شبهة حول مد الأرض ودحوها وكرويتها
السبت/ديسمبر/2019
بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
مقدمة:
لما كان بيان أوجه الإعجاز القرآن الكريم، والكشف عن آياته البديعة، من أهم واجبات الأمة الإسلامية[1]، كان الدفاع عنها له نفس الحكم إن لم يكن أوجب.
منذ بداية التحدي بالقرآن الكريم، أخذ أعداء الإسلام يوجهون سهامهم إلى المحتوى المعجز للقرآن الكريم، محاولين النيل من هيبته في نفوس المؤمنين به -ومن يفكر في الإيمان به- بشتى الطرق.
كان محتوى القرآن الكريم -سبب عزة الأمة العربية الإسلامية ونهضتها- شوكة في حلق كل من تسول له نفسه التشكيك بإلهية مصدره، وتميز أسلوبه.. فكان -ومازال وسيبقى- الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل دليل صدقه بين دفتيه.
ولا يمكن إغفال ما للإعجاز القرآني -وخاصة شواهد الإعجاز العلمي في العصر الحالي- من أهمية في نشر الدعوة الإسلامية في شتى أرجاء الأرض.. مما جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم..
كان أثر معجزات الأنبياء السابقين محدوداً بحياة النبي -ليس دائماً مستمراً بعد وفاته-؛ لأنها موجهة لأقوام محددين خاصة، وكان الخطاب الدعوي بها لأهداف محددة بحياة ذلك النبي u فينتهي أثر معجزته بوفاته.
بينما محمد r خاتم الأنبياء، لا نبي بعده، ورسالته لكل الناس.. فوجَبَ أن تكون معجزته دائمة عامَّة.
فمن رحمة الله Y بالناس أن كان الشاهد على ربانية مصدر القرآن الكريم دليلاً معجزاً دائماً متجدداً بتجدد الحياة، وتطور معارف الناس وأنماط تفكيرهم، وأدوات بحثهم. ولم يجعله معجزة مؤقتة لعصر من العصور، وجيل محدود من الأجيال، وفي هذا كمال العدل، وكمال الحكمة..
ودليل ذلك أنك لو خاطبت ملحداً أن دليل صدق القرآن الكريم هو حنين جذع النخلة إلى النبي r، أو خروج الماء من بين أصابعه الشريفة، أو أنه كان يكثر الطعام القليل، أو أن عظم الشاة أخبرك بأنه مسموم.. الخ. فلن يتقبلها إلا بالسخرية منها والاستهزاء بالمؤمنين بها، ولعدَّها من خيالات المسلمين.
عن أبي هريرة t قَالَ: “قَالَ النَّبِيُّ r: مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.[2]
وبهذا تتحقق الحكمة من كون المعجزة مما برع به الناس، ففي عهد الصحابة رضي الله عنهم كان للإعجاز البياني أعظم الأثر في إيمانهم، وفي العصر الحالي أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في أوساط العلماء والمثقفين الغربيين، بفضل جهود علماء الإعجاز العلمي.[3]
كل هذا يفسر سبب الهجوم على الإعجاز العلمي ودعاته، وحملات التشكيك المتتالية بما ذكره الجهابذة.
من خلال تتبع الشبهات التي يثيرها أعداء الإعجاز العلمي، يتيقن الباحث الموضوعي أن تلك الشبهات لا أساس علمي لها، بل إنها تزيد الإعجاز العلمي روعة …
وسأذكر عشرين شاهداً على ذلك، من خلال تتبع شبهات الناقدين لموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
أولاً: الأرض، حركتها، كرويتها:
نص الشبهة حرفياً:
“بعض الآيات التي تتحدث عن الأرض أنها ثابتة لا تتحرك: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } (سورة لقمان 10).
{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } (سورة الرعد 3).
{ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ } (سورة الحجر 19).
{ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (سورة النحل 15)
{ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } (سورة الأنبياء 31).
