واستمر الفرس على القيام بالهجوم العسكري على الأراضي الرومانية واستولوا على الإسكندرية عام (616م) وفي (619م) احتلوا مصر كاملة، وتمكنوا من الاقتراب كثيرا من العاصمة البيزنطية(قسطنطُينية) في (622م)، فأصبحت معظم أراضي الإمبراطورية الرومانية تحت سيطرة الجيش الفارسي عدا العاصمة، وقد تشتت جيوشهم وضعفت شوكتهم وكُسرت هيبتهم وكانت كافة الدلالات تشير الى ان الزوال الكلي للإمبراطورية الرومانية وشيكة الحدوث، أصبح جمع الجيش و الدفاع عن العاصمة أمر شبه مستحيل والأصعب من ذلك تحرير الأراضي التي استولى عليها الفرس من أملاك الإمبراطورية الرومانية مقارنةً لحجم الخسائر التي تكبدوها امامهم سيما انهم تمكنوا من التوغل كثيرا كما اشرنا اليها مسبقا، ان حالة الاحباط وعدم الثقة جعل الوقوف بوجه زحف الجيش الفارسي الجرار امراً شبه مستحيلا وضربا من الخيال، وفي هذا الوقت انتشر خبر الوحي الإلهي على لسان نبي عربي بأن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين أي من ثلاثة الى عشرة.

مضى على الوعد الإلهي قرابة ثمان سنوات ولم يحدث أي تغير في موازين القوة على الواقع السياسي والعسكري بل كانت كل المؤشرات تدل على النصر النهائي للفرس، ولأجل الحفاظ على ما تبقى من المملكة الرومانية بادروا بالمفاوضات، وطلبوا من الفرس ان لا يحتلوا عاصمتهم ولكن دون جدوى فالملك الفارسي الذي كان واثقا من النصر اشترط عليهم شروطاً تعجيزياً اذ طلب منهم تسليمهم آلاف الكيلوغرامات من الذهب والفضة ومعها آلافا من الجواري. وهو يعلم عدم قدرتهم على تلبيتهم لطلبه يتبين من ذلك إن جواب الملك الفارسي ما كان سوى استهزاء وتذليل والخضوع الكلي لإمبراطورتيه، لذلك عزم ملك الروم أمره على الفرار، لعدم قدرته على مقاتلتهم، وفي ذلك الحين جمع كبار القساوسة والرهبان المسيحيين وطلبوا منه البقاء والدفاع عن العاصمة، اذا كان مُقدرا لهم ان يموتوا فالأولى ان يموتوا بشرف مدافعين لا منهزمين.

امتثل الملك لطلبهم، فبدأ بجمع بقايا جنده المشتتين ورغم قلة العدد والعدة من الرجال والسلاح والمؤن بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها، ومع ذلك بدء المعركة وتصادم الجيشان ..جيش الفارسي الذي توالت انتصاراته في السنوات الاخيرة والرومان المنهكين الخائفين بعد الهزائم المتلاحقة وأملهم في احراز النصر جراء ما تكبدوه من الخسائر ضئيل، ولكن حدث مالم تكن في الحسبان، تمكن الرومان من الصمود أمام الزحف الفارسي وحصنوا العاصمة، بهذا رفع معنوياتهم وانعكس الأمر من الدفاع الى الهجوم، حتى تمكنوا على طردهم واسترداد الأراضي الذي استولى عليها الفرس، وخلال سنة واحدة تمكن الجيش الروماني من الزحف من جديد نحو بلاد الفارس من جهة أرمينيا مستغلاً البحر الأسود ودخلوه من الشمال، تمكنوا من إعادة السيطرة على مدينة القدس وانتصر الجيش الروماني في غضون المدة التي عينها القرآن أي خلال بضع سنين.
في الخارطة تظهر مسار الجيش الروماني في إعادة اراضيه نحو بلاد الفارس

كثير من المؤرخين والباحثين حاولوا معرفة أسباب فشل الفرس في هذه المعركة، وانتصار الروم في هذه المدة الزمنية القصيرة رغم امكانياتهم المتواضعة والمعنويات المتحطمة أمام الجيش الفارسي، فلم يجدوا جوابا منطقيا من الناحية العسكرية والسياسية لتفسير هذا التحول الكبير وتغير مجرى الحرب من الهزيمة الى الانتصار ومن الدفاع الى الهجوم؟ والقول ان شجاعة الملك ودهائه فقط كانت وراء الانتصارات، السؤال المطروح هنا.. كيف تمكن جيش مهزوم من إعادة تنظيم صفوفه والبدء والمباشرة بالهجوم على جحافل الجيوش الفارسية وبسط السيطرة على بلاده بسنتين، رغم قلة عددهم وسعة الأراضي الممتدة بين العاصمة والقدس والبالغة آلاف الكيلومترات فهي مساحة شاسعة، من الذي مكنه من احراز النصر. وتشكيل جيشين قويين من جديد. من كان يتصور صمود القلة الرومانية أمام الكثرة الفارسية في غضون تلك الظروف الصعبة التي كان يمر بها لاسيما ينتصرون عليهم حيث كافة الدلائل كانت تشير الى قرب الزوال للامبراطورية الرومانية؟ الجواب: لاشك هي القدرة الإلهية والمشيئة الربانية ووعده الحق للمؤمنين ولن يخلف الله وعده ولا راد لقضائه، فتحقق الوعد الإلهي بانتصار أهل العقيدة على عبدة النار.

