وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ
الثلاثاء/ديسمبر/2019
بقلم/صبحي رمضان فرج
مدرس مساعد-كلية الآداب-جامعة المنوفية-جمهورية مصر العربية
لقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين ليبين لهم هدفا من أهداف بعثته، فقال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“[السلسلة الصحيحة] ، فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليريح المظلومين من شبح العنصرية المبنية على اختلاف الأديان والأوطان والألوان والألسنة، فيعلن النبي وهو عربي للبشرية جمعاء “إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى” [ غاية المرام] ، ويزيع لهم خبر السماء “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ“[ الحجرات:13] ، ثم يعرفهم الأصل الذي ينتمون إليه ليلتفوا حوله جميعا “الناس ولد آدم وآدم من تراب“[ السلسلة الصحيحة]، ويزيح ستار الظلم والبغي”إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد” [السلسلة الصحيحة] .
قال تعالى“وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ“( الروم:22)، قال ابن كثير-رحمه الله-يقول تعالى”وَمِنْ آيَاتِهِ” الدالة على قدرته العظيمة “خَلْقُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ” أي خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها وسقوف أجرامها وزهارة كواكبها ونجومها الثوابت والسيارات وخلق الأرض في انخفاضها وكثافتها وما فيها من جبال وأودية وبحار وقفار وحيوان وأشجار. وقوله تعالى “وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ” يعني اللغات فهؤلاء بلغة العرب وهؤلاء تتر لهم لغة أخرى وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء تكرور وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء عجم وهؤلاء صقالبة وهؤلاء خرز وهؤلاء أرمن وهؤلاء أكراد إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم واختلاف ألوانهم وهي حلاهم فجميع أهل الأرض بل أهل الدنيا منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة كل له عينان وحاجبان وأنف وجبين وفم وخدان وليس يشبه واحد منهم الآخر بل لا بد أن يفارقه بشيء من السمت أو الهيئة أو الكلام ظاهرا كان أو خفيا يظهر عند التأمل كل وجه منهم أسلوب بذاته وهيئة لا تشبه أخرى ولو توافق جماعة في صفة من جمال أو قبح لابد من فارق بين كل واحد منهم وبين الآخر” إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ“ .
وقال القرطبي-رحمه الله-“وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ” اللسان في الفم؛ وفيه اختلاف اللغات: من العربية والعجمية والتركية والرومية. واختلاف الألوان في الصور: من البياض والسواد والحمرة؛ فلا تكاد ترى أحدا إلا وأنت تفرق بينه وبين الآخر. وليس هذه الأشياء من فعل النطفة ولا من فعل الأبوين؛ فلا بد من فاعل، فعلم أن الفاعل هو الله تعالى؛ فهذا من أدل دليل على المدبر البارئ. “إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّلْعَالَمِينَ” أي للبر والفاجر، وقرأ حفص: “لِلْعَالِمِينَ“ بكسر اللام جمع عالِم”
وقال الطبري-رحمه الله-ومن حججه وأدلته أيضا علـى أنه لا يُعجزه شيء, وأنه إذا شاء أمات من كان حيا من خـلقه, ثم إذا شاء أنشره وأعاده كما كان قبل إماتته إياه خـلقه السموات والأرض من غير شيء أحدث ذلك منه, بل بقدرته التـي لا يـمتنع معها علـيه شيء أراده، “وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ” يقول: واختلاف منطق ألسنتكم ولغاتها وألْوَانِكُمْ يقول: واختلاف ألوان أجسامكم “إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ“ يقول: إن فـي فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لـخـلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التـي كانوا بها قبل مـماتهم من بعد فنائهم.
قدرة الله… وتعدد الألسن:
اللغة هى نسق من الإشارات والرموز، يشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة. وبدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي. وترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني. ومن خلال اللغة فقط تحصل الفكرة على وجودها الواقعي. كما ترمز اللغة إلى الأشياء المنعكسة فيها.
