قصة يوسف عليه السلام في كتب اليهود المخفية .. دراسة مقارنة
السبت/ديسمبر/2019
قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم هي أحسن القصص؛ كما أخبر بذلك رب العالمين في كتابه العزيز.
ولكن هناك بُعد جمالي معجز آخر في هذه القصة لم ندركه إلا بمقارنة ما ورد من مادة قصصية في القرآن الكريم وما ورد في كتب أهل الكتاب، فبضدها تتميز الأشياء ؛ سواء منها ما يُتَعبَّد به كالتوراة أو ما ورد في المخطوطات المكتشفة حديثًا وكذلك النصوص المخفية “السوديبيجرافا”(1)Pseudepigraphaوالتي لم يطلع عليها إلا شديدي التخصص من علماء الدين عند اليهود أو النصوص القديمة مثل :
– كتب ” التلمود “(2) Talmud: وهو يعني في حرفية الكلمة التعاليم ، وهي تعاليم قدامى حاخاماتهم فيما قبل البعثة المحمدية .
– وكتب الترجوم(3) Targum: وتعني الترجمات الآرامية للتوراة.
– وكتب الميدراش( 4) Midrash: وتعني دراسات حول قدامى الربيين حول التوراة ، وهي سلسلة كبيرة من الكتب نختلف كثيرًا مع التوراة نفسها .
** وهذه الدراسة التي نحن بصددها تُعنى بمقارنة ما ورد في القرآن في هذه القصة بما ورد في الكتب سالفة الذكر.
ونرجو من القارئ الكريم أن يقرأ ما يمكن أن يستنتج من هذه المقارنة بعد استعراض الجدول الآتي: –
جدول قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم
والتوراة والكتب الأخرى السابقة للقرآن
الرواية القرآنية |
الرواية التوراتية |
الرواية في الكتب الأخرى السابقة للقرآن |
ملاحظات |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1 – { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}. |
لا يرد هنا . |
1 – لا يرد هنا . |
المدخل القرآني الذي يضع القصة في إطارها الديني لا يوجد في غيره . |
2 – يوسف يقص رؤية واحدة على أبيه وحده الذي ينصحه بعدم قصها على إخوته . |
يوسف يقص رؤى على إخوته وأبيه مجتمعين فيزجره الأخير . |
2 – يوسف يقص رؤياه على أبيه أولًا ( العاديات اليهودية : للمؤرخ يوسيفوس )(5). |
كتاب التاريخ اليهودي القديم اتفق مع القرآن واختلف مع التوراة نفسها . |
3 – إخوة يوسف يمكرون بأبيهم لاستدراج يوسف وذلك بعد أن نزلوا في الحكم عليه من القتل إلى الإلقاء في الجب . * أوحى الله إلى يوسف في البئر وثبَّته . |
* لا يرد هنا مكر إخوة يوسف بأبيهم ، بل تذكر أن ذلك حدث تلقائيًّا دون تخطيط لكنها تتفق مع القرآن في نزول إخوة يوسف في الحكم من قتله إلى إلقائه في البئر . * لا يرد هنا وحي إلى يوسف في البئر . |
3 – إخوة يوسف إنما ذهبوا لأرض ( شكيم ) ( حيث ألقوا يوسف في البئر حسب رواية التوراة ) لأجل الراحة والبهجة والسرور هذا قريب من الرواية القرآنية : { أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب }(الآية 12 ) . (الميدراش )(6) تتفق بعض كتب الميدراش مع القرآن في مسألة وحي الله إلى يوسف في البئر فتذكر أن الله أرسل جبريل إليه وكساه قميصًا غير الذي نزعه عنه إخوته(7). |
لا نجد حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب قرينة لما ذكر في القرآن من مكر إخوة يوسف بأبيهم للإيقاع بأخيهم . |
4 – قافلة سيارة تخرج يوسف من البئر . * القافلة تبيع يوسف بثمن بخس. |
* إخوة يوسف أخرجوه من الجب بعد أن أنزلوه وباعوه (أغلب النصوص) فيما عدا النص اليهودي للتوراة العبرية الذي يتفق مع القرآن في أن القافلة هي التي أخرجت يوسف ، ثم تضيف أن رأوبين رجع ليتفقده فلم يجده. * لا يرد هنا بيع يوسف بثمن زهيد. |
4 – إخوة يوسف هم الذين أخرجوه من البئر . ( أغلب النصوص فيما عدا الميدراش ) Yashar Wa Yesheb الذي يذكر أن إخوة يوسف ألقوه في البئر وأخرجه الله ، هذا قريب جدًّا مما ذكره القرآن . * تذكر بعض كتب الميدراش أن القافلة باعت يوسف بثمن زهيد ( مثل القرآن ) وذكر (عهود الأسباط ) أن يهوذا وجاد باعوه بثلاثين قطعة ذهب وأخفيا عشرًا وأظهرا عشرين فقط لإخوتهم(8)!!! ( هذا لا يوجد في القرآن ) . |
يذكر التلمود وغيره من كتب الميدراش أن يوسف كان يعاير إخوته أنهم أبناء إماء ولذلك بيع عبدًا(9) !!. (هذا لا يوجد في القرآن ).
