بشارة رؤيا إبراهيم عليه السلام

 
السبت/ديسمبر/2019
   

بشارة رؤيا إبراهيم عليه السلام

صورة لكتاب سوديبيجرافا

Apocalypse of Abraham

التعريف بكتاب “رؤيا إبراهيم” (1)

هذا الكتاب من كتب السوديبيجرافا (*)، تمت كتابته في القرن الأول أو الثاني الميلادي رغم ذلك أقدم مخطوطاته تعود للقرن الرابع عشر الميلادي ، ولم يعرف في الأوساط العلمية إلا في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر ؛ أي أنه ظل مجهولًا لما لا يقل عن عشرة قرون ولا يوجد له سوى ترجمة واحدة أي نص واحد باللغة السلافية فلا يعقل مثلًا أن يقول قائل إن محمدًا صلى الله عليه وسلم تحصل على نسخة من هذا الكتاب قبلنا وأدرك تلك الصدفة وذلك التطابق بينه وبين الشخصية صاحبة النبوءة فاعتزم إدعاء النبوة !! .

أهمية الكتاب :

تعود أهمية هذا الكتاب إلى أن به بشارات واضحة عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .

ملخص لنص البشارة (الفصول 27- 29 ) من كتاب رؤيا إبراهيم عليـه السلام سبق التعرف عليها من قبل الأستاذ هشام طلبة: ( في هذا الجزء من الرؤيا -على ما ورد بها- يأخذ المَلَكُ يوئيل ابراهيمَ (عليه السلام) الى السماوات لمشاهدة منظرا عن الهيكل باورشليم، فيرى أن الناس (اليهود) قد انحدروا إلى درجة عبادة الأصنام وأن الله بسبب ذلك قد رفع حمايته (دفعه) عن الهيكل، الذي سيقوم الأجانب بتدميره بعد ذلك.. وسيُصب غضب الله على هؤلاء العصاة (بني اسرائيل) من خلال أربع مصبات (أو يأتيهم العذاب من خلال أربعة مداخل (3) أو على أيدي أربعة جيوش،اختلاف بالتراجم).

رأى ابراهيم ع الناس وقد مثلوا له ضمن صورة، الوثنيون كانوا في جانبها الأيسر بينما أبناء ابراهيم (لعله المؤمنون منهم) بالجانب الأيمن منها، فرأى ابراهيم الوثنيون وقد هجموا على أبنائه فقتلوهم أوأسروهم أواستعبدوهم، ودمروا الهيكل وسرقوا محتوياته وأحرقوه.. واستفهم ابراهيم عن سبب هذا البلاء فوضح له أنه بسبب أعمالهم، فدعى الله أن يعجل بزوال هذا البلاء وأن يريه الله الصالحين (من أبنائه) الذين التزموا بأوامره وشرعه (نهاية الفصل 27). فرأى جموعاً كثيرة من الناس وقيل له بسبب أعمالهم ستنزل عليهم العقوبات من خلال أربعة مصبات، وفي المصب الرابع من مائة سنة ستقع نكبة على الأمم، والساعة من الدهر هي بمائة عام، وسيكون هنالك أيضا ساعة من رحمة وتشريف للأمم، (نهاية الفصل 28) فسأل ابراهيم عن عدد ساعات الدهر (الصعبة)، فقيل له إنها اثناعشر ساعة يقضي الله بها للأشرار أن يحكموا الأمم بما فيهم ذرية ابراهيم وذلك حتى النهاية التي اطلع عليها ابراهيم ( لعلها حتى ساعة الرحمة). ثم طُلِب من ابراهيم أن ينظر في الصورة مرة أخرى فرأى رجلاً خرج من الجانب الأيسر من الأمم، واندفع الناس رجالا ونساء وأطفالا يعبدونه، ورأى كثيرين جأوا من الجانب الأيمن: منهم من أهانه ومنهم من هاجمه ومنهم من عبده، ثم رأى أزازل جاءه فقبله في وجهه ثم وقف خلفه، فسأل ابراهيم عن هذا الرجل فقيل له هو الراحة (الرحمة) المهداة من الأمم للذين يتقدمون منك (لعل المقصود من ذريتك) في الأيام الأخيرة في الساعة الثانية عشر من دهور الكفر، في الساعة الثانية عشر من ذلك الدهر سوف يقيم الله ذلك الرجل من ذرية ابراهيم وسيتشبه به (يتبعه) كل أتباعه، وينضم اليهم آخرون ويغيروا ما بأنفسهم، وهؤلاء الذين خرجوا من الجانب الأيسر (اي الوثنيين) فإن الكثير من الأمم سيعلقون آمالهم عليه، بينما يؤذيه كثير ممن بالجانب الأيمن من ذريتك، وإن كان بعضهم سيعبده كذلك، وسيختبر هو هؤلاء الذين هم من ذريتك في الساعة الثانية عشر لعل زمن الكفر يقصر (7). وقبل أن يبدأ زمن الصلاح في النمو سينزل عقاب الله على الكفار من نكبات ومرض ونحيب على أيدي الشعب من ذرية ابراهيم الذي كان معزولا لله، فيحل ذلك على الأجيال بسبب فسادها، ثم يتكاثر الصالحون من أبنائك في أعداد لا يعلمها الا الله ويسارعون في تمجيد اسم الله في مكان محضر لهم منذ القدم سبق أن أُريه ابراهيم مهجوراً. وسيحيا الصالحون باستمرار يقدمون الضحايا ويفرحون بالتائبين، ويتعذب داخلياً الذين خدعوهم من قبل لما يروا الشرف أنزل في يوم المجد على خاصة الله. (نهاية فصل 29).