واختلف علماء اللغة في تعيين سبب تعدد اللغات فمنهم من قال أن اللغة وضعية (أي: إن كل قوم قد اتفقوا على وضع لفظ معين ليدل على مدلول معين ) وقال آخرون إن اللغة ربانية وليست وضعية أي أن الله قد ألهم كل قوم لغتهم. والقول الراجح قول من قال (( إن الله قد علم كل قوم لغتهم بطريق الإلهام )) ويشهد لذلك ما يلي:
أولاً: قوله تعالى”وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا“(البقرة:31) والمعلوم أن التعليم هنا لم يكن بالإلقاء المباشر كما هو شأن التلميذ مع الأستاذ ، وإنما كان مركوزا بالفطرة والجبلة بإذن الله بحيث يستطيع ادم أن يطلق الأسماء على المسميات بما أتاه الله من استعداد جبلي وهذا الاستعداد موروث من ادم لبنيه ، وذلك ليتيسر لهم ما وجب عليهم من مقتضيات الاستخلاف في الأرض .
ثانياً: قوله تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّلْعَالَمِينَ“( الروم:22) ووجه الدلالة من الآية أن الله قرن اختلاف الألسنة باختلاف الألوان وقدم على ذلك خلق السموات والأرض، وفي هذه إشارة إلى الناموس الإلهي في خلق السموات والأرض هو نفسه الناموس الذي يحكم الألوان والألسن، وكما أن لون البشرة كامن في الجينات الوراثية فكذلك الاستعداد للنطق والقدرة على التعبير وإمكان إطلاق اللفظ المعين على المعنى المراد، كل ذلك كامن من اصل الجبلة الإنسانية.
ثالثاً: جعله سبحانه اختلاف الألسنة في سياق الآيات الربانية الدالة على تفرده بالخلق والتدبير، وهذا يؤكد أن معلم اللغات هو الله تعالى بطريق الإلهام، وإلا لما كان اختلاف اللغات من الآيات الربانية الدالة على تفرده بالخلق والتدبير .
رابعاً: قوله تعالى:”إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّلْعَالَمِينَ“، أي: في خلق السموات والأرض واختلاف الألوان واللغات دلالة على قدرة الله وتفرده بالخلق والإيجاد، ولا يدرك سر تلك الدلالة الباهرة إلا العلماء العالمون بأسرار الخلق، ولو أن اختلاف اللغات راجعاً إلى البيئة أو الاتفاق لما كان ذلك من آيات الله ولما خص سبحانه العلماء بتلك المعرفة .
وتنقسم لغات العالم في الوقت الحالي إلى عائلات لغوية، كاللغات الأفريقية الآسيوية واللغات الهندية الأوروبية، حيث تحوي كل منها عددًا من اللغات ذوات الأصول والخصائص المتشابهة.
ويأتي في مقدمة لغات العالم من حيث عدد المتحدثين اللغة الصينية والعربية والأسبانية والإنجليزية والبنغالية والهندية والبرتغالية والروسية واليابانية على الترتيب، حيث يزيد عدد المتحدثين بهذه اللغات عن المائة مليون نسمة.
جدول رقم(1) اللغات التي يتحدث بها أكثر من 100 مليون شخص كلغة أم
شكل رقم(1) توزيع اللغات الرئيسة في العالم
أما اللغات التي يتحدث بها قرابة المائة مليون وأقل فيأتي في طليعتها الألمانية ( 101 مليون) والفرنسية (100 مليون) والپنجابية( 90 مليون) والجاوية( 76 مليون) والكورية (72 مليون) والفارسية ( 71 مليون) والفيتنامية ( 70 مليون) والتيلوغو (69 مليون لغة رسمية في الهند) والماراثية (68 مليون لغة رسمية في الهند) والتاميلية(67 مليون لغة رسمية في الهند) والآردية( 61 مليون) والإيطالية( 60 مليون) والتركية (60 مليون) والامازيغية( 47 مليون لغة غير رسمية في لي دولة ووطنية في المغرب الجزائر ليبيا مالي) والجوجاريتية( 46 مليون لغة رسمية في الهند) والبولندية( 45 مليون) والكردية ( أكثر من 40 مليون لغة رسمية في العراق) والأوكرانية( 39 مليون) والمالايالامية(36 مليون لغة رسمية في الهند) والكانّادية (35 مليون لغة رسمية في الهند في ولاية كارناتاكا) والأوريّا (32 مليون لغة رسمية في الهند في ولاية أوريسّا) والبورمية(31 مليون لغة رسمية في ميانمار) والتايلاندية(35 مليون) والأمهرية(35 مليون) والسندية (54.3 مليون).
