لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابِقَ

 
الثلاثاء/ديسمبر/2019
   
لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابِقَ

موقع قرية دابق (صورة بالأقمار الصناعية)

إعداد فراس نور الحق

المشرف على موقع موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق -أو بدابِقَ-، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟ فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُهْم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفَكم في أهاليكم، فيخرجون، -وذلك باطل- فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينا هم يُعِدِّون القتال، يُسَوُّون صفوفَهم، إذا أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم، فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب في الماء، فلو تركه لانزاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده –يعني المسيح– فيريهم دَمه في حربته». أخرجه مسلم.

شرح الحديث: شرح النووي:
‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَنْزِل الرُّوم بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ): الْأَعْمَاق بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَبِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة، وَدَابِق بِكَسْرِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَفَتْحهَا، وَالْكَسْر هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور، وَلَمْ يَذْكُر الْجُمْهُور غَيْره. وَحَكَى الْقَاضِي فِي الْمَشَارِق الْفَتْح، وَلَمْ يَذْكُر غَيْره، وَهُوَ اِسْم مَوْضِع مَعْرُوف. قَالَ الْجَوْهَرِيّ: الْأَغْلَب عَلَيْهِ التَّذْكِير وَالصَّرْف؛ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْل اِسْم نَهْر. قَالَ: وَقَدْ يُؤَنَّث، وَلَا يُصْرَف.

وَ(الْأَعْمَاق وَدَابِققال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: “وَ(الْأَعْمَاق وَدَابِق) مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب”.
‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَتْ الرُّوم خَلُّوا بَيْننَا وَبَيْن الَّذِينَ سُبُوا مِنَّا): ‏رُوِيَ (سُبُوا) عَلَى وَجْهَيْنِ: فَتْح السِّين وَالْبَاء، وَضَمّهمَا. ‏
‏قَالَ الْقَاضِي فِي الْمَشَارِق: الضَّمّ رِوَايَة الْأَكْثَرِينَ. قَالَ: وَهُوَ الصَّوَاب. ‏
‏قُلْت: كِلَاهُمَا صَوَاب، لِأَنَّهُمْ سُبُوا أَوَّلًا، ثُمَّ سَبَوْا الْكُفَّار، وَهَذَا مَوْجُود فِي زَمَاننَا، بَلْ مُعْظَم عَسَاكِر الْإِسْلَام فِي بِلَاد الشَّام وَمِصْر سُبُوا، ثُمَّ هُمْ الْيَوْم بِحَمْدِ اللَّه يَسْبُونَ الْكُفَّار، وَقَدْ سَبَوْهُمْ فِي زَمَاننَا مِرَارًا كَثِيرَة، يَسْبُونَ فِي الْمَرَّة الْوَاحِدَة مِنْ الْكُفَّار أُلُوفًا، وَلِلَّهِ الْحَمْد عَلَى إِظْهَار الْإِسْلَام وَإِعْزَازه. ‏
‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَيَنْهَزِم ثُلُث لَا يَتُوب اللَّه عَلَيْهِمْ): ‏أَيْ لَا يُلْهِمهُمْ التَّوْبَة. ‏
‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّة): ‏هِيَ بِضَمِّ الْقَاف وَإِسْكَان السِّين وَضَمّ الطَّاء الْأُولَى وَكَسْر الثَّانِيَة وَبَعْدهَا يَاء سَاكِنَة ثُمَّ نُون، هَكَذَا ضَبَطْنَاهُ، وَهُوَ الْمَشْهُور، وَنَقَلَهُ الْقَاضِي فِي الْمَشَارِق عَنْ الْمُتْقِنِينَ وَالْأَكْثَرِينَ، وَعَنْ بَعْضهمْ زِيَادَة يَاء مُشَدَّدَة بَعْد النُّون، وَهِيَ مَدِينَة مَشْهُورَة مِنْ أَعْظَم مَدَائِن الرُّوم. ‏

دابـــق:
قرية دابق من القرى التاريخية التابعة لناحية اخترين، وهي تقع شمال مدينة حلب على مسافة 45 كم
، وتبعد عن الحدود التركية حوالي 15 كم تقريباً وتتبع لمنطقة أعزاز، نزل بها الخليفة سليمان بن عبد الملك عندما أرسل أخاه مسلمة بن عبد الملك لفتح القسطنطينية، وتوفي فيها. خلفه فيها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز قبل أن يتوجه إلى حمص. يوجد فيها قبر سليمان بن عبد الملك والتابعي عبد الله بن مسافع. وقعت فيها معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516م. انتصر فيها العثمانيون، ومنها دخلوا الوطن العربي حيث دام حكمهم له أكثر من 500 عام. تقع على سهل واسع وخصيب، وتشتهر بالزراعة وخصوصاً الحبوب. وسكان قرية دابق من قبيلة النعيم.