ملاحظة:

هنالك تراجم كثيرة للنص الرئيس الموجود مكتملاً بالسلافونية Slavonic (اللغة التي طورتها الكنيسة بالقرن التاسع لكتاباتها الدينية) والذي يعتقد أنه مترجم عن الاغريقية التي هي أصلا ترجمة عن احدى اللغتين الآرامية أو العبرية.. ولا يبدو بينها اختلافات بارزة بما فيها ترجمة الكسندر كوليك Alexander Kulik رجاع الفاظ النسخ الأصلية التي ترجمت عنها النسخة بالسالفونية. إلا أن الكسندر هذا فسر المداخل الأربعة بالحشود/الجيوش host الأربعة واختار كلمة تراخي في ترجمته لكلمة الراحة أو التخفيف.

التعليق:

يعتقد الكثير من الباحثين أن هذه الرسالة المصنفة على أنها رؤيا لابراهيم عليه السلام Apocalypseأنها من كتابات القرن الأول بعد الميلاد، وقد ورد ذكرها في كتابات القرن الثاني الميلادي لكلمنت (7) ولم تعتبر أقدم من ذلك بسبب إيرادها لحادث هدم الهيكل (الذي افترض الباحثون أته يعني الهدم الثاني عام 70م)، وإن كان ذلك ليس بالضرورة صحيحاً فقد ثبت ذكر الهدم في رسائل دينية لا خلاف بأنها سبقت الهدم، وقد وردت الاشارة الى هذه الرؤيا في عدد من كتابات القرون المسيحية الاولى كما يذكر ذلك الباحثون (2)، إلا أنها لم تكتشف إلا منذ قرون معدودة، مكتوبة بالسالفونية ترجمة عن الاغريقية التي يبدو انها مترجمة عن احدى اللغتين الساميتين الارامية أو العبرية، على أي حال فهناك ما يصل الى الاتفاق بين الباحثين بأن هذه الرؤيا تعرضت لادخالات مسيحية متعددة.

أول ما يواجهنا في القراءة عن هذه الرؤيا هو اشارة الباحثين المتكررة الى صعوبة فهم هذه النبؤة، وعلى رأس ذلك صعوبة فهم أن يكون المنتظر المنقذ للأمم من أبناء ابراهيم ثم يظهر من بين الوثنيين ويكون منهم معظم أتباعه (الفصل 29) ، ذلك هو أبرز غموض أشكل على الباحثين جميعا تفسيره، فتلك صفتان لا تجتمعان! على الأقل في رأي هؤلاء الباحثين بخلفيتهم المسيحية أو اليهودية، انهما كذلك لا تتناسبان مع القول بأنّ ذلك الرجل هو المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام!

ولحل هذه المعضلة (ليتم تركيب النبؤة على سيدنا عيسى عليه السلام) قدمت مقترحات عدة، أهمها أنّ هذا الجانب من هذه الرسالة غير أصيل بها، وأنه لابد من ضمن الإدخالات المسيحية.. وإن كان لا يوجد دليل على وجود مثل هذه الإدخالات في هذه الرسالة إلا أن يكون في هذا الموضع!..

ولأنّ افتراض الإدخال المسيحي لا يحل المعضلة، فالإدخالات المسيحية حريصة على تقريب النبؤة لتنطبق على المسيح عيسى عليه السلام لا لتبعدها عنه، ولأنّ هذا القول لا يمكن أن يكون أيضاً من أصل يهودي يصرّ أصحابه أنّ المصطفى (المسيا) هو من أبناء داود عليه السلام، فقد جاءت افتراضات اضافية: منها ما كتبه روبرت هول Robert G. Hall في مقال بعنوان: الادخالات المسيحية برؤيا ابراهيم (4) أنّ هذه النبؤة هي أصلا عن عدو المسيح ذو الأصل الوثني وتم الإدخال المسيحي عليها بأنّه من أبناء ابراهيم، وأن الذي أدخل بعض صفات لتدل على المسيح فات عليه حذف مايدل على خلاف ذلك (5)، وحل الأزمة فان قوركم Van Gorcum بافتراض أنّ هذه الادخالات تمت من قبل طائفة مسيحية ذات عقيدة خاصة بها مجهولة لدينا حاليا (5)، وهو افتراض عجيب ولايوجد في التاريخ ما يدل على وجود مثل هذه الطائفة المسيحية، واختصر الأمر باحث آخر هو بوكس Box بالأمر الصريح بمباشرة تغيير النص الحالي وحذف الاشارة الى انّ الرجل المنتظر سيظهر من الجانب الأيسر ( من بين الوثنيين)! (6)