اختلاف الأجناس والألوان أية ربانية ومداخل ضالة إلى تفرقة عنصرية:
كان المصريون القُدامى والإغريق والرومان على صلة بأقوام ذوي بشرة قاتمة وشعر أجعد يعيشون في إفريقيا، كما أنهم كانوا يتصلون بأقوام يسمّوْن بذوي البشرة الصفراء في آسيا، لمعظمهم ثنية من جلد جفونهم تمتد إلى الركن الداخلي (الموق) لعيونهم. وهكذا كانت المعلومات المحدودة عن سكان العالم في ذلك الزمان توحي بوجود ثلاثة أجناس من البشر: الأوروبي أو الأبيض، الإفريقي أو الأسْود، الآسيوي أو الأصفر. ثم أصبحت هذه المجموعات تعرف في النهاية بالقوقازية والزنجية والمغولية على التوالي. وقد دأب العلماء سنين كثيرة على محاولة تصنيف جميع العشائر البشرية وفقًا لهذه الأجناس الثلاثة، أو بعض الصور المحوَّرة منها. فقد كانوا يعتقدون أن جميع الناس ينتمون إلى عدد محدود من الأجناس، وأن خصائص كل جنس ثابتة لا تتغير.
وظل العلماء سنوات عديدة يصنفون جميع العشائر البشرية في واحد من أجناس ثلاثة: القوقازي، والزنجي، والمغولي. وتظهر هذه الصور الثلاث الخصائص الجسمانية التي كان يُعتقد أنها تمثل الطراز المميَّز لأفراد كل جنس من هذه الأجناس.
صورة(2)الخصائص القوقازية كان يُعتقد أنها تشمل: بشرة شقراء، وشعرا ناعما فاتح اللون – إما مُرسلاً أو متوجًا. وكذلك كان يُظن أن زرقة العينين ودقة الأنف ورقة الشفتين من الخصائص القوقازية. |
صورة(3)الخصائص الزنجية كان يُعتقد أنها تشمل: بشرة لونها بني قاتم أو أسود، وشعرًا خشنًا جعدًا أسود اللون. وكذلك كان يُظن أن العينين البنيتين والأنف العريض والشفتين الغليظتين من الخصائص الزنجية. |
صورة(4)الخصائص المغولية كان يُعتقد أنها تشمل: بشرة صفراء، وشعرًا خشنًا مرسلا أسود اللون. وكذلك كان يُظن أن وجود ثنية من الجلد تمتد عبر الركن الداخلي للعين من الخصائص المغولية. |
وقد أدَّت الحقبة الرئيسة للكشوف الأوروبية فيما وراء البحار، والتي بدأت في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، إلى زيادة الاتصال بأقوام من حضارات شتَّى، حتى أصبح من الواضح في القرن التاسع عشر الميلادي أنه ليس من اليسير إلحاق معظم سكان العالم بنظام الأجناس الثلاثة.
وكان يُعتقد أن الأجناس الجغرافية قد وجدت بسبب الانعزال الناجم عن المحيطات والجبال والصحاري.وابتدع بعض علماء الإنسان في الخمسينيات من القرن العشرين نظامًا جديدًا لتصنيف الأجناس، وذلك في محاولتهم التوفيق بين نظرية التطوّر والتباين المشاهد بين العشائر البشرية في العالم الحديث، حيث قسَّموا البشر أقسامًا رئيسة، أسموها أجناسًا جغرافية، وكانت هذه الأجناس مجموعات من العشائر التي تسودها مميِّزات متشابهة. وقد اعتمد نظام شائع الاستخدام من تلك الأنظمة تسعة أجناس جغرافية: 1-الأسترالي 2-الآسيوي3- الإفريقي 4-الأوروبي 5-البولينيزي 6-الميلانيزي 7-الميكرونيزي 8-الهندي 9-الهندي الأمريكي.
