الإعجاز العلمي في تقديم السمع على البصر في القرآن

 
الأربعاء/نوفمبر/2024
   
قال تعالى في الآية :
“قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ” (سورة الملك: آية 23).

 الإشارات العلمية في تقديم السمع على البصر:

 التكوين الفسيولوجي للإنسان:
السمع هو أول الحواس التي تنشأ وتكتمل في الجنين داخل الرحم، فالأذن تبدأ وظيفتها قبل العين، حيث تكون قادرة على التقاط الأصوات في مراحل الحمل المتقدمة، بينما البصر لا يبدأ العمل إلا بعد الولادة بفترة. هذا الترتيب يعكس حكمة الخالق في ترتيب نشوء الحواس واكتمال وظائفها حسب حاجات الإنسان في مراحل حياته المختلفة.
 استمرارية وظيفة السمع مقارنة بالبصر:
السمع يستمر بالعمل حتى في أثناء النوم، حيث يستطيع الإنسان سماع الأصوات من حوله والاستجابة لبعضها، في حين أن البصر يتوقف عن العمل أثناء النوم. وهذا يعكس أهمية السمع في تأمين الحماية للإنسان من المخاطر المحيطة به حتى في أوقات الراحة.
 أهمية السمع في الإدراك والفهم:
تشير الدراسات إلى أن حاسة السمع هي القناة الرئيسية لاستقبال العلم والمعرفة، خصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة. الطفل يتعلم لغته الأم ويكتسب معارفه الأولى عن طريق السمع، ثم يتطور إدراكه ويبدأ في فهم ما يحيط به. فالسمع هو البوابة الأولى التي تدخل منها المعلومات إلى العقل (الأفئدة) وتصبح البصر حاسة ثانوية في عملية الإدراك.
 الترابط العصبي بين الحواس والعقل:
الدراسات العلمية في مجال الأعصاب تشير إلى أن السمع له ارتباط أقوى وأسرع بالعقل مقارنة بالبصر. إشارات السمع تصل إلى المخ وتُعالج أسرع من إشارات البصر، مما يجعل السمع من الحواس الحاسمة في العمليات الإدراكية السريعة.
 أثر حاسة السمع على الجانب العاطفي:
الأصوات تحمل تأثيراً عاطفياً عميقًا على الإنسان، حيث يُستثار الجانب العاطفي من خلال السمع بشكل أسرع من البصر. الأصوات تؤثر مباشرة على القلب والأحاسيس، مما يدل على الربط بين السمع والأفئدة، كما ورد في الآية الكريمة، حيث تأتي “السمع” و”الأبصار” ثم “الأفئدة”.

الوسوم:


مقالات ذات صلة