إمكانيات الطب النبوي في تنشيط المناعة ومجابهة الفيروس التاجي
الأربعاء/يونيو/2021
د.يوسف أبو بكر المدني
تشير الدراسات في الطب الآيورفيدي أن الأعشاب المذكورة في الطب النبوي تفيد في تنشيط مناعة الجسم ومجابهة الفيروسات ومكافحة المضاعفات الناتجة من إصابة الفيروس التاجي، وتقوم هذه الدراسات التي نشرت في موقع www.ayujournal.org بدور هام في علاج هذا الصدد؛ لأن الطب الحديث لا يقدم لمواجهة هذا المرض إلا بعض الاحترازات مثل ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين والحجر الصحي بالإضافة إلى العناية بطرق تنشيط المناعة القادرة للقضاء على جميع الميكروبات.
وعندما نرتدي القناع الوجهي أوالكمامة أنه يحفظنا من معظم الميكروبات ولكنه غير كاف لصد الفيروس التاجي لأن حجمه يقدر ما بين 40 و 150 نانو متر حتى يمكن أن يتسرب خلال ثقوب الكمامة التي تتسع بثلاثمائة نانو متر. وأما الابتعاد الاجتماعي أو التباعد الجسدي يمنعنا من إصابة الفيروس المتطاير من قحة المريض وعطاسه وتنفسه فقط وأما الفيروس الجاري عبر الهواء يصل إلى ما أبعده، كما أن تعقيم اليدين لا يمنع الفيروسات من دخولها إلى الرئة عبر الهواء. وفي كل نفس يتنفس الانسان يدخل خلاله إلى رئتيه كثير من الميكروبات ولكن بفضل مناعة جسمه يمكن أن يطردها ويحفظ نفسه من الأمراض، لذلك لا يسع أمامنا إلا أن نتخذ الطرق الطبيعية لتقوية المناعة الذاتية بتغذية الجسم لما يلزم من الفيتامينات والمعادن وعناصر الأعشاب الطبية، تجدر هنا أهمية الطب النبوي والنمط الغذائي للإسلام.
وحسب العلم الحديث أن جسم الانسان يحتوي على مائة تريليون من الميكروبات، يبلغ هذا العدد الهائل إلى ثلاثة أضعاف من عدد الخليات في الجسم؛ حتى أننا نعيش في خضم الحيوانات الدقيقة من الفيروسات والبكتيريات وما إليها من الميكروبات. ولكن أكثرها لازمة للحياة واحتفاظ الصحة وأما المضرة منها يدفعها الجسم بقدرة مناعته. وبما أن الفيروس التاجي المستجد عدو جديد للجسم يتحير أمامه في أول الأمر ولكن لا يلبث أنه يدافع عنه بفطرة المناعة الذاتية، ولكن ومن سوء الحظ أن كثير من المرضى يلقون حتفهم بإصابتهم بالاتهاب الرئوي، هذه الحالة العصيبة ليست من صنع الفيروس فحسب، بل أنه يؤدي المريض إلى هذه الأزمة الصحية عوز جسمه من فيتامين دي وفيتامين سي وفيتامين بـ 12 وحمض فوليك وما إليها من العناصر. وجدير بالذكر هنا أنه وجد عوز فيتامين دي في 60% من اللذين ماتوا بسبب الفيروس في الولايات المتحدة، ومن الغريب أن كثير من الناس يعانون بقلة فيتامين دي الذي يحصل الإنسان من ضياء الشمس بدون تكلفة مالية ، ناهيك عما يعاني هذا العوز أهل بلاد العربية التي تتوفر فيها ضياء الشمس في معظم أيام السنة، وذلك بعدم تعرض أجسامهم للشمس وبستر جل جلودهم بالثياب، وأن الذي يعرض جسمه للشمس نصف ساعة على الأقل كاشف البدن يحصل ما يكفي له من فيتامين دي، لأن أشعة فوق البنسفجية من الشمس تحيل الشحم الذي تحت جلده إلى هذا الفيتامين اللازم للمناعة.
يعتقد كثير من الناس أن التلقيح هو الحل الشامل لهذا الفيروس، ولكن هذا الظن خلاف لأدعاء الشركات التي تصنع اللقاحات، وقد تطورت إلى الآن أنوعا كثيرة من اللقاحات، وفي بعضها يستخدم الفيروس الذي يسبب الزكام في القرود مع بعض عناصر البروتين من الفيروس التاجي، وفي بعضها يستخدم الفيروس التاجي غير الحي، وفهمنا من الاعلام أن بعض اللقاحات أدت إلى أزمة صحية في بعض البلاد حتى أنهم توقفوا اللقاح، ولم يدع أحد من صانعي اللقاح أنه مفيد بقدر مائة في المائة ضد الفيروس التاجي. وكل ما يدعون أن اللقاح لعله ينشط المناعة ضد العدوى. ولا يعرف فعالية أي لقاح إلا بعد من قام بحقنه إجراء المباشرة مع المرضى المصابين بالفيروس، ولكن المسؤوليين في جميع البلاد ينصح الناس أن يحترزوا كل الاحتراز من مصاحبة المرضى المصابين بالفيروس التاجي سواء من احتقن باللقاح ومن لم يحتقن اللقاء .