واذا نظرنا الى ما قيل عن هذا الموضع حول تنبوء انتصار الرومان نجد اعترافاتٍ مهمة منها ما قاله المؤرخ الانكليزي المعروف ادوار جيبون (Edward Gibbon)

 

جنود رومان
لوحة قديمة لجنود رومان

http://www.britannica.com/biography/Edward-Gibbon

(1773 – 1794)م، مؤلف كتاب ( قصة إضمحلال الإمبراطورية الرومانية) التي تعد من المصادر المهمة في هذا المجال، حيث يقول معلقا على مدى غرابة نبؤة القران الكريم:

“At the time when this prediction is said to have been delivered, no prophecy could be more distant from its accomplishment, since the first twelve years of Heraclius announced the approaching dissolution of the empire “
الترجمة:
“في ذلك الوقت عندما قيلت هذه النبوة, لم يكن شيء أبعد عن القياس من تحققها لان السنين الاثني عشرة الأولى من حكم هرقل كانت تعلـن مـوت الإمبراطورية الرومانية ونهايتها القريبة .

ويرويه ” ادوار جيبون ” (ص ـ76 ـ 77) المجلد الخامس، على النحو التالي :
” إنها من أبرز البطولات التاريخية، تلك التي نراها في ” هرقل” فقد ظهر هذا الإمبراطور غاية في الكسل، والتمتع بالملذات، وعبادة الأوهام في السنين الأولى، والأخيرة من حكومته، كان يبدو كما لو كان متفرجاً أبله، استسلم لمصائب شعبه، ولكن الضباب الذي يسود السماء ساعتي الصباح، والمساء، يغيب حيناً من الوقت لشدة الشمس الظهيرة، وهذا هو ما حدث بالنسبة إلى هرقل، فقد تحول ” أرقاديوس القصور” إلى ” قيصر ميدان الحرب” فجأة، واستطاع أن يستعيد مجد الروم خلال ست حروب شجاعة شنها ضد الفرس وكان من واجب المؤرخين الروم أين يزيحوا الستار عن الحقيقة، تبياناً لأسرار هذه اليقظة، والنوم. وبعد هذه القرون التي مضت يمكننا الحكم بأنه لم تكن هناك دوافع سياسية وراء هذه البطولة، بل كانت نتيجة غريزة هرقل الذاتية، فقد انقطع عن كافة الملذات، حتى أنه هجر ابنة أخته ” مارتينا ” التي تزوجها لشدة هيامه بها، رغم أنها كانت محرمة عليه “

تذكر الموسوعة البريطانية التي اشترك فيها اكثر من 500 عالم، تلك الاحداث الهامة بوضوح تأريخي فتقول تحت مادة (الامبراطورية البيزنطية):

A brief summary of the campaign unfortunately gives no idea of
the difficulties Heraclius encountered as he liberated Asia Minor (622); fought in Armenia with allies found among the Christian Caucasian peoples, the Lazi, the Abasgi, and the Iberians (624); and struggled in far-distant Lazica while Constantinople withstood a combined siege of Avars and Persians (626). An alliance with the Khazars, a Turkic people from north of the Caucasus, proved of material assistance in those years and of lasting import in Byzantine diplomacy. Heraclius finally destroyed the main Persian host at Nineveh in 627 and, after occupying Dastagird in 628, savoured the full flavour of triumph when his enemy, Khosrow, was deposed and murdered.
https://www.britannica.com/place/Byzantine-Empire/The-successors-of-Justinian-565-610
لسوء الحظ ، لا يعطي ملخص موجز للحملة أي فكرة عن الصعوبات التي واجهها هرقل عندما حرر آسيا الصغرى (622م) ، وحارب في أرمينيا مع حلفاء موجودون بين الشعوب القوقازية المسيحية ، واللازي ، والباشجي ، والإيبيريون (624) ، و وشق طريقة إلى اللاذقية البعيدة بينما قاومت القسطنطينية حصارًا مشتركًا للآفار والفرس (م626). تحالف مع الخزر ، وهم شعب تركي من شمال القوقاز ، تأكد أن المساعدة المادية في تلك السنوات كانت لها أهميتها الدائمة في الدبلوماسية البيزنطية.
دمر هرقل أخيرًا الجيش الفارسي الرئيسي في نينوى عام 627م ، وبعد احتلال داستاغيرد Dastagird عام 628 ، تذوق طعم الانتصار الكامل عندما تم عزل عدوه خسرو وقتل.

وجاء في صورة الأطلس التأريخي الشهير أن سنة 525م عاد كل الاراضي المحتلة تحت سيطرة امبراطورية الرومان

جاء في موقع تأريخى موثوق:
http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm

the Persians under the rule of Chosroes had begun a series of
successful attacks on the empire resulting in the loss of Damascus
in 613, Jerusalem in 614 (destroying the Church of the Holy
Sepulchre and capturing the Holy Cross) and Egypt in 619.
Recognizing the difficulty in fighting on two opposing fronts at the
same time, Heraclius signed a peace treaty with the Avars in 619,
and focused on the eastern half of the empire. In the spring of 622,
Heraclius left Constantinople for Asia Minor and began training his
troops over the summer, focusing on a more involved role for the
Byantine cavalry.