|
5 – يحتال إخوة يوسف على أبيهم فيرجعون إليه عشاءً يبكون ومعهم قميص يوسف ملطخ بدم كذب وقالوا : أكله الذئب لكنه يرتاب في روايتهم ويأمل عقب المؤامرة . |
يحتال إخوة يوسف على أبيهم فيرجعون إليه .. بقميص يوسف ملطخ بدم كذب وقالوا : افترسه وحش مفترس .. ويصدقهم الأب وييأس عقب المؤامرة . |
5 – يحتال إخوة يوسف على أبيهم فيرجعون إليه عشاءً وقد وجدوا ذئبًا فأمسكوه وأحضروه لأبيهم متهمينه بقتل يوسف (الميدراش القديم بسكيتا رباتي ) وتذكر هذه الكتب أن أباهم لم يصدقهم واعتقد أنه ما زال حيًّا(10). |
مسألة بكائهم عند عودتهم لأبيهم لم أجدها حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب . |
6 – لا يوجد مثل هذا في القرآن . |
لا يرد هنا . |
6 – القافلة التي أسرَّت يوسف بضاعة تعرضت لعواصف وبرق واهتزت الأرض كلها وبعث الله عليهم الظلام وهاجمتهم الوحوش والإبل وضلوا الطريق(11)!!!. |
|
7 – يوسف يصل إلى مصر وقد بيع للعزيز . |
يوسف يصل إلى مصر وقد بيع لمستشار فرعون وهو في نفس الوقت يلقب بالسيد والمتسلط على أرض مصر بل ويلقب بأبي فرعون. |
7 – يوسف يصل إلى مصر وقد بيع لعظيم فيها . |
ألا يدل ذكر التوراة أن مشتري يوسف في مصر هو : أب أو مستشار فرعون والسيد المتسلط على أرض مصر أنه كان عزيزًا كما ذكر القرآن . |
8 – لا يرد هنا مثل هذا . |
* بعد ذلك وفي خضم أحداث قصة يوسف تذكر التوراة قصة طويلة (إصحاح كامل ) ليهوذا – أحد أبناء يعقوب (الأسباط) مع أرملة ولده إذ عندما رآها ظن أنها زانية لأنها كانت محجبة ، فمال نحوها إلى الطريق وقال دعيني أعاشرك . (سفر التكوين 38/15-19 ) . * ثم تذكر التوراة قصة ولادة ذلك الحمل : * وعندما أزف موعد ولادتها إذ في أحشائها توأمان أخرج أحدهما يدًا فربطت القابلة حولها خيطًا أحمر وقالت هذا خرج أولًا غير أنه سحب يده فخرج أخوه !!! . |
8 – يذكر التلمود والميدراش إضافة لما في التوراة أن الله قد بعث ملاك العاطفة ليدفع يهوذا لهذه الفعلة !!!(12). |
ما ذكرته التوراة هنا فضلًا عن أنه لا يصح أن ينسب لسبط ، لا توجد له مناسبة نحن في خضم أحداث قصة يوسف . |
9 – { وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } . |
لا يرد هنا . |
9 – امرأة فوطيفار العزيز ادعت اتخاذ يوسف ولدًا ( عهود الأسباط : كتب السوديبيجرافا ) |
|
10 – { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } . |
مراودة المرأة ليوسف وبنفس الألفاظ التي تأبى بها يوسف : ” هو ذا سيدي قد عهد إلي بكل ما يملك .. فكيف أقترف هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ” . |
10 – مراودة امرأة فوطيفار (كتاب اليوبيلات ) ” امرأة العزيز وهي تراود يوسف عن نفسه وغلقت الأبواب “(13) مثل الرواية القرآنية . |
|
11- { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } . |
لا يرد هنا همه بها . |
11- يوسف لأول وآخر مرة تخلى عنه ثباته ، وللحظة وحين أوشك على تحقيق رغبة سيدته ظهرت له صورة أمه وصورة أبيه فرجع عن ذلك . ( التلمود – الترجوم – الميدراش )(14).