الآيات التي ورد ذكرها أعلاه تقول عن الأرض: طحاها، مدت، مددناها، سطحت، مهاداً. وكل هذه المفردات تصف الأرض أنها منبسطة ومستوية. والعلم يقول أنها ليست منبسطة ولا مستوية. ثم هنالك المفردات التالية عن الأرض أيضا: رواسي، تميد، أوتاداً. وكل هذه المفردات تعني الثبات وعدم الحركة.
وأن الجبال تعمل عمل الأوتاد في تثبيت الخيمة، فهي -أي الجبال- تحفظ الأرض من الحركة وأنه لولا الله ثم هذه الجبال لمادت الأرض؛(أن تميد بكم): أي أختل توازنها وتسببت في سقوطكم، والميد: إنما يكون للسطح المستوي المنبسط ولا يكون للسطح المدور الكروي الشكل.
قال الإمام النسفي تعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها)”.
وقال بعدها: “يقول تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). وهي آية يتعمد كل باحث إسلامي أن يوردها في معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) في قاموس هؤلاء الباحثين تعني جعلها كالدحية (وهي بيضة النعامة).
وهذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة[4].
فكلمة دحاها تعني فقط بسطها ومدها. وقد أطلق العرب اسم (الأدحية) على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها؛ لأن هذا الطائر لا يبني عشاً، بل يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه. والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند، والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد“.
جواب الشبهة:
1. دوران الأرض:
الآيات الكريمة التي استشهد بها تتكلم عن مراحل خلق الأرض، وأن الأرض كانت غير مستقرة (تميد) بمن عليها، فلما خلق الجبال استقرت.
وهذا ما صرح به الحديث الشريف: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ: ” لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ، جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ.. “.[5]
والمقصود باستقرارها: عدم اضطرابها واهتزازها، وسيأتي مفصلاً في الحديث عن الجبال قريباً.
ومن أدلة دوران الأرض حول الشمس في القرآن الكريم:[6]
قال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ}[يس: 37].
ووجه دلالته أنه يوافق ما كشف عنه العلم الحديث من أن الأصل فيما يحيط الأرض هو الليل (الظلام)، وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض، ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد.
فإذا دارت الأرض، سُلِخت حالة النهار الرقيقة التي كونتها انعكاسات أشعة الشمس.. فيحدث بهذا الدوران، سلخ النهار من الليل.
2. كروية الأرض:
مد الأرض وبسطها يقتضي تكويرها؛ لأن أي شكل هندسي آخر (مثلث، مربع، خماسي..) لابد أن يكون فيه انحناء عند الانتقال من ضلع إلى آخر.
انظر الشكل التالي ويمثل عدة أشكال هندسية، وتم التعبير عن كل ضلع بحرف خاص (أ، ب، ج ..) عدا الدائرة؛ فليس لها أضلاع.
كما أن في التعبير القرآني المعجز عن انبساط وامتداد الأرض التقاء للحقيقتين الحسية المشاهَدة، والعلمية:
فهي من حيث العين المبصرة: ممتدة ومنبسطة مما يسهل الحياة عليها.. فلو كانت ذات أي شكل هندسي غير الدائرة، لرأيت انحناءها وأنت واقف على أحد أضلاعها.
وهي من حيث الاكتشافات العلمية: دائرية، لأن الشكل الدائري يدل على بسطها. فالدائرة هي الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون الأرض فيه ممدودة في كل نقطة تقف عليها منها.
ولم يثبت أن شوهِد أحد ينحني طريقه وهو يسير على الأرض في أي من بقاعها، كما ينحني طريق من يسير من ضلع (أ) إلى (ب).[7]
فمن تذليل الله Y للحياة على سطح الأرض تكويرها، فلولا كرويتها لاستحالت الحياة عليها. كما أن النعامة تدحي مكان عشها وتسويه لتجعله ميسراً ممهداً لوضع البيض، فلولا ذلك لكسر البيض.
ولا يُعقَل أن تبسط النعامة الأرض فتصبح منبسطة كالمرآة، لتضع بيضها؛ وإلا سيتدحرج بعيداً، ولما استطاعت جمعه لحضنه، وما أمنت عليه من الأعين، وعاديات الزمان والمكان.