لعل القارئ مندهش لهذه المحاولات البائسة لطمس نص الرؤيا هنا أو دلالاته.. إنّ الصورة الحالية للنص هي دليل أصالته وأنه أفلت في هذه النقطة بالذات من تصحيف وتبديل الكتبة المسيحيين ومن قبلهم اليهود، إذ لا يمكن أن يضيف أياً من هؤلاء الكتبة مثل هذه الصفات. إنّ ما اُعتبر متناقضاً ( ذلك ظهور المصطفى من بين الوثنيين مع أنه من أبناء ابراهيم عليه السلام) لهو منسجم تماماً مع البشارات السابقة التي ناقشناها في هذا الكتاب بما فيها أمثلة المسيح عليه السلام الكثيرة وتصريحه بأن المصطفى ليس من أبناء داود (اي يهوديا)، وأن المملكة الربانية من بعده هي من أمة أخرى غير اليهود.. ولهو منسجم فعلا بعد ذلك مع التاريخ الإنساني وأحداثه المعروفة..

المصبات/ المصاعد/ المداخل/ الجيوش الأربعة:

من الواضح من نص هذه الرؤيا أنّ هذا المصطلح استخدم ليعني الوسائل التي صُبّ (مصبات) أو صعد (مصاعد) أو دخل (مداخل) من خلالها العذاب والانتقام الالهي من بني إسرائيل نتيجة معاصيهم وردتهم.. وقد اختار المترجمون المختلفون احدى الكلمات الثلاث: المصبات أو المصاعد أو المداخل أو الجيوش في تراجمهم المختلفة لهذه الرؤيا.. وأياً كانت الكلمة الأصلية فواضح أنها تعني وسائط العذاب الأربعة التي أُنزل من خلالها البلاء على بني إسرائيل: فنص القطعة 28: 53 المذكورة أعلاه بالنص بالانجليزية ويترجم كما يلي: ” .. وفي هذه – أي الأربعة المداخل- سأنفذ عقوبتي نتيجة لأفعالهم”

“and in these – i.e. the four entrances – shall my retribution for their deeds be accomplished”.

ولعل القارئ يدرك مباشرة أن وسائط العذاب الأربعة هذه ما كانت الا الامبراطوريات الوثنية الأربع التي أرسلت على بني إسرائيل بالإذلال والاستعباد والعذاب عقوبة من الله عزوجل.. فمنذ احتلال نبوخذنصر للقدس عام 586 قبل الميلاد فَقَد بنو إسرائيل استقلالهم وظلوا محكومين من قبل الامبراطوريات الأربع التي توارثت استعبادهم بدأً بالبابليين ثم الفرس ثم الإغريق ثم الرومان كما فصلنا ذلك من قبل.. كان ذلك كله عقاباً الهياً على بني إسرائيل كما صرح لهم بذلك أنبياؤهم على مدى الأزمان.. وكانت العقوبة التي جاءت بعد مائة سنة من العصر الرابع (الروماني) هي أشد العقوبات وهو ما أُشير إليه هنا.. فالقطعة 28: 53 تنص “.. وفي العصر الرابع ، وهو نفس مائة سنة سيكون هنالك نكبة بين الأمم”.. وفي الواقع فقد استقر الحكم الروماني على اليهود بعد طردهم للبارثيين وحلفائهم من الحشمونيين عام 37 ق م، وتم تدمير الهيكل وحرقه وقتل ما يقرب من المليون والثلاثمائة ألف من اليهود عام 70م.. أي بعد ما يزيد قليلا على المائة عام من العصر الرابع (الروماني)..

وهنا تساءل ابراهيم عليه السلام كما تنص الرؤيا أعلاه (فقرة 54): إلى متى سيستمر حكم الأمم الوثنية للمؤمنين من أبنائه، فأُجيب بأنّ الله قد قضى بأن يستمر حكم الكفرة لأمم الأرض بما فيها أبناء ابراهيم لمدة اثناعشر ساعة، تم التصريح في فقرة 53 بأن كل ساعة هي بمائة عام! أي لمدة اثناعشر قرناً!