|
|
12 – { وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } . |
إمساك يوسف من ردائه (لكن دون قطع ) حيث بقى في يدها ثم إنها هي التي نادت أهل بيتها وادَّعت اغتصابها مع أن النص قبل قليل ذكر أنه لم يكن في البيت أحد !! . |
12 – يوسف بعد رجوعه من الهم بامرأة فوطيفار ركض تاركًا جزءًا من ردائه في يدها (التلمود ) . |
التلمود اتفق هنا مع القرآن واختلف مع التوراة نفسها . |
13 – المرأة تتهم يوسف وتقترح سجنه أو تعذيبه لا قتله ؛ ( لتراوده مرة أخرى ) . |
المرأة تتهم يوسف . |
13 – المرأة تتهم يوسف ورمت به ( بعد ذلك ) في السجن بدلًا من قتله لتراوده مرة أخرى (نجد ذلك في كتاب عهود الأسباط والتلمود). |
اقتراح المرأة بسجن يوسف أو تعذيبه لم أجده حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب . |
14 – { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) } . |
لا يرد هنا . |
14- فوطيفار ( العزيز ) أقام محكمة للفصل بين امرأته ويوسف وأن القضاة أمروا بإحضار القميص والنظر فيه إن كان قُطع من الأمام أم الخلف وانتهوا إلى براءة يوسف (نجد ذلك في التلمود والترجوم وبعض كتب الميدراش وكتابات المؤرخ فيلو). |
|
15- العزيز يطلب من يوسف عدم ذكر هذا الأمر لأحد ويطلب من امرأته الاستغفار بعد أن صدَّق يوسف . |
فوطيفار يصدق امرأته لا يوسف . |
15- فوطيفار يصدق امرأته لا يوسف ( أغلب الكتب ) . |
لا يوجد في أي كتاب ما ذكره القرآن من طلب العزيز ليوسف كتمان هذا الأمر . |
16 – تفضح المرأة في المدينة ويتكلم عنها النسوة فيها فتسمع بذلك فتأمر بدعوتهن فتكيد لهن حتى يعذرنها فيما فعلت وتعيد تهديد يوسف أمامهن إن لم يستجب لها . |
لا يرد هنا . |
16- نسوة المدينة ذهبوا لزليخة لمرضها لا بدعوة منها وتكيد لهن . ( التلمود ) . |
تتفوق هنا الرواية القرآنية إذ طالما كادت زليخة للنسوة فلابد أنها دعتهن لا بمجرد رؤيتها لهن فجأة تكيد لهن . |
17- { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} . |
لا يرد هنا . |
17 – يوسف قال : السجن أفضل عندي من تعدي حدود الله . ( التلمود وعهود الأسباط ). |
الجانب الروحي واضح في القرآن . |
18 – العزيز ومن معه يسجنون يوسف بالرغم من رؤيتهم لدلائل براءته .. سجنًا مؤقتًا . |
العزيز يسجن يوسف تصديقًا لامرأته . |
18- القضاة أمروا بسجن يوسف رغم رؤيتهم دلائل براءته وذلك لتسببه في تلويث اسم امرأة من علية القوم (التلمود ) . |
|
19- صاحبي سجن يوسف يطلبان منه تعبير رؤيتهما وذلك لتحريتهما سابق صلاحه . |
يوسف يتطوع لتفسير الرؤبين بعد أن سأل السجينين عن سبب تغير وجهيهما . |
19 – … |
لا نجد حتى الآن قرينة للرواية القرآنية. |
20- يوسف يدعو صاحبي السجن إلى الله ويعظهما وعظًا مطولًا . |
لا يرد هنا . |
20 – لا يرد هنا . |
يلاحظ في الروايات الكتابية الاهتمام بالتاريخ مع إهمال الجانب الروحي الذي يهتم به القرآن . |
21- الملك يحلم ويطلب من يوسف التأويل بعد تذكر الساقي له . |
الملك يحلم ويوسف يتطوع بالتأويل بعد تذكر الساقي له . |
|
|
22- يوسف يزيد على تأويل الحلم إعلامهم بعام بعد ذلك فيه الرخاء . |
لم يرد . |
22 – لم يرد . |
|
23- تفسير الحلم يكون في السجن . |
تفسير الحلم يتم أمام فرعون لا في السجن وقد ذهب يوسف لفرعون بعد أن حلق واستبدل ثيابه !!!. |
23- تفسير الحلم يتم أمام فرعون لا السجن ، ثم إن يوسف عندما قابل الفرعون ذهب بثوب جديد أتاه به ملاك من الجنة !! ثم تذكر بعض الكتب أن يوسف حين دخل على الملك سجد له !! ( الميدراش ) . |
في الروايات الكتابية يظهر يوسف بشكل سياسي أكثر منه نبي على العكس من القرآن . |
24- يوسف يرفض الخروج من السجن إلا بعد بيان براءته واعتراف النسوة . |
يوسف لا يأبى الخروج من السجن ولا يهتم ببيان براءته . |
24- يوسف لا يأبى الخروج من السجن ولا يهتم ببيان براءته . |
العدالة في القرآن والسياسة في التوراة . |
25- يوسف يطلب مسؤولية خزانة الأرض بعد تمكين الله له . |
يوسف يطلب من الملك البحث عن رجل بصير حكيم يوليه على البلاد وأنه هو ( يوسف ) ذلك الرجل . |
25- يوسف يطلب من الملك البحث عن رجل بصير حكيم يوليه على البلاد ( في مجمل الكتب ) . |
|
26- لا ترد هنا هذه التفاصيل التوراتية . |
تفاصيل مطولة عن سني الجدب ووطأة الجوع وكيف استغل يوسف المجاعة لصالح الملك فجعل الشعب عبيدًا له . |
26- لا ترد هنا . |
مرة أخرى تعرض التوراة يوسف على أنه سياسي ماكر لا نبي . |
27- { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (57) } . |
لا ترد هنا هذه الفاصلة الدينية. |
27- بلغ من عظمة تمكين يوسف في مصر أنه كان يسير أمامه آلاف العازفين الموسيقيين !! وآلاف الحراس يشهرون سيوفهم !! عشرون ألفًا عن يمينه وعشرون ألفًا عن شماله !! ( التلمود ) . |
نجد في القرآن وحده مثل هذه الفواصل الدينية لخضوع القصة فيه للغرض الديني . كما لا نجد فيه (القرآن ) مثل ما ذكره التلمود من تهاويل خرافية .