كيف وإن كانت النعامة تضع بيضها بالطول[8]ـ وذلك حتى يتوزع دفء الحَضْن على أكبر مساحة من بيضتها الأكبر بين البيوضـ كل هذه الاعتبارات، تقتضي أن لا يكون عش النعامة سوى حفرة في الأرض..
أي: نصف كرة سفلي ( بحسب الناظر من الأعلى إلى الأسفل )
انظر الصورة التالية:[9]
ومن هنا يتبين أن النعامة تدحي (تهيء) الأرض الصلبة لاستقبال البيض فلا يتكسر عند وضعه، وتكون ملائمة لحفظه عن العيون وحَضنِهِ وعدم تدحرجه.. وما يكون ذلك إلا بضرب رجلها على الأرض الصلبة وتقعيرها إلى الداخل، صانعة العش.
ذلك العش الذي يبدو للناظر -غير المدقق- أنه مستوٍ وهو في الحقيقة متقعر نحو الأسفل. وهنا وجه الشبه بين الأرض والدحية..
ووجه شبه آخر: أن الأرض أيضاً قد دحاها (هيأها) الله Y للخليفة على الأرض، فهي حاضنته الرؤوم، الذي لولا تلك التهيئة لما استطاع العيش عليها.
إذاً: لو كان عش النعامة مستوٍ لما استطاعت حضن البيض، ولو باضت على الأرض الصلبة قبل ضربها برجلها جاعلةً منها تراباً ناعماً، لتكسر البيض…
كما لو كانت الأرض كلها مستوية مسطحة، لما أمكن للأرض أن تحتضن الماء على سطحها بأي شكل (بحار وأنهار وسيول…). ولو كانت الأرض صلدة بلا تراب، لما أنبتت المرعى..
صدق الله العظيم حيث يقول في سورة النازعات: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}.
ومن الأدلة الأخرى على كروية الأرض في القرآن الكريم:
1. قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [الزمر: 5].
تبين الآية الكريمة أن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير، وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معاً، فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير، إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية.10]
ولو أن البقعة التي يغطيها النهار لا تساوي في المساحة القطعة التي يغطيها الليل، لما شكلا معاً شكل كرة؛ بل الشرط الرفيع الفاصل بينهما سيكون على شكل هندسي آخر -بحسب مساحته على سطح الأرض-. وهنا التعبير المعجز الدقيق: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } أي: نصف الكرة الأرضية نهار، والنصف الآخر ليل.
2. قوله تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” [الرعد: 3].
قال الرازي: “المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ}. يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به. والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح “.[11]
قول الإمام الرازي هذا، يبين استباط علماء المسلمين أن الأرض كروية، من خلال الآية الكريمة.[12]
3. قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد: 41].وقوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الأنبياء: 44].
وهذا ظاهر للذي يسير من وسط الأرض إلى أيٍّ من أطرافها، ولا يكون إلا في الشكل الكروي.
الهوامش:
[1] قال القاضي الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ص22: ” ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم برهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم [كريه المنظر]. حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله “. إن كان ذلك كلام الباقلاني المتوفى سنة (403هـ عن حال العلم في مجتمعه، وتلك استغاثته بعلماء ذلك الزمان، رغم أنه كان للإسلام دولة تحميه، وعلماء أكفاء يذودون عن حياضه، لا يخافون لومة لائم.. فكيف بنا في هذا الزمان ؟
[2] رواه البخاري في فضائل القرآن باب: كيف نزل الوحي (4981. قال ابن حجر في فتح الباري 15/173 ” معنى الحصر في قوله: ” إنما كان الذي أوتيته “: أن القرآن أعظم المعجزات، وأفيدها، وأدومها؛ لاشتماله على الدعوة، والحجة، ودوام الانتفاع به، إلى آخر الدهر. فلما كان لا شيء يقاربه ـ فضلاً عن أن يساويه ـ كان ما عداه بالنسبة إليه كأن لم يقع “.
