🧬 مفارقة الشعوب الغنية: حين يعجز الثراء عن إنجاب الحياة

 
الأثنين/أغسطس/2025
   

لماذا تتناقص المواليد في أوروبا وآسيا رغم وفرة المال والصحة؟ وما سرّ تعارض الإنسان الحديث مع قوانين الطبيعة؟

في عالم الطبيعة، إذا توفرت مقومات الحياة من ماء وغذاء وأمن، تكاثرت الكائنات الحية من نباتات وحيوانات تلقائيًا.
لكن في حالة الإنسان الحديث، وخاصة في الدول الغنية، نرى العكس تمامًا:
كلما زاد الرفاه والتعليم والرعاية الصحية، تراجعت معدلات الإنجاب، وزادت العزوف عن الزواج.

بل الأخطر من ذلك، أن عدد الوفيات بات يفوق عدد المواليد في عدة دول، في ظاهرة تُنذر بانكماش سكاني حاد.

🇫🇷 فرنسا: البداية الصادمة لعام 2025

أعلن المعهد الفرنسي للإحصاء INSEE أن عدد الوفيات خلال 12 شهرًا (من يونيو 2024 إلى مايو 2025) بلغ 651,000 وفاة،
بينما بلغ عدد الولادات 650,000 فقط.

☑️ هذا أول عجز طبيعي (عدد مواليد أقل من الوفيات) منذ عام 1945.(1)

🌍 دول أخرى تعيش نفس الظاهرة

ظاهرة “العقم الديموغرافي الطوعي” تنتشر بقوة في أوروبا وشرق آسيا:

  • ألمانيا: معدل الخصوبة 1.49 – العجز مستمر منذ 1972.

  • إيطاليا: الخصوبة 1.24 – رغم المهاجرين.

  • إسبانيا: 1.29 – الأسرة التقليدية تتلاشى.

  • اليابان: 1.26 – عدد السكان يتناقص منذ 2007.

  • كوريا الجنوبية: 0.72 – أدنى معدل في العالم.

  • الصين: 1.2 – بدأ التناقص السكاني رسميًا في 2022.

  • بلغاريا: منذ التسعينات، فقدت ربع سكانها تقريباً. (2)

📉 في المقابل: دول إسلامية… ما زالت تنجب

رغم التحديات الاقتصادية والحروب والحصار، فإن العديد من الدول الإسلامية ما زالت تحافظ على معدلات خصوبة فوق مستوى الإحلال (2.1 طفل/امرأة)، مما يعكس قوة الفطرة والدين والأسرة.

🔹 مصر: 2.85 طفل لكل امرأة
🔹 سوريا: بين 2.9 و3.3 (تقديريًا)
🔹 الأردن: 2.65
🔹 باكستان: 3.4
🔹 السودان: 4.0
🔹 اليمن: 3.6
🔹 العراق: 3.5
🔹 أفغانستان: 4.3
🔹 موريتانيا: 4.1
🔹 النيجر (دولة إسلامية): الأعلى عالميًا بـ 6.7 طفل لكل امرأة (3).

❓ هل يتناقض هذا مع “القانون الطبيعي”؟

نعم، من حيث الظاهر.
فالقانون البيولوجي يقول:

“أي كائن إذا توفرت له بيئة ملائمة سيتكاثر تلقائياً.”

🔸 لكن الإنسان الحديث تجاوز فطرته…
أصبح يُقرّر الإنجاب لا بدافع البقاء، بل بدافع الراحة، المصلحة، أو القلق… فانقلبت المعادلة.

🧠 لماذا العزوف عن الإنجاب في الدول المتقدمة؟

  1. الفردانية الحديثة:
    “أنا أولًا، والحياة لنفسي”… جعلت الطفل عبئًا.

  2. النسوية المتطرفة:
    ترى في الأمومة عائقًا للنجاح المهني.

  3. العلمنة وفقدان المعنى:
    لا إيمان، لا آخرة، لا بُعد روحي للنسل.

  4. الخوف من المستقبل:
    مناخ، حروب، اقتصاد… كلها ذرائع للعزوف.

  5. تفكك الأسرة:
    الزواج تقليد “قديم”، والاستقرار صار نادرًا.(4)

🕋 من منظور الإسلام والفطرة

الإسلام يربط الإنجاب بـ:

  • العبادة.

  • الخلافة في الأرض.

  • الاستمرارية الشرعية.

  • الأجر والمثوبة.

قال رسول الله ﷺ:
«تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ»
📚 رواه أبو داود (2050) وصححه الألباني

وقال تعالى:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
📖 [الكهف: 46]

🔚 الخلاصة: متى يُعقّم الإنسان نفسه طوعاً؟

🔸 المال دون دين = فراغ وجودي
🔸 الحرية بلا مسؤولية = حياة عاقر
🔸 التمدن بلا فطرة = انقراض ناعم

📣 دعوة للتأمل

يا من أنعم الله عليك بالرزق والصحة والسكينة…
هل فقدتَ رغبتك في البقاء والاستمرار؟
هل صرتَ تخاف من ولد يُشبهك… أكثر مما تخاف من قبرٍ لا وارث لك فيه؟

عد إلى فطرتك، وأحْيِ سُنَّة الحياة… قبل أن تصير أرقامًا في قائمة منقرضين.

📌 المصادر : 

  1. 🔗 المصدر: INSEE
  2. 🔗 مصادر: BBC | Japan Times | Statistics Korea
  3. 📌 المصدر: UNFPA Data 2024
  4. 🔗 Nature Study – الشباب الأوروبي يرفض الإنجاب بسبب التغير المناخي


الوسوم:


مقالات ذات صلة