|
28- لا ترد هنا هذه التفاصيل . |
زواج يوسف وعمره حينئذٍ ومن زوَّجه وأسماء زوجه وأولاده وسبب تسمية كل واحد منهم . |
28 – لا يرد تقريبًا . |
|
29- دخول إخوة يوسف مصر ولقاءهم به وهم يجهلونه . |
دخول إخوة يوسف مصر بسبب المجاعة عندهم – ولقاءهم به وهم يجهلونه (استغرق هذا ثمان أعداد كاملة طويلة لا آية واحدة مثل القرآن ) . |
29- دخول إخوة يوسف مصر بسبب المجاعة عندهم – ولقاءهم به وهم يجهلونه . |
القرآن لا يذكر صراحة سبب دخول إخوة يوسف مصر (وهو ندرة الطعام ) لأن ذلك يفهم ضمنًا من رؤيا الملك وما يتلوها. |
30- اختصار لقاء يوسف بإخوته ، يوسف يطلب منهم الإتيان بأخٍ لهم من أبيهم دون ذكر اتهام لهم بالجاسوسية – ذلك بعد تحميلهم الحبوب . |
تفاصيل لقاء يوسف بإخوته (ستة عشر عددًا ) ويطلب منهم الإتيان بأخيهم الصغير وإلا اتهمهم بالجاسوسية ثم حملهم القمح . |
30- … |
|
31-لا يرد هنا . |
يوسف يحتجز أحد إخوته رهينة . |
31- يوسف يحتجز أحد إخوته رهينة . |
|
32- يوسف يرد ثمن الحبوب ( بضاعة للمقايضة ) . |
يوسف يرد ثمن الحبوب ( فضة ). |
32- يوسف يرد ثمن الحبوب فضة ( غالبًا ). |
|
33- إخوة يوسف يكتشفون البضاعة المردودة بعد عودتهم . |
إخوة يوسف يكتشفون الفضة المردودة أثناء عودتهم . |
33 – … |
|
34- يعقوب يوافق على ذهاب بنيامين مع إخوته بعد ذكر شجنه على يوسف ثم أخذه العهد عليهم بحفظ بنيامين ووصيته لهم حين دخول مصر ( من أبواب متفرقة ) هذا في خمس آيات فقط . |
يعقوب يوافق على ذهاب بنيامين مع إخوته بعد حوار مطول ( 24 عددًا !! ) رغم عدم ذكر شجن يعقوب على يوسف وأخذ العهد عليهم بحفظ بنيامين ووصيته لهم حين دخول مصر ( بدلًا من العهد تذكر التوراة قول أحد بني يعقوب له : اقتل ابني إن لم أرجع به إليك !! . |
34- يعقوب يوافق على ذهاب بنيامين مع إخوته ويعظهم أن يحفظوه ( مثل القرآن ) (التلمود – الترجوم – الميدراش – يوسيفوس ) ثم وصيته لهم حين دخول مصر ( من أبواب متفرقة ) ( التلمود – الميدراش). |
|
35- يوسف يكشف عن نفسه لأخيه بنيامين أولًا . |
لا يرد هنا . |
35- يوسف يكشف عن نفسه لأخيه بنيامين أولًا ..( كتاب اليوبيلات ) – من كتب السوديبيجرافا – والمؤرخ فيلو والمؤرخ يوسيفوس . يذكرون ذلك أيضًا إلا أنهم يذكرون هنا أن يوسف كشف لأخيه عن نفسه عن طريق التنجيم !! وجهازه الفلكي السحري !! .
