التوافق بين القرآن والعلم الحديث: كشف أسرار “سلالة من طين”

 
الجمعة/أغسطس/2024
   

قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (سورة المؤمنون: 12) تشير العبارة “سلالة من طين” إلى أن الإنسان خُلق من مستخلص محدد من الطين، وهو ما يتوافق مع الاكتشافات العلمية الحديثة حول العناصر الأساسية التي تشكل جسم الإنسان. في هذا المقال، سنتناول الإشارات العلمية في هذه الآية وكيف تعكس الإعجاز العلمي في القرآن في حديثه عن الخلق الإلهي..

 تفسير لفظ “سلالة من طين”
“السلالة” تشير إلى مستخلص أو جوهر مستخرج من شيء ما، و”الطين” هو المادة الطينية التي تتكون من التراب والماء. يشير القرآن الكريم إلى أن أصل خلق الإنسان مرتبط بالطين، وهي إشارة إلى أن المادة التي خُلق منها الإنسان ترتبط بعناصر الأرض.

 الإعجاز العلمي

التوافق مع العلم الحديث:

– أكد العلم الحديث أن جسم الإنسان يحتوي على عناصر موجودة في التربة مثل :
– الكربون: هو العنصر الأساسي في المركبات العضوية، وهو يشكل العمود الفقري للجزيئات الحيوية مثل البروتينات، الدهون، والكربوهيدرات التي تبني خلايا الجسم.
– الأوكسجين: يشكل حوالي 65% من جسم الإنسان ويستخدم بشكل أساسي في عملية التنفس الخلوي، حيث يتم تحويل الجلوكوز والأوكسجين إلى طاقة في الخلايا.
– الهيدروجين: هو عنصر حيوي في الماء، الذي يمثل حوالي 60% من جسم الإنسان. الهيدروجين يلعب دورًا أساسيًا في التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، ويساعد في نقل المغذيات والفضلات.
– النيتروجين: مكون أساسي للأحماض الأمينية، التي هي اللبنات الأساسية للبروتينات. البروتينات تشكل الأنسجة والعضلات، وتشارك في العديد من الوظائف الحيوية.
– الكالسيوم: يشكل الهيكل العظمي، حيث يعد أساس العظام والأسنان، كما يلعب دورًا مهمًا في نقل الإشارات العصبية وتخثر الدم.

 دلالة عبارة “سلالة من طين”:

عبارة سلالة من طين تشير إلى أن الإنسان لم يُخلق من كل مكونات الطين، بل من مستخلص معين أو جوهر محدد من الطين. كلمة “سلالة” في اللغة تعني المستخلص أو الخلاصة، وهذا يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى اختار عناصر معينة من الطين لتكوين الإنسان.
هذا المفهوم يتماشى مع الفهم العلمي الحديث، حيث أن جسم الإنسان يتكون من عناصر محددة توجد في التربة، مثل الكربون، الأوكسجين، الهيدروجين، النيتروجين، والكالسيوم. هذه العناصر تمثل “السلالة” أو المستخلص الذي تم منه خلق الإنسان. وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى لم يستخدم كل مكونات الطين في خلق الإنسان، وإنما اختار مواد محددة بعناية ودقة لتشكل الأساس البيولوجي لجسم الإنسان.
إذن، يمكن القول أن “سلالة من طين” تعبر عن عملية اختيار إلهي لعناصر معينة من الطين، تلك التي تشكل المكونات الأساسية لجسم الإنسان، وهي العناصر التي نعرفها اليوم بأنها أساسية للحياة وللتكوين البيولوجي للكائنات الحية.

سؤال: هل يمكن أن تكون العناصر الغازية مثل الأوكسجين والنيتروجين جزءًا من الطين، على الرغم من أنها مواد غازية؟

الجواب:  العناصر الغازية مثل الأوكسجين والنيتروجين يمكن أن تكون جزءًا من الطين ولكن ليس في شكلها الغازي. هذه العناصر تتواجد في الطين عن طريق مركبات كيميائية. على سبيل المثال، الأوكسجين يتواجد في الطين من خلال الأكاسيد والماء، بينما النيتروجين قد يكون جزءًا من مركبات مثل النترات (Nitrates). هذه المركبات تحتوي على العناصر الغازية كجزء من تركيبتها الكيميائية المتكاملة مع باقي المعادن والمركبات في الطين.
 الخلاصة
الآية الكريمة تتضمن إعجازاً علمياً يتجلى في التطابق بين ما ورد في القرآن الكريم وبين ما اكتشفه العلم الحديث بشأن العناصر التي تشكل جسم الإنسان، وارتباطها بأصلها في الطين. هذا يعزز الإيمان باعجاز القرآن الكريم وانه من عند الله سبحانه وتعالى انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

الوسوم:


مقالات ذات صلة