In the autumn, Heraclius’ army invaded Armenia and soon won several
victories over the Persians

في سنة 614 !! هزيمة الرومان وسقوط القدس بيد الفرس

في سنة 622 بدأت جيوش هرقل تحقق انتصارات على الفرس

المدة : 8 سنوات (في بضع سنين (قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَالْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ
والبضع ما بين الثلاث إلى العشر(تفسير مجاهد ج2 ص499)(تفسير الجلالين ج1 ص531)

وجاء في نفس الموقع:
http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm

The army crossed the Euphrated and took Theosiopolis, which opened the gates to the emperor. On they marched, along the north bank of the Araxes river to the capital of Persian Armenia, Dovin, which offered resistance but was also taken (May 624), and to Naxcavan in the south-east.

يتكلم عن موقعة دخول الروم مدن الفرس ، واحتلالها والسيطرة عليها فى 624 .. و يتكلم عن أنه قد حقق فى ذلك العام انتقامه من تدنيس الصليب المقدس، وهى الموقعة الأهم

مقال ويكيبيديا عن الحروب البيزنطية الساسانية
https://en.wikipedia.org/wiki/Heraclius%27_campaign_of_622

In 622, the Byzantine emperor Heraclius, was ready to mount a counter-offensive against the Sassanid Persians who had overrun most of the eastern provinces of the Byzantine Empire. He left Constantinople the day after celebrating Easter on Sunday, 4 April 622.[1] His young son, Heraclius Constantine

انتصر الروم على الفرس سنة 622
معركة إسوس التي انتصر فيها الروم على الفرس سنة 622
في تركيا. ومكانها الفعلي حسب المؤرخين ليس إسوس، بل Cappadocia
لاحظ أن الفترة الزمنية بين الهزيمة والانتصار أقل من عشر سنوات.

جاء في التفسير القرآني للقرآن (11/ 481) ما نصه: وما تحدث به صحف التاريخ الرومانىّ. تقول تلك الصحيفة: إنه في سنة 622 من الميلاد- أي بعد سبع أو ثمانى سنين من حرب الروم والفرس، بدأت المعارك بين الروم والفرس مرة أخرى، وكان هذا إرهاصا- عند من يرقب الأحداث- بأن ما تحدّث به القرآن عن هاتين الدولتين يمكن أن يقع على ما أخبر به!.
ومع هذا، فإن المشركين حين بلغتهم أنباء هذه المعارك، كانوا يتوقعون النصر للفرس، ولهذا، فإن أبىّ بن خلف حين علم بهجرة أبى بكر طلب إلى عبد الله بن أبى بكر أن يكون كفيلا لأبيه في أداء ما خاطره به، إذا غلبت الفرس، وقد قبل عبد الله بن أبى بكر هذا.
وفي عام 624 من الميلاد، كانت معركة بدر، وحين خرج أمية بن خلف
فيمن خرج من المشركين لحرب النبي والمسلمين، أمسك به عبد الله بن أبى بكر عن الخروج، إلا أن يقيم كفيلا يؤدى عنه ما خاطر عليه أبا بكر إذا انهزمت الفرس، وغلبت الروم، فأقام كفيلا له.
وهذا يعنى أن الحرب التي بدأت بين الدولتين في سنة 622، كانت ما تزال قائمة لم تنته بعد إلى نتيجة حاسمة، أو أنها قد تكون قد انتهت، ولكن أخبارها لم تكن قد وصلت إلى أهل مكة.

وعلى أىّ فإنه لم يكد المسلمون يفرغون من المشركين في معركة بدر، ويأخذون طريقهم إلى المدينة، وفي قلوبهم فرحة النصر، وفي أيديهم ما وقع لهم من مغانم- حتى يلقاهم على طريق المدينة من يخبرهم بما انتهى إليه أمر القتال الذي كان دائرا بين الفرس والروم، وأن الروم قد هزموا الفرس، وأخرجوهم من بيت المقدس، وما استولوا عليه من بلاد الروم، كما استولوا على كثير من مدن فارس وأقاليمها.. وبهذا جاءت فرحة المسلمين بهذا النصر الذي مكن لهم من رقاب المشركين يوم بدر- جاءت هذه الفرحة موقوتة بالوقت الذي نطقت به الآيات في قوله تعالى: «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ» أي أن يوم غلبة الروم للفرس، سيكون في هذا اليوم الذي ينتصر فيه المسلمون على المشركين، وتمتلىء قلوبهم فرحة بهذا النصر العظيم.. فالنصر الذي يفرح به المؤمنون حقّا، هو نصرهم على المشركين من أهل مكة، الذين سخروا منهم، وصبّوا عليهم ألوان البلاء، وأخرجوهم من ديارهم.. وهذا هو نصر الله الذي وعدهم به، ووقّت له غلبة الروم للفرس! (التفسير القرآني للقرآن (11/ 481))