“Twelve hours have I ordained for this present age of ungodliness to rule among the nations and within your seed,”

والسؤال: فهل فعلاً انتهت هيمنة الممالك الأربع على المؤمنين من أبناء ابراهيم على نهاية اثني عشر قرنا من بدايتها عام 586 ق م، وهل ظهر فعلاً من بين الوثنيين رجلٌ هو من أبناء ابراهيم يتبعه الوثنيون من كل صوب بينما يؤذيه اليهود وإن كان سيكون من بينهم من يتبعه كذلك، ويكون هو التخفيف (هو الرحمة ؟) لبني إسرائيل وابناء ابراهيم بل وأمم الأرض.. هل ظهر هذا الرجل فعلا على نهاية اثني عشر قرناً من عام 586 ق م (أي من بداية العصور الأربعة)؟ وهل سيحمل أتباعه اسماً يختاره لهم الخالق عزوجل؟

الإجابات ساطعة! من هذا الذي لا يراها؟ إنّ ذلك هو ما تم حرفياً.. فظهر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم (المولود عام 571 م) نبياً للأمم عام 610 م (على الأربعين من عمره).. أي بعد 1196 عاماً (586 + 610) أواثناعشر قرناً تماماً من بداية العصور الأربعة (المداخل) لعقاب الله لأبناء ابراهيم عليه السلام بسبب معاصيهم.. تلك العصور الأربعة التي انتهت بانتزاع المسلمين للأرض المباركة (فلسطين) من الحكم الروماني بعد معركة اليرموك في 20 أغسطس عام 636 م، أي بعد 1222 عاماً أو اثني عشرقرنا من بدايتها بهدم القدس عام 586 م.. كل ذلك مصدقاً تماما لهذه النبوة بأن النبي الرحمة سيظهر بعد اثني عشر قرناً من عصور الممالك الأربع التي سينتهي حكمها كذلك بعد اثني عشر قرناً من بدايتها بهدم القدس عام 586 م.

تلك رحمة الله بالمؤمنين وببني إسرائيل وأبناء ابراهيم عليه السلام، كما صرح هاهنا بأنه (أي هذا الرجل المبتعث) هو راحتهم، وكما صرح بالقرآن الكريم لموسى عليه السلام أنه سيخفف عن بني إسرائيل الأغلال التي وضعت عليهم: “.. ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ..” الأعراف الآيات 156- 157، بل هو رحمة للأمم ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” الأنبياء 107..

حقيقةً لا يملك الذين يكرهون الاسلام مناصاً عن الإقرار إلا أن يزعموا بأن هذه الرؤيا هي من وضع المسلمين! وعندها فلا بد أن يزعموا نفس الزعم عن كتاب دانيال بفصوله الثاني والسابع والتاسع وعن رؤيا الأسابيع بكتاب دانيال وعن وصية لاوي وأمثال المسيح عليه السلام وعن بقية البشارات المناقشة بهذا الكتاب وبغيره!

مَن نبي غير محمد بن عبدالله: نبياً هو من أبناء ابراهيم عليه السلام يظهر من بين الوثنيين عبدة الأصنام في الفترة التالية لهدم الهيكل خلال العصر (المملكة) الرابع من عصور الممالك الرابع، وبالتحديد على تمام اثناعشر قرناً من بداية عصور الممالك الأربع التي اضطهدت بني إسرائيل بإذن الله لمعاصيهم!

ثم هو راحة لكل ابناء ابراهيم بما فيهم بنوإسرائيل لو كانوا يعلمون، بل هو رحمة لكل أمم الأرض، وستتبعه الأمم وإن كان متبعيه من اليهود قليل.. ومن خلاله تحقق وعد الله لابراهيم عليه السلام في زيادة ابنائه حتى يكونوا كالنجوم لا يُحصون من كثرتهم.. وهو الوعد المذكور في هذه الرؤيا ( في الفقرة الأخيرة منها) وبالتوراة.. جأ أتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام يحملون اسماً جميلا هو من اصطفاء الله لهم كما تشير النبوة أعلاه:

“such as are called by me”

قال تعالى: “هو سماكم المسلمين من قبل”.. ومن خلال أصحابه (أصحاب المصطفى) تم عقاب الأمم المستبدة الكافرة وهو ما تكرر ذكره بنبوات أخرى مستعرضه بهذا الكتاب.. ومن خلال المصطفى عليه الصلاة والسلام عادت أممٌ كثيرة لاتعرف الله إلى الله عزوجل واليه انتسبت.. تماماً كما ذكر بالرؤيا.. وبه تشبه أبناؤها وبه اقتدوا.. وسيُحيي هو بذكر الله أرضاً بالصحراء (مكة) مُعدّةً منذ القدم لهذا الغرض.. فتُقدم بها الأضاحي قرابين لله تعالى كل عام (تماماً كما ذكر بالرؤيا)..

لو عدلوا لأقروا بأن إضافة اسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا النص لا يزيد من وضوحه ولا من تعريف النبي المقصود، إذ هو واضح جلي وبيّن ولا مناص من الإقرار بذلك!