|
|
36- ينكر القرآن ضمنًا هذه الواقعة . |
يوسف يقيم مأدبة لإخوته ويضع لبنيامين من الطعام خمسة أمثال إخوته !!! . |
36- تذكرها بعض الكتب . |
|
37- يوسف يحتال لأخذ بنيامين ويدعي سرقة السقاية التي يراها إخوته صواعًا ( مكيالًا ) . |
يوسف يحتال لأخذ بنيامين ويدعي سرقة السقاية (الكأس ) التي يستخدمها كذلك في التنجيم !! . |
37- يوسف يحتال لأخذ بنيامين ويدعي سرقة الوعاء الذي يستخدمه كذلك في الاختبار (كتاب الترجوم ) . |
|
38- تصديق الإخوة بسرقة بنيامين { قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } . |
تصديق الإخوة يوسف بسرقة بنيامين ( تذكر التوراة في موضع بعيد عن قصة يوسف أن أمه قد سرقت أصنام أبيها ) . |
38- تصديق الإخوة بسرقة بنيامين وقولهم : ( هذا مثل سابقة سرقة أمه ( التلمود والميدراش ) ( فيلو ويوسيفوس) . |
هذا الأخير قريب جدًّا مما ذكره القرآن . |
39- يوسف يرفض أخذ أحدهم مكان بنيامين . |
لا رد على الاقتراح . |
39- لا يرد هنا . |
|
40- كبير الإخوة يرفض العودة بدون بنيامين ويبقى في مصر ويأمر إخوته بالعودة ويعودون فعلًا. |
لا يرد هنا في أغلب الروايات عودة أخرى لإخوة يوسف قبل عودتهم بأبيهم . تذكر هنا فقط توسطًا ليهوذا . |
40- يوسف يقول لإخوته هنا : “ارجعوا لأبيكم “ هذا معناه أن لإخوة يوسف ثلاث رحلات لمصر قبل عودتهم مع أبيهم (مثل القرآن ) بينما تذكر التوراة رحلتان فقط ( التلمود ) . |
|
41- لا يرد هنا . |
لا يرد هنا . |
41- يهوذا حين أخذ منه بنيامين دخل في صراع مع يوسف ونزلت الملائكة لتشاهد الموقعة بين يوسف الثور ويهوذا الأسد !!! ويذكر (الميدراش ) أن يهوذا حينما صرخ فسمعه ابن أخيه في فلسطين فجاء مصر بقفزة واحدة !!! وأن رجال يوسف الأقوياء فقدوا أسنانهم من هذه الصرخة !! كما تحطمت مدينتان !! وخرج دم غزير من عينه اليمنى بدلًا من الدمع !! ثم كسر بأسنانه قضبانًا نحاسية فجعلها مسحوقًا !! ثم إن شعر صدر يهوذا انتصب وصار حادًّا فثقب ثيابه الخمسة ويقتل من يمسه !!! ( التلمود ) . |
مثل تلك الخرافات في التلمود والميدراش لا نجدها في القرآن رغم وجود العديد من القرائن بينهما لكنها كلها منطقية . |
42- إخوة يوسف يعودون لأبيهم الذي يرتاب ويفقد بصره حزنًا . |
لا يرد هنا . |
42- مسألة فقد يعقوب لبصره ترد في العديد من كتب الميدراش وكذلك كتب التاريخ ليوسيفوس لكنها تذكرها بعد فقد يعقوب ليوسف منذ البدء ( ولا يرد هنا عودة إخوة يوسف بعد أخذ بنيامين تقريبًا ) . |
لا نجد حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب مسألة عودة إخوة يوسف لأبيهم بعد أخذ بنيامين الذي ذكره القرآن ، اللهم إلا قرينة ضعيفة . |
43- الإخوة يعودون ليوسف . |
لا يرد هنا . |
43 – لا يرد هنا . |
|
44- يوسف يكشف لبقية إخوته عن نفسه في حال عفو وبتلميح لطيف . |
يوسف يكشف عن نفسه لإخوته في حال انفعال وأطلق صوته بالبكاء فسمعته مصر !! وسمعه بيت فرعون !! ويعتب عليهم عتابًا طويلًا قاسيًا . |
44- يوسف يكشف عن نفسه لإخوته بتلميح ويقول بعد أخذ بنيامين : لماذا لم تحفظوا أخاكم الآخر ( التلمود – الميدراش ) . |
هذه الرواية الأخيرة قريبة جدًّا من الرواية القرآنية . |
45- يوسف يأمر إخوته أن يذهبوا لأبيهم ومعهم قميص له يلقوه على وجهه ليعود له بصره ثم يعودون جميعًا ليقيموا معه في مصر . |
يوسف يأمر إخوته أن يذهبوا ثم يعودوا بأبيهم وأهلهم دون ذكر لقميص . |
45- يوسف يأمر إخوته أن يذهبوا ثم يعودوا بأبيهم وأهلهم . |
|
46- يعقوب شعر بيوسف حين اقتربت القافلة الآتية من مصر بقميص يوسف . |
لا يرد هنا . |
46- الروح القدس أخبر يعقوب بقدوم يوسف ( الميدراش ) . |
|
47- شفاء يعقوب وعفوه عنهم ( بعد عفو يوسف من قبل ) بعد أن طلبوا منه ذلك . |
لا يرد هنا . |
47- يوسف ألقى من ذاكرته ما فعله إخوته وطلب من أبيه أن يصلي من أجلهم حتى يغفر الله لهم ( عهود الأسباط – من كتب السوديبجرافا ). |
هذه الرواية الأخيرة قريبة جدًّا من عدة آيات قرآنية . |