**أما المؤرخ العالمي ” وول ديورانت ” صاحب أشهر عمل تاریخی عالمی في العصر الحديث فيقول يصف فيها تلك الأحداث بدقة رائعة:
.. ‘ ولبث هرقل عشر سنين ينشئ جيشا جديداً ودولة جديدة من أنقاض الجيش القديم والدولة القديمة. فلما تم له ذلك لم يحاول عبور البوسفور إلى خلقيدون بل تجنب ذلك العمل الكثير النفقة والمشقة، وأبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورمية Clorumia مسقط رأس زرادشت، كما ضرب كسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفأ نارها المقدسة الخالدة (624). وسير إليه كسرى الجيوش يتلو بعضها بعضا، ولكن هرقل هزمها جميعا، ولما تقدم اليونان فر كسرى إلى طيسفون. وآلم قواده ما كان يوجهه إليهم من إهانات فانضموا إلى النبلاء وخلعوه، ثم سجنوه ولم يطعموه إلا الخبز القفار والماء، وذبحوا ثمانية عشر من أبنائه أمام عينيه، وانتهى أمره بأن قتلـه ابـن مـن أبنائه يدعى شیروی (628).

ولم يكن باقيا للإمبراطورية البيزنطية الا عدد قليل من الثغور الأسيوية و قليل من ارض ايطاليا، وافريقية، بلاد اليونان، واسطول لم يهزم بعد، وعاصمة معاصرة جن جنونها من الرعب واليأس، ولبث هرقل عشر سنين ينشئ جيشاً جديداً ودولة جديدة من انقاض الجيش القديم والدولة القديمة،
فلما تم له ذلك لم يحاول عبر البسفور إلى خلقيدون بل تجنب ذلك العمل الكثير النفقة والمشقة، وأبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورومية Clorumia مسقط رأس زرادشت کما ضرب کسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفا نارها المقدسة الخالدة (624م ). سير اليه كسر الجيوش يتلو بعضاً بعضاً، ولكن هرقل هزمها جميعاً ، ولما تقدم اليونان فر کسری الى طيسفون، وآلم قواده ما كان يوجهه إليهم من إهانات فانضموا إلى النبلاء ، ثم سجنوه ولم يطعمه إلا الخبز القفار والماء ، وذبحوا ثمانية عشر من أبنائه أمام عينيه، وأنتهى أمره بأن قتله أبن آخر أبنائه يدعى شيروى (628م).

وجاء في تفسير (روح المعاني ج21 ص 19):
”إن الروميين جعلوا عليهم حاكما شخصا أسمه هرقل وكان سلطانا عادلا يخاف الله تعالى فلما رأى تخريب فارس قد شاع في بلاد الروم من النهب والقتل تضرع وبكى وسأل الله تعالى تخليص الروميين فصادف دعاؤه هدف الإجابة فرأى في ليالي متعددة في منامه أنه قد جيء إليه بخسرو في عنقه سلسلة وقيل له : عجل بمحاربة برويز لأنه يكون لك الظفر والنصرة فجمع هرقل عسكره بسبب تلك الرؤيا وتوجه من قسطنطينية إلى نصيبين فسمع خسروا فجهز إثني عشر ألفا مع أمير من أمرائه فقابلهم هرقل فكسرهم وقتل منهم تسعة آلاف مع رؤسائهم فغلبت الروم فارس وجاء الخبر ففرح المسلمون وكان ذلك من الآيات البينات الباهرة الشاهدة بصحة النبوة وكون القرآن من عند الله عزوجل لما في ذلك من الأخبار عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى العليم الخبير وقد صح أنه أسلم عند ذلك ناس كثير“

وهناك إعجاز آخر في الآية {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ}‏ وهي عندما ينتصر الروم على الفرس من جديد يحدث انتصارا للمسلمين ويفرحون بها وذا وقع بالفعل وكان يوم انتصار الروم على الفرس موافقا لتأريخ انتصار المسلمين على المشركين في 31-3-624م

لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت : (الم . غلبت الروم ) إلى قوله(يفرح المؤمنون) ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2935خلاصة الدرجة: صحيح(
وقَالَ سُفْيَانُ الثوري : سَمِعْتُ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ ”(جامع الترمذي)
وأضاف صاحب صفوة التفاسير في شرح قول الحق تبارك وتعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ}‏ ما نصه‏:‏ وقد صادف ذلك اليوم يوم غزوة بدر‏;‏ قال ابن عباس‏:‏ كان يوم بدر هزيمة عبدة الأوثان‏,‏ وعبدة النيران‏.
وبهذا تحققت البشرى مزدوجة , هزيمة الفرس و نصر بدر العظيم
وعن أبي سعيد الخدري أنه وافق ذلك يوم بدر (روح المعاني ج21 ص19) (زاد المسير ج6 ص289)
وجاء في(تفسير البغوي ج3 ص477) قال السدي فرح النبي والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك) وجاء في تفسير الجلالين ج1 ص531): وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر

القسم الثاني: الإعجاز الطوبوغرافي

في بداية سورة الروم دلالات إعجازية، لا يمكن للعاقل أن ينكرها، بعد البيان والإستدلال بالشواهد التأريخية، لمعرفة المكان الذي دارت فيه المعركة، فالآية تدلنا الى أخفض بقعة في الكرة الأرضية، حيث إنهزم فيها الروم..
قال تعالى: الم(1)غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَي الَاَرْضِ ؤهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3).
أي أن الروم إنهزموا في أخفض منطقة في الأرض.