ألا فما كان ينبغي استغراب أن تأتي الرسالة الخاتمة على المصطفى ابناً لابراهيم عليه السلام من غير يعقوب ( أي من غير بني إسرائيل) فلقد تضافرت الاشارات والدلائل على ذلك.. واستعرضنا عددا كبيرا منها خلال هذا الكتاب وبالذات في فصل الاستبدال.. ويكفي أن أذكر القارئ هنا بمقولة يحي عليه السلام لبني إسرائيل عليه السلام بألا يغتروا بأنهم أبناءُ ابراهيم، فإنّ لابراهيم عليه السلام أبناءً غيرهم (أي لحمل الوعد والدين بعد قطع بني إسرائيل كما تقطع الشجرة)، وأنّ الله تعالى قادرٌ أن يُخرج أبناءً لابراهيم من تلك الصخور: ” وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ” متى 3: 9- 10.. وأُذكِّر القارئ بتصريح المسيح عليه السلام بأن المسيا لن يكون من أبناء داود وأن مملكة الله ستكون من أمة غير يهودية.. فماذا ينتظر الناس إذا كان المصطفى (المسيا) نبياً من غير بني إسرائيل إلا أن يظهر من بين أبناء ابراهيم الوثنيين، فكل أبناء ابراهيم ع من غير بني إسرائيل قد ارتكسوا منذ أمد بعيد في الوثنية..

إن البشارة التي تحملها هذه الرؤيا متفقة تماماً بل حرفياً من حيث تحديد موعد ظهور المصطفى ودولته مع بشارات دانيال في الاصحاحات الثاني والسابع والتاسع ومع بشارة الأسابيع لإينوخ ومع وصية لاوي.. ومتفقة مع بشارات أخرى كثيرة في توقع نقل الرسالة عن بني إسرائيل تم وسيتم نقاشها في هذا الكتاب..

تساؤلات بالرؤيا تنتظر التوضيح:

1. إنه عيسى لا محمدا عليهما الصلاة والسلام مَن عبده أتباعه من الناس، والبشارة هاهنا نصت على الرجل المنتظر سيعبده الناس..

في الواقع أنّه إذا كان هنالك إدخال مسيحي في هذه الرؤيا وهو أمر متوقع ومعتاد فيما كتبه اليهود وتوارثه المسيحيون من بعدهم فهو في تصوير المصطفى المنتظر بأنه سيُعبد.. إن هذه الفكرة عن خاتم الأنبياء كافية لصرف الأذهان مباشرة الى المسيح عيسى عليه السلام، وذلك بالتأكيد هو هدف أي إدخال مسيحي، وهو ما انصرف إليه ذهني عند قراءتي الأولى لهذه الرؤيا .. لكننا جميعا نُقر بأن دعوة الأنبياء قامت على الدعوة لعبادة الله وحده، فتلك كانت هي الوصية الأولى لهم جميعا بما فيهم عيسى عليه السلام، وأنّه لا يجتمع التبشير بمن ينتسب اتباعه إلى الله ويكون في مجيئه راحة ورحمة بالأمم التي تهتدي من خلاله إلى الله تعالى، ثم يكون معبوداً لها من دون الله.. وقد أجاز الباحثون الغربيون لأنفسهم – كما ناقشنا أعلاه- وضع النظريات المختلفة بما فيها افتراض الادخال المسيحي من قبل الكتبة ليرفضوا ما لا يصح أن يُرفض (قضية أن المصطفى القادم سيكون من أبناء ابراهيم ومن غير اليهود في نفس الوقت) فكيف لا نفترض إدخالا مسيحياً لنرد به ما يستحيل قبوله من ان الوحي السماوي يبشر بمن يُعبد من دون الله تعالى ويتهلل له.. إنّ مثل هذا ليس فقط متوقعاً ومتفقاً مع الروح المسيحية في تأليه عيسى عليه السلام بل هو ما يميز كل الإدخالات المسيحية على الرسائل اليهودية القديمة.. إدخال ما يشير الى تأليه المصطفى (المسيا).. وقد نجح مثل هذا الإدخال في صرف كل الإذهان الى أن المقصود بهذه الرؤيا هو عيسى عليه السلام..