ويمكن القول إن تلك الأجناس الجغرافية كانت تنتشر على امتداد مساحات قارية رئيسة وسلاسل جزرية كبرى، ولكنها لم تناظر القارات مناظرة دقيقة. فعلى سبيل المثال، شمل الجنس الجغرافي الأوروبي ، عشائر منتشرة في أوروبا، وفي الشرق الأوسط، وشمالي الصحراء الكبرى في إفريقيا، كما شمل أيضًا أقوامًا منحدرة من تلك العشائر في مناطق أخرى من العالم مثل البيض في أمريكا الشمالية وفي أستراليا.
دور لون البشرة في تصنيف الأجناس: وفقًا لنظرية الأجناس الجغرافية، ينتمي الأفراد في الصف العلوي من الصور إلى الجنس الأوروبي، في حين ينتمي الأفراد في الصف السفلي إلى الجنس الإفريقي. بيد أن لون البشرة يتباين تباينًا واسعًا في كل من هاتين المجموعتين |
وكان من المعتقد أن الأجناس الجغرافية قد نشأت بسبب الانعزال الناجم من الحواجز الطبيعية مثل المحيطات والجبال والصحارى. واعتمد هذا الرأي على أن هذه الحواجز قد فصلت جماعات من البشر بعضها عن بعض آلافًا عديدة من السنين، وهذا جعل العشائر تتطور في اتجاهات مختلفة. وقد استخدم علماء علم الإنسان مصطلح الأجناس المحلية لوصف الأقسام الفرعية المتميزة من الأجناس الجغرافية. وكان بعض تلك الأجناس المحلية يضم ملايين الأفراد، في حين كان بعضها الآخر يضم جماعات قليلة العدد. وقد استخدم بعض علماء علم الإنسان مصطلح الجُنيْسات أو الأجناس الصغرى للأقسام الفرعية من العشائر التي تعيش في داخل الأجناس المحلية. وقد مثَّل هذا النظام التصنيفي المفصَّل والموسَّع تغييرا جوهريًا في النظرة إلى الأجناس البشرية.
ومؤخرا ظهرت بدائل للتصنيف الجنسي (العرقي)، حيث أقام العلماء التصنيف الجنسي في الماضي على أساس مجموعات من الخصائص الجسمانية كان يفترض أنها تمثل الفرد النموذجي من كل جنس. ولكن كثيرًا من الأفراد الذين كانوا يُصنفون في جنس ما لم تظهر فيهم جميع الخصائص التي كانت تُنسب إلى ذلك الجنس. هذا فضلاً عن أن العلماء الذين أقاموا نظم التصنيف لم يتفقوا دائمًا على ماهية الخصائص التي ينبغي عليهم الاعتداد بها ولا على عددها.
ويمكننا أن نتخذ لون البشرة مثالاً لكي نتفهَّم المشكلات المرتبطة بتعريفنا الأجناس باستخدام الخصائص النموذجية، فالمسؤول عن لون بشرة الجسم صبغة تسمَّى الملانين، فالبشرة القاتمة تحوي من الملانين مقدارًا يفوق ما تحويه البشرة الفاتحة. وقد استُخدم لون البشرة خاصيةً تصنيفية أساسية في جميع نظم الأجناس. فعلى سبيل المثال اعتبر لون البشرة البني الفاتح نموذجيًا للأفراد من الجنس الجغرافي الأوروبي، ولكن لون بشرة بعض أفراد ذلك الجنس أفتح كثيرًا من ذلك اللون النموذجي، كما أن أفرادًا آخرين لون بشرتهم أكثر قتامة. ومما يزيد الأمور اختلاطًا أن بعض ذوي البشرة القاتمة من أفراد الجنس الجغرافي الأوروبي يماثلون في لون بشرتهم بعض ذوي البشرة الفاتحة من أفراد الجنس الجغرافي الإفريقي. ونظرًا لهذه التعقيدات أصبح من العسير للغاية إلحاق بعض الناس بجنس ما اعتمادًا على لون البشرة وحده.