الأعماق:
الأعماق هو موضع معروف أيضاً من أعمال أنطاكيا، وهو اليوم داخل الحدود التركية
، وهناك بحيرة معروفة تسمى بحيرة العمق.

فوائد وتاملات وتعليقات حول الحديث الشريف:

  • يتنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بقيام حرب بين المسلمين والروم في آخر الزمان، في منطقة قرب حلب اسمها دابق أو الاعماق، ولو شاهدنا صور دابق من الأقمار الصناعية نجدها من أفضل الاماكن لقيام معارك لأسباب عدة منها:
  • دابق تقع في سهل واسع منبسط لا يحتوي على جبال ولا وديان، وهو من أنسب الأماكن لمعارك كبيرة وفاصلة.
  • دابق تقع قريبة من البحر المتوسط، وأنا اتوقع أنه سوف يكون هناك إنزال بحري للروم أثناء غزوهم للشام.
  • لم يذكر الحديث سوى الروم، وأنا اتوقع أنه سوف تزول وتضمحل أمريكا في آخر الزمان، ربما بكارثة طبيعية كما حدث بقوم عاد، ويصبح هناك ما يسمى إتحاد الروم أو دولة الروم، أي أوربا حاليا والله اعلم.
  • يشير الحديث إلى فتح القسطنطينية بعد هذه الملحمة الهائلة، وهذا دليل أكيد أن القسطنطينية سوف يتم احتلالها وما حولها -وهي تركيا حاليا- في آخر زمان من قبل الروم؛ لأن نزول الروم في دابق لم يتم بعد.
  • يشير الحديث أنه سوف يسلم الكثير من الروم، ويعيشوا مع المسلمين في الشام، أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم، ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم: (قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا).
  • تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بوجود قرية دابق، وأنا أراه في رأيي الشخصي إعجاز كبير؛ لانها قرية صغيرة في شمال حلب، وكثير من أهل حلب لم يسمعوا بها في هذا العصر، على الرغم من التكنلوجيا والمعلومات، فكيف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة، وهو الذي لم يأتي إلى حلب في حياته، فمن الذي أخبره بهذه القرية؟
  • يشير الحديث إلى أنه سوف يكون للشام في آخر الزمان شأن كبير، ففيها يقتل الدجال، وفيها ينزل المسيح عيسى بن مريم، وفيها ينتصر المسلمون على الروم.
  • الحديث يشير إلى أن القتال سوف يكون آخر الزمان بالسيف، وهذا دليل على أن الحضارة والتكنلوجيا الحديثة سوف تضمحل وتزول، ويعود الناس إلى الخيل والسيف بعد نضوب النفط، الذي يقدر العلماء أنه خلال الخمسين السنة القادمة سوف ينضب بشكل كامل، كما أن العالم الآن يتجه إلى الابتعاد عن الطاقة النووية لما لها من مخاطر هائلة على الناس والبيئة في حال الكوارث، وأكبر مثال حاليا هو كارثة اليابان،  كما أن المفاعلات النووية تكلف مبالغ هائلة وكمية اليورانيوم أيضا قليلة ،  وسوف تنضب خلال فترة قريبة، أما الطاقة الشمسية فتكاليف تصنيع الخلايا الشمسية مكلفة مقارنة مع استخراج النفط.
  • يشير الحديث إلى أن خيار أهل الارض سوف يجتمعون في المدينة المنورة في آخر الزمان -أرجو الله تعالى ان يجعلنا جميعا من سكانها- ويخرجون منها مجاهدين إلى الشام للقاء الروم في دابق، ويكون النصر على أيديهم.
  • الحديث يشير إلى أن النصر يأتي من المجاهدين المخلصين الذي هم من خيار الناس.
  • يشير الحديث إلى أنه سوف يكون هناك زراعة للزيتون في دابق آخر الزمان، فقد أشار الحديث إلى تعليق السيوف بالزيتون.
  • دابق تقع في مكان يفصل بين الشرق الاسلامي والغرب الرومي النصراني، وهي مكان المواجهة في آخر الزمان.

هذه التاملات التي خطرت على بالي، أحببت أن أشارك بها الأخوة القراء.

وأرحب بكل تعليقاتكم واضافاتكم على المقال.

وإليكم بعض الصور لقرية دابق، صوّر بعضها بالأقمار الصناعية:



الوسوم:

مقالات ذات صلة