وهناك سؤال يطرح في هذه الأيام، وذلك هل يطارد اللقاح الوباء؟ ، وإذا أنعمنا النظر إلى تاريخ الأوبئة نرى أن أول وباء سجل في التاريخ هو ما حدث في الصين في 2000 قبل الميلاد، كما سجل في التاريخ عشرون أوبئة كبيرة أدت إلى موت ملايين من الناس في عموم العالم، يعد الطاعون من أعظم الوباء في التاريخ حتى يقال عنه الموت السواد في البلاد الأوروبية، وغابت هذه الأوبئة كلها من العالم بدون اللقاح أو قبل أن يتطور اللقاح، ويجدر هنا الإشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الوباء، «إِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ رِجْزٌ أَهْلَكَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ يَجِيءُ أَحْيَانًا وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلَا تَأْتُوهَا»( مسند أحمد، والطبراني). ولا شك أن هذا الحديث يعطي جوابا مقنعا عن جميع الأوبئة المسجلة في التاريخ وعن الأوبئة الآتية في المستقبل.
وفي حين اندلاع الفيرس التاجي في أنحاء العالم في العام الماضي، تقدم الناس إلى الأعشاب الطبية حتى ارتفع ثمنها في الأسواق، وانتشر في الوسائل الاجتماعية كثير من الوصفات الطبية المحتوية الأعشاب الطبيعية، وفي طليعة قائمتها الحبة السوداء والقسط الهندي والسنا المذكورة في الطب النبوي مع سائر الأعشاب مثل القرفة والقرنفل والزنجبيل والهيل والليمون بالإضافة إلى الأعشاب الطبية المختلفة المستخدمة في الطب البديل. وليس ثمة اعتراف رسمي من قبل دائرات الطبية أو من منظمة الصحة العالمية عن فعالية هذه الأعشاب، ولكن التجارب الشعوبية تحققت فعالية هذه الأعشاب من قبل المستخدمين ومن المتناولين بها.
وعندما نلفت النظر إلى الأسفار الآيورفيدية الهندية أن الأعشاب المذكورة في الطب النبوي تكون مفيدة في علاج الفيروس التاجي، وعلى سبيل المثال أن العود الهندي أو القسط استخدم في تركيا وسائر البلاد ضد هذا المرض، وهذا الدواء يعرف باسم العلمي Saussurea Lappa ويقال في الإنجليزية Costus وفي اللغة السنسكريتية يقال له كوستاه، يستخدم جذر هذا النبات للعلاج وحسب الطب الهندي الآيورفيدي أنه مفيد للبلعم والقحة وضيق التنفس كما أنه مفيد لبعض الأمراض الناتجة من الميكروبات، هذا أكبر دليل أنه يفيد في مرض الفيروس التاجي، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ، عَلَى مَا تَدْغَرُونَ أَوْلاَدَكُمْ بِهَذِهِ الأَعْلاَقِ، عَلَيْكُمْ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الجَنْبِ» يُرِيدُ الكُسْتَ، يَعْنِي القُسْطَ.
يحتوي هذا الجذر الطبي على مضادت الأكسدة ومضادات الالتهابية حتى أنه مفيد لأنفلوفانزا والحمي والزكام وألم الحلق وانسداد الأنف فضلا عما يؤخر الشيخوخة ويجبر مشكلات الشيخوخة. ويجب علينا أن نجري البحوث في الفوائد الطبية للقسط لكي نثبت أمام العالم الاعجاز العلمي للطب النبوي.
وأما حبة البركة أو الحبة السوداء التي ذكرت في الحديث الشريف مفيدة في هذا الصدد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فِي الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ المَوْتُ، وَالحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ. وقد جرت دراسات كثيرة في أنحاء العالم حول فوائد الطبية عن الحبة السوداء، ومفاد هذه الدراسات يفيد أنه يقوم بدور إيجابي في الأمراض التنفسية كما أنها تستخدم في العالم منذ قديم الزمان، ولا شك أنه يقتل الجراثيم ويقوي المناعة ويحتوي على عناصر طبية وغذائية تلعب دورا هاما في احتفاظ الصحة. وعندما نتناولها مع سائر الأعشاب الطبية يتضاعف فعاليته ويكمل فوائده حتى تكون شفاء لجميع الأمراض بإذن الله.
وأما السنا النبات الطبي المذكور في الطب النبوي معروف بهذا الاسم في العالم كله حتى أن اسمه العلمي أيضا يكون Cassia Senna ، أنه مفيد لأمراض الفيروسية بشهرته باسم مضاد البكتيريا، كما أنه يستخدم في الطب الهندي وفي الطب اليوناني للبلعم والامساك والآلم والسعال وتصفية الدم وفي الأمراض الجلدية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم “عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ” قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: “الْمَوْتُ”.
وبما ثبت في الطب الأعشابي الفوائد الطبية للحبة السوداء والسنا أن الطبيب اليوناني المعروف بالحكيم في باكستان يقدم وصفة طبية لعلاج الفيروس التاجي وذلك بغلي الماء بقليل من الحبة السوداء والسنا ثم يشرب باختلاط العسل، ويقول أنه مفيد للفيروس التاجي ويتحدى المعارضين أن يثبتوا بطلان هذه الوصفة بالأدلة العلمية، هذه الوصفة موجودة في يوتوب.
وفي حين تثبيت الطب الآيورفيدي الفوائد الطبية للأعشاب المذكورة في الطب النبوي لا سيما للأعراض الجانبية والمضاعفات الناتجة من الفيروس التاجي مثل ضيق التنفس والاتهاب الرئوي والقحة والبلعم، يتطلب الوضع الراهن أن يتطور البحوث والدراسات في استخدام هذه الأدوية في علاج الفيروس التاجي حتى يقوم بتنشيط المناعة ومجابهة الفيروسات أو يؤدي إلى الشفاء لهذا المرض بإذن الله.
==========================================
Dr. T K Yoosuf
Associate Professor
M U A College
Pulikkal- 673637
Kerala, INDIA
Phone: 0091 9349798262
Email: [email protected]