على أي حال فإن ترجمة الكسندر (7) لهذه الرؤيا قد نصت أن المقصود بالعبادة هو الاتباع والأمل (بالنجاة من خلال اتباع المصطفى). وأنقل هنا هذه الفقرة من الترجمة المذكورة للعبارة 29-11:

“29-11: And that you saw going out from the left side of the picture and those worshipping him, this (means that)many of the heathen will hope in him”

” 29-11: وذلك الذي رأيته خارجا من الجانب الأيسر من الصورة وهؤلاء الذين سيعبدونه، فهذا يعني أن كثيرا من هؤلاء الوثنيين سيضعون أملهم فيه”

ملاحظة:

إن الغالب هو أن هذه الرسائل والرؤى أصلاً لا تصح عمّن نسبت اليهم كإبراهيم عليه السلام هاهنا.. واستشهادنا بها هو لأنّ وجود مثل هذه البشارات الناصعة بالإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم رغم حرص الأجيال المتعاقبة من اليهود ثم النصارى على ازالتها، يدل على اعتماد من كتبها على بعض اصول صحيحة من الوحي وتعاليم الأنبياء.. وتظل البشارات بها عن الإسلام ورسوله محمد الله عليه وسلم حجة على اليهود والنصارى وعلى غيرهم..

2. متى تأتي ساعة الرحمة المذكورة بهذه الرؤيا؟

هناك إقرار من كثير ممن كتبوا عن هذه الرؤيا حول صعوبة فهمها وأنّ خلطاً ما قد وقع في عباراتها.. وعبارة ساعة الرحمة mercy  جاءت في الفصل 28 (فقرة 53) بعد ذكر أن عذاب الله سيدخل (أو ينزل) على العصاة من أبناء ابراهيم من أربعة مداخل (أو مصبات)، وأنه بعد ساعة (تم التصريح بأن الساعة هي مائة عام) من المصب الرابع ستحل بالأمم نكبة، ثم جاءت عبارة ساعة الرحمة: ” ولكن أيضاً سيكون هنالك ساعة رحمة ومجد لهذه الأمم”

“ but also for one hour there shall be mercy and honour among those nations”

مما يعني أن ساعة الرحمة ستأتي لاحقة لفترة الممالك الأربع وأنها ستشمل تلك الأمم التي كانت وثنية وهو ما تم تفصيله وتحديد موعد هذه الرحمة التي سميت بالفصل التالي راحة Relief

يلاحظ هنا اختلاف المترجمين للفظ المستخدم، فمن الألفاظ المستخدمة:

الإراحة Relief، الحرية Liberation، النجاة Deliverance.. والتخفيف.. إلا أن الذين اختاروا أن الحديث هنا قد تم فيه الخلط بين صفات المصطفى وعدوه ترجموا اللفظ الى التراخي Laxity لتفسر على أن الرجل المنتظر بعد 1200 عام من هدم الهيكل سيكون عدوا للمسيح ويشجع على التراخي في الإلتزام بالشريعة.. وهذا غريب فما استهان بالشريعة وألغاها إلا بولس الذي يعظمه أكثرهم، وجاء المصطفى حقا بالتخفيف ورفع الإصر الذي أثقلهم..

3. جاء النص في الراحة الآتية من خلال الرجل المنتظر أنه ستعطيها الأممُ لأبناء ابراهيم! فكيف نزعم أنها رحمة وراحة لكل الأمم؟

الواقع أن كلمة تعطي يبدو أنها من إضافات المترجمون ولذا فقد وضعوها بين قوسين في تراجمهم، ويبدو كذلك أن المقصود بأبناء ابراهيم بالدرجة الأولى هم اليهود الذين وضعوا أساساً في الجانب الأيمن من الصورة الخيالية التي مثلت للأمم في هذه الرؤيا، وعلى هذا جاء النبي المنتظر من الجانب الأيسر مع أنه من أبناء ابراهيم، لأن اولئك الأبناء كانوا من الوثنيين، وقد بينت كيف جاء الإسلام (من بين الأمم بالجانب الأيسر) بأحكام التخفيف والرحمة لبني إسرائيل ولكل أبناء ابراهيم لو اتبعوه، وفي ذلك توضيح بيّن للعبارة أعلاه.. ولعل من المناسب الاشارة هنا إلى رأي بوكس (6) الذي رأى أن الراحة والرحمة هنا ستتمثل في تخفيف التشديد “hardening” الذي وقع على بني إسرائيل نتيجة عصيانهم، وما كان ذلك ليتم الا من خلال وحي سماوي لاحق، وهو ماتم من خلال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقد ذكرتُ أعلاه بأنّ التصريح بساعة الرحمة (والساعة بمائة عام) قد جاء في هذه البشارة شاملاً لكل الأمم، وهو ماتم فعلا الإعلان به عن خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله رحمة للعالمين: ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” الأنبياء 107.

4. من هو أزازل؟ وهل فعل جاء يُقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم قام يتبعه؟

هناك الكثير من الخلط وعدم الوضوح في تفسير مدلول هذه الكلمة.. فقد تطلق عند الوثنيين على كبش الفداء الذي يُحمّل المرض بتقطير قطرات من دم المريض عليه ثم يرمى به الى الصحراء.. ولكنها في الأغلب تعني الأشرار من الجن والشياطين، وبالذات شياطين وجن الصحارئ والبراري.. وفي هذه الرسالة في مواضع سابقة يبدو أن هذا اللفظ جاء للدلالة على ابليس نفسه..

