الظل الطبيعي: كيف تسهم الأشجار في تحسين جودة الحياة

 
الجمعة/يونيو/2024
   

قال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾[ النحل: 4٨]  وقال : ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل].

الأشجار هي من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى التي أودعها في الأرض، فهي ليست مجرد كائنات حية تنمو وتزدهر، بل هي مصدر للظل والراحة والجمال. خلق الله لنا الأشجار لتكون لنا مأوى من حرارة الشمس، ومصدراً للراحة والبرودة في أيام الصيف الحارة. الظلال التي توفرها الأشجار تلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية، حيث تخفض درجات الحرارة المحيطة، تحمي البنية التحتية، وتساهم في تحسين الصحة العامة. في هذا المقال، سنتناول هذه النعمة الجليلة بتفصيل ونستعرض الفوائد العديدة التي تقدمها الأشجار من خلال ظلالها الباردة والمريحة.

فوائد الظل الذي توفره الأشجار:

خفض درجات الحرارة:

الظل الذي توفره الأشجار يساعد بشكل كبير في خفض درجات الحرارة المحيطة. في الأيام الحارة، يمكن أن تكون درجات الحرارة تحت ظل شجرة أقل بمقدار 10 إلى 15 درجة مئوية مقارنة بالمناطق المشمسة المجاورة. هذا الفرق في درجات الحرارة له تأثير مباشر على الراحة الحرارية للأشخاص والبيئة المحيطة.

تأثير الظل على راحة الإنسان:

يعد الظل الذي توفره الأشجار مصدراً طبيعياً للراحة والبرودة. يساعد الظل في تقليل التعرق والشعور بالإجهاد الحراري، مما يجعل الأماكن المظللة بالاشجار مثالية للنزهات والاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشجار أن تحمي الناس من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يقلل من مخاطر الإصابة بحروق الشمس وسرطان الجلد.

حماية البنية التحتية:

الأشجار تلعب دوراً حيوياً في حماية البنية التحتية من التلف الحراري. الطرق والمباني والأرصفة التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة بشكل مستمر يمكن أن تتدهور بسرعة أكبر. وجود الأشجار بجانب هذه الهياكل يوفر ظلًا يقلل من تأثير الحرارة ويطيل من عمرها الافتراضي.

الفروقات بين الحرارة تحت ظل شجرة وبدون ظل شجرة:

قياس درجات الحرارة:

أظهرت الدراسات أن الفرق في درجات الحرارة بين المناطق المظللة بالأشجار وتلك المشمسة يمكن أن يكون كبيرًا. على سبيل المثال، في يوم حار، قد تصل درجة الحرارة في منطقة مشمسة إلى 35 درجة مئوية، بينما تكون تحت ظل شجرة حوالي 25 درجة مئوية. هذا الفارق يمكن أن يقلل من الحاجة لاستخدام التكييف ويخفض استهلاك الطاقة.

التأثير على استهلاك الطاقة:

يمكن للأشجار أن تلعب دوراً هاماً في تقليل استهلاك الطاقة في المباني. الظل الذي توفره الأشجار يقلل من الحمل الحراري على المباني، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء. وقد أظهرت الأبحاث أن الأشجار المزروعة حول المباني يمكن أن تخفض فواتير التكييف بنسبة تصل إلى 30%.

تأثير الظل على الصحة:

التواجد في الظل لا يوفر فقط راحة من الحرارة، بل يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة. الظل يقلل من خطر الإصابة بالجفاف والإجهاد الحراري، وهو أمر هام بشكل خاص للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن. كما أن تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض جلدية.

التوصيات : 

تشجيع زراعة الأشجار في الأماكن العامة والمناطق السكنية يعد ضرورياً لتوفير الظل والراحة، وحماية الأشجار القائمة ومنع قطعها غير المبرر يعزز من استمرارها في تقديم فوائدها البيئية. يجب تضمين الأشجار في خطط التخطيط العمراني، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها من خلال حملات وبرامج تعليمية. 


الوسوم:


مقالات ذات صلة