نظام الطوارئ في الجسم البشري: تناغم مدهش
الثلاثاء/أكتوبر/2023
هل سبق لك أن تعرضت لموقف خطر وشعرت بأن جسمك يتحكم في الأمور دون تدخل منك؟ هذا ليس مجرد صدفة، بل يعكس عظمة وإبداع خلق الله في تصميم الجسم البشري. في هذا المقال، سنناقش كيف يستجيب جسم الإنسان في حالات الطوارئ.
الجسم البشري مزود بنظام معقد للغاية يسمى “النظام العصبي المتعدد” (ANS – Autonomic Nervous System) يعمل تلقائيًا في حالات الطوارئ. عندما يتعرض الإنسان للخطر، تُفرز الغدد الكظرية هرمون الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسريع نبضات القلب وتوجيه الدم إلى العضلات.
التنفس يصبح أسرع لضمان وصول الأكسجين إلى الخلايا، ويصبح الجلد شاحباً لتقليل فقدان الدم في حالة الإصابة. كل هذه الردود الفعل اللاشعورية تُفعّل دون تفكير واعي، بمثابة نظام إنذار ودفاع مُبرمج بعناية.
أحد الأمثلة المثيرة للاهتمام على هذه الردود الفعل في الجسم هو ما يحدث أثناء ممارسة الرياضة، مثل الجري. في هذه الحالة، يحتاج الجسم لتوفير المزيد من الطاقة والأوكسجين للعضلات. لذا، يبدأ نظام الطوارئ البيولوجي في العمل بطريقة مشابهة لحالات الخطر، لكن بغرض تحفيز الجسم للأداء الأمثل بدلاً من الدفاع عن النفس.
تتضمن هذه الاستجابة تسريع نبضات القلب، زيادة تدفق الدم إلى العضلات، وزيادة تناول الأوكسجين من خلال التنفس السريع. كل هذا يعمل معاً لضمان أن يكون الجسم في حالة مثلى للأداء الرياضي.
قال تعالى : “وفي أنفسكم أفلا تُبصرون؟” (الذاريات: 21).
في النهاية، يظهر لنا عظمة وإبداع خلق الله في هذه الأنظمة المُتطورة التي تسمح للجسم بالتفاعل مع مختلف الظروف بكفاءة عالية.
### تأملات:
1. هل يعقل أن يُحدث هذا التناغم والتعقيد بمحض الصدفة أو بدون مصمم عليم؟
2. أليس في هذه الآليات دليل على وجود خالق عظيم يعلم ما يحدث في كل لحظة؟
3. هل يمكن للمادة وحدها، بدون توجيه إلهي، أن تخلق نظامًا بهذه الدقة والإتقان؟