عندما نزلت هذه الآية، لم تكن هناك معلومات دقيقة عن الأراضي المنخفضة أو المرتفعة في المنطقة وغيرها، فالله سبحانه وتعالى قد أظهر حقيقة مستوى إنخفاض الأرض في تلك المنطقة التي إنهزم فيها جيش الرومان أمام الجيش الفارسي بشكل دقيق جدًا.. أما اليوم فقد أصبحت معرفة مستوى إرتفاع وإنخفاض أية بقعة من الأرض مقارنة بمستوى سطح البحر أمرًا متيسرًا، بفضل الوسائل العلمية والتكنلوجيا المتاحة في العصر الحاضر.
‌جاءت في الآية الكريمة كلمة (أدنى) التي تعني أخفض -في أحد معانيها- وهو المقصود هنا، والله أعلم. -ونبين ذلك بالتفصيل لاحقًا- واليوم، وبفضل التقنيات المتطورة، يستطيع كل من يجيد استخدام تلك الأجهزة، معرفة مستوى أية بقعة خلال دقائق، وبشكل دقيق، ومن تلك البرامج: (google earth)..
معلوم أن اليابسة أرفع مستوى من البحار بشكل عام. ولكن بعد مسح الكرة الأرضية وجدوا أن هناك مواقع في اليابسة أخفض من مستوى البحار، حيث يصل عدد هذه الأماكن الى 65 موقعًا في جميع القارات، كالآتي، وكما جا‌ء توضيحها في هذا الرابط الإلكتروني:
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_places_on_land_with_elevations_below_sea_level

القارة الأفريقية:
فيها ثمانية مواقع، أخفضها يقع في منطقة (بحيرة عسل) في جيبوتي -كما يظهر في صورة غوغل إيرث، حيث أخذ مقطع الإرتفاعات في هذه المنطقة- والذي يصل إلى 153مترًا تحت سطح.

Africa
• Afar Depression
Lac Assal, Djibouti, [-153 m (-502 ft)] lowest land in Africa Danakil Depression, Ethiopia, [-125 m (-410 ft)]
• Qattara Depression, Egypt, [-133 m (-436 ft)]
• Sebkha paki Tah, Morocco, in the Laayoune-Boujdour-Sakia El Hamra region [-55 m (-180 ft)]
• Sabkhat Ghuzayyil, Libya [-47 m (-154 ft)]
• Chott Melrhir, Algeria, [-40 m (-131 ft)]
• Shatt al Gharsah, Tunisia, [-17 m (-56 ft)]
• Sebkhet Te-n-Dghamcha, Mauritania, [-5 m (-16 ft)]

القارة الأمريكية الشمالية:
فيها 22 منطقة، أخفضها عند وادي الموت bad water))، والتي يصل مستواها إلى 86 مترًا تحت سطح البحر.

North America
Death Valley
Badwater, Death Valley, USA [-86 m (-282 ft)] lowest land in North America
• Furnace Creek Airport (L06). Death Valley, USA [-64 m (-210 ft)]
Salton Sink, USA [-66 m (-217 ft)]
• Bombay Beach, California, USA [-69 m (-226 ft)]
• Salton Sea Beach, California, USA [-67 m (-220 ft)]
• Desert Shores, California, USA [-61 m (-200 ft)]
Calipatria, California, USA [-56 m (-184 ft)]
Westmorland, California, USA [-48 m (-157 ft)]
Niland, California, USA (-43 m (-141 ft)] • Salton City, California, USA [-38 m (-125 ft)]
Brawley, California, USA [-37 m (-121 ft)] Thermal, California, USA [-37 m (-121 ft)]
. Coachella. California, USA [-22 m (-72 ft)] Imperial. California, USA [-18 m (-59 ft)]
Seeley, California, USA [-13 m (-43 ft)]
El Centro, California, USA [-12 m (-39 ft)]
• Indio, California, USA [-6 m (-20 ft)]
Heber. California, USA [-5 m (-16 ft)]
• Holtville Califomnia, USA [-3 m (-10 ft)]
• New Orleans, Louisiana, USA -2 m (-7 ft)] Laguna Salada, Baja California, Mexico [-10 m (-33 ft)]

– Lago Enriquillo, Dominican Republic [-46 m (-151 ft)]

القارة الأوروبية:
توجد فيها 15 موقعًا، أدناها عند (بحيرة قزوين)، والذي يصل الى 28 مترًا دون سطح البحر.