ولم تسفر زيادة عدد الخصائص المستخدمة في تعريف الأجناس إلا عن إضافة مشكلات جديدة. فشكل الشفتين وحجمهما، مثلاً، يتباينان تباينًا واسعًا بين أقوام كانوا يعدون أعضاءً من الجنس نفسه. ثم إن شكل الشفتين أظهر ذلك اللون من التداخل بين ما يفترض أنهم أعضاء أجناس مختلفة، كما حدث في حال لون البشرة.
الأمر الذي ألجأ علماء الأنثروبولوجي(علم الإنسان) إلى بدائل أخرى للنظم التقليدية لتصنيف الأجناس، مثل المدخل المَمَالي(أو الكلايْني) والمدخل العشائري.
وقد أساء كثيرا من الناس فهم فكرة الجنس(العرق) البشري، بل إن المصطلح قد أسيء استخدامه في بعض الأحيان عن عمد. وكثيرًا ما خلط الناس أيضًا بين المفهوم الأحيائي للجنس والحضارة أو اللغة القومية أو الدين. فالفروق الجسدية قد أدت ببعض الناس إلى الانتهاء إلى نتيجة خاطئة وهي أن أفراد الجماعات المختلفة يولدون وبهم اختلافات في الذكاء والمواهب والقيم الأخلاقية. ولقد اتُّخذ الجنس أساسًا رئيسًا للتمييز في المعاملة، أي معاملة كل جماعة للجماعات الأخرى على أنها ذات مستوى أدنى منها، فيما يعرف بـ”التفرقة العنصرية”
فكان اليونان يعتقدون أنهم شعبُ مُخْتار، خُلِقوا من عناصر تختلف عن العناصر التي خُلِقت منها الشعوب الأخرى، التي كانوا يُطلقون عليها اسم “الْبَرْبَر” وقد قرَّر أرسطو في كتابه “السياسة” أن الآلهة خَلَقَت فَصِيلتين من الأنَاسِي، فَصِيلة زوَّدتها بالعقل والإرادة، وهي اليونان، وقد فَطَرَتها على هذا التكوين الكامل لتكون خَلِيفتها في الأرض، وسَيِّدة على سائر الخَلق، وفَصيلة لم تُزودها إلا بقوة الجسم وما يتصل اتصالاً مباشرًا به، وهم الْبَرابِرة أي ما عدا اليونان من بني آدم، وقد فُطِروا على هذا التقويم الناقص ليكونوا عبيدًا مُسَخَّرين للفَصيلة المُختارة المُصطفاة وكانوا يُقِرون الرِّق الذي يقول فيه أرسطو: “إنَّ الرَّقيق آلة ذو رُوح، أو متاعٌ تقوم به الحياة”، فهم لا يدخلونه في عِداد المخلوقات الإنسانية.
وكذلك كان الرومان يعتقدون كما يعتقدُ اليونان أنهم سادةُ العالم، وأن غيرهم بَرابِرة خَدَمٌ لهم، وكانت قوانينهم تُقر الرِّق، وتُعامل الرَّقيق على أنه متاعٌ، مُدَّعين أن استعباده رحمة به من القتل الذي تتعرض له الحيوانات، وإلى جانب الاسترقاق بالحروب كانوا يَسْتَرقون الفقير إذا عجز عن أداء الدَّيْن، ولم تكن للرقيق حقوق قانونية ولا مدنية، ولا يستطيع أن يُقاضي سَيِّده أو يتظلم من سوء مُعاملته، بل كان لسيِّده الحقُّ في قتله دون مُجازاة، ولم يُخفف من حِدة هذه المُعاملة الدِّين المسيحي الذي اعتنقه الرومان بعد.
