عشرات السدود تُبني في منابع الفرات الجبلية الآن فهل سَيُحسر الفرات عن جبل من ذهب؟
الأربعاء/ديسمبر/2019
إعداد الشيخ طارق عبده إسماعيل
باحث إسلامي ـ المدينة المنورة
روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن ( 8 / 100 ) ومسلم في كتاب الفتن ( برقم 2894 ) :(باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا أنجو).
و في رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الفرات أن يُحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً. نفس المراجع السابقة) ورواه أيضاً أبو داود ( برقم 4313 ) والترمذي ( 2572 )
و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال: كنت واقفاً مع أبي بن كعب، فقال: (لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت: أجل، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون ) مسلم برقم (2895).
وكما هو معلوم عن منابع الأنهار أنها لا تكون إلا في مناطق جبلية بأعالي الأنهار.
ـ تركيا تخصص 2مليار دولار سنويا لإكمال مشروع الغاب بأعالى الفرات بالمنطقة الجبلية.
– سليمان ديميرل الرئيس التركي السابق: إن مياه الفرات ودجله تركية ومصادر هذه المياه هي موارد تركية كما أن آبار النفط تعود ملكيتها إلى العراق وسورية ونحن لا نقول لسورية والعراق إننا نشاركهما مواردهما النفطية ولا يحق لهما القول إنهما تشاركانا مواردنا المائية إنها مسألة سيادة إن هذه أرضنا ولنا الحق في أن نفعل ما نريد.
ـ هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية: ان المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة القديمة هم مهندسو المياه فعليهم يتوقف كل شيء.
– باشرت تركيا بمشروعها الإستراتيجي (مشروع الغاب ) ويعد نهرا دجلة والفرات من أهم مصادر المياه في تركيا، واللذان يمران في منطقة مشروع غاب جنوب شرق تركيا الذي يعتبر الآن بمثابة الحياة بالنسبة لتركيا، وتختلف منطقة غرب الأناضول تماماً عن جنوب شرق تركيا (مشروع غاب (وذلك لقلة هطول الأمطار وندرة المياه فيها، ولذا فهنا تكمن أهمية منطقة مشروع غاب باعتبارها المصدر الأساسي للمياه في تركيا.
ويتألف مشروع الـ(غاب) من 22 سداً و19 محطة للطاقة الكهربائية ومشروعات أخرى متنوعة في قطاعات الزراعة والصناعة والمواصلات والري والاتصالات، والغاب من حيث المساحة هو أضخم مشروع في العالم، ويشمل ثماني محافظات وعند إتمامه تقارب مساحة الزراعة المروية من خلاله 8.5 مليون هكتار أي نحو 19 % من مساحة الأراضي المروية في تركيا، وتوفير 106 مليون فرصة عمل جديدة في هذه المناطق ذات الأكثرية الكردية. ومن أهم سدود مشروع الغاب التي تعدت العشرون ( سد أتاتورك ) وقد دشن هذا السد في تموز/يوليو 1992 بحضور رؤساء وممثلي 29 دولة، إضافة إلى نحو مائة دبلوماسي؛ يقع السد على نهر الفرات على بعد 24كلم من مدينة بوزرفا، وهو يعد الثالث في العالم من حيث حجم قاعدته 84.5 م3، والثامن من حيث الارتفاع 190 م والخامس عشر من حيث حجم المياه في بحيرة السد، والثامن عشر من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية، وفي حال امتلاء السد ستبلغ كمية المياه المخزنة 48.7 مليون م3 والارتفاع الأقصى لمنسوب المياه 162م بعرض 15 متراً، أي ما مجموعة 882 ألف هكتار.
سد أتاتورك ويظهر بالصورة أنه بمنطقة جبال من جميع الاتجاهات , وهو واحد من عشرات السدود التي في طريقها إلي الإنتهاء من بنايتها بمنابع الفرات الجبلية (صورgoogle جوجل) |
وإلى جانب سد أتاتورك هناك سدود أخرى عديدة تنفذها تركيا اعتماداً على مياه نهري دجله والفرات منها: بريجيك، قره قايا، غازي عنتاب، كيبان، ودجله….. إلخ.
