ذكر بعض البشارات بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب
الأربعاء/ديسمبر/2019
المؤلف: الشيخ وائل بن علي بن أحمد الدِّسُوقيّ
ليسانس في اللغة العربية و العلوم الإسلامية
ودبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية
*** قال الله تعالى: ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) ” (1)
* في هذه الآية قاعدتان مهمتان:
الأولى: أن النبيَّ محمدا صلى الله عليه وسلم مذكورٌ في التوراة والإنجيل باسمه وصفته.
والثانية: أن النبيَّ محمدا صلى الله عليه وسلم رسولُ الله أرسله إلى الناس كافة ، ومن لم يؤمن به ويتبع شريعته فقد كفر بالله والقرآن والتوراة والإنجيل ، وكفر أيضا بموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، لأن من كفر برسول فقد كفر بسائر الرسل عليهم الصلاة والسلام.
*** قال الله تعالى: ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)” (2)
قال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما: ” ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق ، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيٌّ ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمَرَه أن يأخذ الميثاق على أمته:
لئن بُعِثَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم وهم أحياءٌ ليؤمِنُنَّ به ولينصُرُنَّه ” (3).
وقال الطاهر بن عاشور في تفسيره: ” وهذا الميثاق أخذه الله على جميع الأنبياء ، يؤذنهم فيه بأنّ رسولاً يجيء مصدّقاً لما معهم ، ويأمُرُهم بالإيمان به وبنصره ، والمقصود من ذلك إعلام أممهم بذلك ليكون هذا الميثاق محفوظاً لدى سائر الأجيال.قال: والبشارات في كتب أنبياء بني إسرائيل وفي الأناجيل كثيرة.قال: وفي أخذ العهد على الأنبياء زيادة تنويه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا المعنى هو ظاهر الآية ، وبه فسر محققو المفسرين من السلف والخلف منهم علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وطاوس ، والسدِّي ” (4).
*** وقال الله عز وجل ذاكرا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في التوراة والإنجيل: ” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) ” (5)
*** وقال الله عز وجل: ” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) ” (6).
*** وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى – عليهما الصلاة والسلام – ”
رواه ابن اسحاق والحاكم والطبري في تفسيره ، قال ابن كثير: ” و هذا إسناد جيد قوي “.وصحح إسناده الحاكم والذهبي والألباني (7).
*** وعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: ” لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ ، قَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا ” رواه البخاري في صحيحه (1981، 4461).
ونحن نذكر بعض البشارات بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتب أهل الكتاب على ما وقع فيها من تحريف وزيادة ونقصان وتغيير وخطأ في الترجمة:
* في إنجيل يوحنا (14/15-17) يقول عيسى عليه السلام: ” ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ، و انا أطلب من الاب فيعطيكم معزيا (فارقليطا) آخر (= أي نبيا آخر غير المسيح وهو أحمد صلى الله عليه وسلم ) ليمكث معكم الى الابد ، روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه و لا يعرفه و اما انتم فتعرفونه “.
*** ومثله في القرآن الكريم في وصف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) ” سورة المائدة.
وقال الله تعالى:” الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) ” سورة البقرة.
وقال الله تعالى:” وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)” سورة البقرة.
وقال الله تعالى:” وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) ” سورة البقرة.
* وفي إنجيل يوحنا (14/24-26) يقول عيسى عليه السلام: ” الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني ، بهذا كلمتكم و انا عندكم ، و اما المعزي (الفارقليط) ( = أحمد صلى الله عليه وسلم ) الذي سيرسله الاب فهو يعلمكم كل شيء و يُذَكِّرُكُم بكل ما قلتُه لكم “.
* وفيه (15/26) يقول عيسى عليه السلام: ” ومتى جاء المعزي (الفارقليط) (= أحمد صلى الله عليه وسلم) … فهو يشهد لي ”
* وفيه (16/5-8) يقول عيسى عليه السلام: ” وأما الآن فأنا ماض الى الذي ارسلني و ليس احد منكم يسألني أين تمضي ، لكن لاني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم ، لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي (الفارقليط) (= أحمد صلى الله عليه وسلم ) ، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم ، ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على برّ و على دينونة”
* وفيه (16/12-13) يقول عيسى عليه السلام: ” ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن ، و اما متى جاء ذاك روح الحق (= الصادق المصدوق الأمين أحمد صلى الله عليه وسلم) فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بأمور آتية “.
*** ومثله في القرآن الكريم في وصف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى: ” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ” سورة النجم.
و قال الله عز وجل: ” وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) ” سورة التكوير.
و قال الله عز وجل: ” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)” سورة المائدة.
و قال الله عز وجل: ” اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) “ سورة آل عمران.
و قال الله عز وجل: ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) ” سورة البقرة.
* فالإنجيل المترجَم من اليونانية إلي الإنجليزية والعربية وغيرها يعبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بـ:”المعزي ، و الفارقليط ” وهي معربة من كلمة: (بيركليتوس) اليونانية (PERIQLYTOS) التي تعني اسم: ” أحمد ” ، صيغة المبالغة من الحمد:
(1) ذكر الأستاذ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء (ص397، 398)، أنه كان في سنة 1894م زميل دراسة اللغة العربية للمستشرق الإيطالي كارلو نالينو وقد سأله النجار في ليلة 27/7/1311هـ ما معنى: (بيريكلتوس) ؟. فأجابه قائلاً: إن القسس يقولون إن هذه الكلمة معناها: (المعزي).فقال النجار: إني أسأل الدكتور كارلونالينو الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود باللغة اليونانية القديمة.ولست أسأل قسيساً.فقال: إن معناها: “الذي له حمد كثير”.فقال النجار: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد؟ فقال الدكتور: نعم. فقال النجار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه (أحمد) “.اهـ
(2) وهذه الكلمة كانت سبباً في إسلام القس الأسباني: أنسلم تورميدا في القرن التاسع الهجري بعدما أخبره أستاذه القسيس (نقلاً ومرتيل) – بعد إلحاح منه – أن الفارقليط هو اسم من أسماء محمّد صلى الله عليه وسلم.فكان ذلك سبباً في إشهار إسلامه وتغيير اسمه إلى عبد الله الترجمان وتأليف كتابه: ” تحفة الأريب في الرّدّ على أهل الصليب “، وذكر فيه قصته مفصلة (ص65-75) وتوفي سنة 832 هـ.وقصته جديرة بالقراءة.
*** وفي التوراة في سفر التثنية (18/ 18 – 19) يقول الله عز وجل لموسى عليه السلام:
” أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه ”
وهذه البشارة لا تنطبق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم:
فقوله: ” إخوتهم ” هم بنو إسماعيل جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: ” مثلك ” أي أن محمدا صلى الله عليه وسلم مثل موسى في كون شريعته تامة وناسخة لما قبلها ، وفي كونه جاهد أعداء الله من سائر الملل ، ولا يعرف هذا لغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ممن جاء بعد موسى عليه السلام.
وقوله: ” أجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به “.
هذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن ، قال الله تعالى: ” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ” (سورة النجم 3-4).وقال عز وجل: ” وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) ” (سورة التكوير 24).
الهوامش:
(1) الأعراف (157-158).
(2) آل عمران (81-86).
(3) تفسير ابن كثير (2/67).
(4) التحرير والتنوير (3/145).
(5) سورة الفتح (29).
(6) سورة الصف (6).
(7) مستدرك الحاكم (2/600) وتفسير الطبري (3/82/2070 ) وتاريخ ابن كثير ( 2 / 275 ) والصحيحة (1545) للألباني.