Europe
(arranged by depth, lowest first)

• Caspian basin

Caspian Sea and its shores, Russia and Kazakhstan [-28 m (-92 ft)]

Atyrau Airport, Kazakhstan [-22 m (-72 ft)] – lowest international airport

• Netherlands, coastal provinces [(-1 to -7 m) (-3 to -23 ft)]

• Zuidplaspolder [-7 m (-23 ft)]

• Haarlemmermeer [-5 m (-16 ft)]

• Amsterdam Schiphol Airport [-4 m (-13 ft)]

• Wieringermeer [-4 m (-13 ft)]

• Flevoland [-4 m (-13 ft)]

. Lammefjord, Denmark [-7 m (-23 ft)]

. The Fens, United Kingdom [-2.75 m (-9 ft)]

• Neuendorf-Sachsenbande, Germany [-4 m (-13 ft)]

• Le Contane, Jolanda di Savoia, Italy [-3.44 m (-11.3 ft)]

. Camargue, France [-2 m (-7 ft)]

. Kristianstad, Sweden [-2 m (-7 ft)]

Żuławy Wislane, Poland, Baltic delta of the Vistula River [-2 m (-7 ft)]

القارة الأمريكية الجنوبية:
فيها 5 مناطق، أخفضها منطقة (لاغون) في الأرجنتين، والتي تصل إلى 107 أمتار تحت سطح البحر.

South America
• Laguna del Carbón, Argentina [-105 m (-344 ft)] lowest land in the Americas
• Bajo del Gualicho, Rio Negro province, Argentina [-72 m (-236 ft)]
• Salina Grande and Salina Chica, Peninsula Valdés, Chubut Province, Argentina [-42 m (-138 f)]
Laguna La Niña, Sechura Desert, Piura Region, Peru [-34 m (-112 f)]
. Georgetown, Guyana [-2 m (-7 ft)]
منطقة Laguna del Carbón لاغونا ديل كاربون (وتعني “بحيرة الفحم”) هي بحيرة مالحة في مقاطعة كوربن أيكي ، مقاطعة سانتا كروز ، الأرجنتين تقع في أرتفاع 105 مترًا (344 قدمًا) تحت سطح البحر

قارة الأسترالية: توجد فيها 4 أماكن منخفضة عن سطح البحر، أدناها عند (بحيرة إيري)، والذي يصل إلى 16 مترًا دون سطح البحر.
القارة القطبية الجنوبية: فيها منطقة واحدة عند (بحيرة فيستفولد)، تصل إلى 50 مترًا تحت سطح البحر

القارة الآسيوية:
حددت فيها (10) مواقع، وأدنها يقع في منطقة غور الأردن، وهي منطقة واسعة، تقع على الحدود الأردنية مع فلسطين، بحيث أصبحت، وبشكل عجيب، أدنى مناطق القارة والكرة الأرضية كذلك، تقع جنوب البحر الميت، وتمتد بطول نهر يبلغ (200كلم) وصولاً إلى بحيرة طبريا في فلسطين، ودنوها مقارنة بالمواقع الأخرى كبير جدًا، حيث يصل إلى (300-400م) تحت سطح الأرض.

Asia
• Jordan valley, Israel – West Bank – Jordan
. Dead Sea, Jordan – West Bank – Israel [-423 m (-1,388 ft)], lowest land in Asia and the world
Sea of Galilee, Israel [-214 m (-702 ft)]
. Tiberias, Israel [-207 m (-679 ft)]
• Jericho, West Bank [-258 m (-846 ft)], lowest city in world.
. Bet She’an, Israel [-120 m (-394 ft)] • Turfan Depression, China [-154 m (-505 ft)]
. Caspian Basin
•Caspian Depression, Karagiye, Kazakhstan (-138 m (-453 ft)]
. Caspian Sea and its shores, Russia – Kazakhstan-Azerbaijan – Iran – Turkmenistan [-28
m (-92 ft)]
• Kuttanad, Kerala, India [-2 m (-7 ft)]

والسؤال هنا: هل هذه البقعة التي تحدثنا عنها هي نفسها المقصودة، والتي وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: (أدنى الأرض)؟
الجواب: حسب ما قدمناه في القسم الأول من الجانب التأريخي: إن جميع المصادر التأريخية تدل على أن الجيشين إلتقيا عند تلك البقعة الجغرافية من الأرض، والتي على إثرها إحتل الجيش الفارسي القدس، لأن التوجه الى موقع المدينة -نظرًا لحدود الإمبراطورية الفارسية- يمر بتلك المنطقة المنخفضة. لا شك أن أي جيش يخرج للغزو يسلك أقرب الطرق وأسرعها للوصول إلى الهدف الذي يبتغيه، ومن المعلوم أن الفرس أرادوا الإستيلاء على القدس وما حولها، لذلك هاجموا القدس من الناحية السورية، فمن الطبيعي قبل دخول القدس من الناحية السورية، لابد أن يمر الجيش بهذه المنطقة المنخفضة شمال البحر الميت، وكما جاء في المصادر التأريخية: قبل دخول المدينة وقعت معركة كبيرة، وحاصروها لأشهر، حتى تمكنوا من دخولها.
والسؤال هنا: هل هذه البقعة التي تحدثنا عنها هي نفسها المقصودة، والتي وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: (أدنى الأرض)؟

ويمكننا أن نستأنس بما جاء في موسوعة ( ويكيبيديا الحرة) عن تلك الحروب

وفي عام 613 وصلت جيوشهم إلى دمشق. وانتصر الفرس في عدة معارك منها معركة حاسمة في سهل حوران بين مدينتي بصرى وأذرعات (درعا اليوم) و أخرى عند البحر الميت “.
انتصار الفرس