وتشعر تركيا بأن ما ستمتلكه من مياه سيوفر لها ثروة وطنية تعادل ما تمتلكه دول المنطقة من النفط، وهذا ما جاء على لسان سليمان ديميرل الرئيس التركي السابق في كلمته أثناء حفل افتتاح سد اتاتورك حيث قال “إن مياه الفرات ودجله تركية، ومصادر هذه المياه هي موارد تركية، كما أن آبار النفط تعود ملكيتها إلى العراق وسورية. ونحن لا نقول لسورية والعراق إننا نشاركهما مواردهما النفطية، ولا يحق لهما القول إنهما تشاركانا مواردنا المائية، إنها مسألة سيادة. إن هذه أرضنا ولنا الحق في أن نفعل ما نريد”. وسيتم الانتهاء من مشروع غاب في عام 2014 ولأجل اكتماله؛ فقد خصصت تركيا كل عام 2 مليار دولار أمريكي لتنفيذ هذا المشروع الضخم والذي من المتوقع أن يعمل على النهوض بالاقتصاد التركي المتدهور. يقول الخبراء لو ان مشروع الغاب استمر بنفس الوتيرة التي بدأ بها لتقدم بالاقتصاد التركي لعشرين سنة إلى الأمام، ولكن شاءت الظروف ان فالأعمال العسكرية التي كانت تشهدها الاناضول بسبب المواجهات مع حزب العمال الكردستاني، ابطأت من وتائر العمل في مشروع الغاب. وزراعياً فتعد المحاصيل الصادرة من مشروع غاب من أجود المحاصيل الموجودة في تركيا، نظرا لخصوبة أراضيها واعتدال المناخ هناك والموجودة على مساحات واسعة من الأراضي تبلغ 75 ألف كيلو متر، وتحتل المنتوجات القطنية مكانة واسعة في مشروع غاب، إذ ستزرع على أراضي 3.1 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في المنطقة وقدمت بعض الدول دعما لمشروع الغاب ومن بين هذه الدول: الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، إسرائيل، وفرنسا… وقد اخذت تركيا قروضاً من إسرائيل لتنفيذ هذا المشروع، وإسرائيل بدورها لم تبخل بذلك؛ بل قامت بمنح تركيا القروض دون صعوبة. فإسرائيل طلبت من تركيا شراء أراضي في منطقة جنوب شرق تركيا، ولعل السبب الرئيس وراء الطلب الإسرائيلي هو الحصول على المياه، وبالتالي التحكم بهذه المياه والضغط بالتالي على سوريا والعراق. والجدير بالذكر أن مشروع الغاب تم تصميمه بأيدي خبراء إسرائيليين منهم خبير الري شارون لوزوروف، والمهندس يوشع كالي. أما المشروع التركي الثاني فهو مشروع سد أورفة الذي شرعت تركيا بمساعدة مالية من إسرائيل في بنائه.
