الوشم والصحة: الآثار السلبية والتحذيرات الدينية
الأحد/يوليو/2023
في عالم الوشم الجذاب، يكمن خلف الجمال الظاهري مخاطر صحية قد تغيب عن الأنظار. من التهابات الجلد إلى الأمراض المعدية.
ومن الجانب الديني، يعتبر الإسلام الوشم نوعاً من التعدي على خلق الله، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد لهذه المسألة. بين الجمال والألم، الحرية الشخصية والقيم الدينية، تكمن ثقافة الوشم في متاهة من الأسئلة والتحديات.
تعريفه :
الوشم هو عملية تقوم على إدخال الصبغة أو الحبر تحت الجلد باستخدام إبرة خاصة. العملية تتضمن نقر الإبرة في الجلد بسرعة عالية لدفع الحبر إلى طبقة الادمة Dermis التي تكون أدنى من الطبقة السطحية للجلد والتي تعرف بالبشرة. نظراً لأن البشرة تتجدد بشكل مستمر، فإن الحبر يجب أن يصل إلى الأدمة حتى يبقى الوشم ثابتاً.
اضرار الوشم :
وفقا لما يقدمه موقع Mayo Clinic ذكر للوشم اضرار صحية كثيرة :
1. رد الفعل التحسسي: قد تسبب ألوان الوشم – خاصة الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق – ردود فعل تحسسيه في الجلد، مثل الطفح الجلدي الحكاكي. وقد يحدث هذا حتى بعد سنوات من ارجاء الوشم.
2. العدوى الجلدية: الناتجة تلوث اجهزة الوشم والتي ينتج عنها بعض الالتهابات للجلد وتورم البشرة.
3. مشاكل جلدية أخرى: في بعض الأحيان، قد يتشكل منطقة التهاب تسمى الحبيبة حول حبر الوشم. وقد يؤدي الوشم أيضا إلى تكوين الكيلويدات – المناطق المرتفعة الناجمة عن نمو زائد لندبة النسيج.
4. الأمراض الدموية: إذا كانت الأدوات المستخدمة لإنشاء الوشم ملوثة بالدم المصاب، يمكنك الإصابة بأمراض دموية مختلفة – بما في ذلك العصيات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والتهاب الكبد B وC.
5. مضاعفات الرنين المغناطيسي: قد تسبب الوشم تورماً أو حرقاً في المناطق المتأثرة أثناء فحوصات الرنين المغناطيسي (MRI). في بعض الحالات، يمكن أن يتداخل أصباغ الوشم مع جودة الصورة. (1)
6. الوشم والسرطان :
تشير الابحاث العلمية اشارت الى أن الأحبار المستخدمة في الوشم قد تحتوي على مواد كيميائية معروفة بأنها مسرطنة.
حيث تبين أن بعض المكونات التي قد تكون موجودة في الأحبار، بما في ذلك الهيدروكربونات العطرية البولي حلقية (PAHs)، والأمينات العطرية الأولية (PAAs)، والمعادن الثقيلة، مواد مسرطنة وتشكل خطرًا على صحة الإنسان.(2)
في مقال بعنوان “الوشم، الأحبار، والسرطان” نشرته مجلة Lancet Oncol في أبريل 2012. الدراسة أجراها نيكولاس كلوغر وفيرفي كوليونين من قسم الأمراض الجلدية، معهد الطب السريري، جامعة هلسنكي، مستشفى الجلد والحساسية، هلسنكي، فنلندا. الدراسة تتحدث عن الوشم والأحبار المستخدمة فيه والتأثيرات السرطانية المحتملة المحلية والنظامية. وقد أشارت الدراسة إلى وجود 50 حالة من السرطان الجلدي على الوشم: 23 حالة من السرطان الخلايا الحرشفية والكيراتوأكانثوما، 16 حالة من الميلانوما، و11 حالة من سرطان الخلايا القاعدية. (3)
انتشار الوشم :
في الولايات المتحدة، تقريبا 30% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 39 عامًا لديهم وشم واحد على الأقل. وتقريبا 50% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 59 عامًا لديهم وشم واحد على الأقل.(4)
في أوروبا، تقريبا 48% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عامًا لديهم وشم واحد على الأقل. (5)
إحصائيات النادمين:
وفقًا لدراسات مختلفة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكندا بالإضافة إلى الدراسات الاستقصائية التي أجراها Harris Polls و Fox News في الولايات المتحدة و الرابطة البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية. الجمعية الأمريكية لجراحة التجميل.
78٪ من الأشخاص يندمون في بريطانيا
23٪ في الولايات المتحدة الامريكية.
31 ٪ فكروا في أزالته
كلفة جلسة الازالة 463 دولارًا في امريكا بواسطة الازالة بالليزر (6)
الحكم الشرعي :
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن الخ الحديث).
قال النووي رحمه الله :
“الواشمة فاعلة الوشم ، وهى أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل أو النورة فيخضر وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تكثره وقد تقلله وفاعلة هذا واشمة ، والمفعول بها موشومة ، فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له” انتهى .
” شرح النووي على مسلم ” ( 14 / 106 ).
الاعجاز العلمي في السنة النبوية
لقد حرم الله الوشم لما فيه من مضار صحية كبيرة على صحة الانسان وهذا من الوحي الرباني الذي لم يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ان يعرفه لولا ان الله اعلمه به.
المراجع العلمية