فأما الظن بأن ابليس قد يؤمن قبل القيامة فهو مالم يقله مؤمن.. ومن المنطق إسقاط هذا الاحتمال..

ومن جانب آخر فلا أعرف في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا غيره من الأنبياء مثل هذا الحدث.. وباستثناء سليمان عليه السلام فإنه لم يُذكر اتباع الجنّ وإيمانهم بنبي إلا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في ذلك سورة كاملة بالقرآن الكريم اضافة الى موضعين آخرين، فهو أمر ثابت الحديث عنه من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن إيمان القارئ به، وهؤلاء الجن هم من جن البراري والصحارئ، وكثير من هم لم يكونوا أصلا من الصالحين.. ولعل في حدث إيمان الجن هذا ما يشمل مثل هذا المسمّى أزازل هنا..

يذكر هنا كذلك أنه روي في الصحاح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّ لكل إنسان قرين من الشيطان يسعى لإضلاله إلا قرين الرسول صلى الله عليه وسلم فقد آمن به واتبعه.. مما قد يُقدم تفسيرا بديلا لشخصية أزازل هذه لو كانت فعلاً مما جاء بالصحف الأولى ولم تكن من ادخالات الكتبة..

النص بالإنجليزية (2) ( فصل 27 –29):

Chapter 27

47. And I looked and saw, and behold the picture swayed and from it emerged, on the left side an ungodly people and they pillaged those who were on the right side, men, women, and children, and some they murdered, and others they kept as slaves. And I saw them run towards them through four ‘entrances’ (2) and they burned the Temple with fire, and the holy things that were therein were all plundered. 48. And I said, “0 Eternal One! Behold, the people who shall spring from me, and whom you have accepted, are plundered by these ungodly men, and some are killed, whilst others they hold captives as slaves, and the Temple they have burned with fire, and the beautiful things therein they have robbed and destroyed. If this to be, why have you so torn my heart?” 49. And He said to me, “What you have seen shall happen on account of your seed, even those who anger me by reason of the idol statue which you saw, and on account of the human sacrifice in the picture, through their evil zeal and schemes in the Temple, and as you saw it, so shall it be.” 50. And I said, “0 Eternal, Mighty One! May these works of evil wrought in ungodliness now pass by, and rather show me those who fulfilled the commandments, even the works of righteousness. For of a truth you can do this.”

51. And He said to me, “The days of the righteous are seen in type by the lives of those righteous rulers who shall arise, and whom I have created to rule at the times appointed, but know this, that out of them shall arise others who care only for their own interests, even of the type that I have already shown you.

Chapter 28

53. And He showed me a multitude of His people and said to me, “On their account, through four ‘entrances’ (2) as you saw, I shall be provoked by them, and in these shall my retribution for their deeds be accomplished. But in the fourth descent of one hundred years, even one hour of the age, the same is a hundred years, there shall be misfortune among the nations, but also for one hour there shall be mercy and honour among those nations.

Chapter 29

54. And I said, “0 Eternal One! How long are the hours of the age?” And He said, “Twelve hours have I ordained for this present age of ungodliness to rule among the nations and within your seed, and until the end of the times it shall be even as you saw. And now reckon and understand and look again into the picture.

55. And I looked and saw a Man going out from the left side of the nations and there went out men and women and children, from the side of nations, many hosts, and worshipped Him. And while I still looked, there came many from the right side, and some of these insulted Him, and some of them even struck Him, but others however worshipped Him. And as I watched, I saw Azazel approach Him and he kissed Him on the face and then stood behind Him.

56. And I said, “0 Eternal One! Who is the Man insulted and beaten, who is worshipped by the nations and kissed by Azazel?” And He answered and said, “Hear Abraham! The Man you saw insulted and beaten and yet worshipped by many, He is the ‘Relief’ granted by the nations to the people who proceed from you, in the last days, in the twelfth hour of the age of ungodliness. But in the twelfth hour of my final age will I set up this Man from your generation, whom you saw issue from among my people, and all who follow will become like this Man, and such as are called by me will join the others, even those who will to change within themselves. And as for those who emerge from the left side of the picture, the meaning is this – there shall be many from the nations who shall set their hopes upon Him, but as for those whom you saw from your seed on the right of the picture who insulted Him and struck Him, many shall be offended in Him, but some shall worship Him. And He shall test those of your seed who have worshipped Him in the twelfth hour at the end, with a view to shortening the age of ungodliness.