ويستطيع سد أورفة بعد إتمامه أن يحبس مياه دجلة والفرات لمدة 600 يوم، مما يعني تجفيف مياه النهرين تماماً. وكان ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل السابق قد زار أنقرة لمدة ست ساعات، لبحث الاستثمارات الاسرائيلية في مشروع ارواء جنوب شرق تركيا (غاب)، وبذلك أصبحت اسرائيل الشريك الفعلي في هذا المشروع الحيوي الذي يعد عصب الحياة في تلك المنطقة. ورغم ان شارون أكد خلال لقائه بقناة «إن. تي. في» التركية الخاصة بأن اسرائيل «ترغب في استثمار اموال في مشروع الغاب»، فان ايانان غرسين، مستشار شارون للشؤون الاقتصادية، أكد لصحيفة «السياسة الحرة» الصادرة باللغة التركية في برلين ان اسرائيل ستستثمر مليار دولار في مشروع الغاب من خلال الشركات والمؤسسات الاسرائيلية العاملة في تركيا. والجدير بالذكر ان 67 شركة ومؤسسة اسرائيلية تعمل في مشروع الغاب منذ عام 1995 وتقوم بشراء الأراضي على ضفاف نهر مناوغات الذي تطمح اسرائيل في شراء مياهه من تركيا لتلبية احتياجات المستوطنات اليهودية. وتقوم مؤسسة مشاو الإسرائيلية للتربية والتعليم بنقل التكنولوجيا الزراعية وإنشاء وادارة الحقول الى المزارعين اليهود في هذه المنطقة الواسعة التي تضم أربع محافظات في جنوب شرق تركيا. وكانت الصحافة ذات الاتجاهات الاسلامية قد حذرت من مخاطر هذه المشاريع. التأثيرات السلبية لمشروع الغاب سيؤدي مشروع الغاب الى قلة مناسيب المياه الواصلة الى العراق وبالتالي تدمير الاراضي الزراعية وبالتال تصحرها، كما ستؤدي انخفاض مناسيب المياه الى انخفاض توليد الطاقة الكهربائية حيث سيؤدي هذا المشروع حال اكتماله الى اغلاق اربع محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تنتج 40% من طاقة البلاد. كما سيؤدي انخفاض مناسيب دجلة والفرات الى نفاذ مياه الخليج المالحة الى شط العرب , وقد وعد الرئيس التركي عبدالله غول بمضاعفة حصة مياه نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا الى العراق مقابل خطوات عراقية عملية وخاصة من قادة اقليم كردستان في مواجهة نشاط مسلحي حزب العمال في داخل اراضي الاقليم ضد اهداف تركية. وكان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي طالب تركيا في ايار(مايو) عام 2008 بزيادة الكميات المتدفقة الى دجلة والفرات بسبب الشحة الشديدة التي تتطلب زيادة الكميات الواردة من تركيا لمواجهة الجفاف في العراق
ويجري حالياً إنشاء سدّين جديدين على نهر الفرات وعلى مقربة من الحدود التركية السورية، هما سدّ [بيره جك] و سدّ [قرقاميش] حيث سيتاح لتركيا بعد إكتمال هذين السدّين التحكّم شبه المطلق بمياه النهر.
وفي كردستان العراق فقد بنيت معظم سدود العراق المهمة مثل دوكان ودربنديخان ودهوك ويجري العمل الآن لأكمال سد بخمة وهو السد الذي كثر عليه اللغط بين مؤيد ومعارض وآخرون مشككين بالنوايا الحقيقية لأقامة هذا السد، حيث يرجحون الهدف الى كونه هدفا سياسيا اكثر من كونه اقتصاديا. وبخمة” هو اسم لمشروع سد كان يمر بمراحل بنائية بطيئة في بداية ثمانينات القرن المنصرم فى منطقة كردستان العراق. ويقع هذا السد على نهر الزاب الكبير الذي يصب في نهر دجلة والذي يعتبر في غاية الاهميه.حيث يزود بغداد بنسبة 33% مما تستهلكه من مياه الشرب. ويبلغ مقدارالتدفق السنوي للزاب الكبير (26000) كيلومتر مكعب. وترجع المراحل التخطيطية لهذا السد الى عام 1950، وفي عام 1979 تم اجراء تتغيرات جوهرية على تصميمه، وباشرت بأنشاءه شركة يوغسلافية وشركات تركية. وتوقف العمل بالسد بسبب اندلاع الحرب العراقية الايرانية. ثم بوشر بالعمل مرة ثانية من قبل نفس الشركة اليوغسلافية عام 1988 وحتى بداية حرب الخليج الاولى.