48- بنو إسرائيل يدخلون مصر . |
بنو إسرائيل يدخلون مصر ( تذكر التوراة أسماءهم – يستغرق ذلك تسعة عشر عددًا !!. |
48- بنو إسرائيل يدخلون مصر . |
|
49- بنو إسرائيل يدخلون – هم – على يوسف ويسجدون له جميعًا بعد أن رفع أبويه على العرش . |
يوسف يذهب هو ليكون في استقبال أبيه خارج المدينة ، ولا ذكر هنا لسجود له بل سجود لأبيه على رأس السرير ( كانت التوراة قد ذكرت سجودًا لإخوة يوسف لأخيهم حين لقوه أول مرة ) . |
49 – يوسف يذهب ليكون في استقبال أبيه خارج المدينة ، ولا ذكر لسجود له إلا في رواية للترجوم تذكر أن يعقوب بمجرد أن رأى يوسف سجد له وقد عوقب يوسف بعد ذلك لسماحه لأبيه بالسجود له بأن مات قبل أوانه !! تزيد بعض كتب الميدراش أن يوسف أصدر أمرًا بالتهديد بالقتل لمن لا يخرج من المصريين لاستقبال أبيه !! . |
ذكر السجود ليوسف في الرواية القرآنية هام جدًّا ؛ لأنه تحقيق للحلم في أول القصة وعدم ذكر السجود واضحًا كاملًا في باقي الروايات ( لم أجده حتى الآن ) منقصة لأنها كلها تذكر حلم يوسف في أول القصة . |
50- لا ترد هنا هذه التفاصيل . |
يوسف يطلب من قومه أن يكذبوا على فرعون فيقولوا أنهم رعاة ماشية لا غنم (لأنه كان قبيحة عند المصريين ) وأنه – أي يوسف – سيقول لفرعون أنهم رعاة غنم !! وعندما يقابلون الفرعون يقولون نحن رعاة غنم !! فيعهد إليه بمواشيه !! وينزلون في أرض جاسان بعدها تذكر التوراة أنهم نزلوا مدينة رمسيس !! . |
50- ترد في بعض الروايات . |
تضارب خطير في رواية التوراة وعدم منطقية في بقية الروايات الكتابية في تلك الجزئية وما قبلها . |
51- لا يرد هنا . |
بركات يعقوب لبنيه ثم وفاته في مصر وكيف حمل ودفن في كنعان بعد أن حُنط وكيف كانت جنازته وكيف أقام يوسف لأبيه مناحة سبعة أيام !! . |
51- بركات يعقوب لبنيه ثم وفاته . |
لا يكاد يرد هنا . |
52- لا يرد هنا . |
وصف لحياة بني إسرائيل في مصر . |
52- وصف مطول لحياة بني إسرائيل في مصر وكيف أن كل أبناء يعقوب في مصر وأحفاده تزوجوا صغار السن حتى إن بعضهم قد صاروا آباء وعمرهم سبع سنين !! ( الميدراش ) وأن أم موسى ” يوكابد ” وُلدت عند سور المدينة قبل دخول بني إسرائيل مصر !! ( معنى هذا أنها ولدت موسى وعمرها مائتي عام !! ( كتاب اليوبيلات). |
|
53- ختام للقصة بدعاء يوسف والثناء على الله : {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}. |
ختام للقصة بوفاة يوسف ، ذكر قبلها كلمة ليوسف هي أجمل ما في الرواية التوراتية : أنتم نويتم عليَّ شرًّا والله نوى بي خيرًا يذكرنا بقوله تعالى على لسان يوسف : { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ } . |
53- ختام للقصة بوفاة يوسف ، ذكر قبلها دعاء ليوسف عدَّد فيه فضل الله عليه ( كتاب عهود الأسباط ) كما يذكر (كتاب التلمود قبل وفاة يعقوب دعاءً له يقول فيه : ” رب يا من حين خلقت السماوات والأرض مدتهما إلى ما لا نهاية ضع نهاية لأحزاني . |
|
54- تعقيب ديني طويل عقب القصة . |
|
54- لا يرد هنا . |
لا نجد حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب هذا التعقيب الديني . |
ما استعرضناه آنفًا يجعلنا نتساءل :
– لماذا لم نجد في القرآن أيًّا من التفاصيل غير المنطقية التي مررنا بها في كتب اليهود على اختلاف أنواعها ؟
– أنى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعلم كل تفاصيل قصة يوسف عليه السلام المشتتة في هذا العدد الكبير من الكتب على اختلاف لغاتها ، والطوائف التي تنتمي إليها ، والزمان والمكان اللذان اكتشفت فيهما ؟
– هل من الممكن أن يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد افترى القرآن ؟
هذه الفرضية – افتراء القرآن من لدن محمد صلى الله عليه وسلم تقتضي الآتي :
1- تعلم صلى الله عليه وسلم القراءة سرًّا:
إذ أنه كان أميًّا واشتهر عنه ذلك عند العرب: { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) } [ العنكبوت ] .