57. Before the age of the righteous begins to grow, my judgment shall come upon the lawless peoples through the-people of your seed who have been separated unto me. And in those –days I will bring upon all creatures of the earth ten plagues, through misfortune and disease and the sighing of their grief. And this shall be brought upon the generations of men on account of the provocation and the corruption of mankind, whereby they provoke me. And then shall righteous men of your seed survive in the number which is kept secret by me, and will hasten the coming of the glory of My Name to that place prepared beforehand for them, which you saw devastated in the picture. And they shall live and be established by sacrifices of righteousness in the age of the righteous, and they shall rejoice in me continually, and receive those who return to me in repentance, for great shall be the inner torment of those who have despitefully used them in this world, as they observe the honour placed upon my own in the day of glory.

إعداد الدكتور نصر الله عبد الرحمن ابو طالب

[email protected]


 

الهامش

1. لفت نظري الى هذه البشارة أخي الدكتور محمد جميل الحبال من قراءته لمقال للأستاذ هشام طلبة بموقع موسوعة الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة تحت ادارة الاستاذ فراس نور الحق، وفي الواقع لما عدت لمراجعتها وجدت أني كنت قد قرأتها لكني عزفت عنها ظناً أنها مجرد إدخالات مسيحية،الا أن إعادة قراءتي لها على ضوء شرح الاستاذ هشام أقنعني بأهميتها، وقد أعدت هنا شرحها مضيفا ومفصلا لعدد آخر من جوانب هذه البشارة.. وتمت هذه الاضافة الى هذه الطبعة من هذا الكتاب.

2. هذه الترجمة أخذتها من أحد المواقع بالانترنت وقد ذكر بها أن المترجم مجهول، إلا أن الترجمة متفقة مع غيرها من التراجم الأخرى بما فيها الواردة في الجزء الأول من مرجع العهد القديم: سودوابيقريفا وابوكاليبس لتشارلسورث والترجمة المنسوبة لبوكس المشار اليهما أدناه.

3. ترجمت الكلمة نفسها في التراجم المختلفة الى كلمات: مصبات أو مصاعد أو مداخل:

Descents, ascents or entrances.

واضح أن جميع الكلمات تؤدي نفس المعنى من حيث أن الحديث هو عن الوسائط التي صعد أو نزل أو دخل من خلالها عذاب الله على بني اسرائيل (راجع بالذات العبارات في المقاطع 47 و 53)، واضح أن ذلك العذاب لم ينزل على أيدي الملائكة وانما وقع على أيدي الممالك الأربع التي تم الحديث عنها في مواضع عدة من العهد القديم والكتابات المرتبطة به وقد فصلنا ذلك عند الحديث عن بشارات كتاب دانيال وبخاصة بالفصلين الثاني والسابع من كتاب دانيال.

(4) “الإدخالات المسيحية في رؤيا ابراهيم” مقال لروبرت ج هول في مجلة تراث الكتاب المقدس، جزء 107، رقم 1، ص 107- 110، مارس 1988.

 The” Christian Interpolations” in the Apocalypse of Abraham by Robert G. Hall, Journal of Biblical Literature, Vol. 107. No. 1, (Mar. 1988), pp. 107-110

4. الكتابات اليهودية في فترة المعبد الثانية، فان قوركم، 1984، ص 415- 416.

Jewish Writings of the Second Temple Period, by Van Gorcum, Fortress Press, 1984, pp.415- 416.

5. ابوكاليبس لابراهام، كتبه ج هـ بوكس، جمعية احياء العلوم المسيحية، لندن 68، شركة مكميلان 1919.

G. H. Box, M.A. The Apocalypse Of Abraham, Society or Promoting Christian Knowledge, London: 68, HA YMARK E T, S.W. I. New York: HE Macmilan Company, 1919.

6. يذكرنا رجاء قصر المدة حتى مجيئ المختارين بطلب المسيح من اتباعه الدعاء لقصر المدة حتى قدوم المختارين/ انظر متى 24.

7. troverting Salvonic PseudepigraphaRe ,Alexander Kulik ,brahamthe Original of the Apocalypse of A Toward :

ونص العبارات المتصلة كانت كما يلي (يلاحظ اختيار الكسندر لاعتبار ان النص قد خلط بين صفات المصطفى وعدوه):

“29-9:And in the (same) twelfth period of the close of my age I shall set up the man from your seed which you saw. 29-10: Everyone from my people will (finally) admit him, while the sayings of him who was as if called by me will be neglected in their minds. 29-11: And that you saw going out from the left side of the picture and those worshipping him, this (means that)many of the heathen will hope in him. 29-12:And those of your seed you saw on the right side, some shaming and striking him, and some worshipping him, many of them will be misled on his account.”

________________________________________

(*) السوديبيجرافا : يقصد بها تلك الكتب التي نسبت إلى العهد القديم ( التوراة ) ولم يعترف بها فيما بعد مجمع ” جمينا ” – في أواخر القرن الأول الميلادي – بالرغم من أن عددًا كبيرًا منها قبل هذا التاريخ – بل وبعده أيضًا – كان ذا أثر بالغ وقداسة قاطعة عند طوائف عديدة .


الوسوم:

مقالات ذات صلة