الهدي النبوي في الرفق بالحيوانات أثناء ذبحها ـ بعض مظاهر تعذيب الحيوانات أثناء أكلها في الصين
الخميس/يناير/2020
قرد ظاهر عليه علامات الفزع بعد أن وضع في الطاولة المخصصة لأكل دماغه وهو حي |
إعداد فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
كان ذلك قبل عشر سنوات لما تعرفت على شاب صيني يدرس الشريعة الاسلامية حيث حدثني عن بعض الأكلات الشعبية في الصين المتوارثة منذ آلاف السنين، وهي أكل الحيوانات وهي على قيد الحياة، فهم يعتقدون أن الحيوانات عندما يتم تناولها وهي حية تحصل البركة والفائدة الكبيرة، ومن أشهر الأكلات الشعبية تناول دماغ القرد وهو حي، وذلك بوضعه في طاولة مخصصة، حيث يتم وضع كامل جسمه تحت الطاولة وجعل رأسه يظهر فوق الطاولة؛ ليتم فتح دماغه وتناوله بملاقط خاصة، كذلك يتم شواء الأسماك وهي حية، أو شواء القسم السفلي من السمكة بالزيت المغلي، ثم يتم اخراجها وهي لا تزال حية ليتم أكلها.
صورة لبعض الصينين وهم يتناولون دماغ قرد |
كذلك نرجو مشاهدة هذا المقطع الذي يظهر عملية أكل دماغ القرد وهو حي:
كذلك نرجو مشاهدة هذا المطقع الذي يظهر عملية شي السمك بالزيت المغلي وهي حية
لما سمعت هذا الكلام وقتها لم أصدق، وظننت أن الأمر فيه مبالغة، ولكن لما بحثت على موقع اليوتيوب وجدت لقطات فيدو تثبت هذا، فشعرت بالقشعريرة والشفقة على هذه الحيوانات البريئة التي يتم تعذيبها وهي حية؛ من أجل معتقدات أسطورية لا أساس لها من الصحة، وتذكرت الهدي النبوي في التعامل مع الحيوانات، وكيف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق معها حتى أثناء ذبحها، وإليكم بعض الاحاديث:
1. عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أردَفني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذاتَ يوم، فدخل حائطاً -بستاناً- لرجلٍ من الأنصار، فإذا جَمَلٌ، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفتْ عيناهُ، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فمَسَحَ سراتَه إلَى سنامه وذفراه، فسكن، فقال: ” من ربُّ -صاحب- هذا الجمل؟ لِمَن هذا الجمل؟ “، فجاء فتًى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله . فقال: ” أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمةِ التِي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاها؟! فإنَّهُ شكَا إليَّ أنكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ “. أخرجه الإمام أحمد.
2. عن مُعاذ بن أنس رضيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ارْكَبُوا هذهِ الدوابَّ سالِمَةً، وايْتَدِعُوهَا سالِمَة، ولا تتَّخِذوها كرَاسِيَّ ” أخرجه أحمد. والمقصود بأن لا نجعلها كراسي: لا يقف أحدنا يحادث صاحبه وهما يركبان الدابة، بل عليهما أن ينزلا عنها ويتحدثان كما يشاءان.
3. مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها فقال : أفلا قبل هذا ؟ ! أتريد أن تميتها موتتين [ السلسلة الصحيحة المختصرة للشيخ الالباني].
4. عن سهل بن الحنظلية قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطنِه، فقال: ” اتَّقُوا اللهَ في هذهِ البهائمِ الْمُعْجَمَةِ؛ فارْكَبُوها صالِحَةً، وكِلوهَا صالِحَةً ” أخرجه أبو داود.
5. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رجلٍ واضعٍ رجلَهُ على صَفْحَةِ شاةٍ، وهو يَحُدُّ شَفْرتَه، وهيَ تلحظُ إليه بِبَصَرِها، فقال: ” أفَلا قَبْلَ هَذا؟! أتريد أن تميتها موتَتَيْن؟! ” اخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
6. عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فانطلقَ لحاجة، فرأيْنا حُمَّرةً [نوع من الطيور] معها فَرخانِ، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الْحُمَّرة، فجعلت تَفَرَّش، فجاءَ النبيُّ ـصلى الله عليه وسلم فقال: ” مَنْ فَجَعَ هذهِ بِوَلَدِها؟! رُدُّوا وَلَدَها إليْها ” أخرجه أبو داود.
7. عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رجلٌ: يا رسولَ الله ! إني لأذبحُ الشاةَ فأرحَمُها. قال: ” والشاةُ إن رحِمْتَها؛ رحِمَكَ الله ” أخرجه أبو داود.
8.عن شداد بن أوس قال :( ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله كتب -وقال الطيالسي : يحب- الإحسان على كل شئ، فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته ) . وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ) [أرواء الغليل: الشيخ ناصر الدين الالباني].
– وقد وردت أقوال للصحابة تحث على الرفق بالحيوان ومنها:
أ ـ عن المسيِّب بن دار قال: “رأيتُ عمرَ بنَ الخطّابِ ضربَ جَمَّالا، وقالَ: لِمَ تَحمِلُ على بعيرِكَ ما لا يُطيق؟! “.
ب ـ عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصِم بن عمرَ بنِ الخطاب: ” أنَّ رجُلا حَدَّ شَفْرَةً، وأخذ شاةً لِيذبَحَها، فضَرَبَهُ عمرُ بالدِّرَّة، وقال: أتعَذِّبُ الرّوحَ؟! ألا فعلتَ هذا قبلَ أن تَأخُذَهَا؟! “.
ج ـ عن مُحمد بنِ سِيرين: أنَّ عمرَ رضي الله عنه رأى رجلاً يَجُرُّ شاةً لِيذبَحَها، فضَرَبَهُ بالدِّرَّةِ، وقال: سُقْها لا أمَّ لكَ، إلى الموتِ سَوْقًا جمِيلا “.
د ـ كان لأبي الدَّرْداء جَمَلٌ يُقال له: (دمون)، فكان إذا اسْتَعارُوه منه؛ قال: لا تَحْمِلوا عليه إلا كَذَا وكذا؛ فإنه لا يُطيقُ أكثرَ مِن ذلك، فلما حَضَرَتْهُ الوفاةُ قال: يا دمون! لا تُخاصِمْني غَدًا عندَ ربِّي؛ فإني لمْ أكنْ أحْمِلُ عليكَ إلا ما تُطيقُ “.
هـ ـ عن أبي عثمان الثقفي قال: كانَ لِعمرَ بنِ عبدِ العزيز رضي الله عنه غلامٌ يَعْمَل على بَغْلٍ له، يأتيهِ بدِرْهَمٍ كلَّ يومٍ، فجاء يومًا بدرهمٍ ونِصف، فقال: أما بدا لكَ؟ قال: نفقتِ السوقُ. قال: لا؛ ولكنكَ أتْعَبْتَ البَغْلَ ! أجِمَّهُ ثلاثةَ أيّامٍ.