2- تعلم صلى الله عليه وسلم لغات كتب أهل الكتاب على كثرتها سرًّا :
يقول الله تعالى :(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) } [ النحل ] .
3- لم يَدَعْ صلى الله عليه وسلم صحيفة من صحف أهل الكتاب إلا وقرأها سرًّا :
كتاب يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم وكتب السابقين |
– مع أن هذه الكتب لم نجدها مرة واحدة ولا في مكان واحد .
– مع أن عدد هذه الكتب كبير جدًّا يستحيل الاطلاع عليها كلها من شخص واحد .
– مع أن حجم الكتب أيامه صلى الله عليه وسلم كان كبيرًا جدًّا وفي قراطيس يستحيل تداولها سرًّا .
– مع أن عدد النسخ من الكتاب الواحد كان قليلًا ؛ لأن النسخ كان يدويًّا ولحرق كتب أصحاب الديانات والفرق من الأباطرة .
– مع أن جزءًا كبيرًا من هذه الكتب كان أسرارًا لا يسمح بتداولها إلا بين علماء كل طائفة . هذا عدا المخطوطات التي لم نجدها إلا في القرن الحالي .
فهل كان لديه صلى الله عليه وسلم علماء للتنقيب عن المخطوطات !!! .
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) } [ المائدة ] .
{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (6) } .[ الفرقان].
4- استبعد صلى الله عليه وسلم التفاصيل غير المنطقية من كل كتاب .
بالرغم من أن هذه التفاصيل تعج بها تلك الكتب ، فلم يحدث أن اتفق القرآن مرة في جزئية غير معقولة ، مع وجود تفاصيل كثيرة جدًّا بين القرآن وتلك الكتب . أي أنه صلى الله عليه وسلم قد أدرك أن هناك أناسًا متعلمون في القرن العشرين وما بعده سيقرؤون الكتاب ( القرآن ) وأدرك أنهم لن يستسيغوا إلا المنطقي فاستبعد من القرآن كل ما يتناقض مع العقل والمنطق !! { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82) } [ النساء] .
5 – أخذ صلى الله عليه وسلم يجمع التفاصيل من كل كتاب ما يستقيم مع الكتاب الآخر :
ثم عرض كل قصة في موضوع محدد ولغرض معين ثم عرضها في صورة بيانية معجزة بعد إضافة تفاصيل أخرى من عنده صلى الله عليه وسلم !! ، ثم وضعها في موضعها المناسب في القرآن ، بل وتحكم في مشاعره الإنسانية حيث تختلف الحالة الوجدانية لكثير من السور مع حالته النفسية صلى الله عليه وسلم حال نزولها ؛ مثل سورة النور التي نزلت في حادث الإفك حيث اتهم صلى الله عليه وسلم في عرضه . كان المتوقع أن يكون جو السورة حزن وغضب ؛ فإذا بها تسبح بقارئها وسامعها في جو من السلام والروحانية والنور .
6 – أضاف صلى الله عليه وسلم إلى كتابه ( القرآن ) نبوءات بالغيب في أمور عدة :
مثل أدائه وأصحابه لعمرة القضاء ، وكالتنبؤ بانتصار الروم مثلًا على الفرس ( سورة الروم ) !! في وقت كانت هذه النبوءة أبعد ما تكون عن التحقيق وخاطر بدعوته مخاطرة حاسمة ؛ مثل ذلك أيضًا التنبؤ بانتصار الإسلام وتمكينه من أكبر قوى الأرض في ذروة الضعف والاضطهاد للمسلمين .
7 – كما أضاف صلى الله عليه وسلم تفاصيل من العلوم الكونية لم نعلم نحن أغلبها إلا متأخرًا جدًّا (15) .
