الإعـجـاز الـعـلـمـي حـقـيقــة قـرآنـيــــة
الأحد/يوليو/2022
يدعي البعض أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وهم وخرافة، وهذا الرأي الفاسد تبطله الإشارات العلمية في الآيات القرآنية.
في البداية نقول إن القرآن الكريم ليس كتاب علوم أحياء، كيمياء، فيزياء، فلك، بيئة) ولكنه كتاب علم وهداية ضمنه الله تعالى إشارات علمية تدلل أنه كلام العليم الخبير اللطيف، هو كتاب علم كما قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران (61).
من بعد ما جاءك من العلم): أي من بعد ما أخبرك الله تعالى بحقيقة الأمر في هذه الآيات المتقدمة زبدة التفسير من فتح القدير)، محمد سليمان الأشقر.
فالقرآن كتاب علم في العقيدة، وفي الموضوعات الفقهية، والحلال والحرام وهكذا.
وقال تعالى: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) آل عمران (66).
وبصفتي مختصا في علم النبات والكائنات الحية الدقيقة والبيئة، فسوف أدلل لكم علميا أن في القرآن الكريم العديد من الإشارات العلمية المعجزة.
قال تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)) الحج (5).
وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) فصلت (39)
هامدة: ميتة قاحلة.
خاشعة: يابسة متطامنة جدبة.
اهتزت: تحركت.
ربت: ازدادت وانتفخت.
هاتان الآيتان قمة في الإعجاز القرآني العلمي، ولا يمكن أن يقولها بهذا الترتيب والكلمات إلا العليم الخبير المقدر.
نحن نرى الأرض بين الزرعتين وخلوها من المحصول، نراها هامدة، أي يابسة قاحلة جافة، ثم ينزل عليها ماء المطر أو ماء الري، فتحدث فيها عمليات علمية خفية لا يعلمها إلا العليم الخبير سبحانه وتعالى لخصها القرآن الكريم في إعجاز معجز في كلمتي (اهتزت) (وربت) ثم نرى هذه الأرض قد أنبتت العديد من الأجناس والأنواع والأصناف النباتية (وأنبتت من كل زوج بهيج «أي صنف» بهيج).
وفي الأرض القاحلة المتصحرة ينزل عليها الماء (فتهتز) (وتربوا) كما قال تعالى (اهتزت) (وربت)، وحييت بعد مدة طويلة من الموت) لغياب الماء.
هاتان الآيتان وحدهما تثبتان أن القرآن من عند العليم الخبير، (اهتزت وربت) إعجاز علمي كبير. وقد شرحنا العمليات التي تحدث الاهتزاز في الأرض وربوها في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات.
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) الأنعام (99).
تضمنت هذه الآية الحقائق العلمية التالية:
- الماء ضروري لإخراج نبات كل شيء قابل للخروج والانبات.
- يأتي بعد ذلك ظهور اليخضور أو الخضر أو الكلوروفيل.
- يلي ذلك الإزهار والإثمار وخروج النورات المنتجة للحب المتراكب في القمح والشعير، والذرة والأرز والشوفان.
- وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها) في بعض مراحله حيث يصعب التفريق بينها بسهولة).
- وغير متشابه غير واضح الفروق.
- ثم تأتي الثمار التي تفرق تفريقا علميا قاطعاً بين النبات السابقة.
- إنها دلائل وآيات معجزة من درسها وتفكر فيها آمن بقدرة الله تعالى، وآمن الإيمان العلمي الدراسي الميداني.
انظر إلى قوله تعالى (فأخرجنا به نبات كل شيء) قابل للإنبات بعد نزول المطر، وكلمة كل شيء تشمل: الجراثيم البكتيريا، والفطريات، والطحالب، والحزازيات، والتريديات والنباتات البذرية الزهرية وغير الزهرية.
وبويضات وبييضات بعض الحيوانات تحت الثري.
فكل شيء قابل للإنبات عندما ينزل عليه الماء ينبت ويخرج.
هذه العمليات تدلل دلالة قاطعة على علم الله تعالى والإعجاز في الآيات الكونية في الآيات القرآنية.
ثم يأتي الإعجاز العجيب فأخرجنا منه خضرا ليقوم النبات بعملية البناء الضوئي المتوقفة على وجود الخضر أو اليخضور أو الكلوروفيل.
وتكون النتيجة العلمية لعملية البناء الضوئي في وجود الخضر خروج الحب المتراكب والتراكيب الخاصة بالتكاثر في النخيل والعنب والزيتون والرمان ذات الثمار المختلفة والمعجزة في شكلها الظاهري، وتركيبها الداخلي، وفوائدها الغذائية والصحية والجمالية والتكاثرية ونقل الصفات الوراثية.
وبعد كل هذا الفيض من الحقائق العلمية يأتي المنكرون للإعجاز العلمي والحقائق العلمية في الإشارات الكونية في الآيات القرآنية ويهاجموا الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للحقائق العلمية في الآيات القرآنية.
لقد فوجئ الملحدون والعَلمانيون بدخول المختصين العلميين معترك التفسير لآيات القرآن الكريم كلٌّ في مجال تخصصه العلمي الدقيق بما لا يدع مجالا للشك في علمية هذه الإرشادات وتفسيرها العلمي.
هؤلاء المرجفون يريدون صرف العلميين عن دخول مجال التفسير، ويدعون أن علماءنا لا يعلمون شيئا علميا في مجالاتهم وأن الفضل يعود إلى علماء الغرب في بيان واكتشاف هذه الحقائق.
نحن نقول لهم: وماذا فعلتم أنتم في مجالات تخصصاتكم، أنتم تعايروننا بما تعلمناه ونعلَمه في مجالات تخصصاتنا العلمية، وأنتم اكتفيتم بالنقد والتخذيل والتحقير لنا وللقراء.
هذا يماثل اتهامنا بأننا غير ديمقراطيين، وهل أنتم ديمقراطيون، كلنا في الهم شرق.
من ينكر الإعجاز العلمي في الإشارات العلمية في الآيات القرآنية فهو منكر لوجود الشمس في وضح النهار في الصيف في ديارنا.
ماذا قدمتم أنتم لأمتكم في مجالات دراستكم العلمية من بحوث ومؤلفات علمية منشورة؟!
لا تعايروننا بما فيكم من عيوب فأنتم ترون القذى في أعيننا ولا ترون الجذع في أعينكم، وإن لم تستح فاصنع ما شئت.