قام كسرى الثاني Khosrau II (590-628) بإستغلال نزاع على السلطة في الإمبراطورية البيزنطية وانطلق مع جيوشه باحتلال شامل للأراضي البيزنطية ضد ملك الروم فوكاس .Phocas فقد كان حلم كسرى الثاني هو إعادة حدود الإمبراطورية الأخمينية السابقة

بدأت الحرب عام 602م .وفي عام 608وصلت جيوش الفرس في آسيا الصغرى إلى كريسبوليس المواجهة القسطنطنية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (أي في الجانب الأسيوي)، وفي نفس الوقت تقدمت قبائل الآفار السلاف المتحالفين مع الفرس في البلقان لتطوق القسطنطنية من الجانب الآخر (الأوربي)، وغزت جيوش تلك القبائل كذلك عامة البلقان ووصلت إلى أثينا .وقد وسع الفرس رقعة ممتلكاتهم في الشام وأرمينيا .وفي عام 613 وصلت جيوشهم إلى دمشق .وانتصر الفرس في عدة معارك منها معركة حاسمة في سهل حوران بين مدينتي بصري واذرعات) درعا اليوم). و أخرى عند البحر الميت

وجاء في المصادر التاريخية أن سنة 614م هي السنة التي استولى امبراطورية الفرس على مدينة اريحا، والمعلوم ان مدينة اريحة بقعة في وسط منطقة ادنى الارض وهي اخفض مدينة في العالم، كما جاء في هذه المصادر:

http://www.crystalinks.com/jericho.html الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م
https://en.wikipedia.org/wiki/Jericho الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م
http://www.bible-history.com/links.php?cat=49&sub=4703&cat_name=Sites+-+Israel&subcat_name=Jericho الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م
http://alternativetours-jerusalem.com/tours/jericho/ الغزو الفارسي على مدينة اريحا وفلسطين سنة 614م
http://www.jiis.org/.upload/around%20the%20holy%20city.pdf
book(Christia n Touris t Route s AROMD THE Hoff CITY)

ما نقله الزمخشري في تفسيره (3/471) و تفسير أبي السعود(7/49) و تفسير البغوي (3/476) و روح المعاني(21/17) زاد المسير ج6 ص288 حيث يقولون: ابن عباس و مقاتل و السدي: الاردن وفلسطين

وللكشف عن بعض الشبهات المثارة حول هذا الموضوع، والتي الغرض منها التقليل من شأن الإعجاز العلمي، ومن ثم التشكيك في جميع ما أنزله الله تعالى في قرآنه، نورد بعضًا منها، ونناقشها:
الشبهة الأولى/ البعض يقول: لم يأت ذكر كلمة (الأدنى) بمعنى (الأخفض) في المعاجم اللغوية القديمة، وأن هذا المعنى استحدث في وقتنا المعاصر، والمصطلحات المعاصرة لا تكون حجة في تفسير الآيات القرآنية!. ولكشف زيف هذا الإدعاء، نقول -بعون الله تعالى-: لو رجعنا الى القواميس اللغوية القديمة، نجد أن هذه الكلمة لم تأت فقط بمعنى الأقرب، بل وجاءت بمعنى الأخفض، وسنوردها لكم:استخدام كلمة أدنى في القواميس العربية:
يقول صاحب معجم (مقاييس اللغة) إبن فارس من القرن الرابع الهجري :

أعظم قواميس العرب المعروف ب(لسان العرب) حيث يقول :
2 ا دن: الدال والنون أصل واحد يدل على تطامن وانخفاض . فالأدن: الرجل المنحني الظهر, يقال منه قد دننت دننا , ويقال بيت ادن, أي متطـامن , وفـرس أدن, أي قصير اليدين , وإذا كـان كـذلك كـان منسجه منخفضا. ومن ذلك الدندنة, وهو أن تسمع من الرجل نغية لا تفهم, وذلك لأنـه يخفـض صـوتـه بمـا يقولـه ويخفيـه , ومنـه الحديث: ” فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنهما” . انتهى.

أعظم قواميس العرب المعروف بالسان العرب) حيث يقول : ” ويقال: دنا وأذني ودني إذا قرب، قال: وأدنى إذا عاش عيشا ضيقا بعد سعة. والأدني: السفل. “. انتهى.

 السفل ضد ( العلو) والأسفل ضد ( الأعلى), ولذلك استخدم الشعراء العرب هذا المعنى, فيورد صاحب لسان العرب قول أحد الشعراء( باب الألف مـادة الأب) :
” يقال هذا أبوك وهذا أباك وهذا أبك؛ قال الشاعر: سيوى أبك الأدنى، وأن محمداً علا كل عال، يا ابن عم محمد ” .انتهى.

يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:

لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن…. تفعل رجعت بذلة وهوان لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتح.. رم ذا وذا يا ذلة الحرمان
الشبهة الثانية/ يقال: لم ترد في القرآن الحكيم كلمة (أدنى) بهذا المعنى (الخفض)، وأن تفسيرها بهذا المعنى غريب، ولا ينبغي أن تفسر هكذا، وأنكم تلوون أعناق الآيات لتطابق الذي تريدونه، حين تفسرون الأدنى بالأخفض!
الجواب: وهذا القول مردود كذلك، وإليكم البيان:

إستخدام كلمة(أدنى) في القرآن الكريم:
1- بمعنى أقرب : (ذلك أدنى ألا تعولوا) النساء 
2- بمعنى أسفل:
(وزينا السماء الدنيا بمصابيح) فصلت 12 فالسموات السبع، حيث كل واحدة فوق الأخرى، وأسفلها السماء الدنيا، لذلك كانت الأقرب إلى الأرض.
3- بمعنى الخفض والإنخفاض:
(يدنين عليهن من جلابيبهن) الأحزاب 59 والأمر بخفض الجلباب من أعلى الرأس إلى أسفله.
(قطوفها دانية) الحاقة 23أي ثمراتها منخفضة نحو الأسفل، وهي بالتالي قريبة منهم.
الشبهة الثالثة/ يقال: إن أحدًا من المفسرين لم يشر الى أن المقصود بهذه الكلمة هو هذا المعنى؟
نقول وبالله التوفيق: هب أن كلمة (الأدنى) التي جاء ذكرها في كتاب الله الحكيم لها معنيان: (الأخفض أو الأقرب)، فيقال: إن كان المقصود بالكلمة (الأخفض): نرى أنها تعطي معنى أدق إذا فسرناها بها، أي: إنهزمت الروم في أخفض بقعة من الأرض.
وإذا فسرنا كلمة (الأدنى) بمعنى (الأقرب)، يصبح معنى الآية: (إنهزمت الروم في أقرب بقعة من الأرض).. والسؤال هنا: أية بقعة يقصد؟ وأقرب من ماذا؟ لنقل: أقرب الأراضي الرومية! ولكن أقرب الأراضي الرومية مماذا؟ من الأراضي الفارسية مثلاَ؟ وهذا ليس صحيحًا، لوجود حدود ممتدة بين الروم والفارس، ولا يوجد موقع بعينه يكون أقرب بقعة بينهما، فالحدود كله يعتبر أقرب نقطة بين الدولتين.
أما إذا فسرناها بـ (الأخفض) فلا نحتاج الى كل هذه التساؤلات والتأويلات. فهذا كله لا يعطي معنى حقيقيًا يطابق مجريات الأحداث، فالأفضل أن نفسر (الأدنى) بمعنى (الأخفض). فهكذا يطابق المعنى اللغوي المكان الذي دارت فيه المعركة .لعل قائلاً يقول: لماذا ابتعد المفسرون القدامى عن تفسير الكلمة بالأخفض، مع أنهم كانوا يعلمون أنها تعطي ذلك المعنى؟ ببساطة: لأن في ذلك الزمن لم يكن انخفاض الأرض معلومًا عند الناس، ثمّ بعد أن تطور العلم وانتشر بين الناس عرفوها، ونشروها من غير تردد. أما قبل ذلك الوقت ما كان بالإمكان أن يوجد مفهوم صحيح للكلمة لدى الناس، أما اليوم فهي بسيطة.

يقول الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى:

لو أن هذا القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذي يجعله يدخل في قضية كهذه ؟ لم يطلب أحد منه أن يدخل فيها وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم . في كلام متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة لايتغير ولايتبدل . . بإعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين . وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الدين كله لو أن. الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة أخرى . . أو أن الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان إلى صلح ؟ إنها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن وحدثت المعركة فعلا وانتصر فيا الروم كا أخبر القرآن الكريم

كتب لها علاقة يمكن تحميلها مجانا : 

في الختام نسأل الله تعالى ان يتقبل سعينا.. والسلام عليكم..
المصادر:
كتاب: غلبت الروم واقع الإعجاز وحقيقة العجز.. بقلم: رشيد المليكي.
كتاب: الاسلام يتحدى وحيدالدين خان
http://www.ccel.org/ccel/pearse/morefathers/files/antiochus_strategos_capture.htm
http://www.newadvent.org/cathen/08355a.htm

http://www.enotes.com/topic/Siege_of_Jerusalem_(614)#cite_ref-Antiochus_0-0
http://www.jewish-history.com/palestine/period1.html
http://www.ccel.org/ccel/pearse/morefathers/files/antiochus_strategos_capture.htm
http://www.newadvent.org/cathen/08355a.htm
http://www.enotes.com/topic/Siege_of_Jerusalem_(614)#cite_ref-Antiochus_0-0
http://www.crystalinks.com/jericho.html الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م
https://en.wikipedia.org/wiki/Jericho الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م
http://www.bible-history.com/links.php?cat=49&sub=4703&cat_name=Sites+-+Israel&subcat_name=Jericho الغزو الفارسي على مدينة اريحا سنة 614م

http://alternativetours-jerusalem.com/tours/jericho/ الغزو الفارسي على مدينة اريحا وفلسطين سنة 614م
http://www.jiis.org/.upload/around%20the%20holy%20city.pdf
book(Christia n Touris t Route s AROMD THE Hoff CITY)


الوسوم:

مقالات ذات صلة