8 – علم صلى الله عليه وسلم صفات وألقاب النبي المنتظر عند أهل الكتاب فخطها في القرآن لنفسه ثم تحكم في مصير حياته حتى تطابق صفاته صفات ذلك النبي !!! (16).
*** إن هذا هو المستحيل بعينه .
* ويجدر بنا أن نختم عملنا هذا بكلمتين :
الكلمة الأولى : عن قصة يوسف في القرآن ( التي هي موضوعنا الأساسي ) بعد مقارنتها بمثيلتها في التوراة (17) :
( إن سوق التاريخ واحد تمامًا في كلا الروايتين، ومع ذلك فإن التأمل السريع يكشف لنا عن عناصر خاصة تميز كلتيهما على حدة ، فرواية القرآن تنغمر في مسحة روحانية نشعر بها في صفات الشخصيات وكلماتها التي يتحرك بها المشهد القرآني ، فهناك قدر كبير من حرارة الروح في كلمات يعقوب ومشاعره في القرآن في التعبير عن يأسه عندما يعلم باختفاء يوسف ، كما تتجلى في طريقته في تصوير أمله حين يدفع بنيه إلى أن يتحسسوا من يوسف وأخيه ، وامرأة العزيز نفسها تتحدث في الرواية القرآنية بلغة تليق بضمير إنساني وخزه الندم ، وأرغمته طهارة الضحية ونزاهتها على الاستسلام ؛ فإذا بالخاطئة تعترف في النهاية بغلطتها ، وتقر بخطئها ، وفي السجن يتحدث يوسف بلغة روحية محلقة، سواء مع صاحبيه، أم مع السجان ، فهو يتحدث كنبي يؤدي رسالته إلى كل نفس يرجو صلاحها ) .
الكلمة الثانية : عن القصص القرآني على العموم :
من الأسباب التي تجعل القصص القرآني أحسن القصص أن غيره إما واقعي أو خيالي ؛ فإن كان خياليًّا فإنه لا يصلح أن يكون هاديًا ولا موجهًا ، ولا يصلح أن يكون ميزانًا يوضع فيه كل شيء في محله ، من عواطف وعقلانيات ، وغير ذلك ، وإن كان واقعيًّا فقد يغيب بعضه أو يزاد عليه ، أو لا يكون مغطيًا للموضوع بما يشمل الزمان والمكان ، والغيب والشهادة ، والدنيا والآخرة .
” أما القصة القرآنية فنجدها قد استكملت ما لم يستكمل في غيرها ، هذا مع كونها جاءت بأبلغ عبارة ، وأعظم أسلوب وأوجز عرض ، هذا مع أنك تجد في كل آية من المعاني والتوجيهات والهداية ما لا يحيط به إلا الله الذي أنزله ” (18).
ونحن في انتظار رسائلكم وتعليقاتكم
يمكن التواصل مع المؤلف:
جمهورية مصر العربية ـ مصر ـ القاهرة
الهاتف: 0020127793747 من داخل مصر : 0127793747
الإيميل : [email protected]
الهوامش:
(1)(2)(3)(4) “محمد صلى الله عليه وسلم في الترجوم والتلمود والتوراة وغيرها من كتب أهل الكتاب وأصحاب الديانات” / هشام محمد طلبة ( ص : 10-12 ). (5) Josephus,Antiquities of The Jews 11,2.3. (6) Sifre Deu.69. & Beskita Rabbati 84.13 (7) 20. Asarah Haruge Malkut (8) The Testament of The Twelve Patriarchs- Gad 2. (9) Beskita Rabbati 86.7. Talmud Tan.b.i.180 & (10) Targum Yerushalmi Gen.37.33. (11) Yashar Wa Yesheb 82b. (12) Talmud Tanhuma b.i.72& Midrash : Beskita Rabbati 5.7. (13) . Pseudepigrapha: The Book of The Jubelees” 39:9″ (14) معظم ما يرد هنا مستقى من كتاب : The Legends of The Jews ” , Joseph ” Ginzberg ( الأساطير اليهودية ) تأليف العلامة ” جينزبيرج ” ( باب يوسف ) وقد ترجم أخيرًا الجزء الأول منه إلى العربية تحت عنوان : ” قصص اليهود ” . الناشر : المجلس الأعلى للثقافة بمصر – المشروع القومي للترجمة . (15) راجع في هذا المجال كتاب : ” إلى الباحثين عن الاعتقاد السليم ” / هشام محمد طلبة . (16) راجع في ذلك كتاب “محمد صلى الله عليه وسلم في الترجوم والتلمود والتوراة وغيرها من كتب أهل الكتاب وأصحاب الديانات” / هشام محمد طلبة . (17) الظاهرة القرآنية : مالك بن نبي – الطبعة الأولى (ص245) . (18) الأساس في التفسير – المجلد الخامس – الطبعة الثانية – ( ص2629) / سعيد حوى .