“الإشارات العلمية الكونية في سورة يس: دقة النظام الفلكي من منظور القرآن والعلم الحديث”

 
الثلاثاء/أغسطس/2024
   

الآية الكريمة من سورة يس {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 40) تحتوي على إشارات علمية دقيقة تتعلق بالنظام الكوني والحركة الفلكية التي لم تكن معروفة في زمن نزول القرآن، ولكن العلم الحديث أثبتها وأوضحها، ومن هذه الإشارات:

 1.التباعد المستمر بين الشمس والقمر

الآية توضح أن الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر، وهذه إشارة إلى حقيقة علمية وهي أن لكل من الشمس والقمر مساراً ومداراً خاصاً بهما، ولا يلتقيان ولا يتداخلان في مداريهما. العلم الحديث يؤكد أن الشمس والقمر يسيران في مسارات ثابتة ومنفصلة، بحيث لا يمكن أن يحدث تصادم بينهما في حركة منتظمة ومدروسة.

 2. التوازن الدقيق في الحركة

جملة “وكلٌّ في فلكٍ يسبحون” تشير إلى أن كل من الأجرام السماوية بما فيها الشمس والقمر والكواكب، تتحرك في مسارات محددة تشبه السباحة في مدارات محددة ودقيقة. هذا المفهوم يتطابق مع الاكتشافات الحديثة في علم الفلك التي تؤكد أن الأجرام السماوية تتحرك في مدارات بيضاوية حول مراكز جذب معينة بفعل الجاذبية، مثل حركة الكواكب حول الشمس.

 3. عدم حدوث الفوضى في الليل والنهار

في قوله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}، يُفهم أن الليل والنهار يتعاقبان بتوازن دقيق وبنظام لا خلل فيه. وهذا يعبر عن دوران الأرض حول محورها مما يسبب تعاقب الليل والنهار بانتظام. هذه الحقيقة كانت غير معروفة بشكل واضح عند البشر في ذلك الوقت، إلا أن العلم الحديث أظهر أن هذا التعاقب يعود إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس.

 4. الحركة الدائمة

استخدام تعبير “يسبحون” يعطي إيحاءً بالحركة المستمرة والدائمة، وهذا يتفق مع المفهوم العلمي الحديث بأن الأجرام السماوية في حركة مستمرة، لا تتوقف أبداً في مداراتها بفعل قوانين الفيزياء الكونية، مثل الجاذبية وحفظ الطاقة.
هذه الآية الكريمة تحمل في طياتها إعجازاً علمياً واضحاً يتعلق بفهمنا المعاصر للنظام الكوني وحركة الأجرام السماوية، وهو ما يعزز من دقة الوحي القرآني وإشارته إلى حقائق كونية دقيقة لم تكن معروفة في العصور السابقة.

الوسوم:


مقالات ذات صلة