وتتمثل الأهداف الرئيسية لمشروع بخمة في الطاقة الكهرومائية وامداد المياه للمناطق المحيطة والرى والسيطرة على الفيضانات والسياحة. وحسب تصريحات وزير الموارد المائية العراقي فأن سد بخمة هو اكبر سد في العراق ورابع سد على مستوى العالم واوقف العمل به بعد ان انجز حوالي 30% من المشروع وهو الجزء الاول الذي تكون من 4 أنفاق بالاضافة الى 3 انفاق للطاقة وانه يستطيع خزن 17 مليارمتر مكعب وتوليد طاقة 1500 ميجا واط وري 2 مليون دونم من الارض وان تكملة المشروع سوف تغرق 50 قرية من القرى المحيطة. أن أنجاز مشروع سد بيخمة، يحتاج الى (5) سنوات من العمل المتواصل وميزانية مالية تصل الى (4.5) مليار دولار، وحسب ماجاء في تصريحات وزير الموارد المائية فان المشروع في حال أنجازه سيعد المشروع الاستراتيجي الاول في العراق. و ان الحكومة الاتحادية ستتكفل بتمويل وأنجاز المشروع، وأن دور حكومة الأقليم سيقتصر على التنسيق والتعاون. وقد ترددت انباء كثيرة عن هذا السد وقيل ان هدفه الحقيقي يتجاوز الاهداف الفنية المعروفة المعلنه الى اهداف سياسية تتمثل في انشاء مانع مائي يفصل بين مناطق سوران عن بهدينان كما يقضي على مساحات كبيرة من الاراضي والقرى التي سيبتلعها المشروع وهو ما بينته دراسة نشرتها مجلة متين التي كانت تصدر في مدينة دهوك، كما حذر بعض الفنيين من انشاء هذا السد وقالوا ان هناك مؤشرات كثيرة تبين بان سبب الزلزال الاخير في الصين هي السدود العملاقة في المنطقة. و لهذا فان السدود ستكون عاملا مؤثرا في حدوث الزلزال, و اذا لم ينهار السد عند حدوث الزلزال فسيكون عامل تهديد لحياة سكان المنطقة. كما تعتزم وزارة الموارد المائية الشروع خلال الفترة القليلة المقبلة تشييد خمسة سدود وصفت بالمهمة في اقليم كردستان العراق بعد اتمامها التصاميم الهندسية الخاصة بها. حيث اعدت الوزارة برنامجا لتنفيذها خلال السنوات المقبلة اعتمادا على حجم الاموال المدرجة سنويا ضمن التخصيصات الاستثمارية للوزارة وهي 13 سدا كبيرا وصغيرا من ضمنها سبعة سدود كبيرة في المنطقة الشمالية بطاقة خزنية تبلغ عشرة مليارات و942 مليون متر مكعب اضافة الى سدين اخرين منفذين بشكل جزئي هما سدا بخمة وبادوش في ذات المنطقة وبطاقة خزن تبلغ 27 مليار متر مكعب، علاوة على ستة سدود صغيرة تنفذ في محافظة الانبار بطاقة خزنية تبلغ 95 مليون متر مكعب، فيما يجري العمل على تنفيذ ثلاثة سدود صغيرة بمحافظات الانبار وكركوك وديالى بطاقة خزن تبلغ 11 مليونا و190 ألف متر مكعب، لافتا الى أن المديرية العامة للتصاميم والاستشارات الهندسية التابعة للوزارة كانت تلقت العام الماضي مشروعا لانشاء خمسة سدود صغيرة في اقليم كردستان لخزن مياه السيول والامطار لأغراض الشرب والزراعة، مؤكدا أنه تم بالفعل انجاز اعمال المسح “الطوبوغرافي” والتحريات “الجيوجولوجية” لمواقع تلك السدود تباعا. والسدود التي يجري اعداد الدراسات والتصاميم لها بحسب المصدر، تشتمل على: سد “ديزي” شمال شرقي مدينة دهوك بارتفاع 15 مترا وبطاقة خزن تبلغ 158 الف متر مكعب، وسد “ليتان” شمال غرب اربيل وبارتفاع 35 مترا وطاقة خزن تبلغ مليونين و230 الف متر مكعب، وسد “بستانة” جنوب شرق اربيل أيضا بارتفاع 18 مترا وطاقة خزن تتجاوز 220 ألف متر مكعب وسد “دراش” ضمن ناحية صلاح الدين بمحافظة أربيل ويبلغ ارتفاعه 18 مترا وبطاقة خزنية 363 الف متر مكعب، اضافة الى سد “شدله” على نهر “شرماجه” في السهول العليا لنهر الزاب الصغير شمال شرق السليمانية، مشيرا الى أن الاعمال تتضمن أيضا مشروع “هواري شار” السياحي الواقع غرب المدينة والمتضمن تشييد سدين صغيرين وبحيرات سياحية، الذي أعتبره سيسهم بتنمية المنطقة واعادة الزراعة اليها من جديد، كونها من المناطق المصنفة بالقاحلة، ومن خلال تخزين مياه الري لمساحة 23 ألف دونم في وادي “شرماجه” و”تابين” وبطاقة خزنية تبلغ 91 مليون متر مكعب. وبعد اكمال هذه المشاريع فانه سيكون عدد السدود في كردستان العراق اكثر من عشرين سدا، وهذا يعني ان خزين العراق الستراتيجي من المياه سيكون في كردستان العراق !!!! وهو الجزء العلوي الجبلي لدولة العراق إلا أنه الأن أصبح شبه دولة منفصلة.