[3] اكتب عبارة “أسرع الأدين انتشاراً ” في أي محرك بحث وانظر ما ترى. ومن ذلك : صرح (جورج بوش) رئيس الولايات المتحدة أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية. انظر خطاب بوش الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 16/11/2003م على الرابط التالي:
http://usinfo.state.gov/arabic/mena/1116rmadan.htm
كما أنه أسرع الأديان انتشاراً في كندا ـ يتزايد بنسبة (128% ـ:
http://news.masrawy.com/masrawynews/16052003/138213news.htm
وأسرع الأديان انتشاراً في بريطانياً. وخاصة بين مدرسي الرياضيات والعلوم وأساتذة الجامعات (بمعدل 14 ألفاً كل عام:
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-02/23/article01.shtml
[4] بل هذا وجه من البلاغة معروف: وهو التعبير بالمحل، عن الحالِّ بالمحل. جاء في كتاب: ” معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة في الأصول العربية “، للدكتور: عبد المنعم العال، ص233: ” نقول في دارجتنا: الدَّحْيُ البَيْض. والمفرد: دَحية.. والأُدحوة مبيض النعام في الرمل، وهو مجاز مرسل علاقته المكانية “. وجهله بذلك حجة عليه، ليس حجة له.
[5] رواه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن سورة المعوذتين (3369 وقال: غريب. وله شاهد بمعناه عند أحمد باقي مسند المكثرين 3/124 وأبي يعلى في مسنده 7/285 وعبد بن حميد في مسنده 1/365 والضياء في المختارة 6/153 -2149) وقال: إسناده حسن.
[6] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص206-209.
[7] هذا الفهم ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى 6 / 587 وما بعدها:
” سُئِلَ عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ هَلْ هُمَا جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: كُرِّيَّانِ، وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ، وَرَدَّهَا.. فَمَا الصَّوَابُ ؟
فَأَجَابَ: ” السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ. مِثْلُ: أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي ـ أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ. وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ. وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ. وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ. وَلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ؛ إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ، خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ. وَمَا عَلِمْتُ مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ ـ وَجَزَمَ بِذَلِكَ ـ إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ.
وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ“. [الأنبياء: 33].
وَقَالَ تَعَالَى: “لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” [يس: 40].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ: أَنَّ ” الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ ” هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ، وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ؛لاسْتِدَارَتِهَا. فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ ” الْفَلَكَ ” هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.
وَقَالَ تَعَالَى: “يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ” [الزمر: 5]. قَالُوا: و”التَّكْوِير” التَّدْوِيرُ يُقَالُ: كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا: إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ: لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ ” كورة ” تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا. وَيُقَالُ أَيْضًا: ” كُرَةٌ ” وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ.
وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ؛ فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ؛ وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى: “مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ” [الملك: 3]. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ [يقصد كروي الشكل كالنجوم والكواكب]. َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ والتَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ ولا تَفَاوُتَ.. “. ثم أطال رحمه الله في ذكرة الأدلة عليه.
ويتبين صواب ذلك بالمقارنة مع المذكور في الكتب المقدسة لليهود والنصارى، حين أثبتوا أن للأرض أربع زوايا!! ورد في سفر الرؤيا [7/1]: ” وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ “. ومثله في سفر حزقيال [7/2]: ” النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع “.
فأي الكتابَبين أولى بالنقد، القرآن الكريم (الذي نفى الزوايا عن الأرض) أم الكتاب المقدس الذي أثبتها؟!
[8] انظر: مباهج الفكر ومناهج العبر، محمد بن إبراهيم الوطواط، تحقيق: د. عبد الرزاق الحربي، ص 287.
[9] نقلاً عن الموقع التالي: www.hedweb.com/ animimag/osteggs.jpg
[10] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص230-233.
[11] مفاتيح الغيب، الرازي 19/1.
[12] لمعرفة أقوال غيره من العلماء المسلمين في أدلة وجوب القول بكروية الأرض، انظر:
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=7254&st=0