وادَّعى اليهود أنهم شعب الله المُختار، وأن الإله الذي يعبدونه لا ينبغي أن يكون معبودًا لغيرهم من الناس الذين كانوا يُطلقون عليهم أُميين، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤه) ، فكان ردُّ الله عليهم أنهم كغيرهم من خَلْقِه لا يفْضُل أحد على أحد إلا بالعمل فقال تعالى: (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبْكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) (المائدة:18) وكانوا يعتقدون أن غيرهم من الأميين ليست لهم حقوق كحقوقهم، كما حكى الله عنهم بقوله: (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الُأمِّيِّين سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبََ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75) وكانوا يُبيحون استرقاق من عَداهم عند العَجْزِ عن الوفاء بالدَّيْن، ومَا يزال شعور التَّعالي والتعصُّب العنصري موجودًا لديهم حتى الآن، وكانت قِمته هي الصهيونية بمظاهرها وأساليبها المعروفة التي تتنافى مع الكرامة الإنسانية.
وعلى الرغم من إصدار القرارات ضد التفرقة العُنْصرية في المؤتمرات الدولية المتعاقبة منذ مطلع القرن التاسع عشر، كان آخرها اتفاق عُصْبة الأمم سنة 1926م، الذي وقَّعه ثمانٍ وثلاثون دولة، وعلى الرغم من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلنته الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر سنة 1948م فإن التفرقة العُنصرية مازالت تُمارس في بعض الدول المعاصرة ومن أبرز مظاهرها ما يوجد في أمريكا وجنوب أفريقيا.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية الآن حوالي عشرين مليونًا من الملونين، يقطُن أكثرهم في الولايات الجنوبية، وقد قامت حرب أهلية بين الشمال والجنوب من سنة 1860م إلى سنة 1865م بزعامة (لنكولن) صاحب فكرة تحرير العبيد، وقد قُتل بيد عنصري مُتعصب يسمى (بوث) في 14 من أبريل سنة1865م ، وكان الجنوب مُصرًا على الإبقاء على التفرقة العنصرية لضمان استخدام الرقيق في مزارعه، وكان الشمال يُصرُّ على تحريره ليتمكن من الهجرة إلى الشمال ويعمل في مصانعه، ومن هنا يعرف أن الهدف من هذه الحرب كان اقتصاديًا استغلاليًا وليس ثورة على الكرامة الإنسانية.
وإذا كانت الحرب قد انتهت بتقرير المساواة فإن التفرقة ما زالت تُمارس عمليًا ومنصوصًا عليها في قوانين بعض الولايات ففي دستور ولاية (مسيسبي) في الفصل الثامن في التربية والتعليم (مادة 207) : “يراعى في هذا الحقل أن يفصل بين أطفال الزنوج، فتكون لكلِّ فريق مدارسه الخاصة” وفي الفصل الرابع عشر (أحكام عامة) مادة 263: “أن زواج شخص أبيض من شخص زِنْجِي يُعد غير شرعي وباطلاً“، بل جاء في قانون هذه الولاية: “أنَّ الذي يُطالب بالمساواة الاجتماعية والتزاوج بين البيض والسود، بالطبع أو النشر أو أية وسيلة، يُعتبر عمله جُرمًا يُعَاقِب عليه القانون“.
وهذه التشريعات تُطبق في عدة ولايات أمريكية، كما جاء في تقرير قُدِّم إلى الأمم المتحدة سنة 1947، تحت عنوان (نداء إلى العالم).
على أن الكنيسة نفسها شاركت في إقرار هذا الظلم، فإنَّ للزنوج كنائس خاصة، ولا يصحُّ لهم أن يعبدوا ربَّهم في كنائس البيض مع أن الذي خلقهم جميعًا واحد وهو الله سبحانه. وقد تأسست في الجنوب جمعية (كلوكلوكس كلان ) لإرهاب المُلونين، وانتشرت في جميع أنحاء الولايات المُتحدة، وهي قائمة على أنقاض جمعية لإرهاب الكاثوليك ومَنْع هجرتهم.