المنطقة الجبلية:
وتحتل الجزء الشمالي والشمالي الشرقي من أرض العراق حيث حدوده مع تركيا وإيران. وتمثل ما يعادل 3ر18% من مساحة العراق الإجمالية.
تتراوح إرتفاعات هذه المنطقة بين 500 ـ 3700 متر فوق مستوى سطح البحر. ورغم أن المنطقة تتمتع بأعلى معدلات سنوية لتساقط الأمطار حيث تتراوح بين 500 ملم ـ 1270 ملم، إلا أنّ طبيعتها الجغرافية تحول دون إمكانية استغلال معظم أراضيها بإقامة مشاريع إروائية. وإضافة إلى ذلك فأن إيصال المياه من الوديان إلي المساحات القابلة للزراعة يتطلب استثمارات عالية جرّاء الحاجة إلى رفع المياه سواء بإقامة منشآتٍ قاطعة لحجز المياه أو باستخدام طواقم ضخ ذات رفع عال.
ختـامـاً:
في ظل سباق محموم، تنتهجه دول الجوار التي تشكل دول المنبع لنهر الفرات لأمتلاك الخزين الاكبر من المياه، في ظل عالم بات على قناعة من ان الماء بات اثمن من النفط .
ومع بروز الأزمة المالية العالمية وظهور الفقر والتشرذم بالعراق وغيرها , حتي ظهر في العراق من يبيع أحد أطفاله من أجل المال لينفق علي الباقين, ومع ظهور الكثير من علامات الساعة , نعتقد أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدني من إنحسار الفرات عن جبل من ذهب بسبب عشرات السدود هذه المقامة , والتي ستقام في السنيين القادمة في المناطق الجبلية عند منابع الفرات , وعندها وفي هذه الأوضاع الطاحنة والعصبيات والعقائد والعرقيات المختلفة في هذه المنطقة (سُنة , شيعة , أكراد , أتراك , تركمان… وغيرهم) لن يتردد الكثير من هؤلاء وغيرهم في الذهاب هناك والإقتتال علي الذهب , رغم أن إحتمال النجاة ضعيف جدا , فهو لايتعدي واحد في المائة…. فالحذر الحذر وصدق رسول الله حين قال:-
بالبخاري في صحيحه في كتاب الفتن ( 8 / 100 ) ومسلم في كتاب الفتن ( برقم 2894 )
باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا أنجو).
و في رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الفرات أن يُحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً. نفس المراجع السابقة) ورواه أيضاً أبو داود ( برقم 4313 ) والترمذي ( 2572 )
و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال: كنت واقفاً مع أبي بن كعب، فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت: أجل، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون ) مسلم برقم (2895)
من مقال حرب المياه للكاتب العراقي / رياض الركابي
مع إضافة الأحاديث النبوية وبعض التعليقات من
طارق عبده إسماعيل
باحث بالطب النبوي
يستقبل الأخ طارق آرائكم واقتراحاتكم حول المقالة على الإيميل التالي:
المصادر:
(1) موقع تركي يتحدث عن مشروع الغاب
http://www.akdeniz.edu.tr/muhfak/cevre/intag825/keban.htm#havza