لوحة(6) التفرقة العنصرية بين البيض والسود داخل الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام المرافق وتوفير الخدمات |
وفي جنوب أفريقيا طبقت سياسة الأبارتيد أي التفرقة العنصرية بشكل رسمي بجنوب أفريقيا، حيث لم يكن مسموحًا للسود بالعمل إلا في أعمال محددة ومنعوا من حق الانتخاب وحق الملكية إضافة إلى انعدام المساواة بينهم وبين البيض في تقاضي الأجور إضافة إلي عزلهم في المساكن وأماكن العمل والمدارس. وتم توسيع سياسة التمييز العنصري في البلاد، فحكم الأربعة ملايين من العناصر البيضاء بقية السكان من غير البيض والذين قدر عددهم بحوالي 29 مليون، وسلكت الحكومة البيضاء سياسة عزل الأفارقة السود في مناطق خاصة بهم، وتوفير الخدمات العامة لهم كالتعليم والصحة بمعزل عن البيض.
فلسفة الإسلام في رفْضه للتفرقة العُنصرية:
روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك”.
وعلى ذلك فتفاضل الناس إنما يقوم على التقوى وتمايزهم إنما يكون بالعمل الصالح، قال تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”(الحجرات:13)،قال ابن كثير-رحمه الله-“يقول تعالى مخبراً للناس أنه خلقهم من نفس واحدة وجعل منها زوجها, وهما آدم وحواء, وجعلهم شعوباً وهي أعم من القبائل, وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ وغير ذلك…وقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} أي إنما تتفاضلون عند الله تعالى بالتقوى لا بالأحساب، وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال مسلم رحمه الله: حدثنا عمرو الناقد, حدثنا كثير بن هشام, حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع عن أبي هلال عن بكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى الله»”.
وتتمثل أهم معالم فلسفة الإسلام في نظرته إلى الإنسان ونبذ التفرقة القائمة على العرق في التالي:
(أ) قرَّر الإسلام أيضًا أننا مَوْلُودون من أب واحد هو آدم، فنسبنا جميعًا واحدٌ، ونحن إخوة في هذه الأسرة الإنسانية الواسعة، وإذا كان لبعض أفرادها نوع امتياز بلوْن أو شكل أو نشاط فذلك لا يغض من قيمته في أنه يشكِّل ركنًا أساسيًا في تآلف هذه المجموعة وتضامنها في عمارة الكون وتحقيق الخلافة في الأرض، كما يُعَبِّر بعض الكاتبين عن ذلك بقوله: الإنسانية كلُّها حديقة كبيرة تختلف ألوان أزهارها وما يفوح منها من عِطر دون أن يكون للون أو رائحة انفصال عن الآخر في إبراز بهجة هذه الحديقة، قال تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنَهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وِالأرْحَامَ” (النساء:1) وقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله أذهب عنكم عَيْبَة الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مُؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خُلق من تراب” رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
(ب) قرَّر الإسلام أن الناس جميعًا مخلوقون لخالق واحد هو الله سبحانه، فمبدؤهم منه خَلْقًا، ونهايتهم إليه بعثًا وحسابًا “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (يس:83) “اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَل مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيءٍ“(الروم:40) ، فهو وحده المُحيي والرازق والمُمِيت والمُعيد للنشور، وكلُّنا مدينون له بهذا كلِّه وليس له شريك فيه، سواء أقرَّ بذلك المؤمنون أم جحد المُلحدون، ومن هنا لا يكون لأحد منَّا فضل على الآخر في هذه النواحي الجامعة لمسيرة الحياة من مبدئها إلى منتهاها وما يجري بينهما.
(ت) جعل الإسلام الناس مُوزعين إلى مجموعات نِسْبية على الرغم من اتفاقهم في هذه الأصول؛ وذلك ليتميز بعضهم عن بعض، ولتعرَف الحقوق وتُحدَّد الواجبات، ويسهل تنظيم أمر الجماعة، فهذا الإجراء تنظيمي بَحْت لا يمس جوهر المساواة الحقيقية في الأصول المذكورة، وهذا التوزيع نِعمة من نعم الله؛ لأنه مُقْتضى النظام، والنظام تستريح له النفس ويطمئن إليه القلب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات:13).
(ث) جعل الإسلام هناك تفاوتًا في المُعاملة بين البشر لا على الجِنس أو اللون أو اللسان بل على أساس الكمالات النفسية والأخلاق الطيبة والعمل الصالح القائم على الإيمان بالله، فالطبيعة البشرية واحدة، وإن كان هناك اختلافٌ فهو لأمور عارضة كتأثير البيئة ، وعدم إتاحة الفرصة للبعض أن يكمل نفسه، وحارب الإسلام أن يكون هناك تفاوت في المعاملة على غير هذا الأساس، كما تدلُّ عليه آية الحُجرات السابقة، وحديث “من بَطَّأ به عمله لم يُسْرِع به نَسَبُه” رواه مسلم، وحديث “ليس منَّا من قاتل على عَصبية وليس منا من مات على عصبية” رواه أبو داود وحديث “الناس معادِن خِيَارُهُم فِي الجاهلية خِيَارهُم في الإسلام إذا فَقِهوا” رواه البخاري ومسلم.
ويظهر موقف الإسلام جليًا في محاربته للتفرقة العُنصرية في تشريعه الحَكيم لإبطال الرِّق يتمثل في ثلاث إجراءات رئيسة وهي:
(أ) تضييق باب الرِّق الذي كان مُتسعًا جدًا قبل الإسلام، من حَرب وخَطْف وشراء وغير ذلك، وحَصْره في مورد واحدٍ هو الأسْر في الحروب المشروعة إذا رأى الإمام أن يضرب الرِّق على الأسرى، والأسْر مبدأ معمولٌ به قديمًا وحديثًا، وله أثره عند التصالح وتبادل الأسرى، ولم يكن الشراء طريقًا؛ لامتلاك الرقيق إلا في عهد معاوية، كما قال المُحققون.
(ب) فتح الأبواب الواسعة لتحرير الرقيق، وإيجاد مَنافذ كثيرة للانطلاق من الرِّق إلى الحُرية، فحثَّت النصوص على العِتق في كثير من الأحاديث، وجعلته كفارة لكثير من الأخطاء، كالقتل الخطأ والإفطار في رمضان والحِنث في اليمين والظِّهار وشجَّع على مُكاتبة الرقيق وتيسير دفع ما يلزمه، وأباح التسري بالإماء دون تحديد بعدد، وليس هذا إطلاقًا للمُتعة الجنسية بل للحصول على حرية الإماء إذا حَمَلْنَ من السادة وولدْن، فإنهن يُعْتَقن بعد موتهم، وكذلك ليسري الدم العربي إلى غيره من الأجناس الأخرى التي كان منها الأسرى.
(ت) الأمر بالإحسان إلى الرقيق حتى تحين الفرصة لعِتقهم، والوصايا في ذلك كثيرة يكفي منها مُراعاة شعوره، فلا يُقال له: عبدي أو أمَتي، بل يُقال فَتاي وفتاتي، كما رواه مسلم، وإكرامه في مَطْعمه ومَلْبسه، كما في الحديث “هُم إخوانكم وخَوْلكم جعلهم الله تحت أيديكُم، فمن كان أخوه تحت يده فليطْعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعيونهم” رواه البخاري ومسلم، وعندما سمع النبي أبا ذر يُعيِّر رجلاً بأمه السوداء قال له: “إنك امرؤ فيك جاهلية” .
وهكذا يضرب الإسلام أروعَ الأمثلة في تكريم الإنسان احتراماً لآدميته، وصدق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ قال: متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي: [email protected]
قائمة المراجع:
(1) مجلة التوحيد، اللجنة العلمية، رسولنا الذي لم يعرفوه ،مجلة التوحيد ، العدد 410 ، 1427 هـ .
(2) مجلة اليقظة الكويتية.
(3)www.greenline.com.kw/Journals/meshkat.doc
(4)http://ar.marefa.org
(5)http://www.islamonline.net
(6)http://ar.wikipedia.org